💐🍃ياله من موقف ...

ولما سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن النجوی، قال: سمعت رسول الله ، يقول: يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه؛ فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقرره.
ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم» [أخرجه البخاري). |

ما أحلم الله تتستر الصدور بخواطر وواردات و مقاصد ونیات؛ لا ينفذ إليها سمع، ولا يصل إليها بصر.. فيطلع عليها الحكيم العليم، ثم يسترها.
يحجب الليل بظلمته، ويغطي بأجنحته السماء، وهم يتهامسون خفية ويتناجون سرا؛ فلا يسمعهم جار، ولا يدري بهم أهل الدار، ولا تنقل عنهم أخبار .. ولكن اللطيف الخبير علم وسمع ورأى، ثم ستر.

وربنا و مع كمال غناه عن الخلق كلهم وعن طاعتهم وعبادتهم؛ یکرم عبده، ويستره، ويستحي من هتكه وفضحه وتعجيل العقوبة به، ثم يوفقه للندم والتوبة، ويعفو عنه، ويغفر له سبحانه (( ألم يعلمو أن الله هو يقبل التوبة عن عباده، ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم )

لا إله إلا الله الستير! تنتهك حرماته، وتخالف أوامره، ويكثر الخطأ، وتتعاظم الذنوب؛ ومع ذلك كله يتوب ويغفر، ويعفو ويصفح، ويستر ويمحوه
يعلم ضعفنا، ويرى مكاننا، وهو مطلع على خائنة أعيننا وما تخفي صدورنا، ومع ستره علينا؛ تكرم علينا وقال( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ماتفعلون)

والستير وله هو الذي يستر على عباده؛ فلا يفضحهم في المشاهد، ويحب من عباده الستر على أنفسهم واجتناب ما يشينهم.
وربنا كما هو ستير للعيوب والفضائح؛ فهو سبحانه محب لتارك القبائح.

نعمة السِّتر:
الستر: صفة من صفات ربنا جل جلاله وهي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان:20].

قال عكرمة عن ابن عباس: النعمة الظاهرة: الإسلام والقرآن، والباطنة: ما ستر عليك من الذنوب ولم يعجل عليك بالنقمة.[2].

فمن أعظم نعم الله عليك أن يشملك بستره الجميل.

وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف:26].

يواري سوءاتكم: أي يستر عوراتكم، وسميت العورة سوأة لأنه يسوء صاحبَها انكشافُها.

ولباس التقوى ذلك خير: أي كما ستر ظواهرنا باللباس الظاهر ينبغي أن نستر بواطننا بتعميرها بالتقوى والأعمال الصالحة، فيكون العبد قد تخلق باسم الله الستير واتصف بصفة الستر.

لكن للأسف الشديد يأبي بعض الخلق إلا أن يكشف ذلك الستر وينزع ذلك الرداء فيسقط منه الحياء ويُنزع منه الستر

الشيخ حسن بخاري

(وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدࣰا﴾

من توفيق الله لفتية الكهف أن ألهمهم هذه الدعوة الصالحة؛
حيث كانوا في حالة من الانقطاع من جميع الأسباب وفي مكان لا يعلمون ما سيصير حالهم فيه وفي مضايق كثيرة من الخوف من قومهم والبعد عن أهلهم والوحشة في كهفهم بلا طعام ولا شراب ولا فراش ولا لحاف
مع كونهم فتية في مقتبل أعمارهم لم تعركهم التجارب والأسفار وبلايا الحياة ومصاعبها
وقد خرجوا في عجلة من أمرهم حتى لم يأخذوا زادا يكفيهم ولو عدة أيام لفجأة الأمر لهم.
فسألوا ربهم هذه الدعوة الجامعة الملهمة
التي فيها كمال التفويض والتسليم وغاية الافتقار
(هيء لنا)
سألوا الإعداد والتيسير والإصلاح والصنع والتجهيز وتولي الأمر كله
من (أمرنا)
جميع أمرنا في دنيانا وآخرتنا
في ديننا ودنيانا
في ثباتنا وهدايتنا وخوفنا وجوعنا ووحشتنا وغربتنا وتفاصيل قصتنا
فأجاب الله سؤالهم يإعداد رباني عجيب
تكاملت فيه أسباب السموات والأرض والشمس والظلال والحيوان والزمان والمكان
حتى مشهد الكلب وبسط يديه
في جمال التهيئة الربانية البديع الذي يأسر القلوب.
وأجسادهم التي أسلموا تهيئتها لربهم
هيأها أعظم تهيئة وأكملها وأنامها وقلبها
وانتظمت كلها في هيئة ربانية
لتجيب دعوة الفتية
ولما كانت دعوتهم (أن يهيء لهم)
وصف الله الهيئة وأفاض القرآن العظيم في تفاصيلها وجمالها وإحكامها...

يالها من دعوة
يارب هيء لنا من أمرنا رشدا

القيم رحمه الله: "من أعزّ أنواع المعرفة معرفة الرب سبحانه بالجمال، وهي معرفة خواص الخلق".

الله تبارك وتعالى جمع الجمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه، وما من جمال في الدنيا والآخرة إلا من آثار اسم الله الجميل.

-فمن آثار جماله هذا الكون العظيم بما فيه من أفلاك وكواكب ونجوم، وجمال الأرض بما فيها من طبيعة خضراء تأسر العين، والبحر بما فيه من أسرار وعجائب لا يحصيها أحد إلا مصورها.

-خلق الإنسان فجمّله في أحسن صورة، ويكفي في جمال الخلق ما وردنا في جمال يوسف عليه السلام الذي ذهلت النساء برؤيته وقطعن أيديهن من شدة الانبهار به!

-ومن آثار جماله جمال الجنة التي خلقها بيده وأعدها أحسن إعداد لأحب عباده إليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذين صبروا على طاعته وإرضائه.

-أما جمال ذاته سبحانه فلا يستطيع أحد أن يدركه؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أعرف الخلق به قال: (لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك).

فالله خلق الخلق على هيئة لا تطيق رؤيته سبحانه، وإذا كانت الجبال الشامخات عجزت عن ذلك كما في الآية: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًّا} فكيف بالإنسان الضعيف؟!

لكن الله يعطي أهل الجنة قوة ليتحملوا رؤيته ويلتذُّوا بالنظر إلى وجهه.. 

ففي يوم المزيد يكشف الله الحجاب لأهل الجنة ويتبدَّى لهم فيغشاهم من نوره ما لو أن الله قضى ألا يحترِقوا لاحترَقوا، فإذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله نسوا ما هم فيه من النعيم، وودوا لو تدوم لهم هذه الحال ليكتسبوا من نوره وجماله جمالا إلى جمالهم.

-ومن آثار جماله: جمال شرعه ودينه، وهو الأصل الثاني في معرفتك وإيمانك باسم الله الجميل، فالإيمان باسم الله الجميل يتضمن أصلين:

-الأول: أن تعرفه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء.

-والثاني: أن تعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه.

جمّل الله شرعه وجعله أحسن الشرائع وارتضاه لنا دينًا، وإذا أيقنت أن كل جمال في الدنيا والآخرة فهو من آثار اسم الله الجميل؛ فإن الله ما خلق هذا الكون كله ولا قامت السماوات والأرض بعظمتها ولا خلق الجنة والنار إلا ليُعبد وحده، ولا يحصل ذلك إلا بإقامة شريعته.

فلا يُعقل بعد ذلك أن يتخيل شخص أن في الدين تشريع لا يناسبنا الآن، أو لم يعد صالحًا لوقتنا! فمن يزعم ذلك فهو يقدح باسم الله الجميل جل وعلا وتنزه عن كل نقص.

فحدود الجمال تقف عند الشرع، فكل ما جمَّله الشرع فهو جميل، وكل ما قبَّحه الشرع فهو قبيحٌ بتقبيح الله الجميل له!

فمثلا: لو ادّعت امرأة أن في العري جمالا فقد زيّن الشيطان وكذب عليها؛ لأن الله قبّح العري فهو قبيح، ومتى كنا في إطار الشرع فنحن في إطار الجمال.

أخيرا.. إذا تمكّن اسم الله الجميل من القلب فإن سيورثه:

١/ محبته سبحانه لما له من كمال الجمال في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فالقلوب مفطورة على حب الكمال ومن قام به.

٢/ الرضا بما يقدر الله ويقضيه من المصائب؛ لأنه سبحانه أفعاله كلها جميلة، ولا يفعل إلا ما فيه حكمة وخير لعبده المؤمن، وهذا يثمر في قلبك الطمأنينة وحسن الظن بالله جل وعلا.

٣/ الرضا بشرعه والتسليم والانقياد له، فلما ادّعى كل الناس حب الله امتحنهم بقوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} واتباعه صلى الله عليه وسلم لا يحصل إلا بالتسليم للحق متى جاء الدليل، لا بالبحث عن فتوى من هنا وهناك تجيز لك الفعل!

٤/ الشوق إلى رؤية الله الذي له الجمال كله، والاستعداد لذلك بالعمل الصالح المقرب إليه.

يقول سالم بن أبي أمية وهو يعظ عمر بن عبد العزيز: "يا أمير المؤمنين! عبدٌ خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته، عصاه مرة واحدة فأخرجه من الجنة، وأنا وأنت نعصي الله مرارًا ونتمنى على الله الجنة!".

اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

اسم الله الجميل عزوجل :

🔅وهذا الاسم الكريم يدلُّ على ثبوت الجمال لله سبحانه فى أسمائه وصفاته ، وفى ذاته وأفعاله

⚜قال ابن القيِّم رحمه الله تعالى :
( وجماله سبحانه على أربع مراتب :
🔸جمال الذّات ، 
🔸وجمال الصفات ،
🔸 وجمال الأفعال ، 
🔸وجمال الأسماء ،

🔹فأسماؤه كلُّها حسنى ،
🔹وصفاته كلّها صفات كمال ،
🔹 وأفعاله كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة

🔅وأما جمال الذات وما هو عليه فأمرٌ لا يدركه سواه ، ولا يعلمه غيرُه ، وليس عند المخلوقين منه إلاَّ تعريفات تعرَّف بها إلى مَن أكرمه من عباده ،
🔅فإن ذلك الجمال مَصونٌ عن الأغيار ، محجوبٌ بستر الرِّداء والإزار ،

🔱كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحكى عنه :
الكبرياء ردائى ، والعظمة إزارى ... 
فما ظنك بجمالٍ حُجبَ بأوصاف الكمال ، وسُتِر بنعوت العظمة والجلال .

🔅ومن هذا المعنى يفهم بعض معانى جمال ذاته ، فإن العبد يترقى من معرفة الأفعال إلى معرفة الصفات ، ومن معرفة الصّفات إلى معرفة الذات ، فإذا شاهد شيئاً من جمال الأفعال ، استدل به على جمال الصفات ، ثم استدل بجمال الصفات على جمال الذات ... ) اهـ.

⚜ وتمام المنة على أهل الجنة ، وأعظم النعم رؤيتهم إلههم وربهم ومولاهم الجميل ، ومولاهم الجميل الجليل – سبحانه

اللّهم إنّا نسألك لذَّة النَّظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقاىك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة

✍ مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر

﴿إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ﴾ به!

العالمون بالله هم الذين يخشونه لا العلماء مطلقاً.
قال ابن عباس: ‌‏«يريد إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني».
وقال مقاتل: ‌‏«أشد الناس لله خشيةً أعلمهم به».
وقال الكلبي: ‌‏«العلماء بالله هم الذين يخشونه»

وذلك أن المعرفة بالله توجب للعبد:
حباً لله، ورجاءً فيه، وخشية منه.

قال أحمد بن عاصم الأنطاكي:
‌‏«من كان بالله أعرف كان من الله أخوف»
المروزي في تعظيم الصلاة (٧٩١).

فإن قلت: كيف أتعرف على ربي؟
قلت: ابدأ بالدعاء أن يعرّفك عليه تعالى.
ثم اطلب علم أسمائه وصفاته.
وتفرغ لذلك زمناً لا غرض لك إلا معرفته.
يقول ابن القيم:
‌‏«… لا ينجو إلا الراسخ في العلم العارف بأسماء الله وصفاته، فإنه كلما كان بالله أعرفَ كان له أشدَّ خشيةً، وكلما كان به أجهلَ كان أشدَّ غرورًا به وأقلَّ خشيةً».
أعلام الموقّعين (٤/ ٢٩٢) بتصرف.