ٓ
« وبعضُ النّاسِ حينما تنشرحُ لهم الدنيا بعد أيّامٍ ثِقالٍ قد طالَت كثيرًا؛
يتقبّل الواحد منهم لحظاتِ السعادةِ ولحظاتِ المُتعة، ولكنّه لا يصلُ إلى أعلى حالات الغِبطةِ كمن هم حوله.. ويشوب فرحتَه لمسةٌ من الحزن المعتّق فيه..

يرجع ذلك إلى أنّه متعاطفٌ بشدّة مع نسخته في الأيام الصعبة، وحزينٌ من أجلها..
متعاطفٌ مع ذلك الإنسان الذي كان يتمنّى أيّامًا عاديّةً لا أكثر.. ولا يزال يعتبر هذه النسخة هي النسخة الحقيقية والأصيلة، التي تستولي على ضميره.

وهو يشعر أنّ له أن يتقبل الأيّام الجميلة ويفرح نوعًا ما، ولكن ليس له أن يفرح جدًا كأنه لم يمرَّ بأيّ شيء.

راجع نفسك، فأنت واحد، أنت هذا الذي يحيا الآن في ظروف أفضل.
وأجمل ما حدث لذلك الإنسان القديم فيك، أنه استراح الآن في تلك الظروف السعيدة.
فلا تهلك قلبك الحيّ وأنت تظنّ أنك تشعل شمعة حزن عند قلبٍ قد مات إكرامًا لذكراه، عشْ وتقبل نعمة الله. »

ٓ

ٓ

قراءةٌ واحدةٌ صادقةٌ لِكتابِ الله.. تصنعُ في العقلِ المسلمِ ما لا تصنعهُ كلُّ المطوَّلاتِ الفكريَّةِ بلغتِها الباذخةِ وخيلائها الاصطلاحيِّ.

- إبراهيم السكران

ٓ

ٓ

كانت أمّ سلَمة -هند بنت أبي أمية- من أوائل من أسلموا، ونالت بذلك ما ناله الأوّلون من صنوف الأذى، وما نالوه أيضًا من عظيمِ الأجر ..

تحمّلت رضي الله عنها وزوجها في سبيل الله بلاءاتٍ شديدة.. فأوذِيا، وتفرّقا، وهاجَرا، ثمّ توفّيَ عنها تاركًا وراءه أربعةً من الأولاد..
وكانت رضي الله عنها صابرةً محتسبة.. فأخلفَ اللهُ لها خيرًا ممّن فقدَت: فتزوّجها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم ..

وإذا تأمّلنا سيرةَ أمِّ سلمة، فنجدها قد ملأَت جانبَ الحكمةِ والمشورة من حياةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إذ طلبَ منها النصيحةَ يوم صلح الحديبية، وكان لِما أشارَت به الأثرُ الكبير في سير الموقف.

فكانت رضي الله عنها نموذجًا في رجاحةِ العقل وسداد الرّأي، إنباءً بأنّ للمرأةِ دورًا في جانب العقل لا يقلُّ أهمّيّةً عن دورِها العاطفيّ .. فجمعَت بينهما على نحوٍ سدّت به ثغورًا عدّة.

فحُقَّ لنساءِ اليومِ أن يستلهِمن منها، ويقتدينَ بها، ويقتفين خُطاها..
فلا يكتفين بالبناء القلبيّ على حسابِ بناء العقل، ولا عكس ذلك ..

فرضي الله عن أمّهات المؤمنين وألزمَنا دروبَهنّ.

#قدوات_نسائية
#أم_سلمة

- لَيْل | 13-11-2024

ٓ

« اللهمّ أنِر بصائرَنا لنفقَهَ عنك في الضَّرَّاء والسرَّاء. »

ٓ

ٓ

« وكان يُواسي في المِحن.. »

ٓ

ٓ

" أتَمسَحُ صفحةَ الهفَوات؟
تَنسى، دونَ أن تَذكُر؟

أتغفِرُ يا صديقَ الرّوح..
جَفوي عندما أكدُر؟

ألَسنا في محبّتنا
تعاهدنا على عهدٍ:

إذا أرخيتَ جانبَنا
شددّتُ الحبلَ في حذرٍ

لكي لا يُقطعَ المصدر!
ولو ركدَت..
بحارُ الوصلِ..
حرّكناهُ لا يفتُر.. ")

❤️‍🩹|

ٓ

كانت أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ ممّن دخلوا في الإسلام مبكّرًا.. وعُمِّرت طويلًا، فهي آخرُ المهاجرين والمهاجراتِ وفاةً..

ظفرت رضي الله عنها برؤية شتّى أحوال النبيّ ﷺ إذ كان دائمَ الزّيارةِ لأبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه .. ووعَت عنه شيئًا من العلم ونقلَته .. فلم تكن من المُقِلّات في الرواية عنه ﷺ.

كانت رضي الله عنها أنموذجًا لمن عاش الإسلامَ حقًّا، ومن شهِده من بداية الطّريق .. وثبتَت عليه رغم تقلّب الأحوال وكثرة الأهوال مع مرور السنين، ولكنّ الّذي يدخلُ في الدّينِ = يجعلُه قضيّتَه المصيريّة، فعنه يناضل وبه يقاتل ..

إذا تتبّعنا سيرتَها رضي الله عنها، قلَّ أن نجدَ موقفًا إلّا وبرزَ فيه صبرُها وثباتُها وتحمُّلها وهمّتها العالية وجَلَدها .. فقد أصّلَت رضي الله عنها لمعنى تعدّدِ الثّغور، فكانت نموذجَ الزّوجة الصّالحة فأطاعت زوجها وأرضَته، ونموذجَ الأمّ المربّية فنشأ من بيتِها عبد الله بن الزّبير الصّحابيّ الكبير، ونموذجَ المرأة الكادحة العاملة فكانت تعجن وتطبخ وتنقل النوى من أرضِ الزبير على رأسها وتعلفُ فرسَه ..

ثمّ أبَت إلّا أن يكونَ لها نصيبٌ في الهجرة، فأعانت رسول الله ﷺ وأباها بنطاقِها فحملت به زادَهما وعُرِفت بِذات النّطاقين .. رضي الله عنها وأرضاها ..

من يتأمّل سيرتَها يعجبُ لتلك الرّوح الصّابرة العزيزة بدينها العاملةِ لأجله، الّتي أينما أدرتَ وجهك لِثغرٍ وجدتَ لها بصمةً في الذّودِ عنه، والّتي لم تدّخر جهدًا للتّضحية بنفسها ومالها وولدِها إذ قالت له -أيْ ابنها عبد الله بن الزبير-: « لن أرتاح حتّى أراك على أحدِ أمرين؛ إمّا أن تُقتل أو تظفر! وإيّاك أن تقبلَ بخطّةِ صُلحٍ لا ترضى بها »

هكذا كانت أسماء .. ونرى اليومَ على بعدِ أمتارٍ منّا مَن ملَكْنَ روحَ أسماء، وعزّتَها، وتضحيتَها، وجَلَدها، ومن قُلنَ لأولادهنّ لا ترجعوا إلينا إلّا مُحمَّلين..

بهؤلاءِ قامَ الدّينُ أمس، وبهؤلاء يقومُ الدّين اليوم .. فهلّا اقتبسنا من هُداها، وسِرنا على خُطاها، وأعَدنا لأمّتنا عزّتَها وأمجادَها؟

#قدوات_نسائية
#أسماء_بنت_أبي_بكر

- لَيْل | 7-11-2024

ٓ

ضُمّ قلبي يا أُخيّا
شُدَّ من أزري قويّا

مُدَّ لي كَفَّا حَنُونًا..
كي يَعُودَ القلبُ حيّا

وإِذا ما ضعتُ يومًا
في الهوى، فَاعْجَل إليّا

إنّما الإخوانُ عونٌ
إن بقوا دومًا سويّا

دُونَكَ الحِملُ ثقيلٌ
لا أطيقُ منه شيّا "))

❤️‍🩹 | ~