الحَمدُ للّٰهِ وَبَعدْ :

مَا كَانَ لِي فِي صِرَاعَ هَـٰذِهِ الدُّنيَا مِن سَبِيل ؛ أَفنَيتُهَا بَينَ صَفوٍ وَكَدَر ؛ نِفِرُّ مِنَ القَدَرِ إِلَىٰ القَدَر ؛ أَحبَبنَا أُنَاسَاً وَأَحبُّونَا قَلِيلٌ مِنهُم مَن تَبَقَّىٰ وَالآخَرِينَ فَارَقُونَا ؛ مِنهُم الذِينَ بِإرَادَتِهِم غَادَرُونَا ؛ وَمِنهُم حَالَت بَينَنَا الدُّنيَا وَإِلَىٰ اللّٰهِ جَلَّ وَعَز سَبَقُونَا … سُبحَانَهُ تَعَالَىٰ هَذّبَنَا وَعَلّمَنَا أَنّ مَن عَلَّقَ قَلبَهُ بِـ غَيرِهِ خَابَ وَخَسِر ؛ وَمَن نَسِيَهُ ذُلَّ وَكُسِر ؛ فَـ لَنَفسِي النّصِيحَةُ مِن قَبلُ وَإِلَيكَ أَيُّهَا المُفتَقِر : دَوَام الحَال الذِي أنتَ فِيهِ مِن المُحَال ؛ لا تُرَاهِن وَنَفسَكَ بِـ النّاسِ تُحَصِّن ؛ إِجعَل قَلبَكَ وَقِبلَتَكَ بِـ اللّٰهِ وَأَيقِن ؛ وَسِر بَينَ العَالَمِينَ كَيِّسٌ فَطِن ؛ وَإِن أَسَاءَ لَكَ البَعضْ وَلَطَّشُوا بَيَاضَ نِيّتِكَ الخَيِّرَة بِـ سَوَادِهِم فَأَحسِن ؛ وَكُن فِي هَـٰذِهِ الدُّنيَا كَأَنّكَ عَابِرُ سَبيلٍ تَحتَ ظِلّ شَجَرةٍ ثُمّ مَاضٍ فَلا تَركَن ؛ سَيُؤذُونَكَ وَيَقُولُونَ مَا لَيسَ فِيكَ فَقد قَالُوا لِـ رَسُولِنَا { صَلَّىٰ اللّٰهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ } مِن قَبلِكَ فَلَا تَحزَن ؛ وَاعمَل فِي دُنيَاكَ لِآخِرَتِكَ فَـ هِيَ المَسكَن ؛ تَنزِلُ بَعدَهَا فِي قَبرِكَ مُطَمئِن ؛ وَمِن فَزَعِ القِيَامَةِ مُؤَمّن … فَـ إِن فَعَلتْ نِلتْ ؛ وَإِن لَم تَفعَل تَنزِلُ بِكَ النّازِلَةة تَكُونُ عَلَىٰ قَلبِكَ كَالصّاعِقَةة ؛ فَـ هَـٰذِهِ الوَصِيَّةُ إِلَيكَ مِنْ إِنسَانٍ مُبتَلَاً ؛ فَـ جُد بِـ نَفسِك قَبلَ أنْ تَهلَك … وَالسّلام "))

**الحَمدُ للّٰهِ وَبَعدْ :

أَكتُبُ بِـ البَنَانْ ؛ وَبَعدَ عَامٍ وَعِدّة أَشهُرٍ
عَلَىٰ مَلحَمَةِ الطّوفَان أقُول :**

لكَ الحَمدُ يَا رَبّنَا أَوّلاً وآخِرَاً أَن ثَبّتّنَا فِي أَرضِنَا ... كُنَا بِهَا آسَادٌ رَابِضَة ؛ وَسُيوفٌ حَادّة ؛ وَدُروعٌ مَتِينَة ؛ وَجَعَلتَنَا مِنِ الذِينَ يُدَافِعُونَ عَن حِيَاضَ الدّينِ وشَرَفَ الأُمّة ؛ لكَ الحَمدُ بِأَنْ جَعَلتَنَا رَاسِخِين ؛ لِعَدُوّنَا قَاهِرينْ ؛ شَوكَةً فِي حَلقَ الغَاصِبِين ؛ مَا ضَرّنَا مَن خَالَفَنَا وَلا مَن عَادَانَا ؛ رُحمَاءٌ بيننا ؛ أَشِدّاءٌ عَلىٰ القَومِ الكَافِرين …
لكَ الحَمدُ أَنْ كُنّا لِلطُّوفَانِ رِجَال ؛ نَخُوضُ غِمَارَ المَوتِ وَالأَهوَال ؛ بُنيَانٌ مَرصُوصٌ فِي وَجهِ الإِحتِلال ؛ لَكَ الحَمدُ أنْ صَنَعتَنَا بِـ عَينِك ؛ وَحَفِظتَنَا بِـ مَعيّتِك ؛ وَهُزمِ الجَمعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ بِـ قُدرَتِكَ وَقُوّتِك ؛ لَكَ الحَمدُ أَنْ أحيَيتَنَا إِلَىٰ يَومِنَا هَذَا لِـ نَشهَد نَصرُك ؛ وَتُعطِينَا بِـ كَرَمِكَ وَفَضلِكَ أجرَك مِصدَاقَاً لِـ قَولَك : { وَمَنْ يُقَاتِل فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَيُقتَل أَو يَغلِب فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَظِيمَا } … لَكَ الحَمدُ أَن صَبّرتَنَا عَلَىٰ الحَادِثَاتِ الفُجُوع ؛ وَالفَقدِ الجَزُوع ؛ والدّمعَ اللّعُوع ؛ لكَ الحَمدُ أَن جَعَلتَ بَوصَلَتَنَا الشُّهدَاءَ الذِينَ كَانُوا مَعنَا نِبرَاسَاً وَمَنَارةً وَهُدَاً نَقتَفِي بِه فِي طَرِيقِنَا ؛ وَسَلوَتُنَا بِـ { يَستَبشِرُونَ بِالذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِن خَلفِهِم ألّا خَوفٌ عَليهِم وَلا هُم يَحزَنُون } … تَكُونَ أقدَامُنَا بِالدّنيَا وَأعيُنُنَا فِي جَنّاتٍ وَنَهر بِـ { وَمِنهُم مَن يَنتَظِر } … فَـ اللّٰهُمّ إجعَلَ الطّوفَانَ والشّهدَاءِ الذِينَ كَانُوا مَعنَا فِي الطّوفَانِ شَاهِدِينَ لَنَا يَومَ القِيَامَة ؛ والدّمَاء التِي سَالَتِ فِيهَا فِي ذَلِكَ اليَوم اللّونُ لَونُ الدّم وَالرّيحُ رِيحُ المِسك ؛ تَقبّل يَا رَبّنَا مَن مضَىٰ فِي الطّوفَان ؛ وَاحفَظ مَن تَبَقّىٰ مِن جُندِ الطّوفَانَ وَأهلَه ؛ عَوّضَهُم خَيرَا ؛ وجَازِهِم أَجرَا ؛ وبِالفَردَوسِ الأعلَىٰ يُلقُوا عَلىٰ وَجهِكَ الكَرِيمُ نَظَرَا ؛ اللّٰهُمّ سَلامٌ عَلَينا وَغزّتِنَا وَشَعبِنَا بِمَا صَبَرنَا وَجَابَهنَا وَضحّينَا فَمَا كَلّت وَلا لَانَت عَزِيمَتُنَا ؛ سَلامٌ لِأصحَابِ العُبُورِ العَظِيم ؛ سَلامٌ للمُجَاهِدِينَ المُصطَفِين ؛ طِبتُم وَطَابَ جِهَادَكُم وَصَنِيعُكُم وَإِعدَادُكُم وَثَبَاتَكُم وَإِثخَانَكُم فِي عَدُوّكُم ؛ يَا تِيجَانَ الرُّؤُوس وَمُقَلَ العُيُون ؛ هَنِيئَاً لَكُم نَصرُكُم مِن جِدِيد ؛ وَدُمتُم دَومَاً صَلابَةً كَالحَدِيد ؛ وَلنَا بَعثٌ جَدِيد ؛ وَرجعٌ حَمِيد ؛ وَمُستَقبلٌ مَجِيد ؛ إن شَاءَ اللّٰهُ تَحقِيقَاً لا تَعلِيقَا ؛ وَيَسأَلُونَكَ مَتَىٰ هُو :
{ قُل عَسَىٰ أنْ يَكُونَ قَرِيبَا } ؛ فَـ تَمَهّل وَلا تَتَعجّل .

طَلحَةة | غَفَرَ اللّٰهُ لَه
طُوفَانُ الأقصَىٰ ?*✍️***

يَارَبِّ الفَرَجُ القَرِيبْ ؛ وَلِقَاءُ الحَبِيبُ مَعِ الحَبَيبْ ••

بِـ قَدَرِ مَرَارَةِ الفِرَاق ؛ تَكُونُ عُذُوبَةُ اللِّقَاء ••

يَارَبّ كَمَا حَقَنتَ دِمَاءَ المُسلِمينَ
فِي لُبنَان ؛ يَارَبّ وَ غَزّة !?

أَشتَهِي الحَيَاةَ مَرّةً ؛ وَالمَوتُ مَرّاتْ !?****

إِلَىٰ مَتَىٰ يَارَبِّ ؟! :

تَجرّعَتِ القُلُوبُ أَلَمَا ؛ سَالَتِ العُيُونُ دَمعَا
تَمزّقَتِ الجِرَاحُ وَنَزَفَت دَمَا ؛ فَـ إِلَىٰ مَتَىٰ
يَارَبْ ؟! ؛ تَمَرّغَتِ الجِبَاهُ فِي الأرضِ إِلَيكَ
سُجّدَا ؛ رُفِعَت الأَكُفّ لَكَ طَلَبَا ؛ تَقَرّحَتِ الأَنفُسُ
مِنَ البُكَاءُ والتَضَرُّعُ لِـ مُنَاجَاتِكَ شَهَقَا ؛ فَـ إِلَىٰ
مَتَىٰ يَاربْ ؟! ؛ تَذَوّقنَا أشَدّ الإِبتِلاءَاتِ رَهَقَا ؛ بِـ
الخَوفِ والجُوعِ ونَقصٍ مِن الأموَالِ والأَنفُسِ
والثّمَرَات ؛ لِكِنّنَا يَا رَبّنَا مَا نَفِدنَا صَبرَا ؛ فَـ إِلَىٰ
مَتَىٰ يَارَبْ ؟! ؛ تَجَبّرَ اليَهُودَ فِي أرضِنَا طُغيَانَاً
وَكُفرَا ؛ أحرَقُوا الحَرثَ والنّسلَ وَهدّمُوا حَجَرَا
رمّلُوا نِسَائَنَا وَيتّمُوا أطفَالَنَا ؛ وَغَدَا رِجَالُنَا فِي
سُجُونِ القَهرِ أَسْرَا ؛ شَرّدُوا أهلَنَا وَأحبَابَنَا مِن
بَينِنِا قَصرَا ؛ فَـ إِلَىٰ مَتَىٰ يَارَبْ ؟! ؛ أَلَا تُلقِي عَلينَا
نَظَرَا ؟! ؛ حَاشَاكَ أَنْ يَكُونُ نَظَرُكَ بَعِيدٌ عَنّا ؛ فَـ
أغِثنَا لَسنَا فِي البَحرِ لَكِنّنَا غَرقَا ؛ واليُهودُ مِن
فَوقِنَا وَحَولِنَا يُحَاصِرُونَنَا إِنّنَا دَركَا ؛ فَـ إِلَىٰ مَتَىٰ
يَارَبْ ؟! ؛ بَاتَ الوَاحِدُ مِنّا حَيرَا ؛ أَخيرٌ أُرَدتَّ بِنَا
أم شَرّا ؛ لا إِلَهَ إِلّا أنتَ سُبحَانَكَ إِنّا كُنّا مِنَ
الظّالمِين إِنّنَا مِن دُونِكَ عَجزَا ضَعفَا …!!
فَـ إِلَىٰ مَتَىٰ يَارَبْ ؟!?)

مَا أَثقَلَ حُزنَاً لا تَستَطِيعَ بُكَاءَهُ !?****

إِنْ نَحنُ عِشنَا يَجمَعُ اللّٰهُ بَينَنَا
وِإِنْ مُتنَا فَـ القِيَامَةُ تَجمَعُ ••