ستة وثلاثون عاما على رحيل المقرئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ولا يزال الأول بلا منازع والمتربع على عرش التلاوة وصاحب أشهر مدرسة صوتية قرآنية على مستوى العالم .
وما بين الميلاد ( أول يناير 1927 ) حتى الوفاة ( 30 / 11 / 1988 ) ومن قرية المراعزة بصعيد مصر حيث المولد والنشأة ثم القاهرة حيث التألق والشهرة بالإذاعة ثم إلى مكة والمدينة المنورة حيث نزول القرآن بتلك البقاع الطاهرة ثم إلى مسرى الرسول المسجد الأقصى ثم إلى سوريا ثم إلى جنوب أفريقيا ثم إلى عواصم أوروبا ثم إلى أمريكا ثم إلى بلدان العالم العربى والإسلامى والأجنبى كانت رحلة العطاء الباقية ببقاء القرآن الكريم .
عن اللحظات الأخيرة فى حياة الشيخ عبدالباسط كما رواها لى ابنه الشيخ طارق - بارك الله فى عمره - : ( ... أفاق الشيخ من غيبوبته التى مات فيها وخرج كعادته لتناول الشاى وقرأ الورد اليومى بعد صلاة العصر وجمعنا وأوصانا بالمداومة على تلاوة القرآن وجعل القرآن فى ذريتنا ونسلنا إلى الأبد وبعدها دخل فى غيبوبته التى فاضت فيها روحه الطاهرة راضية مرضية إلى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ؛ لتنعم بروح وريحان وجنة نعيم ..)
ألقابه :
١ - صوت مكة ( المملكة العربية السعودية )
٢ - الصوت الأسطورى ( فرنسا )
٣ - الذهب الخالص
٤ - الحنجرة الذهبية
٥ - صوت السماء
٦ - قيثارة السماء
وبفضل الله تعالى كان الشيخ سببا فى اعتناق المئات الإسلامَ في شتى أنحاء العالم ، وهداية آلاف البشر زمرا وجماعات ، طاف العالم معظمه فاستحق - بفضل الله وكتابه - أن ينال إعجاب الملايين والملايين فى العالم الإسلامى كله شرقه وغربه ، كما نال فضيلته تقدير الحكام والملوك والسلاطين والأمراء والزعماء والرؤساء ؛ قارئ فريد من نوعه متألق فى ذاته مؤثـر حتما فى غيره ؛ لم ينل قارئ من التكريم مثلما نال عبدالباسط ؛ فهو شخصية يعرفها القاصى والدانى والكبير والصغير والمسلم وغير المسلم ؛ شخصية ذات صوت جذاب يشفى القلوب والأبدان ؛ يرغمك على الاستماع إليه دون انشغال عنه بغيره فلا يُمل استماعه ؛ يشنف الآذان يطمئن النفوس يحير الألباب والعقول بطلعاته وتألقاته ونبراته ووقفاته وأنـاتـه و بـحّــاته ؛ تعرف صوته منذ الاستعاذة ؛ تبكى حين يقترب فى قراءته من النهاية ؛ صوت خطف الأسماع ممن قبله وأتعب كل قارئ بعده يحاول أن يتربع على عرش التلاوة أو يجد لنفسه مكانا يسطع به فى سماء الترتيل أو يحذو حذوه ويحاكى صوته ليتقرب بذلك لمقام جليل ؛ فإذا عبدالباسط قد سبق الجميع لذاك المكان الذى لا يليق إلا به ولا يحلو إلا بوجوده . ظهوره كان كالبدر بين النجوم ؛ يفتقد إذا غاب وإذا حضر لا يُمل ؛ أقر له أقرانه وشهد له زملاؤه بالسبق والتفوق والجمال والتربع على عرش التلاوة فبايعوه نقيبا لهم وظل هكذا خادما للقرآن حتى أسلم الروح الطاهرة الزكية المباركة لرب كريم فصدق فيه قول الله تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ... ) وذلك عصر يوم الأربعاء الموافق 30 / 11 / 1988 . رحمه الله وطيب ثراه والفردوس مثواه وجزاه الله عن القرآن وعنا جميعا خير الجزاء وأجزل له كريم العطاء .

من سورة #الإسراء تلاوة في #المسجد_الأقصى المبارك 1964

https://fb.watch/kJ4Ozkpis_/