،،
النضج الطوعي واتزانُ البصيرة ..

•أرتني الأيام أنّ صلابة الحديد فيه أقوى الدوافع التّي تنتزع بوصلة بصيرتك وتحطّم طريقتك في النظر إلى الحياة ، تحوّلك إلى الإغراق والتأمّل العميق في انقلاب الدنيا ورجوعها ، وتجعلك مدركاً بعمق كل النهايات حتّى وإن كانت فكرة الرغبة بالانطلاق والتحرّر تسيطر على شجونك وتتملّك وجدانك .. تجعل تصنيعك الذهني ينتقل من التهتّك إلى التعفّف ، ومن اللهو والدعابة إلى الجدّ والوقار ، ومن النظر إلى القشور إلى "روح" الاتجاه المحافظ ، ومن ركاكة الاهتمام إلى أنفس التصورات ، ومن سطحية الفكر البسيط إلى الإغراق في أشياء الدنيا صورة ومعنى .. فعلى قدر قوة المُثير يظهر المتأثر ويبقى الأثر .!

قال لي شيخي ذات مرّة :
"يا بنّي على قدر قسوة الألم تكون لذة الشفاء".!
،،
ســـيّـاف

،،
ودخل الستين من ربيع عمره .. بينما أحني ظهر طفولتي في خريف الثلاثين .. ورضا الناس كان أهون فائت على قلبي .

أناديك يا الله بكل حناجر الدنيا وصوتي المبحوح .. أطل عمره على طاعتك وارزقه الصحة وحسن الختام .
،،

،،
ما لا تذهب إليه بكامل شجاعتك ، سيُطاردك كفريسة ، وما لا تذهب إليه بارادتك سيأتيك قاهراً إياك ، والأشياء لاتختفي لمجرد تأجليها أو رفضك النظر فيها .. لأنّ ماترفض الذهاب إليه بارادتك .. سينهشك كصدمة .
،،
لو لا الشدائد لم يسمع بنا أحد
والسبع كالهر لولا الجوع والعطش

،،
من عاش دون مبدأ .. مات بلا شرف ، ومن يحيى دون غاية .. عاش عمره بالعبث .
،،

،،

‏قال ابن الجوزي رحمه الله :

‏العاقلُ الذَّكي من لا يُدقِّق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأحبابه وأصحابه وجيرانه .

‏ - تهذيب الكمال ( ٣٧٠/١٩) -
،،

،،

‏"استقرَّت التجارب أن إعلان الوصول أفصح من إعلان المسير، وأن العزيمة الصامتة أبلغ من العزيمة الصاخبة، وأن الإنجازات الكُبرى مسبوقة بصمتٍ يضج عملًا، وأن الكِتمان يزيد متعة الرحلة بعيدًا عن ضغط الترقّب، كما يُسهم في زيادة ألق دهشة لحظة رفع الستار.!"

‏أنس جبلي
،،

،،
لازلتُ مؤمناً أن الانسان كتلة لاتموت دفعة واحدة ، تموت بطريقة الأجزاء ، إن غاب حبيب ذهب معه جزء ، وإن رحل أنيس ذهب معه جزء ، وإن خذله رفيق مات معه جزء ، وإن طُعن من ثقة مات منه جزء ، أحلامنا الكبرى إن قُتلت مات معها جزء ويذهب الأمل .. حتى يأتينا الموت الأعظم ليجدنا روحاً بالية فيحملها بكلّ خفّة ويرحل !.
،،

،،
إن رغبتي في إتقان ما أقوم به من عمل لم تعنِ قط رغبتي في التفوق على الآخرين، كنت ولا أزال أرى العالم يتسّع لكل الناجحين مهما بلغ عددهم وكنت ولا أزال أرى أن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر.

-غازي القصيبي
،،