تدبرات قرآنية

Description
للشيخ أبي جعفر عبد الله الخليفي.
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 4 months, 4 weeks ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 6 months ago

- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 6 months, 3 weeks ago

5 months ago

شاهد أحاديث فضل الفقر من القرآن الكريم...

مما انفرد به محمد الغزالي السقا المعاصر في كتابه: «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث» الطعن في أحاديث فضل الفقراء يوم القيامة.

وفي قناة العربية ظهر رجل يعيد كلامه.

وسبب إشكالية الغزالي أنه ظن أن هذه الأحاديث تحثُّ على البقاء فقيراً، وأن المرء قد يختار الفقر على الغنى مع المقدرة بسبب هذه الأخبار.

والواقع أن هذا ضيق في الفهم، فعامة البشر يسعون للكفاية ويأنفون عن السؤال والافتقار، والسنة فيها مدح الإنفاق بالخير والنهي عن سؤال الناس والحث على العمل والاكتساب، والأخبار في ذلك لا تحصى.

غير أن كثيراً من الناس الفقر فيهم كالمرض والآفات، لا خيار لهم فيه، وإنما هو أمر اضطروا إليه اضطراراً لظروف قهرت، ومع ذلك صبروا وما حملهم فقرهم على حسد أو سرقة أو أكل لأموال الناس بالباطل.

فهذا عند أهل العلم من يتناوله الفضل، لهذا يتناقشون من أفضل (الغني الشاكر) أم (الفقير الصابر)؟

وهذا باعتبار الجنس، وإلا قد يكون الغني صديقاً أو شهيداً، فيفوق الفقير بهذا الاعتبار، ولكن هذه حالة مفردة أو تفضيل جنس أعلى، فجنس الشهداء أفضل من غيرهم عدا الصديقين.

قال مسلم في صحيحه: "37- (2979) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: «ألك امرأة تأوي إليها؟» قال: نعم، قال: «ألك مسكن تسكنه؟» قال: نعم، قال: «فأنت من الأغنياء»، قال: فإن لي خادما، قال: «فأنت من الملوك».

37- قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنا عنده، فقالوا: يا أبا محمد إنا، والله ما نقدر على شيء، لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة، بأربعين خريفا» قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئا".

هذا من أصح الأحاديث في الباب.

ولو تأمل منكر هذه الأحاديث في كتاب الله عز وجل لوجد لذلك شاهداً.

قال تعالى: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} [التكاثر].

قال الطبري في تفسيره: "حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال: عن كل شيء من لذة الدنيا".

قال الطبري في آخر كلامه على هذه الآية: "والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع، بل عم بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم، لا عن بعض دون بعض".

وهذه الآية مع هذا التفسير يعضد القول بفضل جنس الفقراء على الأغنياء في الآخرة، فإن الأغنياء أكثر نعماً بدنية من الفقراء، فيقال (فلان صبر على الفقر) ولا يقال (فلان صبر على الغنى)، كما يقال (فلان صبر المرض) ولا يقال (فلان صبر على الصحة).

فدل على أن سؤال الأغنياء في الآخرة سيكون أكثر، وأحمال الفقراء أخف، لذا سيسبقون، هذا بشرط استواء الفريقين في العمل، وإلا من الأغنياء من هو سابق، لسخاء شديد فيه أو سابقة هجرة أو شهادة أو صديقية، كما هو حال عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما.

وللفقراء الجزاء الأوفى من كل خبر في القرآن الكريم في فضل الصابرين، فالغني والفقير يصبرون، ولكن صبر الفقير أكثر.

فالغزالي لا يعترض على كون المرض كفارة وأن المريض يجازى على مرضه يوم القيامة بما يُقدِّمه، ولو نظر إلى الفقر نظرته إلى المرض لذهب استشكاله.

وإن كان الفقر والغنى كلاهما ابتلاء باعتبار التكليف، غير أن ابتلاء الغنى أن يشكر، وابتلاء الفقر أن يصبر.

5 months, 1 week ago
5 months, 3 weeks ago

أمر عظيم النفع لا نفعله على يسره وسهولته 👇

8 months ago

تعزيز العلم بعلم العليم ( لب التوحيد والعبادات ) ?

8 months ago

{ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين (٢٣)} [الأنعام]

8 months ago

الإعجاز في {إنا أعطيناك}...

مما تكلم فيه كثير من البلاغيين وعلماء التفسير أمر الإعجاز في السور القصيرة مثل سورة الكوثر، خصوصاً بعد ظهور الزنادقة وتشكيكاتهم الباردة.

ومن أراد كلامهم تطلَّبه في مواضعه، غير أنه بدا لي شيء لا أعرف من نبَّه بخصوصه من قبل، مع وجود المعنى العام في كلام العلماء.

هو أن قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر] بحد ذاته فيه وجه إعجاز.

وهو الكلام الإلهي بامتنانٍ على النبي ﷺ.

من الأمور التي تواردت عليها نصوص الكتاب والسنة تعظيم الله عز وجل تعظيماً لا يوجد في دين آخر.

ومن هذا التعظيم إرجاع الفضل له سبحانه في كل خير من خير الدنيا والآخرة، حتى لا يغتر العبد، ويرى عظيم منَّة الله عز وجل عليه.

كما ورد في الحديث: "«لا يَدخُلُ أحدٌ منكم الجنةَ بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمةٍ وفضل»، ووضع يده على رأسه".

وفي بداية الوحي نقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم).

ونقرأ: {الحمد لله رب العالمين • الرحمن الرحيم} [الفاتحة].

كلها إشارات إلى المنَّة الإلهية في الوحي، وأن منَّة الله عز وجل على عباده لا تقتصر على الأكل والشرب والنعم الحسية والمعنوية التي يُقِر بها الجميع فرعاً عن نعمة الإيجاد، وإنما نعمته في التشريعات والثواب الجزيل عظيمة.

وهذا المعنى تجده عاماً في النصوص، حتى في خطاب أهل الجنة: {فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور].

يشاهدون منَّة الله عليهم أكثر من مشاهدة العمل، بل إذا تأمَّلوا في منَّته رأوا عملهم قليلاً أمامها، ومع ذلك العمل بحد ذاته منَّة ولا بد منه.

فجاء بعدها: {فصلِّ لربك وانحر} [الكوثر].

وكان النبي ﷺ يصلي حتى تتفطر قدماه، فإذا عوتب قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً؟» يعني شكراً على هذه المنَّة، من مغفرة الذنب وإعطاء الكوثر، وتكليف النفس التكاليف الشاقة على بقية الناس من دلائل النبوة.

وفي النحر مشهور سخاؤه، حتى إنه في حجة الوداع أهدى مائة بدنة، نحر منها ثلاثاً وستين غير ما أهدى عن أزواجه، كله لله عز وجل شكراً، وإنما تلزمه واحدة.

والدين الذي يكون من الله يكون التعظيم فيه لله عز وجل أكثر من أي دين آخر، وحقُّ الله عز وجل فيه فوق كل حق، وكل خير يُرجع فيه إلى الله عز وجل، ودفع كل شر يُرجع فيه لله عز وجل.

10 months, 3 weeks ago

قصة أولها عفة وآخرها عفو…

أرسل لي بعض الإخوة أثر عكرمة هذا قال: "قال الله تعالى ليوسف يا يوسف بعفوك عن إخوتك رفعت ذكرك في الذاكرين".

والأثر في «مكارم الأخلاق» للخرائطي، وفي سنده ضعف قد يحتمل في خبر كهذا.

أعادني هذا الأثر إلى التدبر في سورة يوسف عليه الصلاة والسلام، وأن فضيلة يوسف لم تكن العفو فحسب وإنما العفة أيضاً، فالقصة أولها عفة وآخرها عفو، وإن كانت العفة واجبة وأما العفو ففضل.

ثم لفت نظري التشابه بين مبنى كلمة (عفة) وكلمة (عفو)، وقلت إنه لا بد من علاقة بين الأمرين، فالمباني لها اتصال بالمعاني.

فيبدو والله أعلم أن العفة قهر لشهوة الفرج، والتي يتولد منها ذنوب كثيرة مثل الزنا واللواط والنظر الحرام.

والعفو قهر لوارد الغضب، والذي يتضمن ذنوباً كثيرة إذا أُطلِق كالسب بالباطل والقذف والقتل وغيرها.

ومَن ضبط وارد الشهوة ووارد الغضب فقد تم نُسكه وصار صالحاً لولاية الناس، فإن الإمام العادل يتم عدله بالعفة عن الفروج والأموال، والمقدرة على العفو في محله لئلا يسرف في البطش، ولذلك كان يوسف والياً عادلاً.

وقال البخاري في «الأدب المفرد»: "724- حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا يزيد بن خمير قال: سمعت سليم بن عامر، عن أوسط بن إسماعيل قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة النبي ﷺ قال: قام النبي ﷺ عام أول مقامي هذا -ثم بكى أبو بكر- ثم قال: «عليكم بالصدق، فإنه مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت بعد اليقين خير من المعافاة، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا»".

والمعافاة لها علاقة بالعفة، فالمعافاة أن تسلم من شر الناس ويسلموا من شرك، وهكذا العفيف يسلم منه أعراض الناس ويسلم على عرضه على ما قيل في مجازاة المرء بأهله.

وقد سُميت الصدقة عفواً، ففي قوله تعالى: {خذ العفو} فسَّرها كثيرون بما عفا لك الناس من أموالهم.

وإذا تأمَّلت في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فستجد معافاة وعفة وعفو.

فالإمام العادل حاله المعافاة، فقد سلم الناس من شره وسلم من شرهم، كما ورد في الحديث: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنوهم ويلعنونكم»، وقد يظلم الناس الإمام العادل، ولكنه يسلم أشد السلامة بالعفو كما فعل عثمان.

والاثنان اللذان تحابا في الله حالهما المعافاة، فقد سلم كل واحد منهما من شر الآخر ونال خيره، وتدوم الأخوَّة بالعفو عن زلات الإخوان، وكذا كان حال يوسف عليه الصلاة والسلام.

والذي دعته امرأة ذات مال وجمال حاله العفة.

والذي تصدق بيمينه حتى لا تعلم شماله ما أنفق كانت نفقته صحيحة (العفو) أيْ ما زاد على حاجته وحاجة أهله، فلم يضيِّع حقاً وواسى فقيراً.

وأما المعلَّق قلبه بالمساجد والذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه فهذان لا شك أنهما ما فتئا يسألان العفو من العفو الغفور فنالاه، فالبكاء من خشية الله مبناه الخوف من الذنب والرغبة بالعفو، ولزوم المسجد لزوم لِحِمى الله عز وجل، ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه.

11 months ago

اكتمال النعمة الدينية والدنيوية يوجب الانكسار والبذل لا الخيلاء والتثاقل...

مِن المُشاهد في عدد من الشعوب الإسلامية التي أنعم الله عز وجل على أهلها برغدٍ من العيش مقارنة بغيرهم، لداعي النفط أو الغاز أو غيره، مع وجود دعوة إصلاحية فاضلة تدعو للتوحيد، أن هذا الأمر صار باباً للمفاخرة، دون اقتداء حقيقي بهذه الدعوة، وبعضهم تراه لا يقدِّر النعمة وسيطرت عليه عقلية الندرة الرأسمالية، فيتمنى الشر للناس، ظناً منه أن هذا الشر يجلب له خيراً ولو جزئياً.

قال الله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤتِ أحدا من العالمين} [المائدة/٢٠].

فذكرَ موسى ﷺ النعمة الدينية وهي أن فيهم أنبياء، وأمَّة الإسلام كلها حظيت بنعمة خير الأنبياء وأعظم وحي وحظيت بالعلماء ورثة الأنبياء، خصوصاً دعاة التوحيد الذين اشتهروا بذلك، فهؤلاء حضورهم في بعض الأقطار نعمة عظيمة على أهلها.

وذكرَ النعمة الدنيوية في أن جعلهم ملوكاً.

قال مسلم في صحيحه: "37- (2979) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: «ألك امرأة تأوي إليها؟» قال: نعم، قال: «ألك مسكن تسكنه؟» قال: نعم، قال: «فأنت من الأغنياء»، قال: فإن لي خادما، قال: «فأنت من الملوك»".

واليوم تجد المرء له مسكن وزوج وخادم وسائق ولا يفتأ يشتكي في مواقع التواصل أو يراقب ما في أيدي الناس ويسعى في الشر إليهم، كسعي بعض الناس بالضرائب التي هي (المكوس)، وقد قال النبي ﷺ: «مهلا يا خالد، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له».

ثُمَّ هو لا يدخل جيبه شيء، ولكنه يُثقِّل ميزانه بما سيراه يوم القيامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ذكرَ موسى ﷺ ذلك حاثاً لهم بأن يقاتلوا في سبيل الله عز وجل وأن يروا الله عز وجل من أنفسهم خيراً، فتثاقلوا وقالوا له: {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} [المائدة/٢٤].

واليوم من الناس من لم يؤمر بقتال، بل بما هو أهون، وقد اكتملت في حقه النعمة، ورأى كثيراً من إخوانه المسلمين يعانون القتل والتشريد ورأى الناس في كل مكان يعانون أموراً هو في سلامة منها.

فهل يشكر الله؟

هل يستحي منه؟

هل يبذل لله عز وجل لذلك؟

لا، بل تراه يتثاقل الأوامر الشرعية ويصفها بالتشدد والغلو ويتضايق من الوعظ، فهو يريد للناس أن يبشِّروه بالجنة على سوء عمله.

ومنهم من زاد على ذلك أن امتهن تبادل الإساءات والمفاخرات الجاهلية مع القوم الآخرين أو التفاخر والبذخ والخيلاء في مواقع التواصل أمام الناس، وسيُسأل يوم القيامة عن النعمة الدينية والدنيوية فليُعد لذلك جواباً.

11 months, 1 week ago

هل يئس الذين كفروا من دين المتشبهين بهم والمحتفلين بأعيادهم المعظِّمين لثقافتهم؟

قال تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} [المائدة/٣].

تأمَّل قوله: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} في هذا السياق، وقد قال جماعة من المفسرين معناه إنهم يئسوا من تحليل الخبائث، وقال آخرون: يئسوا من القضاء على الإسلام بعد حج النبي ﷺ حجة الوداع، ولا تناقض بين هذه المعاني.

والسياق واضح في ذكر هذه الجملة بعد التحريم، فإن في ذلك فائدة وهي أننا كلما كانت لنا خصوصية وبُعد عن أخلاق المشركين في مأكلهم ومشربهم وملبسهم وعاداتهم يئسوا منا، وهذا هو الاعتزاز الحق بالدين.

وبعدها هل يئس الكفار من المتشبهين بهم الذين يأخذون عاداتهم الخاصة ويحتكمون لثقافتهم ويحددون (الحضارة) و(التطرف) من خلال معاييرهم أم طمعوا بهم طمعاً عظيماً أن يردوهم عن دينهم؟ (وقد رُدَّ كثير منهم عنه حقاً).

وتأمَّل الآية: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} [المائدة/٥].

تأمَّل قوله: {ومن يكفر بالإيمان} بعد ذكر التحذير من الزنا ومقدماته، وبين الأمرين علاقة، فقد رأينا عياناً أن كثيراً من الشبهات والتثاقل في أمر الدين وبُغض الفضيلة ثم الدين ثم الكفر به ناشئ عن أمر الشهوات وإن تستَّر بالشبهات.

وقد ورد في الحديث «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء».

جاء في كتاب «قصة الحضارة» [36/89] وهو يتكلم عن فرنسا في عصر التنوير: "عبادة الجمال
1 - انتصار الروكوكو
في هذا العصر، فيما بين الوصايا وحرب السنين السبع -عصر طراز لويس الخامس عشر- كانت النساء تتحدى الآلهة: أي الفريقين أحق بالعبادة، وكان السعي وراء الجمال ينافس الانصراف إلى التبتل والورع، والاندفاع إلى الحرب. وفي الفن والموسيقى، كما في العلوم والفلسفة، تراجع كل ما هو فوق الطبيعة أمام كل ما هو طبيعي. إن هيمنة المرأة على ملك حساس شهواني، هيأت اعتباراً جديداً أو مكانة جديدة للرهافة ورقة الوجدان".

والواقع أن الأمر عبادة للشيطان باستخدام فتنة النساء، كالمشار إليه في الخبر وفي آثار كثيرة، والمقصود نساء السوء وما أكثرهن والله المستعان، وذاك العصر من أكثر العصور انحلالاً وهو الذي مهَّد لكثير من البلاء الذي نراه اليوم.

والمراد بيان علاقة الشهوة بالشبهة مع الكبر وفساد النظر.

1 year, 1 month ago

نقض حتمية العامل البيئي من القرآن الكريم...

في هذا الزمان الذي فشا فيه تقديس الإنسان ظهرت ظاهرة المبالغة في الاعتذار للكافر وإساءة الظن بالبيِّنات من عقلٍ وفطرةٍ ونص.

ولهذا كثير من الناس ينظرون لأهل الضلال بأنهم ضحايا، ثم يتساءلون تساؤلات تتعلق بمصيرهم الأخروي كأنها طعن في العدل الإلهي.

وقد قال النبي ﷺ للخارجي: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل».

فكيف يأتي إنسان يتشكك في العدل الإلهي ثم بعد ذلك يكفُر بالله ويؤمن بعشوائية لا عدل فيها البتة ولا عزاء لأي مظلوم أفلت ظالمه أو مات هذا المظلوم تحت الظلم ولا ضمان فيها لكون من عاند أو كابر أو سفسط سيعاقب أو ينكسر أو لا تكون له العاقبة.

وكثيراً ما يتساءل الناس عن الكافر الذي وُلد كافراً من أبوين كافرين ما ذنبه؟

ويتساءل بعضهم عن المؤمن الذي وُلد مؤمناً ما مزيَّته؟

وهذا التساؤل مبناه على أن عامل البيئة حتمي ولا خيار للمرء معه، وأنه لا توجد مسئولية مع الإيمان ولا تخفيف مع النشأة على الكفر (كسقوط الفرائض القديمة عن الكافر الذي أسلم ولو عاش عمره في الكفر).

قال تعالى: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين (١٠) وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين (١١) ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين (١٢)} [التحريم].

أقول: النساء مضرب مثل في كونهن مطواعات للعرف المجتمعي العام، وغالباً ما يتبعن أزواجهن، لهذا حُرِّم زواج المسلمة من الكتابي وأبيح زواج الكتابية من المسلم.

ومع كون هذا عاملاً إلا أن الآيات تبيِّن أنه ليس عذراً، فضرب الله مثل لنساء نشأن في بيوت أنبياء ومع ذلك كفرن، فما انتفعن بهذا العامل العظيم، وذلك أن عناد المرء وكبره قد يكون أقوى تأثيراً من كل عوامل الهداية مهما قويت.

وضرب -سبحانه- مثلاً بامرأة مؤمنة تحت أكفر أهل الأرض وأعتاهم، فما طاوعته وما أخافها كفره وعتوه، وذلك أن امتثال المرء لداعي الفطرة قد يكون أقوى من كل عوامل الترغيب بالكفر -من سلطةٍ وجاهٍ ومالٍ ورضا زوج ذي سلطان- والترهيب من الإيمان (العذاب الشديد).

وكذلك مريم -عليها السلام- كانت في مجتمع فيه بقايا نبوة، غير أن أهله انحرفوا انحرافاً شديداً، فما سارت معهم على هذا.

فإذا كان هذا في النساء فغيرهن من باب أولى إن أُنصِف.

وهذا أدعى لئلا يُذهب المرء نفسه حسرات على هالك ويلوم نفسه على هلاكه.

We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 4 months, 4 weeks ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 6 months ago

- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 6 months, 3 weeks ago