إتحاف الناس بمنظومات النحاس.pdf

إنا لله وإنا إليه راجعون
توفي شيخنا الجليل وأستاذنا النبيل فضيلة الشيخ الدكتور: علي بن محمد توفيق النحاس المصري( ١٣٥٧ - ١٤٤٥هـ = ١٩٣٩- ٢٠٢٤م).

حفظ شيخنا -رحمه الله- القرآن على يد والده الشيخ المحدث: محمد توفيق النحاس، وأجازه عامة بجميع مؤلفاته ومروياته. 

وهو -كذلك- من تلاميذ العلامة الشيخ: عامر السيد عثمان( ت ١٤٠٨هـ)، والشيخ: عبدالرازق البكري( ت ١٤١٨هـ).

قرأت عليه القراءات عام( ١٤٢٥هـ)، وقرأ عليه - كذلك- العشرات من طلاب القرآن الكريم والقراءات. 

كان -رحمه الله- رحيمًا بطلابه، مشفقًا عليهم، لطيفًا بهم، حكيمًا عند تصحيح أخطائهم وهفواتهم.

طلبتُ منه عام( ١٤٢٥هـ) أن تقرأ عليه زوجتي أم أحمد، فقال لي: على مَن قرأت؟ فقلتُ له: قرأت عليَّ أكثر من ختمة وقرأت -كذلك- على بعض طالبات الزيات وغيرهن، فقال لي: إذًا أسمع منها بعض الآيات وأختبرها في القرآن كله وأجيزها على إجازتك، فقلت له: لا بأس، وطلبت منه موعدًا للذهاب إليه في سكنه بمدينة نصر، القاهرة، فقال لي: أنا الذي سآتيكم، فجاء بسيارته إلى بيت والدتي بوراق العرب، الجيزة، واختبرها وأجازها، وصلى بنا إمامًا في صلاة العشاء في مسجد حينا. 

رضي الله عن شيخنا العالم العامل القدوة، ورحمه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجزاه خيرًا عن القرآن وأهله، وألحقنا به على خير.

مدارسة أهم شروح تحفة الأطفال.pdf

دروس في الأدب والطلب(٧٢)

أخي الكريم: قبل أن تُقدم على شرح متنٍ فأتقن ضبطَه وقراءته، ويحسن بك أن تعرف فروق النسخ لهذا المتن، وإياك واللحنَ فيه لا سيّما الجليّ، لأن اللحن يُفسد الأبيات ويُخرِج النص عن مراد الناظم، فقبيح لمتصدّر أن يلحن في أبيات وهو يقرؤها، ويعظم ذلك القُبح إذا وقع اللحن- وتكرّر- وهو يشرحها، فكيف يصل إلى التمام في بيان شيء لا يُحسن قراءته وضبطه؟

ودائما أنصح طلاب القرآن والقراءات: أن يعتنوا بحفظ المتون وضبطها في بداية الطلب، وإلا صعب عليهم ذلك بعد التصدّر والتقدّم في العمر والتشتت وكثرة الانشغال ، والله أعلم.

كتبه:
حسن مصطفى الورّاقي
الأحد: ١٥/ ٨/ ١٤٤٥هـ

قال الإمام ابن قيّم الجوزية رضي الله عنه:
( أهل القرآن: هم العالِمون به والعامِلُون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما مَن حفِظه ولم يفهمْه ولم يعملْ بما فيه: فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السّهْم) اهـ.

دروس في الأدب والطلب (٧١)

من عدم الوفاء والانقلاب على الشيوخ - ولا أحب لأهل القرآن وطلبة العلم عمومًا أن يفعلوا ذلك-: أن يقرأ طالب على شيخ ما ويُجاز منه في القرآن أو القراءات أو المتون، ثم لا يذكره في سيرته ولا في إجازته للآتي. 

- للأسف بعض الطلبة يقرأ على شيخ ما لأسباب ما، ثم تتاح له الفرصة للقراءة على بعض شيوخه أو غيرهم- وربما يكون شيخه سببًا في ذلك-، فيروي عنهم دونه ويتفاخر بهم؛ لعلو سندهم أو لمكانتهم وشهرتهم، ويُهمل شيخه الأول الذي ربما يكون أتقن وأكثر عطاء وإفادة. 

ومن أسباب ذلك:
أ - إعجاب الطالب بنفسه، وربما أدّى ذلك إلى التقليل من قدر شيخه وطعن فيه. 
ب - سوء الأدب والتربية، فغالب الطلاب شرعوا في حفظ القرآن والقراءات دون التربية العملية والعلمية، والله أعلم.

كتبه
حسن مصطفى الورّاقي
الجمعة: ١٣/ ٨/ ١٤٤٥هـ

دروس في الأدب والطلب (٦٨)

بناء على كثير من الشكاوي أوصي وأنصح الإخوة والأخوات بهذه الأمور:

١- إرسال الأخوات طلب الصداقة للرجال يكون للإفادة من منشوراتهم، وهذا يكون بحسن الظنّ بهم، بما يرونهم من حالهم الظاهر أو يسمعونه، وإن كنت أوصي الأخوات بالمتابعة دون إرسال طلب صداقة. 

٢- إن قبلتَ أيها الرجل طلب الصداقة، فاتقِ الله ولا تُرسل لها رسالة عبر الخاص أو تتصل عليها بمكالمة صوتية: فهذا من سوء الأدب والرعونة، وخوارم المروءة، وقلّة الدين، وفتح باب الفتنة، وطلب الصداقة لا يُخوّل لك هذا، فهي تريد الإفادة مما تنشره لا التعارف بينك وبينها !. 

٣- إذا أرسَلَت له أختٌ سؤالًا على الخاص: فإما أن تُحيلها إلى أخت أو أن تجيب على قدر السؤال فقط، وإياك والتجاوز عن ذلك. 

٤- في حال أرادت الأخت القراءة والتعليم على شيخ ما: فإنه ينبغي لها أن تسأل عن ديانته وسلوكه وأهليّته وأمانته قبل ذلك، وإن كنت أوصي أن تقرأ على امرأة مثلها، وهن كثيرات بفضل الله. 

٥- أختي الكريمة: اعلمي أنك تتعاملين مع رجل بشر يُصيب ويُخطئ، فلك منه الظاهر، فإذا تواصل معك- ممن ظاهره الصلاح والخير- عبر الخاص وتملّق لك بكلمات ظاهرها الخير وباطنها الفتنة والفساد والشر = فاحظريه مباشرة، ولا تتواصلي معه نهائيًّا، وإلا فربما أفسد عليك حياتك.

٦- احذري أختي من بعض المفسدين ومرضى القلوب ممن يُخبّب بعض الزوجات على أزواجهن لضعف إيمانهن والوقوع في حبائله ومكره وشرّه. 

٧- على المرأة التي تقرأ على شيخ ووجدت منه ما لا يليق وظهر لها سوء خلق وسلوك ورعونة، فعليها تركه فورًا وحظره، وتحذير من يقرأ عليه من الأخوات أو تريد القراءة. 

ومن لم تفعل ذلك: فلا تلومن إلا نفسها، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

كتبه:
حسن مصطفى الورّاقي
الخميس: ٨/ ٦/ ١٤٤٥هـ
٢١/ ١٢/ ٢٠٢٣م

دروس في الأدب والطلب(٦٧)

- ذكرنا في المنشور السابق أن الطالب قد يكون ظاهره الاستقامة لحفظه القرآن وغير ذلك وباطنه فيه دخن من سلوك سيء أو سوء أدب وخلق وغير ذلك.

- ونفس الأمر ينطبق على الشيوخ، فقد يكون ظاهره الصلاح والخير، ولكن في باطنه شرور وأمور لا تظهر إلا بعد ملازمته، من سوء في خلقه وأدبه، وربما أشياء تصل إلى القدح في أمانته وعدالته. 

- ولا يعني ذلك: العصمة وعدم الخطإ، سواء للشيخ أو الطالب، فكلنا أصحاب ذنوب وخطإ، ولكنها تتفاوت من شخص لآخر، وهناك حدٌّ لا ينبغي تجاوزه، كمن ظهر منه عدم الأمانة في الإقراء والتعليم، وكمن طُعن في سلوكه وسيرته بتساهله وإفراطه في التعامل مع النساء، والوقوع في محذورات شرعية. 

- فليس كلامنا عن طبائع أو أمور يقع فيها كثير من الناس، كالغضب، والشدة والقسوة، وغير ذلك، إنما كلامنا عمن ضعف إيمانه، واتبع خطوات الشيطان، واستغلّ علمه وجاهه واستعمل مكره وخداعه وحبائله لشهواته ونزواته، والعياذ بالله. 

- فهذا الرجل وأمثاله فتنة له ولغيره، لا سيما إن كان من المنتسبين إلى القرآن والعلم، فالمصيبة أكبر والجناية أعظم،  نسأل الله السلامة والعافية.

- وسأضرب لك مثالًا على ذلك، ذكره إمامنا وحِبُّنا ابن الجوزي، رضي الله عنه وأرضاه، وهو: أن شيخًا حكى لابن الجوزي فقال:

(صحِبتُ - في زمن الصِّبا- شيخًا من كبار العلماء، فرأيتُه يُقبِّلني، وتارة يضُمّني إليه، إلى أن رأيتُه يطلب الفاحشة، ففررت من ذلك، وصغير السن لا يعرف ما ينفر منه. 
قال: فلما بلغْتُ هانت عليّ الذنوب، وكنت أقول في نفسي: إذا كان مثل ذلك على هذا الوصف مع كبر السن، فالصبا والهوى عذران لمثلي!. 
قال: فلما قويَ تشاغلي بالعلم، وعرفت ما تُوجب التقوى: صِرتُ لا أترحّم عليه؛ بل أسُبُّه كلما ذكرته، وأقول: 
لو كانت إليّ المغفرة ما غفرتُ له؛ لأنه لم يكن عنده شبق(شدة شهوة)، ولا فيه قوة النهوض على قدمه، ولا جرى هذا منه مرة فأقول: غَلطٌ وقع، فلولا منّة الله تعالى عليّ لشككتُ في أمر الآخرة). ا.هـ

ثم ذكر إمامنا ابن الجوزي بعض الأسباب التي أدت إلى الوقوع في ذلك، ومنها:
قلة المعرفة بآداب السلف، والاهتمام بصورة العلم دون لبّه، واعتقاد البعض أن العلم -أو القرآن- يدفع عن صاحبه ويشفع له، فيغتر بذلك، وغير ذلك. 

- فاحذر يا عبدالله أن تكون فتنة للذين آمنوا، لا سيما أهل القرآن الذين يريدون السير إلى الله ورسوله والدار الآخرة، واعلم أن السنن الربانية وقانون العدل لا يُحابان أحدًا كائنًا من كان. 

فاللهم عفوك وغفرانك وسترك ورضاك، ونسألك اللهم أن تجعل لإخواننا في غزة وفلسطين والسودان وغيرهم فرجًا ومخرجًا، ونصرًا وإعانة، بمنك وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين. 

كتبه:
حسن مصطفى الورّاقي 
الخميس: ٨ /٦/ ١٤٤٥هـ 
٢١/ ١٢/ ٢٠٢٣م

دروس في الأدب والطلب (٦٦) 

قد يُقرئ شيخٌ ما طالبًا لاستقامته ظاهرًا دون علمه بباطنه، فيظهر منه خلافُ الظاهر بعد إجازته وتصدّره، من سوء الأدب والخلق والسلوك، وفعل ما يشِينه ويقدح ويطعن فيه من أفعال لا تليق بأهل القرآن ولا طالب علم !. 

فالشيخ يقرئ الطالب لحسن ظنّه به ولضبطه وإتقانه لما يقرؤه، ولا يلزم من ذلك تزكية الشيخ له في خلقه وأفعاله وسلوكه؛ لأنّ للمقرئ الظاهرَ فقط ولا يدري عن باطنه، ولا يلحقه ضرر أو قدح بسبب ذلك، ولكن ينبغي للمقرئ أن يتبيّن من حاله قبل إقرائه، فإن علِم عنه سوء خلق أو أدب أو سلوك = امتنع عن إقرائه، وله أن يُبيّن حاله لمن سأل عنه، وفي الرجوع عن إجازته كلام بين أهل العلم، والله أعلم. 

نسأل الله أن يصلح حالنا، وأن يؤدبنا بأدب القرآن، وأن يصرف عنا السوء والفحشاء، وأن ينصر إخواننا على أعدائهم المفسدين في الأرض، وأن يثبتهم ويربط على قلوبهم، وأن يحقن دماءهم ويحفظ أعراضهم، وأن يشتت شمل عدوهم، وأن يقذف الرعب في قلوبهم، وأن يكشف الغمة عن هذه الأمة، وأن يهييء لها من أمرها رشدا، آمين. 

كتبه:
حسن مصطفى الورّاقي 
الأربعاء: ٧/ ٦/ ١٤٤٥هـ 
٢٠/ ١٢ / ٢٠٢٣ م

https://youtu.be/hkhPPvZwczs?si=6M9Va546P6senMpn

YouTube

تحفة الإخوان بما علا من أسانيد قراء هذا الزمان - حسن الوراقي

برنامج الخزانة - الشيخ د. عبد الله البطاطي الحلقة 516