✍?السؤال/ هل يجزئ الاقتصار على أحدهما _الماء أو الحجر ونحوه_ في الاستنجاء ؟

قالويجزئ أحدهما
أي: الحجر والماء أما الماء لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فأحملُ أنا وغلامٌ النَّحْوَ إداوةً من ماءٍ فيستنجي بالماء» رواه البخاري ومسلم.
وأما الحجر ونحوه فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «إذا ذهبَ أحدُكمْ إلى الغائطِ فليذهبْ معَهُ بثلاثةِ أحجارٍ يستطيبُ بهنَّ فإنَّها تُجزئُ عنهُ» أخرجه أبو داود (٤٠)، والنسائي (٤٤) حسنه الألباني.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
(١)مذهب الأئمة الأربعة جواز الاستنجاء بالماء وجواز الاقتصار على الاستجمار ولو مع وجود الماء.

✍️السؤال/ما حكم الجمع بين الحجر ونحوه مع الاستنجاء بالماء؟

قال [ويسن الاستنجاء (١)بالحجر ونحوه ثم بالماء(٢)]

-عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في أهل قباء . ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا نتبع الحجارة الماء . رواه البزار وضعفه الألباني

-عن عائشة رضي الله عنها قالت.«مُرنَ أزواجَكُنَّ أن يستَطيبوا بالماءِ ، فإنِّي أستَحييهِم ، فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يفعلُهُ»(٣)
رواه أحمد والترمذي وصححه النووي والألباني

-وفي المصنف لأبي شيبة بإسناد صحيح عن عبد الملك بن عمير قال قال علي رضي الله عنه قال «إن من كان قبلكم كانو يبعرون بعرا وإنكم تثلطون ثلطا فأتبعوا الحجارة الماء»

-ولأنه أبلغ في الإنقاء والتنظيف

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

(١) قيل الاستجمار هو الاستنجاء واستجمر واستنجى واحد(لسان العرب ١٤٧/٤)

(٢)وهو مذهب الجمهور أي: استحباب الجمع بين الحجارة والماء

(٣)ليس في لفظة من ألفاظ الحديث ما يدل على اتباع الحجارة الماء

✍️ما هو حد الإنقاء بالاستنجاء بالماء
وهل تكفي غلبة الظن في ذلك؟

قال[والانقاء بالماء عود خشونة المحل كما كان( ١) وظنه كاف (٢)]

قوله «وظنه كاف» فلا يشترط التحقق دفعا للحرج
ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت كا ن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم اغتسل ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات ثم غسل سائر جسده..» رواه البخاري ومسلم

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

(١)المذهب أن حد الإنقاء بالاستنجاء بالماء عود المحل كما كان مع السبع غسلات «وقول في مذهب الحنابلة أنه لا يعتبر عدد معين بل المطلوب أن يعود المحل كما كان.»

(٢)وهو مذهب الجمهور أي أنه تكفي غلبة الظن في ذلك «وقول في مذهب الحنابلة أنه لابد من اليقين»

-قوله: «وَمِنْهُ: الْمَضْمَضَةُ وَالْاسْتِنْشَاقُ»

أفادنا المؤلف بأن المضمضة والاستنشاق واجبان، وهذا هو المذهب عند الحنابلة وهو من المفردات (۱).

واستدلوا بعدة أحاديث، ومنها ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة الله أن رسول الله ﷺ قال: «إذا توضأ أحدكُمْ فَلْيَجْعَلْ في أنفه ماء، ثم لِيَنْتَثِرْ ) (۲) ، قالوا : فقوله: «لِيَنْتَثِرْ» هذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب. وفي الصحيحين عن حمران مولى عثمان وه أنه رأى عثمان دعا بوضوء، فَأَفْرَغَ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَكْثَرَ، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المرفقين ثلاثاً، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثاً، ثم قال : رأيت النبي يتوضأ نحو وضوئي هذا، وقال: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه، غَفَرَ الله له ما تقدم من ذنبه ) (۳)، قالوا: وكل من وصف وضوء النبي ﷺ ذكر المضمضة والاستنشاق، ولذلك قال ابن القيم في الهدي: ولم يتوضأ النبي ﷺ إلا تمضمض واستنشق، ولم يُحفظ عنه أنه أخل به مرة واحدة (٤)»، فهذا يدل على وجوبهما.

وجاء عند أصحاب السنن من حديث لقيط بن صبرة له أن النبي ﷺ قال له: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما (٥) وهو حديث صحيح، وفي رواية عند أبي داود: «إذا توضأت فَمَضْمِضْ» (٦).(٧)

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

(1) ينظر: الإنصاف ۱۱۷/۱
(۲) أخرجه البخاري ٤٣/١ (١٦٢) ، ومسلم ۲۱۲/۱ (۲۳۷)
(۳) أخرجه البخاري ٥٢/١ (١٦٤) ، ومسلم ١/ ٢٠٥ (٢٢٦).
(٤) زاد المعاد ۱ / ۱۸۷ ، وينظر : التمهيد ٣٦/٤.

(٥) أخرجه أبو داود ١ / ٣٦ (١٤٣) ، والترمذي ٢ / ۱٤٧ (۷۸۸)، والنسائي ١/ ٦٦ (٨٧)، وابن ماجه ١٤٢/١ (٤٠٧) ،

(٦) أخرجه أبو داود ١ / ٣٦ (١٤٤) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٨٦/١ (٢٣٧)، وحسن إسناده النووي في خلاصة الأحكام ١/ ٩٩ (١٥١).

(٧) القول الثاني: استحباب المضمضة والاستشناق، وهو مذهب جمهور أهل العلم والأقرب هو القول الأول وجوب المضمضة والاستنشاق(.ينظر السلسبيل ١٧١/١)

تسهيل حساب الفرائض
د. سعد بن تركي الخثلان

✍️ما هو عدد المسحات المجزئ في الاستجمار بحجر ونحوه وما هي صفة المسح؟

قالولا يجزئ أقل من ثلاث مسحات تعم كل مسحة المحل(٢)
عن سلمان رضي الله عنه ، قال: قيل له: قد عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخِرَاءَةَ، قال: فقال: أجَل «لقد نَهَانا أن نَستقبل القِبْلَة لِغَائِطٍ، أو بَول، أو أن نَسْتَنْجِيَ باليمين، أو أن نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ من ثلاثة أحْجَار، أو أن نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَو بِعَظْمٍ». [رواه مسلم]

ولحديث أبي هريرة مرفوعا «وكان يأمرنا بثلاثة أحجار وينهى عن الروث والرمة» أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
(١)المذهب أنه لابد من ثلاث مسحات[وهو مذهب الشافعية]

(٢)المذهب في صفة المسح بالأحجار أن يعم بكل حجر موضع النجو ليصدق عليه أنه مسح المحل ثلاث مسحات[وهو مذهب المالكية].

« وقال بعض الحنابلة أنه لا كيفية له فكيف حصل الإنقاء أجزأ »

ثم انتقل المؤلف رحمة الله إلى فروض الوضوء، فقال:

٣-«وَفُرُوضُهُ سِتَّةٌ» الفروض: جمع فرض، والفرض في اللغة يطلق على معان منها: الحَزُّ والقطع.

وفي الشرع ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه، فيكون بهذا مرادفا للواجب.(١)

. لكن مراد المؤلف هنا بقوله: «وَفُرُوضُه» أي : أركان الوضوء، وهذا من تعبيرات بعض الفقهاء، حيث يطلقون الفرض على الركن والركن على الفرض، ونجد ذلك في بعض أبواب الفقه.

والأصل في فروض الوضوء قول الله تعالى : ﴿يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ﴾ [المائدة : ٦ ]، فذكر الله تعالى في هذه الآية الأعضاء الواجب غسلها.

الفرض الأول:

٤- قوله: «غَسْلُ الْوَجْهِ»
لقول الله تعالى: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ، فابتدأ الله تعالى بغسل الوجه، ولهذا ابتدأ المؤلف فروض الوضوء بغسل الوجه.

والغسل معناه أن يجري الماء على العضو، وبناء على ذلك من بلل يده بالماء ومسح بها وجهه لم يكن بذلك غاسلاً بل هو ماسح؛ لأن مجرد مس الماء للعضو من غير جريان لا يعد غسلاً، وهذا يحصل من بعض الناس بدعوى الاقتصاد في الوضوء وعدم الإسراف.

وأما الوجه فهو ما تحصل به المواجهة، وحده طولاً: من منابت شعر الرأس المعتاد - احترازاً من الأصلع أو الأقرع - إلى أسفل اللحية، وبعضهم يعبر بقوله إلى الذقن، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً، هذا هو حد الوجه.

والواجب فيه غسلة واحدة، ويستحب ثلاث غسلات.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

(١)جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة على أن الفرض والواجب بمعنى واحد وهو الأقرب(ينظر السلسبيل ١٦٧/١)

https://youtube.com/playlist?list=PLVe0GFwtUrLRrnsS1Kxngf8LjTUtLbY3-&si=Nsnnd1ezC2L5ix_O

تم شرح كتاب النكاح كاملاً
عدد المجالس : (( ١١ ))

ولله الحمد والمنَّة .