#تيميات (15)

*💢من تاب كان آدميا، ومن أصر واحتج بالقدر كان إبليسيا*💢

*🌳قال ابن تيمية: "آدم عليه السلام لما أذنب تاب فاجتباه ربه وهداه.
وإبليس أصر واستكبر واحتج بالقدر؛ فلعنه وأقصاه.
فمن تاب كان آدميا، ومن أصر واحتج بالقدر كان إبليسيا.
فالسعداء يتبعون أباهم آدم، والأشقياء يتبعون عدوهم إبليس.
فنسأل الله العظيم أن يهدينا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين. والشهداء والصالحين."*

[الفتاوى (8/ 243) وانظر: (8/ 64) (2/ 303)]

‏•••═══ ༻✿༺═══ •••

قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .(علمية عقدية -تربوية - دعوية)

‏https://t.me/sulaiman_Al_Dubaikhi

#منهجيات (3)

*💢أهمية مراجعة النسخ الأخرى للكتاب عند مواضع الإشكال💢*

🔶خطأ في بعض نسخ متن الطحاوية🔶

🌳عند استشكال نص معيّن في كتاب ما، أو الوقوف على خطأ فيه، فمن أهم الخطوات التي قد تكشف لك هذا الإشكال وتصحح لك هذا الخطأ: مراجعة النسخ الأخرى للكتاب، فقد تجد فيها هذا النص على الصواب.

🌳ومن أمثلة ذلك: ما جاء في متن الطحاوية، حيث وجدتُ في بعض النسخ المعدة للحفظ، وكذا بعض النسخ التي عليها شروح بعض المشايخ العبارة التالية -في سياق الحديث عن اللوح المحفوظ-:

🔷(وَلَوِ اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ عَلَى شَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ أَنَّهُ غَيْرُ كَائِنٍ لِيَجْعَلُوهُ كَائِنًا: لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ)

استشكلتُ هذا النص لكونه جعل الشيء الذي لم يُقدَّر مكتوباً، والذي دلت عليه النصوص أن المكتوب في اللوح المحفوظ متعلق بالمقدر فقط.

🔷وبالرجوع إلى بعض النسخ الأخرى كالتي بتحقيق الأرنؤوط والتركي، وجدتُ العبارة على الصواب: (ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله -تعالى- فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه).**
‏•••═══ ༻✿༺═══ •••

قناة أ.د.سليمان بن محمد الدبيخي .(علمية عقدية- تربوية - دعوية)
‏https://t.me/sulaiman_Al_Dubaikhi

‏#ومضات (67)

*💢القرآن ليس جهمياً ولا قدرياً ولا رافضياً…*💢

🌳قال ابن القيم: "وأنت تجد جميع هذه الطوائف تنزل القرآن على مذاهبها وبدعها وآرائها، فالقرآن عند الجهمية جهمي، وعند المعتزلة معتزلي، وعند القدرية قدري، وعند الرافضة رافضي، وكذلك هو عند جميع أهل الباطل، ﴿وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون﴾ [الأنفال: ٣٤]."**
[شفاء العليل (1/ 277)]

‏•••═══ ༻✿༺═══ •••

قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .(علمية عقدية -تربوية - دعوية)
‏https://t.me/sulaiman_Al_Dubaikhi

#إيضاحات (33)
*?{والله يعصمك من الناس}?
?*قال الله تعالى: ﴿ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين﴾ [المائدة: ٦٧].

?قد يستشكل البعض ما جاء في هذه الآية من الإخبار بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، مع ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من أنه صلى الله عليه وسلم تعرض للتسميم من اليهودية التي أطعمته شاة بخيبر، واستمر أثر السم فيه، حتى توفي عليه السلام.
وقد جاء في بعض الرويات التصريح بأن السم كان من أسباب وفاته عليه السلام،
ولذا قال بعض أهل العلم: إنه مات شهيداً صلى الله عليه وسلم، فكيف يتفق هذا مع العصمة؟!.

?أُجيب عن هذا: بأن العصمة مقيدة بإتمام البلاغ، أي: يعصمك الله تعالى حتى تبلغ الرسالة ويظهر الدين، فلما أتم الله به الدين أنفذ فيه ذلك السم.

?قال الشنقيطي رحمه الله: "﴿أيْ: بَلِّغْ أنْتَ والحالُ أنَّ الَّذِي أمَرَكَ بِذَلِكَ؛ -وهو المَلِكُ الأعْلى؛ الَّذِي لا كُفُؤَ لَهُ-؛ ﴿يَعْصِمُكَ﴾؛ أيْ: يَمْنَعُكَ مَنعًا تامًّا؛ ﴿مِنَ النّاسِ﴾؛ أيْ: مِن أنْ يَقْتُلُوكَ قَبْلَ إتْمامِ البَلاغِ؛ وظُهُورِ الدِّين… ولَقَدْ وفّى - سُبْحانَهُ - بِما ضَمِنَ؛ ومَن أوْفى مِنهُ وعْدًا؛ وأصْدَقُ قِيلًا؟! فَلَمّا أتَمَّ الدِّينَ؛ وأرْغَمَ أُنُوفَ المُشْرِكِينَ؛ أنْفَذَ فِيهِ السُّمُّ الَّذِي تَناوَلَهُ بِخَيْبَرَ؛ قَبْلَ سِنِينَ؛ فَتَوَفّاهُ شَهِيدًا؛ كَما أحْياهُ سَعِيدًا".

?وقال ابن عثيمين رحمه الله في فوائد الآية:
"الفائدة الثانية عشرة: عناية الله تعالى بالرسول صلى الله عليه وسلم في عصمته من الناس لقوله: ﴿والله يعصمك من الناس﴾ وهل هذه مطلقة أو مقيدة بما يحصل به البلاغ، يعني: يعصمك من الناس حتى تبلغ الرسالة؟ إن نظرنا إلى ظاهر الآية قلنا: إنها مطلقة، ﴿يعصمك من الناس﴾، وإن نظرنا إلى أن النبي ﷺ أهديت إليه شاة مسمومة في غزوة خيبر، وأكل منها وأثرت في لهواته، وكان أثرها مشاهدا، وفي مرض موته أخبر أن أكلة خيبر ما زالت تعاوده، وقال: (هذا أوان انقطاع الأبهر مني) -الأبهر: عرق في الظهر متصل بالقلب إذا انقطع هلك الإنسان-، فهذا يدل على ما قيل: إن الرسول صلى الله عليه وسلم مات بسبب السم الذي حصل من هذه المرأة اليهودية… فإذا كان كذلك فيجب أن تقيد الآية، ويكون المعنى: يعصمك من الناس حتى تبلغ الرسالة، وفعلا بلغ الرسالة وأنزل الله على رسوله نعيه في قوله: ﴿إذا جاء نصر الله والفتح (١) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا (٢) فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا (٣)﴾"**

[تفسير سورة المائدة (2/ 153)].

‏•••═══ ༻✿༺═══ •••

قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .
(علمية عقدية -تربوية - دعوية)

‏https://t.me/sulaiman_Al_Dubaikhiا

#آثار_عقدية (16)

*?إنما يُعجب بعمله القدري?*

?قال أبو سليمان الداراني (ت215):

"التَّوَاضُعُ أَنْ لَا تُعْجَبَ بِعَمَلِكَ، وَكَيْفَ يُعْجَبُ عَاقِلٌ بِعَمَلِهِ؟ وَإِنَّمَا نَعُدُّ الْعَمَلَ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، يَنْبَغِي أَنْ يَشْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهَا وَيُتَواضَعَ، إِنَّمَا يُعْجَبُ بِعَمَلِهِ الْقَدَرِيُّ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْمَلُ، فَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُسْتَعَمَلُ، فَكَيْفَ يُعْجَبُ؟"**

[إسناده صحيح، رواه الفريابي في القدر (ح439) والآجري في الشريعة (2/ 964) وابن بطة في الإبانة (4/ 285) وانظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (17/64- 65)]

*?*إضاءة
أهل السنة يرون أن العمل الصالح سبب لدخول الجنة، وليس دخول الجنة بمجرده، بل لا بدَّ من رحمة الله وفضله، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (قاربوا وسددوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله) قالوا: يا رسول الله، ولا أنت؟، قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)

?والعمل الصالح إنما وقع بتوفيق الله ورحمته وتيسيره، فآل الفضل كله لله تعالى، وعليه فلا وجه للعجب بالعمل، فالإعجاب بالعمل مناف للعقل، إذا العقل كما الشرع يوجب شكر الله تعالى على توفيقه للعمل الصالح.

?كما يوجب التواضع وهضم النفس، فكل ما يحصل للإنسان من النعم الدينية والدنيوية إنما هو بفضل الله تعالى، ولولا فضله وتوفيقه لما حصل شيء من ذلك، فلا وجه للتكبر أو التفاخر على الغير بسبب العمل أو المال أو المنصب أو الجاه، فالمتفضل هو الله وحده، وهو القادر على سلبه أيضاً.

?ولذا قال الداراني: "وَإِنَّمَا نَعُدُّ الْعَمَلَ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، يَنْبَغِي أَنْ يَشْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهَا وَيُتَواضَعَ"

?وقال الإمام الصابوني في معرض بيان عقيدة أهل السنة والجماعة-: "ويعتقدون ويشهدون أن أحدًا لا تجب له الجنة وإن كان عمله حسنًا وطريقه مرتضى إلا أن يتفضل الله عليه، فيوجبها له بمنه وفضله؛ إذ عمل الخير الذي عمله لم يتيسر له إلا بتيسير الله عز اسمه، فلو لم ييسره له ولو لم يهده لم يهتد له أبدًا، قال الله عز وجل: ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾"** [عقيدة السلف وأصحاب الحديث (294- 295].

*?بينما القدري الذي يزعم أن العمل الصالح راجع إليه، لا إلى الله تعالى -لأنه يرى أن الله تعالى ليس هو الخالق لفعله- فإن ذلك قد يحمله على أن يُعجب بعمله، إذ يتأتّى ذلك على مذهبه.*?**ولذا قال الدارني: "إِنَّمَا يُعْجَبُ بِعَمَلِهِ الْقَدَرِيُّ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْمَلُ" أي: يعمل مستقلاً عن مشيئة الله وتوفيقه وخلقه!.

?كما يتأتّى على مذهبه: أنه لا يسأل الله الهداية والتوفيق، ونحو ذلك، لأنه يزعم أن ذلك إليه لا إلى الله تعالى!.

?قال الإمام الآجري (ت366): "اعلموا رحمنا الله وإياكم أن القدري لا يقول: اللهم وفقني، ولا يقول: اللهم اعصمني، ولا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ لأن عنده أن المشيئة إليه، إن شاء أطاع وإن شاء عصى، فاحذروا مذاهبهم لا يفتنوكم عن دينكم"** [الشريعة (2/ 960)].

‏•••═══ ༻✿༺═══ •••
قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .(علمية عقدية -تربوية - دعوية)

‏https://t.me/sulaiman_Al_Dubaikhi

‏#مقالات (21)

?تقريظ الكتب أمانة وذمها أمانة?****

*?*من مزالق التقديم للكتب: التقديم لها دون قراءتها كاملة، وتقييمها بناء على آراء الآخرين، خاصة حينما يكون المقدِّم ممن يوثق بقوله ورأيه، ولا يعفيه من مغبة التقديم أن يقول: (تصفحت الكتاب) أو (قرأت مقتطفات منه) لأنه حينذاك ليس ملزماً بالتقديم.

?لقد رأيت أربعة من أهل العلم -اثنان منهم من أهل الاختصاص- قدموا لكتاب في العقيدة فأثنوا عليه وأشادوا به وأنه على مذهب السلف، وقد ضمنه مؤلفه -دون أن يقصد- نقولات عن شراح الحديث فيها تأويل لبعض الصفات كالعينين والأصابع وغيرها…، كما أنه حمل تناقضات في بعض المواضع… ثم جاءت منصة علمية، وأشادت بالكتاب وجعلته كتاب الأسبوع!، فلما تواصلتُ معهم، وذكرتُ لهم مواضع المخالفة، قالوا: إننا لم نطّلع عليه، وإنما بنينا مدحنا له على تقريظ من قرظه من أهل العلم! ثم حذفوه من المنصة…
والعجيب أن هذا الكتاب طُبع عدة طبعات، ووزع منه آلاف النسخ، بناء على تزكية المقرظين!.
?فهل يعي هؤلاء المقرظون ما يترتب على تقريظهم؟.

وأكاد أجزم بأن الجميع لم يقرأ الكتاب كاملاً.

?ورأيت أحد أهل العلم الكبار قدم لكتاب قال عنه: (أفضل ما كُتب في هذا الموضوع!)، والواقع أنه هناك ما هو أفضل منه، فضلاً عن كون الكتاب قد تضمن عدة مخالفات، كما أن المؤلف في مسألة الكتاب قد اقترب من رأي إحدى الفرق الكلامية!.

?وفي المقابل قد ترى من يذم كتاباً ويحذر منه وهو لم يقرأه البتة، وإنما بناءً على ما نُقل إليه!.

?وكل هذا ظلمٌ وجورٌ، فالمادح والقادح دون اطلاع على كامل الكتاب ظالم وجائر:

?فالأول ظلم كل من يثق برأية فزكى لهم كتابا لا يستحق التزكية، بل قد يستحق الذم.

?والثاني ظالم وجائر من هذه الجهة، حيث ذمَّ كتاباً بما ليس فيه، وظالم للمؤلف من جهة أخرى، حيث نسبه إلى الخطأ وربما فوق ذلك!.

?فالتقريظ أمانة، والذم أمانة، والتساهل في ذلك غش وجناية.**

‏•••═══ ༻✿༺═══ •••

قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .(علمية عقدية -تربوية - دعوية)
‏https://t.me/sulaiman_Al_Dubaikhi

#فوائد_ودرر (62)

*?العبرة بكثرة المحاسن?*

?قال الذهبي: "نسأل الله العفو والمغفرة لأهل التوحيد، ونبرأ إلى الله من الهوى والبدع، ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن"**
[السير (20/ 45- 46)].

‏•••═══ ༻✿༺═══ •••

قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .(علمية عقدية- تربوية - دعوية)

‏https://t.me/sulaiman_Al_Dubaikhi