أَبِيتُ لِوَحدِي فِي لَيلٍ بِلَا قَمَر
يَانُورَ بَدرِي هَل ضَيّعتَ عُنوَانِي؟

يا وَيحَ هَذا الفِراقِ ما صَنَعا
‏بَدَّدَ شَملي وَكانَ مُجتَمِعا
‏مَن لَم يَذُق لَوعَةَ الفِراقِ فَلَم
‏يُلفَ حَزيناً وَما رَأى جَزَعا
‏وَكلُّ شَيءٍ سِوى مُفارَقِة
‏الأَحبابِ مُستَصَغَرٌ وَإِن فَجَعا!

‏"يبدو كمن يحتَسي في صمتِهِ قلقَهْ
‏هل يشتكي جُرحَهُ أم يشتكي أرقَهْ
‏صلبًا كمن ليس يخشى أيَّ فاجعةٍ
‏كأنَّ كل الذي يخشاهُ قد لحِقَهْ
‏وبائسًا ووحيدًا مثلَ مئذَنَـةٍ
‏في دارِ كُفرٍ، تُثيرُ الحُزنَ والشفقهْ
‏مسافرٌ تهتدي كلُّ النُجوم بهِ
‏وحائِرٌ ضيَّعت أحلامُهُ طُرُقَهْ".

"وإذا تباعدت الجُسومُ فوُدُّنا
باقٍ، ونحنُ على النوى أحبابُ".

"أراكِ فِي طيِّ أحلامِي وفِي فِكَرِي
‏ولسْتُ أنسَاكِ حتَّى يَنقضِي عُمُرِي".

تَاللهِ إنّ الشّوْقَ يفعلُ دَهرَهُ
بالجسمِ ما لا تَفعلُ الأسقامُ.

تبدين في هذا المساءِ جميلةً
‏جدًا وإن كُنتِ الجميلةَ دائما
‏وتزيدُ بسمتكِ الخجولة رِقّة
‏ويزيدُ خَدُّكِ حُمرةً وتناغُما
‏ويشعُّ وجهكِ بِالنَّضارةِ مُترفًا
‏ترفًا يطالُ سناهُ جسمًا نَاعِما
‏ما سِرُّ طلتكِ البَهِيِّةِ إنني
‏في كل يومٍ أرتقي بكِ هائِما".

"دَع عَنكَ تبريرَ الجُروحِ وَنَزفها
‏مَن كُنتَ غالٍ عندَهُ لَن يَجرَحك".

لا تيأسنّ فإن الله ذو مِننٍ
يفيضُ بالجودِ إنْ عبدٌ ترجّاهُ.

‏"أيا ربّاه !
‏تعلمُني
‏وتسمعني
‏وتُبصرُ كلّما أُقهَرْ
‏أنا يا رب
‏كم ألهو ؟
‏وكم أسهو ؟
‏وكم أُخطئ ؟
‏وكم أعثَـرْ ؟
‏وأنت الواحدُ الصمدُ
‏فتغفر لي
‏وترحمني
‏وتجبُرني
‏وتُنجي حينما أكدَرْ!".