قال الإمام البخاري في صحيحه:
بابٌ: من الدِّين الفرارُ من الفِتَن

قال رسول الله ﷺ: ((يوشك أن يكون خير مالِ المسلم غَنَمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجِبال ومواقعَ القَطْر، يفرّ بدينه من الفتن))

هذا وإن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تموج بالفتن مَوجاً، فينبغي على المسلم إذا أمر بالمعروف وأنكر المنكر، ألّا يتجاوز ذلك ويخوض في هذه الفتن، وأن لا يدخل في نقاشاتٍ عمياء يوجد فيها من التجاوزات ما الله به عليم. بل يفرُّ من هذه الفتن ولا يضيع وقته الذي ينبغي أن يشغله في ما يرضي الله من عملٍ أو علمٍ أو عبادة أو غير ذلك بها.

#الاستهداء_بالسنة

عن عليٍّ رضي الله عنه في حديث إرسال حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه رسالة إلى قريش، يومِئُ بها عن تحرّك جيش المسلمين، وإرسال النبي عليّاً وبعض الصحابة لأخذ الرسالة قبل وصولها إلى قريش، فبعد ما أحضروا الرسالة وحاطِباً قال عليّ: ”فَانْطَلَقْنَا به إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: ما حَمَلَكَ يا حَاطِبُ علَى ما صَنَعْتَ قَالَ: ما بي إلَّا أنْ أكُونَ مُؤْمِنًا باللَّهِ ورَسولِهِ، وما غَيَّرْتُ ولَا بَدَّلْتُ، أرَدْتُ أنْ تَكُونَ لي عِنْدَ القَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بهَا عن أهْلِي ومَالِي، وليسَ مِن أصْحَابِكَ هُنَاكَ إلَّا وله مَن يَدْفَعُ اللَّهُ به عن أهْلِهِ ومَالِهِ، قَالَ: صَدَقَ، فلا تَقُولوا له إلَّا خَيْرًا قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: إنَّه قدْ خَانَ اللَّهَ ورَسوله والمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِي فأضْرِبَ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقَالَ: يا عُمَرُ، وما يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، فقَدْ وجَبَتْ لَكُمُ الجَنَّةُ قَالَ: فَدَمعتْ عَيْنَا عُمَرَ وقَالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ.“ أخرجه الشيخان رضي الله عنهما في صحيحَيهما.

في هذا الحديث فوائد عظيمة جليلة في تعامل النبيّ ﷺ مع حاطب رضي الله عنه، فإنه بأبي وأمي عندما أُتِيَ إليه بحاطبٍ ما زجره ولا نهره، على أن ما فعلهُ حاطبٌ رضي الله عنه يُعَدُّ خيانة لله ولرسوله وللمسلمين، وإفشاء لأسرارهم، وإعانة لعدوّهم عليهم، بل كان رسول الله ﷺ متأنِّياً حليماً في الحكم على الناس مُنصفا، لا عجولاً في ذلك ولا ظلوماً، ولم يحكم عليه في ساعة كان فيها غضبانا منفعِلا، فليت المعتدين على العلماء، الزاعمين اتّباع السلف اقتدَوا برسول الله ﷺ، -وهو المعصوم الحليم العادل فداه أبي وأمي- فلم يتعجلّوا في الحكم على العلماء، ولم ينفعلوا انفِعلاتٍ متكلَّفةٍ عاطفيّةٍ تنبني على "سفسطة"، ولم يتجرؤوا في أمورٍ هم بعيدون عن أن يرقَوا إليها بُعدهَم عنِ العَيّوق، ولا أهليّة لهم فيها بتحريرها... بل من العجبِ أنك تراهم في كلِّ صغيرة وكبيرة، وحادثةٍ نازِلةٍ، وفي كلّ علم ومجالٍ يتكلّمون ويعلّقون ويفتون سَفَهاً وجَهلا، وإن كان ابن عمر رضي الله عنه لُيسأَلُ عن أشياء فيقول: لا أدري، ويقول عن من يسألونه: "تدري ما يريد هؤلاء؟ يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسراً لهم إلى جهنم".

نعود إلى الحديث،
فعندما سأله رسول الله وسمع منه، صدّقه ولم يتّهم نيّته، بل عَذَرَهُ لتأوّله بفعله، مع أن ما فعله يُعَدُّ خيانة لرسول الله وللمسلمين و"للوطن"، وتجسُّساً عليهم، وإفشاءً لأخبارِهم، فنظر ﷺ إلى مجمل سيرة هذا الصحابيّ الجليل الّذي شهد بدراً والحُدَيبية، وما أدراك ما بدرُ والحُدَيبِية!
فحاكمه بمجمل سيرته، واتّباعه النبيَّ وجهاده في سبيل الله وعمله للإسلام، فتجاوز له عن ما وقع منه لمُجمل سيرته العظيمة، ولم يحكم عليه بردّة ولا نِفاق ولا فِسقٍ لشيئ وقع منه في بحرٍ له من الخيراتِ من العملِ للإسلام والجهادِ في سبيل الله والدفع عن الله ورسوله، فمن المُنصفُ المتّبع للنّبيّ حقّاً؟

والحمد لله على نعمة الهداية إلى هدي المصطفى عليه صلاة الله وسلامه، وعلى نِعَمة عدم إدخال النفس في ما لا علم لها به، وعلى نِعَمِ الإنصاف والاعتدال والتأدب مع العلماء أمثال الأئمّةِ الحُفّاظِ النّوويِّ وابن حجر والسيّوطيّ رحمهم الله.

#الاستهداء_بالسنة

شاركونا بقبسات وفوائد عن هذه السلسلة الطيبة:

#أنوار_الأنبياء

" يُستجاب للعبد ما لم يَعجَلْ "

تمرّ الأيام تِلْوَ الأيام، والشهور تِلْوَ الشهور؛ وإخوانُنا المسلمون يُستَضعَفون في الأرض ويتعرّضون لكل أنواع الأذى، وأيادينا في تلك الأثناء ممتدّة إلى السماء تدعو الله عزّ وجلّ بالفرج عن إخواننا.

ولكن مع مرور الوقت وطول أمد البلاء، توسوس الشياطين لنا في جدوى دعائنا، وأن الله لن يتقبل منّا، وفي ذلك ما رواه الشيخانِ عن رسول الله ﷺ أنه قال: ((يُستَجابُ لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ فلم يستجب لي))

فالواجب علينا: أن لا نتعجّل بثمرة الدعاء ،وأن لا نيأس من روح الله؛ بل نواظبُ على العمل والدعاء حتى يستجيب الله بحكمته ورحمته ويفرّج عن إخواننا.

بسم الله الرحمن الرحيم،
وعليه نتوكل وبه نستعين،

ستُنشَر الخواطر اليومية في قناة تلجرام جديدة خاصة بها بإذن الله تعالى،

وذلك تخفيفاً للضغط على القناة الرئيسية هذه، وتسهيلا للوصول إلى مجموع المقاطع والخواطر في تسلسل واحد ونسق واحد،

وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد،
وهو المستعان وعليه التكلان

رابط القناة:

https://t.me/khawatir_alsayed

هل يمكن توحيد الصفّ الإسلامي اليوم؟
وهل يمكن أن تجتمع كلمة العاملين للإسلام في هذا الزمن الصعب؟ وعلى أي شيء تجتمع؟

هذا جواب مباشر وواضح للمسألة بتأصيله وذِكر الشواهد له، بأخصر قدر ممكن، أسأل الله أن ينفع به ويبارك، والله المستعان.

https://youtu.be/twf5CAKw5_w?feature=shared

https://youtu.be/yCc1EoJgSnM?si=oWo59D3jS0P5vikP

YouTube

مظلمة العصر الكبرى | ظلم السجون | أحمد السيد

مقتطف من سلسلة: الطريق إلى بيت المقدس | سيرة نور الدين وصلاح الدين: https://www.youtube.com/playlist?list=PLZmiPrHYOIsQhm2eG\_cZR8V300hjV9JKt الموقع الشخصي: https://ahmadalsayed.net/ حسابات الشيخ أحمد السيد في مواقع التواصل الاجتماعي : يوتيوب-قناة الدروس…

{نعيمٌ لا يُدرك}

خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ذَاتَ يَومٍ -أَوْ لَيْلَةٍ- فَإِذَا هو بأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقالَ: ما أَخْرَجَكُما مِن بُيُوتِكُما هذِه السَّاعَةَ؟ قالَا: الجُوعُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَخْرَجَنِي الَّذي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا، فَقَامُوا معهُ، فأتَى رَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ فَإِذَا هو ليسَ في بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ المَرْأَةُ، قالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، فَقالَ لَهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ قالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ المَاءِ، إذْ جَاءَ الأنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ؛ ما أَحَدٌ اليومَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قالَ: فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بعِذْقٍ فيه بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقالَ: كُلُوا مِن هذِه، وَأَخَذَ المُدْيَةَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إيَّاكَ وَالْحَلُوبَ، فَذَبَحَ لهمْ، فأكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذلكَ العِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عن هذا النَّعِيمِ يَومَ القِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِن بُيُوتِكُمُ الجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حتَّى أَصَابَكُمْ هذا النَّعِيمُ.[صحيح البخاري]

أيُ نعيمٍ هذا يا رسول الله!

فتخيل أنَّ رسول الله وصفوته ﷺ، مع صاحبيه عليهما رضوان الله، لا يُخرجهم من بيوتهم إلّا الجوع!

وكذلك اليوم نرى أهلنا في غزّة مُحاصرين من كلّ جانِبٍ، جَوعى ما عندهم من طعام يسدّ جوعهم، وعطشى ما عندهم ماءٌ عذبٌ نظيفٌ يروي ظمأهم. مساكنهم مدمّرة، والموت يأتيهم من كل حدب وصَوب. وهذا كلّه ليس إلا القليل من معاناتهم، فالأقلام تعجز، وما في الظلّ أعظم.

فعلينا أن نستحضر نعم الله، من أمنٍ ومسكنٍ وطعامٍ وشراب، ونعم الله كثيرةٌ لا تُحصى.

وقد ورد في استحضار النعم: أن ابن أبي الحواري قال: «جلس فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة ليلة إلى الصباح يتذكران النعمّ، فجعل سفيان يقول: أنعم الله علينا في كذا، أنعم الله علينا في كذا، فعل بنا كذا، فعل بنا كذا».

اللهمَّ إنَّا نعوذُ بك من زوالِ نِعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك.

#خذلان_غزة_جريمة

أتاكم الخير فأقبلوا ?*?***

سُقيا العام: هو برنامج رمضاني يسهم في الأخذ بأيدي المسلمين لرؤية محكمة بنائية عملية على مستوى الأفراد والعائلات تحت شعار«أفلح إن صدق»..

?مدة البرنامج: 29 يومًـا
?موعد الانطلاقة: 19 شعبان
?ختام البرنامج: 19 رمضان

إن هذه الأمة تحمل همًا عظيمًا، فاجعلوه همًا تستقيم بهِ الظهور فلا تنحني أبدًا..دونكم -يا أمل هذه الأمَّة- رابط التسجيل:https://forms.gle/n2eMUqBoUBub9QY88

▫️التسجيل مُتاح لجميع الفئات والأعمار..

#سقيا_العام4
#الأنشطة_العامة