بكامل براءَتِهِ...
يَمُدُّ طفل شقيٌّ...
يَدَهُ لابتسامتكِ...
يظنُّها...فراشة.

أحتاج لبعض الخرائط من متحف وجهكِ.

حتى القطار عند رحيله يعوي؛
ربما لأن الراحلين
ذئاب!

ليتني بقيتُ واقفًا أمام وجهِ أمي...
وهي تخيطُ أزرار قميصي

كنتُ سأقول لها :ابقِ قليلاً
وأشّمُ رائحةَ شعرها الذائب في الزيت
وهي تقبلُ خدي
وتمسح عن يدي
وتقول في دمع النساءِ المُكابرات
حينَ تكبُر ستشتري لي جوربًا
أليس كذلك!

كانت كلُ أحلامها لا تتجاوز البرد
أو أن أكونَ أنا سيد البيت!

اليومَ أريد أن ابيعَ كل قمصاني الفاخرة
بقميص واحد بلا زرٍ
أعود بهِ إليها...
أمشي بخفةِ المذنب أمامها
تبتسمُ في صمت
وتأتيني كما الملائكة بأبرة وخيط!

/
عبد المنعم عامر

في الليلة التي هَنِئت بها جرامات من الذّهَب باصبعكِ وقلب أحدَهم كُنت أنا في المَشفى أتخيل عودتي للمَنزل وأنتِ تَفتحين لي بَاب منزلنا الصّغير أتَأمّل عينيكِ ثُم أنعم بجنّة قربك كمَا أتصور كل ليلة، كُنتُ فتىً فقيرًا جدًا وحبّك كُل مُقتنياتي، تنهال عليّ المَتاعب واحدة تِلو الأُخرى وطيفك كالملاك يَدفع الغصات عن قلبي بصوتكِ الشبيه بلحن "البيانوسيمو" العالق في طفولة أيامي وبينما أنتِ لاتعلمين شيئًا عن كُل هذا ..
انهالت عليّ صاعقة الخبر، كدتُ أفقد إيقاع قلبي بينما حاول هاتفي إنهاء حياته على أرضية المشفى،
بعدم تصديقي بالأمر تماسكت قليلًا وسرعان ما انقضى الوقت الذي كان يمضغ ملامحي..
وبالقليل من العناء الذي لطالما أحببته، مَررت بمنزلك بعد الثانية عشرة ليلًا ..
بدت المدينة باهتة .. باهتة جدًا !
اختفت الزهور التي كنتُ أراها تُزَيّن طرقَات الحي!
أعمدة الإنارة الخَضراء كعينيكِ انطفأت!
خطوط الحب ودوائر النبض ومُثلث شفتيكِ، خَط استواء غَمّازتيكِ
جَمِيعها اختفت
بَدا الحي غير مُلفت كَالسابق،
لم يعد باب منزلكِ يُضيء!
ولا كُل الطُرق تؤدي إليه
حتى غُبار النوافذ المُتلألئ تم استبداله!
الغيوم! .. الغيوم أيضًا لم تتشكل على هيئة قلب!
قمر وجهكِ الذي في السماء توارى أيضًا ..
نجوم حرفك الثلجية كيديكِ أيضًا اختفت،
ليست المدينة وحدهَا ولا زوايا لعبة الغُميضة فَحسب بل بَهَتَ كُل شيء وصولًا لقلبي،
أنا الآن مَحض جثّة في ثلاجة سَعادَتِك.

- العابِث.

ستتزوجين بعد عامين رجلا ثريّا ويضحك بدون سبب تنجبين منهُ الكثير من الأولاد تذهبين معهُ لكل عواصم الدنيا سيحضنك ويقبّلك من كل الجهات جهةٌ واحدة ستظّل باردة ستحاولين ملأها بالذهب والملابس الفاخرة لكن عبثاً تحاولين إقفال وجهي سأظّل جرحكِ الوحيد الذي…

يُقال بأن الابن الأصغر
يُشبه أباه كثيرًا
هكذا تعرّف علي،
طبيب الإنعاش.

- العابِث.

‏ها أنا يا الله، أعلنُ حاجتي إليك، أُفلتُّ يدي من كل تفاصيلي ضعفاً وتعباً،
أُرخي يدي من الدنيا وما فيها،
فلك الأمر كله،
أدعوك فلا أكفُّ عن الدعاء،
أنا المحتاج و أنا المشكلة و أنا المسألة وأنا العدم،
وأنت الوجود فلا تُضيعني.