مما زاد من قيمة شرحي أ.د. محمد إبراهيم شادي لكتابي عبدالقاهر الجرجاني المداخلان اللذان قدم بهما بين يدي شرحيه، وقد كتبهما بعد قراءة الكتابين ومعالجتهما والخبرة بهما، فمَن غُلب على قراءة الشرحين كاملين فلا يُغلبنَّ على قراءة مدخليهما ففيهما فوائد ومباحث لا يستغني عنهما ناظر في كتابي عبدالقاهر.

https://t.me/abnmzher

اللهم زده من فضلك، وبارك له، وكثر أمثاله.

في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال:

"إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم".

الرواية المشهورة فيه (أهلكُهُم)

قال النووي في الأذكار (٣٥٨):
"ورُوِّينا في سنن أبي داود -رضي الله عنه- قال: حدثنا القعنبي عن مالك عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، فذكر هذا الحديث، ثم قال: قال مالك:

**إذا قال ذلك تحزُّنا لما يرى في الناس، قال: يعني من أمر دينهم فلا أرى به بأسا، وإذا قال ذلك عُجبا بنفسه وتصاغرا للناس فهو المكروه الذي ينهى عنه.

فهذا تفسير بإسناد في نهاية من الصحة، وهو أحسن ما قيل في معناه، وأوجزه، ولا سيما إذا كان عن الإمام مالك رضي الله عنه**".

https://t.me/abnmzher

عالج الطاهر ابن عاشور في المقدمة الثالثة من تفسيره، مسألة الاقتصار في التفسير على المأثور
وقد عرض -رحمه الله- لصنيع الطبري زاعما أنه لم يلتزم منهجه في الاقتصار على المروي عن الصحابة والتابعين، فقال ابن عاشور (٣٣/١):

"وقد التزم الطبري في تفسيره أن يقتصر على ما هو مروي عن الصحابة والتابعين، لكنه لا يلبث في كل آية أن يتخطى ذلك إلى اختياره منها، وترجيح بعضها على بعض بشواهد من كلام العرب، وحسبه بذلك تجاوزا لما حدده من الاقتصار على التفسير بالمأثور، وذلك طريق ليس بنهج".

وهذا غير مرضي في النظر إلى صنيع ابن جرير، فمتى كان الاختيار من المروي خروجا عنه؟

وأي عيب في ترجيح المختار من المروي بكلام العرب وغيره من الأدلة، حتى يقال إن ذلك: (ليس بنهج)؟

وما أراه عابه -عفا الله عنه- إلا بما هو محمدة، وإذا كان هذا مما ينتقد على الطبري فما عسى أن يقال في غيره!

إذا محاسنيَ اللاتي أُدل بها
كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذرُ!بل إنّ هذا الصنيع من ابن جرير هو ما بزّ به من اقتصر على جمع الأقوال في التفسير، وقد نبه على هذا ابن حجر في كتابه العجاب ?
https://t.me/abnmzher/26

وقد أحسن ابن عاشور في هذه المقدمة بحث توجيه المروي عن بعض السلف في التوقي من التفسير بالرأي والتحذير منه، وما يُعد من التفسير مما لا يُعد منه خاصة عند أهل الإشارات.

ومما لم يتحرر في هذه المقدمة ضبط حد (التفسير) ومباينته لحد (الاستنباط).

https://t.me/abnmzher

لقاء الكبار

يحكي العلامة عبدالحميد ابن باديس شيئا من خبر اتصاله بالعلامة الطاهر ابن عاشور في مجالس لقراءة الحماسة، يقول:

"إن أنس فلا أنسى دورسا قرأتُها من (ديوان الحماسة) على الأستاذ ابن عاشور، وكانت مِن أول ما قرأت عليه، فقد حببتني في الأدب والتفقه في كلام العرب، وبثَّت فيَّ روحا جديدة في فهم المنظوم والمنثور، وأحيت مِني الشعور بعِز العروبة والاعتزاز بها، كما أعتز بالإسلام".

وهذا الثناء من ابن باديس مذكور في سياق ردٍ شديد منه على ابن عاشور في تسويغه لبعض منكرات بدع الجنائز والإنكار على منكريها.

وهذه شِيمة شريف لم يمنعه حق شيخه عليه أن يرد عليه فيما رأى أنه مخالف للسنة.

هذا، وقد عُدَّ في تآليف ابن عاشور شرح للحماسة سماه
(فوائد الأمالي التونسية على فرائد اللآلي الحماسية).
ولا يُعرف من خبره أكثر من هذا، عسى الله أن يمن به.

https://t.me/abnmzher

كان النبي ﷺ يسأل ربه يقول:

(أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوقَ إلى لقائك)

وفي سر الجمع بينهما يقول ابن القيم:

"سأل كمال هذا النعيم وأعلاه؛ إذ لا شيء أعلى منه ولا أجل، كما أنه لا نعيم في الدنيا أطيب من نعيم الشوق إليه.
فأطيب العيش عيش المشتاقين الذين تسعى بهم أقدام طاعتهم على أرض اشتياقهم.
وكل عمل لا يكون على الشوق فعناء وثقل على العامل، فإذا باشر الشوقُ قلبَه صارت لذته وراحته في الطاعات وأنواع القربات".

? فصول في التفسير من كلام ابن القيم: (٩٢).

https://t.me/abnmzher

#فوائد

? المقارنة بين النحاس وابن كثير في الاستفادة من الطبري في عِلَله وقواعده

أ.د. مساعد الطيَّـار
https://t.me/at6MT