خذني إليك،
فالليل في مدينتنا طويلٌ..
وسمعت بأن القمر فوق دارك مكتمل!

لا بأس، "إنه مجرد يوم" جملة أرددها كل يوم!

هل سأحظى بحلم سعيد عوضًا عن يومٍ أليم؟

ولكن..
لا بأس، الليلة أنام على عزف قلب أمي لنبضاته.

لعل الصباح يأتي جميلًا.
سلام.

-راسي مولّعة!
هكذا قلت وأنا أقترب من أمي، فأخذتها منّي.. وضمّتها برفق. :))

كنت -قديمًا- من كثرة الأفكار أود لو أتقاسمها مع ثلة من المقربين، محاولةً للتخفيف من أحمالها.
ولكنني الآن، دائمة الشعور بالثِّقل الفعلي
يا عالم.. رأسي يميل، ماذا أفعل؟

شهدت في سفري اليوم حادث سير مروع..
وسمعت صوتًا يسترجع بألم شديد، نظرت فوجدت جمع من الرجال يحيطون بشاب يجلس على الأرض في هدوء تام.. ينظرون إليه وهو ينظر لقدميه؛ فإذ بواحدة مبسوطة أمامه، والأخرى مقطوعة!

الله يجنبنا وإياكم فواجع الأقدار..

يا رب!
أنت الضار.. وأنت النافع
خرج عبدك من داره باسمك، متوكلًا عليك، رائحًا على اثنتين، آيبًا بواحدة!
فاللهم كما كلفته بالبلاء كن المعين له عليه. :))

حينما تقع في الحب؛ ستشعُر بظلمٍ ممن مد لك يده في صغرك لتتوكأ عليها خشية التعثر في المسير، وممن مدح مستواك التعليمي خشية التعثر في الدراسة، وممن أثنى على آدائك الوظيفي خشية التعثر في العمل.
ستشعر بالظلم لأنك تعثّرت في شخصٍ فأدركت رونقه، فها أنت واقعٌ في أرضه تستظل بخضاره غارقٌ في بحره تستلذ بدفئه عالٍ في سمائه تُحلّق بين شهابه.

فاستخلصت بأن ليس كل التعثر بمذموم، وإنما بعض التعثر يحرم عليك الانتهاض بعده!

وغدًا يكون لأمَّتي صرحٌ تزيّنهُ المشاعِل!

أجابه العالم بصديقٍ حنون، تسكت معاضدته شهقات صدري..
فتُثلِجه!