بطريقةٍ أو بأخرى كُل ما أمر به اليوم من قلق، واضطراب، وعدم شعور بالأمان كان وراءهُ فعلًا أو قولًا أو حدثًا حدثَ في طفولتي فمرَّ على قلبي وسلب منهُ بعضًا من سلامه ورحل،
وتوالت الاحداث إلى إن كُبُرت روحي بطريقةٍ ناقصةٍ مبتورة السلام!

أحبُ نفسي!
أحبُ فيني كُلي وبعضي
أُحبُ حُسني وحتى قُبحي
وأحبُ أنّي دومًا نقية
وبياض قلبي يطغي عليَّ
أحبُ فيني إنّي أُراعي
والتمسُ عذرًا لمن غاب عني
أُحبُ فيني أنّي قوية
اصدُ فورًا من راد كسري
وأُحبُ فيني أنّي أُسامح
أعزُ كلَ من راد قُربي
أُحبُ نفسي في كُل وقتٍ
فحبُ نفسي عليَّ واجب

كانوا يتبادلون اطراف المُزاح،واصوات ضحكاتهم تتعالى،القى احدهم سهمًا مغطى برداءِ المُزاح فأصاب قلبَ أحدهم وضحكَ الجميع ونزف قلب الُمصاب فبدلَ أن يصرخ ضحكَ ايضًا!
وإلى اليوم وقلبهُ لا يزالُ ينزف ووجههُ لا يكفُ عن الضحك،
أحمق!

كانَ بوسعنا إن ننسجُ من تشابكُ ظلنا محلَ أمان نظلُ بهِ اجيالنا القادمة،ولكنهُ لم يكُن!
وإنتَ الآن خلفَ كلمة كانَ..
لا اعلم كيف ولكن فجاءة وبدون سابق انذار صرنا ننتمي إلى زمنين مختلفين أنا في الحاضر وأنتَ في ماضيّي..

لا أجد ما هوَّ افجعُ من الفقد
كُل المصائب تهون،وكُل الآلام زائله إلا الالم الذي يسببه رحيل الأحــبة،فولله ما رأيتُ حسرًة تعصرُ قلوبَ الناس اضنى من حسرة الفراق،
فمهما مرَّ من الوقت ومهما شعرتَ بأنهم اعتادوا وتأقلموا لا بُدَ بأن تقرأ في وجوههم بعضًا من الحزن وكأنهم يقولون بلهجًة عراقيًة عامة "گلوبنه تتكطع بكُل لحظه بس لازم نتأقلم شنسوي ما بيدنه شيء"

وعلمتُ أن صداقتنا بدأت تأخذُ مسارًا جديدًا منذُ إن صار ذاك الحاجز الذي يمنعني من اللجوء اليكَ عندما أقع في شدة،أو يغمر قلبي فرحًا عظيم،
علمتُ أنك لم تعد من اقرب المقربين إليَّ منذُ أن اضطررت أن أستبعدك من قائمة المتاحين لمشاكلي التافهه في إي وقت لأني لم أعد اشعر بإنكَ مستعد لسماعها دون ملل،منذُ أن احسستَ بإن الرسمية بدأت تتسل إلى احديثنا،منذُ أن شعرتَ بإن المواضيع بدأت تنفذ من مكالماتنا،وإن الخشية من الزعل هيَّ التي تدفعنا لسؤال عن أحوالنا،وإن الأمور الروتينة التي نعرفها عن بعضنا أخذت تتقلص من مخزون معلوماتنا،منذُ إن صارت أخباركَ تصلني بعد وقع الحدث بأيام بعد أن كانت تصلني قبل تنفيذها،علمتُ حينها إنك لم تعد صديقي المقرب..

أقبل رمضان بالسلام مُكللًا
أهلًا بشهر الهُدى والغفرانِ

الله معك إن تخلى عنك الجميع، الله معك إن عجز الجميع عن فهمك،الله معك أن بقيتَ تُجابه مُر هذهِ الحياة لوحدك،الله معك إن بتَُ حزينًا يأسًا متكدرًا تشعر وكأنكَ نُفيتَ وحدكَ في صحراء قاحلة لا تقوى حتى على النهوض..

أدراكي ثاقب،وإحساسي بمحاولة استغفالكَ لي يُداهم أعماقي دائمًا،وأعلم إنَّي إن غفلتُ يومًا عن هفواتك فإني ما غفلتُ إلا بإدارتي فلا تسوّل لكَ نفسكَ يومًا بإن خداعي أمرًا هين،واتقِ شر الحليم إذا نفذَ صبرهُ فإنه إذا رحل لن يعود.