" يبدأ عالم لا يراه إلا من نسي الخوف في قلبه. عالم تسكنه الأرواح القديمة، لا تحمل أسماء ولا وجوه، وإنما قصصًا تنتظر أن تُروى. عندما جلستُ هناك وحدي، تحت شجرة سنديان أكلها الزمان، شعرت بأن الأرض تتنفس. رائحة التراب كانت تحكي لي عن حروبٍ لم تُذكر في الكتب، وعن حبٍ لم يُكتب في الأغاني. في ذلك الصمت الذي يبتلع الحقول، أدركت أن الحياة ليست سؤالاً ننتظر الإجابة عليه، بل رحلة مليئة بالطرقات الملتوية. لا يهمّ إن وصلنا أم لا؛ المهم أن نسير، لأن المشي وحده هو ما يمنحنا معنى الوجود."

"في الوادي الذي لا يعرف أحد اسمه، كانت الطيور تغني بلا سبب، والسماء تمتد فوق الرؤوس كعباءة زرقاء ملساء. لا شيء هنا يتبع قوانين المدن. الزمن يتوقف عند أول قطرة ندى، ويبدأ من جديد حين تنحني الشمس مودّعة قمم الجبال. أما نحن، السائرين على التراب، فنحمل في صدورنا أسرارًا صغيرة كحبات الرمل، نخاف أن يكتشفها الآخرون، لأننا نعرف أن الحب ليس سوى فوضى خفية، وأن الكراهية ليست إلا حبًا أُجبر على السير عكس الاتجاه. في وادي الطيور الهائمة، لا أحد يسأل عن الماضي، ولا أحد ينتظر المستقبل؛ كل ما هنالك صوت الطيور، يذكرنا أن الحياة أغنية قصيرة يجب أن تُغنى قبل أن تصمت إلى الأبد."

"حين يجلس المرء على أطراف الساعات المتأخرة من الليل، يختلط صمت العالم بصخب الأفكار، وكأن الأرض كلها تهمس بحديث لا يسمعه إلا العابرون الذين لا يملكون منزلاً يعودون إليه. في ذلك الصمت، يكشف الزمن عن سر قديم؛ أن الحياة ليست سوى مرآة مكسورة. كل إنسان يحمل قطعة منها في جيبه، ينظر فيها بين الفينة والأخرى، فيرى جزءًا من وجهه، وجزءًا من الحكاية التي لم تكتمل بعد. ولكن كم منا يجرؤ على جمع تلك القطع المبعثرة؟ كم منا يعترف أن المرآة لن تعود كما كانت، وأن الجمال يكمن في الشروخ التي صنعتها الأيام؟."

لابن حزم نصّ رائع، يقول فيه: «وما مللتُ شيئًا قطُّ بعد معرفتي به، ولا أسرعتُ إلى الأُنْس بشيءٍ قطُّ أوّلَ لقائي له، وما رغبتُ الاستبدالَ إلى سببٍ من أسبابي مذ كنت»

‏«كان يُقَال لنساء غرناطة المشهوراتِ بالحسب والجلالة: العربيَّات، لمحافظتهنَّ على المعاني العربيَّة، فإذا قلتَ لإحداهُنَّ: يا عربيَّة، فقد رفعتَها إلى منزلةٍ فوق القمر.»
‏
‏- الرَّافعي

مساء الخير يا رفاق
هذه مساحة لتضعوا فيها قنواتكم الخاصه و القنوات المفضله، مساحة للدعم و الفائدة🔝