¬ t.me/YuS_F_93 _ يُوسُفِيَّات

'
{هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}

قالَ ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-:

"إنَّمَا تفاوَتَ القَومُ بالهِمَمِ، لا بالصُّوَرِ ".

'
"إنْ كنَّا نقاتلُ بالكَثرةِ، والقوَّةِ، فهُم أكثرُ منَّا، وأقوىٰ علينَا، وَما لنَا بهِم طَاقةٌ.. وَإنْ كنَّا نُقاتلهُم باللهِ، وللهِ، فإنَّ جَماعتَهُم وَلو كانُوا أهلَ الأرضِ جَميعًا ما تُغنِي عنهُم شَيئًا"..

- مِنْ خالدِ بنِ الوليدِ لأبِي عُبيدةَ بنِ الجَرَّاحِ..

'
{لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}..

لا واللهِ ما هوَ بالشَّرِّ، ولا بالكَدرِ، ولا بالانكِسَارِ، وإنَّنا اعتَصمنَا باللهِ، واستَسلمنَا لقَضائِهِ، ولازلنَا علىٰ الأرضِ نصولُ بِحولهِ، وقُوَّتهِ..

وإنَّنا اليومَ أكثرُ يَقينًا بِمعيَّةِ اللهِ، وتَفضُّلِهِ علينَا..

لا تُخفِضُوا رؤوسَكُم "فَلنْ يكونَ في مُلكِ اللهِ إلا ما أرادَ اللهُ".

'
ابتِلاءٌ وتَمحِيصٌ وغَربلةٌ يَتبعُها ابتِلاءٌ؛ هَكذا هوَ بينَ تَقلُّبٍ، وتَقلُّب، فَلا رَاحَةَ حَتىٰ تَأتي لَحظةُ الاصطِفَاءِ، وقَبضِ الرُّوحِ، ويَظُّنُّ أنَّهُ سَيستَريحُ، لَن يستَريحَ؛ حتىٰ يَدْخُلَ الجَنَّةَ خَالدًا فيهَا..

¬ t.me/YuS_F_93

'
الذي تسرَّبَ إليهِ اليأسُ بسببِ طُـولِ المعركةِ؛ عليهِ أن يُراجعَ نفسَهُ، وأن يعلمَ أنَّ المَعركةَ لَمْ ولن تنتهِي، قد يختلفُ شكلُهَا، وأحوالُهَا، لكنَّها باقيةٌ إلىٰ قِيامِ السَّاعةِ، وأنَّنا علىٰ كُلِّ حالٍ مَنصورُونَ برجَائِنا أن يكونَ اللهُ مَعنا..

والذي تسَرَّبَ إليهِ اليَأسُ استِبطاءً للنَّصرِ؛ فليَعلمْ أنَّ النَّصرَ صَبرُ ساعَةٍ، وأنَّ نَصرَنَا الحقيقيَّ ليسَ هوَ ذلكَ النَّصرُ المَاديّ، إنَّما هوَ أن نَلقىٰ اللهَ وهُوَ راضٍ عنَّا..

فمَن كانَ واثِقًا في ربِّهِ مُطمئنًا إلىٰ دَربهِ؛ فليَحمَدِ اللهَ، ويُعاهِدهُ أن يستَمِرَّ إلىٰ أن يَلقاهُ.. واللهُ أكبرُ!

'
{قُل يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَد جَاءَكُمُ الحَقُّ مِن رَّبِّكُم فَمَنِ اهتَدَى فَإِنَّمَا يَهتَدِي لِنَفسِهِ وَمن ضَلَّ فَإِنَّما يضِلُّ عَلَيهَا وَمَا أَناْ عَلَيكُم بِوكِيلٍ وَاتَّبِع مَا يُوحَى إِلَيكَ وَاصبِر حَتَّىَ يَحكُمَ اللَّهُ وهُوَ خَيرُ الحَاكمِينَ}..

سَنجدُ الصَّبرَ مِن أبرزِ أسبابِ الثَّباتِ، وعواملِ الانبعاثِ في حياةِ المُسلمينَ، وإنَّ تربيةَ النَّفسِ علىٰ الصَّبرِ لمِن تمامِ الفِقهِ، والبَصيرةِ.. لَقدِ استهدفَتْ سُلطةُ الثَّقافةِ الغَالبةِ، المُحاربةِ عواملَ القوَّةِ فينَا بكلِّ مكرٍ، وفي مُقدمَتِها "الصَّبرُ علىٰ الفَضائلِ"، فنَشرَتِ الاستهانةُ، وشَجّعَت عقليَّةَ التَّرقيعِ، والجِدالِ، وأكثرَت مِنْ كلِّ ما يعظِّمُ التَّعلقَ فينَا بمتاعِ الدُّنيا القَليلِ علىٰ حسابِ الآخرَةِ..

وكَم مِنَ الأعمالِ يَكفِي منهَا منفعةً أنْ تُعلِّمَكَ الصَّبرَ، فلا تَستهِنْ بكلِّ ما يعلّمُكَ هذهِ العبادةَ الجَليلةَ، لأنَّها ذخيرتُكَ في مَسيرةِ الظَّفرِ!

{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا}..

'
لو أخذَ منكَ أعداءُ اللهِ ورسولهِ كلَّ شيءٍ!
كلَّ ما تملِكُهُ، وكلَّ من تحبُّ، وكلَّ ما يَخصُّكَ في هذهِ الدُّنيَا، بأبشعِ طَريقةٍ، وبأنكَىٰ، وأمكرِ، وأغدرِ الوَسائلِ!

فلا تَسمحْ لهُم أن يَأخذُوا منكَ إيمانكَ!
لا تسمَحْ لهُم أن يَمسُّوا بِتوحِيدكَ، وعَقيدتِكَ.

فبَقاؤُكَ مُسلمًا، مُوحِّـدًا، مُستعليًا بإيمَانكَ؛ هوَ النَّصرُ العَظيمُ المُبينُ، وإن كانَ خَاتِمتُهُ سَفكُ دِمائِكَ!

فقَد كثُرَتِ المَراكِبُ في زَمانِنا.. والبَحرُ مُتلاطِمُ الأمواجِ، والرِّيحُ العَاصفُ شَديدةٌ!

فاختَرْ مَركِبَ الإيمانِ العَظيمِ، مَجادِيفُكَ العَملُ بإخلاصٍ، وحُسنِ اتباعٍ، وَجِهتُكَ الفِردوسُ الأعلىٰ..

أمنِيتُكَ شهادةٌ في سَبيلِ اللهِ تَعالىٰ..
أُنسُكَ حبُّ اللهِ جلَّ جَلالهُ، ورسولُهُ ﷺ..

يَحدُوكَ {لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ}..!

'
بِاسمِ اللّٰهِ..

اللَّهُمَّ!! إنَّي أسأَلُكَ؛ أَنْ أسألَكَ الشَّهادَةَ بِـصِدقٍ..