#خاطرة
لوأنّ :
الإمام ابن الجزري رحمه الله ( اقتنع) بملحوظات واستدراكات تلميذه طاهر بن عرب رحمه الله، وتيقن أنه مصيب فيها لسارع إلى ( تصحيح) كلامه والرجوع عن خطئه، أو على الأقل طلب منه أو من غيره تصحيحه ووضعه في محله من النشر، كما فعل مع تلميذه اليمني الذي نبهه على موضع " دريئ " لخلف، فما كان من ابن الجزري إلا أن استحسنه وطلب أن يستدرك ويصحح في موضعه، وهذا هو الظن بهذا الإمام الرباني:
لكنّ كل ذلك لم يكن، خاصة وأن ابن الجزري أرسل المسائل التبريزية لطاهر سنة(٨٢٣) أي قبل وفاته بعشر سنين، ووقفت على نسخ من النشر كتبت سنة ( ٨٢٩) ومقروءة على المؤلف وليس فيها شيء مما قاله الشيخ طاهر رحمه الله!
الشاهد:
أن ما سمّوه ( استدراك) الشيخ طاهر بن عرب على ابن الجزري، وبالتالي بنوا عليه ( صحة) ( منهج) التحريرات على النشر ، هو لم يلق عند ابن الجزري أذناً صاغية، بل حتى الشيخ طاهر نفسه لم يتخذ هذا ( الاستدراك) قاعدة ومدعاة لتغيير كتاب شيخه رحمهما الله.
فشيء لم يرضه الإمام ابن الجزري لتلميذه النجيب طاهر بن عرب: من باب أولى أن لا يرضاه لغيره.

#خاطرة
إلحاقاً لمقال سابق للعبد الضعيف أقول:
إذا كان الإمام ابن الجزري رحمه الله، لم يغيّر ما كتبه في النشر، في المسائل التي ذكر تلميذه طاهر بن عرب رحمه الله أنه ناقشه فيها ، أو أنه أخذها واستدركها عليه.
وكذلك الشيخ اليمني الذي ذكر له أن في النشر مسائل فيها كلام، فما زاده على قوله: هذا كتابي كتبته وأنا في كامل قوتي" ولا أسمح لك بتغييره وإن غيرته فاكتب كلامك في الحاشية حتى يتمي عن كلامي!
علماً بأن الشيخين المذكورين كانا في زمن الرواية، وطاهر بالذات ليس له رواية معروفة عن غير شيخه ابن الجزري رحمه الله:
أتراه بعد هذا يسلّم لأناس جاؤوا بعده بعدة قرون، لا (رواية ) لهم، وإنما هم أصحاب وجادة وكتب، و( منهج) مضطرب يتبعون مرة ما يمنعونه مرة!
والعجب أن بعض فضلاء العصر يعتبرون هذه الكتب كتب( رواية) وأصحابها أصلاً لا رواية لهم.
أما كون كتاب الإزميري كتاب رواية فهذا دونه فيافي وصحاري .

#خاطرة :
‏"وإنّ إلياس" الداني ( ينكر ) و ( يخطئ) قراءتها بهمزة الوصل.
‏فمن قرأ به فقد خالف الداني في كل كتبه، وليس التيسير فقط.
‏يعني: الشاطبي فيه خرج عن طريق ما يسمونه " أصله".

وهذه مسألة فاتت كل من كتب في " التحريرات " حسب علمي القاصر، لا أتذكر أني اطلعت فيها على كلام لأحدهم؛ وهي " جديرة " بالبحث" حسب منهجهم؛ فإذا كانوا " يثبتون " ما هو في " أصول النشر" مما لم يذكره ابن الجزري على شرطه؛ فلماذا لا يثبتون " الغنة لشعبة؟ وهم قائلون أنهم يقرؤون بطريق " النشر" فهو " الأصل " و " الطيبة " فرع"!
رابعاً : وهو الجديد عندي:
أن ابن الجزري رحمه الله ، ينظر إلى " الانفرادات " نظرة خاصة، وكأن مذهبه أنه يجوز القراءة والإقراء بها، وتركه لبعضها إنما هو من باب " الاختيار " لا " المنع" ، والدليل على هذا:
أولاً : معلوم ذكره " انفرادات الشطوي عن ابن وردان " الأربعة التي في نظمه " الدرة " وعدم ذكره لها في نطمه " الطيبة " سواء في هذه النسخة أو تلك.
لكنه هنا في هذه النسخة، وجدته يذكر بعض " الانفرادات " كقوله هنا في " دال قد " :
" وغلا بالجيم خلف "
فالنص صريح أنه يثبت الخلاف لرويس في إدغام دال قد في " الجيم" بالخلف عنه، وهذا لم يثبته له في النسخة المطبوعة المعتمدة عنده.
قال في النشر :
" وانفرد أبو عبد الله الكارزيني عن رويس بلإدغامها في الجيم" اهـ ( 2/4 الضباع" .
وأيضاً : ذكره النقل – كورش – لابن جماز، بالخلف، وذلك قوله:
" وبالخلف ذكي"
قال في النشر:
" وانفرد الهذلي عن أصحابه عن الهاشمي عن ابن جماز بالنقل كمذهب ورش فيما ينقل إليه من جميع القرآن " اهـ ( 1/409)
وأيضاً :
ذكره الإدغام في " ذال إذ " لرويس في ( تجد ) عن بعضهم، قال هنا :
" ولرويس البعض في تجد "
وقال في النشر:
" وانفرد الكارزيني عن رويس بإدغامها في التاء.....وأبو معشر في الجيم " اهـ ( 2/3 الضباع).
خامساً : من أهمّ ما استوقفني مما رجع عنه ابن الجزري رحمه الله :
الإدغام لابن ذكوان في " وجبت جنوبها" ، قال في النسخة المعتمدة عنده :
" .... والخلف مل ***مع أنبتت ( لا ) وجبت ) وإن نُقل
فهذا ( منعٌ ) صريح منه للإدغام ومؤكدٌ بقوله" وإن نقل " بينما في النسخة محل الدراسة، قال :
" وأنبتت ووجبت خلف منا "
وهذا إثبات صريحٌ للإدغام فيها.
وغير ذلك من الحروف، التي لو تمتد بحثها في هذه النسخة الخطية ومقابلتها ، ودراستها، لعرفنا بعض " خفايا " منهجية " هذا الإمام الكبير، الذي يظن كثير من قراء كتابه " النشر " قراءة سطحية " أنه كتاب " مطالعة " لا كتاب " مدارسة " ، والله أعلم .
سادساً : عرفنا أن ابن الجزري رحمه الله، قد قام بتغيير ؟ النظم " مرات ومرات، بل غيّر في نظمه " الطيبة " وخلال سنتين تقريباً تغييرات " جوهرية " كما رأينا بعضها الآن، لكنه:
مع هذا كله لم نره غيّر حرفاً واحداً، ولا مذهباً واحداً في كتابه " النشر " ، وهذا يجعلنا نؤكد المؤكد: وهو أن ابن الجزري رحمه الله، لم يكن غافلاً عن " نشره " بل كان متأكداً مما فيه أنه " روايته النصية والأدائية " للقراءات، وعليه فينبغي من أراد " تغييره" أن يروي مثل " روايته " أو أن يقرأ بنفس طرقه وطريقته ويجمع بين " النص " و " الأداء " من طريق غير طريق " ابن الجزري وكتابه النشر " ثم بعد ذلك يحق له قول ما شاء وتغيير ما شاء.
والله أعلم .
كتب
السالم الجكني
يوم الخميس بين المغرب والعشاء
2/ جمادى الأولى 1440هـ

#مقال
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات مهمة في نسخة الطيبة المكتوبة سنة800هـ
انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية بين أهل القراءات نسخة " خطية " من نظم " طيّبة النشر في القراءات العشر" وهي نسخة قوية جداً من جلّ النواحي العلمية.
وأول ما وصلتني هذه " النسخة" واطلعتُ عليها، قررت دراستها وكتابة ما أراه مفيداً حولها، ولضيق الوقت طلبتُ من " بعضهم" القيام بذلك ، كبحث يستفيد منه في " الترقية العلمية" ، ثم فوجئت به معتذراً عن ذلك؛ وأن فيه ما ليس " ثابتاً " رواية !
ورأيتُ أن اعتذاره؛ إشارةٌ خفية لي لكتابة البحث بنفسي، ثم ارتأيتُ أن يكون عبارة عن " نظرات علمية في النسخة" أطرح فيها ما رأيته مفيداً، مما قد يكون – عند المهتمين بتراث ابن الجزري رحمه الله - باباً لمواصلة الدراسة حول " منهج " ابن الجزري في " القراءات، وأقول:
" هذه النسخة أضافت – عندي – معلومات قيّمة حول " منهجً ابن الجزري، رحمه الله، في كتابه " النشر " الذي يتضح بين فترة وفترة، أن الباحثين – وأولهم العبد الضعيف كاتب هذه الحروف - لم يعطوه حقه من الدراسة العلمية الصحيحة.
تنبيه مهم :
قبل أن أكتب هذه " النظرات " المتواضعة، حول هذه النسخة أرى التوضيح والتأكيد على أنها ليست هي المعتمدة في الإقراء عند " ناظمها " رحمه الله ، فيما خالفت فيه النسخ التي قرئت عليه بهد هذه؛ لتصريحه نفسه بذلك.
وهذه " النظرات" ‘نما هي في " منهج ابن الجزري " عموماً، ورؤيته في " مسائل " من جانب " الأداء " كانت مخفية عني ، والآن أصبحت واضحة ولله الحمد والمنة.
أقول والله الموفق:
هذه النسخة الخطية مهمة جداً جداً، فهي أفادتني بأنه:
أولاً : قد تكون هي النسخة " الأصلية " الأولى ل " نظم الطيبة" والتي انتهى منها بالتزامن مع كتابه النشر" في نفس العام، حيث انتهى من " الطيّبة " وسط شهر شعبان( 799هـ ) ومن " النشر في شهر الحج من نفس العام.
ثانياً : هذه النسخة بلغ عدد طرقها ( نحو 800) وذلك قوله :
" باثنين في اثنين وإلا أربع نحو ثمان مائة تجتمعُ
والعجب أنها كتبت أيضاً سنة ( 800هـ ) بينما النسخة التي اعتمدها فيها عدد الطرق زهاء ( 1000) طريق كما هو معروف، مع تصريحه في النشر أنها ( 980 طريقاً ).
ثالثاً : ابن الجزري رحمه الله، لم يخرج في " نظمه للطيبة" عن كتابه " النشر " ،سواء النسخة هذه، أو تلك.
وهنا قد يقول قائلُ :
كيف تقول لم يخرج عن " النشر" وهو هنا ذكر مسائل " تخالف ماف هو مشهور عن " النشر" ؟ ك " الغنة " لشعبة " وهي ليست فيه؟
فالجواب هو من وجهين:
الأول: ابن الجزري رحمه الله قال في هذه النسخة، وكذا في المعتمدة :
" ضمّنتها كتاب نشر العشر فهي به طيّبة في النشر"
فهذا نص صريح أن الذي في هذه النسخة هو من ضمن ما في النشر، ومعلوم أن الذي في " النشر " هو مرويّ وثابت ، ويعلمه أهل القراءات.
الثاني : في هذه النسخة إثبات الغنة لشعبة ، وذلك قوله:
وأدغم بلا غنة في لام ورا والبعض كم ( صعباً ) سما بها قرا **
وعليه، فهي " نشرية ":
وأعني بهذه العبارة أنها جاءت من " طريق " اختارها ابن الجزري رحمه الله، في أسانيده في النشر، وذكرها في النشر صراحة، لكنه في النسخة المعتمدة عنده من " الطيبة " اختار الغنة لحفص، وتركها لشعبة، والدليل على أن الغنة مذكورة في " النشر " لشعبة " هو قوله :
" ورواه – إظهار الغنة – صاحب المبهج عن المطوعيي عن أبي بكر عند الراء، وعن الشنبوذي عن أبي بكر فيهما بوجهين، قال: وقرأت على شيخنا الشريف بالتبقية فيهما عندهما " اهـ ( النشر: 2/24 ط : الشيخ الضباع رحمه الله).
فهذا نص صريح أن " الغنة " لشعبة " موجود ذكرها في " النشر" ولا يقال في مثل هذا: إنه لم يثبت ، أو أن العلماء لا يعرفونه ! وهذا نص الغنة لشعبة :
قال سبط الخياط رحمه الله : " وأما إن لقيا ( النون والتنوين الساكنان ) " اللامَ " و " الراءَ " فروى قالون، والمطوعي عن أبي بكر عن عاصم إظهار الغنة عند اللام حيث وقع ...قال: وزاد المطوعي الإظهار عند الراء أيضاً " اهـ ( المبهج: 1/235) تحقيق الدكتور خالد أبو الجود .
وهذا طريق " المطوعي " في " النشر : قال ابن الجزري رحمه الله :
" وطريق المطوعي من المبهج والمصباح قرأ بها سبط الخياط وأبو الكرم على الشريف أبي الفضل، وقرأ بها على الكارزيني وقرأ بها على أبي العباس المطوعي، وقرأ بها ... والمطوعي و ...على أبي بكر يوسف بن يعقوب بن الحسين الواسطي المعروف بالأصم، وقرأ .... على أبي بكر شعيب بن أيوب بن رزيق بتقديم (الرّاء) الصريفيني " اهـ . النشر: ( 146 وما بعدها) طبعة الشيخ الضباع رحمه الله .
والآن، اتضح أن " الغنة " لشعبة" ثابتة وصحيحة ، و " نشرية "؛ قصارى ما في الأمر أن ابن الجزري لم يخترها ، مع أنها ثابتة عنده، وصحيحة، وقد قرأ بها ، وأقرأ بها، بل وضمنها " الطيبة " في أوائل تأليفها:
صحيح أنه " رجع " عنها في " الطيبة " لكنه لم " يرجع " عنها في " النشر" !

?تفريغ مجالس صوتية قام بها بعض طلاب العلم مأجورين?
وليس مؤلفا،،،
ولا يزال يحتاج بلا شك الى تنقيح ومراجعة الشيخ
حتى يُطبع،،،،،،
وقد بذلتُ الوسع،،، الا ان التنقيح والتهذيب يحتاج الى زمان،،،
وخشيتُ أن نتأخر في اخراجه رغبة في الكمال،،، ولا يدري المرء ما يعتريه،،،
فارتأيت الاستعجال،،، عسى الله ان ينفع به الى حين التفرغ لمراجعته وتهذيبه.
قال العبد الجكني الفقير إلى مولاه الغني:
أسعد الله من قام بهذا العمل وكتب له أجره كاملاً وأجر الدال على الخير يارب.
وأدعوه سبحانه وتعالى أن ينفع بما في هذا التفريغ من علم وأن يتجاوز عما فيه من نقص وخطأ وغلط وسهو يارب.
وإذا تمت مراجعته وتصحيحه وتنقيحه فسيعرض ثانية لطلاب العلم ، سائلا الله تعالى القبول والستر في الدارين.

د- لم تذكر كتب التراجم سنة مولد طاهر ، والذي رجحه محقق كتاب التذكرة الدكتور أيمن سويد حفظه الله أنها في حدود سنة 347هـ تقريباً ، وهو أقصى حد بناء على تتلمذه على ابن بدهن ، وأنه – طاهر – قد يكون تتلمذ عليه وعمره 12 سنة ، فإذا صح هذا ، فيكون عمره حين نسخ كتاب الحجة ( 80) ثمانون سنة تقريباً ، وهذا سنّ غالباً من يصله لا يكون خطه بنفس جمال ودقة وصحة الخط الذي كتبت به هذه النسخة ، فخطها واضح أنه خط رجل مكتمل القوة ، لا رجل عجوز بلغ الثمانين من عمره ، والله أعلم .
وأخيراً أقول :
يظهر لي – والله أعلم – أن المقصود بطاهر ابن غلبون ، ليس هو طاهر بن عبد المنعم بن غلبون المقرئ صاحب كتاب التذكرة ، بل هو طاهر آخر نحوي ، وإذا كان هناك كثير ممن اسمه " ابن غلبون " فلا يبعد أن يكون أحدهم اسمه " طاهر " وكان في القرن الرابع ، والله أعلم .
هذا ما عندي على سؤالك أخي الكريم ، بسطته لك على عجل من أمري ، وضيق من وقتي ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فحسبي أني اجتهدت بدليل علمي ، وليس من شرط الباحث الصواب في كل اجتهاده ، والله الموفق للصواب .
السالم الجكني
عصر يوم الجمعة : 24ربيع الأول 1438

#خاطرة :
‏من العبارات في" النشر " التي يغفل عن دلالاتها أهلُ التحريرات:
‏١- لأصحاب الكتب.
‏٢- طريق الأداء فقط.
‏٣- صحت معاصرته.
‏٤- أسانيد كتب القراءات وتراجم القراء.
‏٥- الداني انتهى إليه تحقق هذا العلم وضبطه وإتقانه.
‏٦- أبو العلاء الهمذاني انتهى إليه حال النقلة.