إضاءات مسلكية

Description
إضاءات في تفكيك بعض شبهات #غلاة_التبديع #المداخلة #أدعياء_السلفية
We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 9 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 7 months, 3 weeks ago

Last updated 3 months, 3 weeks ago

7 months ago

#إضاءات_مسلكية
مقولتان أساسيتان يوظفهما بعض أدعياء السلفية / المداخلة… في سبيل الدفاع عن الأنظمة المستبدة الفاسدة والتهوين من جرائمهم وإفسادهم، وهما: أن انتشار المعاصي أهون من الفوضى، وأن البدعة أخطر من المعصية.
وهاتان المقولتان صواب من حيث الجملة؛ ولكن أدعياء السلفية يضعونهما في غير مَحلّهما، ويوظفونهما توظيفا سياسيا وبخاصة كلما بدَتْ سوءات الأنظمة العربية.
أما المقولة الأولى فمن أبرز ما يبين توظيفهم الباطل لها: أنهم يفرضون وجود حالتين فقط وعلينا أن نختار بينهما: إما عدم إنكار المنكر إنكارا مؤثرا وإما حدوث الفوضى وسفك الدماء.. ولذلك تراهم كلما برزت "فضيحة" لهذه الأنظمة بادروا إلى التحذير من (الخروج) والتحذير من (زوال نعمة الأمن والأمان).. وهذا الطرح قائم على الاستخفاف بعقول الناس؛ من خلال وضعهم أمام خيارين: إما السكوت / الدفاع وإما الدماء.. والواقع أن هناك مساحات واسعة بين الأمرين يمكن أن يكون فيها مجال لإظهار إنكار المنكر، وإيجاد حالة واعية ضد هذه الأنظمة.
وأما المقولة الثانية وهي أن البدعة أشد خطرا من المعصية.. فإن العبث فيها أكثر سوءا؛ فإنهم ينفصلون من جسم الأمة -من خلال تبديع كل الجماعات الإسلامية وتجهيل باقي الأمة وتسفيه "العوام"- ثم يتصالحون -عمليا- مع الحالات العلمانية المستبدة المعادية للمسلمين… ثم يقولون: البدعة (ويمثلها في مخيالهم: عموم المسلمين) أخطر من المعصية (ويمثلها في مخيالهم: العلمانيون والفسقة والعراة وناشرو الفساد).
من فَهم هذه المعادلة الجائرة فهم تلك الحالات المتناقضة التي يغضون فيها النظر عن معابد الهندوس، والاستهزاء بشعائر الإسلام كالكعبة والج ها د، والخيانة والعمالة، وهدم جسم الأمة، و"يخفى عليهم" الفرق بين فعل المعصية وبين ترويج الفواحش ونشرها وسجن من ينكرها.. وفي المقابل يشتد نكيرهم على المجا هد ين والركع السجود، ويتركز خطابهم و"تعاونهم"
ضد الدعاة والمصلحين، ويدخلون في "معارك" موسمية بجهل وطيش.

7 months, 3 weeks ago
[#إضاءات\_مسلكية](?q=%23%D8%A5%D8%B6%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA_%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9)

#إضاءات_مسلكية
من الخطابات التي بات يرددها أتباع "التيار التنويري" من أدعياء السلفية: أن ج ها د الدفع لا يكون مشروعا إذا زادت "مفسدته" على "مصلحته".. ثم يطبقون ذلك على بعض المعارك المعاصرة.
وليس المراد هنا الحديث عن المسألة بعمومها؛ بل المراد بيان ما يحمله هذا الخطاب بعينه من وجوه التناقض وعدم الوضوح؛ ومن ذلك:
أولا: في ضوء تنزيلهم هذا الخطاب على بعض المعارك المعاصرة دون بعض.. فما ضابط (المصلحة) و(المفسدة) هنا؟ هل هو عدد الش ه داء؟ هل هو الخسائر المادية والاقتصادية؟ هل هو الخسائر السياسية؟ هل هو في خوض معارك "غير متكافئة"؟ هل هو في مآل المعركة أيكون نصرا أم هزيمة؟
وبناء على ذلك هذه مجموعة من التساؤلات (غير البريئة):
هل تنطبق هذه القاعدة على حرب الخليج عام ١٩٩١؟ والتي راح ضحيتها ١٠٠ ألف، بالإضافة إلى سيطرة أجنبية على دول الخليج.
هل ينطبق ذلك على حرب أفغانستان مع روسيا؟ والتي كانت تحظى بدعم سياسي ومالي من السعودية وغيرها؟ وقد سقط في هذه الحرب حوالي مليون ونصف أفغاني، فضلا عن خمسة ملايين لاجئ خارج أفغانستان.
هل ينطبق هذا الكلام على (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل)؟ والتي راح ضحيتها ١٥ ألف من المدنيين، وارتكبت فيها مجازر، وتسببت في مجاعات وأوبئة.
هل ينطبق ذلك على المعارك التي خاضتها فصائل من ظم ة التحرير؟ قبل ٦٧، وعام ٨٢ وغيرها؟

إذن؛ هل المسألة تتعلق بـ(المفاسد) و(المصالح) حقا؟ أم هو خطاب ناتج عن تلاعب بعض الجهات بعقولكم وخطابكم؟ وهل حقا أنتم بعيدون عن السياسة، منشغلون بالعلم والدعوة؟ أم أنتم غارقون فيها -بقذارتها- إلى آذانكم من خلال (التوقيع على بياض) لسياسة الخونة، تحت شعار (طاعة ولي الأمر)؟

ويا ترى ما توجيهكم لغزوة بدر، والتي لم يخرج فيها المسملون لقتال جيش، وإنما خرجوا لأخذ قافلة، ثم وجدوا أنفسهم أمام جيش كبير يفوقهم عددا وعدة؟
هل كان ينبغي على الصحابة أن ينسحبوا من معركة القادسية لأنهم لا يملكون فيلة كما كان في جيش الفرس؟ ولأنه لا مقارنة عددية أصلا بين الجيشين؟
هل تلومون أبا عبيد في موقفه في وقعة الجسر؟

ثانيا: مفهوم (المصلحة) و(المفسدة) في الشريعة لا ينحصر في المفاسد والمصالح الدنيوية، بل يدخل فيه المصالح الدينية. ولي في هذه المسألة منشور سابق، يرجى الاطلاع عليه.
https://t.me/idaatm/60

ثالثا: يخلط بعضهم بين مسألة (عدم القدرة) التي تكون عذرا للعاجز، وبين صورة (ج ها د. الخمس نجوم) الذي يتخيلونه.
فال ج هاد لا ينفكّ عن الخسائر والقتل، والمطلوب من المسلمين هو الأخذ بما يستطاع من الأسباب، وتقدير الموقف قبل المعركة… أما اشتراط العلم بنتائج المعركة بشكل كامل أو شبه كامل أو حتى بشكل كبير فلا يقول به أحد من البشر، لا مسلمهم ولا كافرهم.

رابعا: يردد بعضهم في هذا السياق كلاما لابن تيمية في سياق حديثه عن القتال الذي يحدث بين المسلمين، وفيه: "فلا أرى أعظم ذما من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين…". والجواب عن الاستدلال بهذا الكلام، وبيان ما فيه من عدم أمانة علمية تقدم في منشور سابق.
https://t.me/idaatm/53
https://t.me/idaatm/56

11 months ago

#إضاءات_مسلكية

تَرَتَّبَ على أصل الغلو في تبديع الأشخاص والجماعات وشَيْطنَتِها عند أدعياء السلفية المعاصرين على اختلاف مسمّياتهم كالمداخلة… ترتب على ذلك عددٌ من المواقف والإشكالات المنهجية، من أهمّها:
١- اختلاق حواجز بين أتباعهم من المغرّر بهم وبين الاستفادة من علماء الأمة ودعاتها؛ فإنهم يحرصون على تلقين الشباب تلك المواقف الحزبية المتشددة من العلماء والدعاة المخالفين لهم، مما يؤدي إلى نفرتهم منهم.
ومما ترتّب على ذلك: أن تكون أقوال مجموعة معينة من العلماء أو الدعاة بمنزلة الحجة الشرعية، وتنزيلها منزلة الإجماع؛ فإذا كان ٩٩٪؜ من العلماء المخالفين لهم لا يؤخذ بأقوالهم ولا يعتدّ بها، فإن النتيجة العملية المباشرة لذلك هي أن تكون أقوال "جماعتهم" بمنزلة الإجماع الملزم.. وقد يعبرون عن ذلك ببعض المصطلحات المحتملة، كقولهم: هذا قول العلماء "الكبار".
ومما يترتب على ذلك أيضا: المحافظة على الصورة المنفّرة للمخالفين في عقول أتباعهم؛ ففي كثير من الأحيان يكون اعتماد هؤلاء الأدعياء في تبديع شخص على تشويه أقواله ومواقفه، لا على سبب علمي واضح.. ولذلك فإنهم يحرصون على تخويف الأتباع من مجرد الاقتراب من المخالف أو الاستماع منه؛ لأن هذا قد يكون وحده كفيلا في كشف أكاذيبهم ومغالطاتهم.

٢- ضعف التأصيل العلمي، بسبب حصر من يُطلَب العلم عندهم -غالبا- في بعض الشخصيات "الاستعراضية" الضعيفة علميا، بدعوى طلب العلم عند "أهل السنة"..طبعا غالب العلماء والدعاة المعاصرين ليسوا من أهل السنة عندهم، أو ليسوا على "الجادة المطلوبة".
ومما ترتب على ذلك: سدّ طريق كشف المغالطات والأكاذيب التي يمارسونها على أتباعهم، تحت شعارات "العلم"، و"لزوم هدي السلف"، و"التمسك بغرز العلماء الكبار"؛ فهذا الحجر الفكري يضمن -مثلا- عدم اطلاع أتباعهم على كثير من المسائل الاجتهادية والتي يُلَقَّن الأتباع فيها قولا على أنه من المسلّمات.
كما أنه يضمن عدم اطّلاع الأتباع على حقيقة أقوال بعض العلماء التي يحرفونها لأغراض حزبية.

٣- عدم تفاعل كثير من أتباعهم مع قضايا الأمة؛ لأن غالب هذه القضايا تمس (المخالفين)، وهم عندهم إما مبتدعة أو حزبيون أو عوامّ لا يفهمون.
وقد تطورت هذه الحال لدى بعضهم إلى حالة انشقاقية عن جسد الأمة، يصطفّون فيها مع العلمانيين والمستبدّين في كثير من القضايا، حتى غدا الناظر في بعض كلامهم يجد صعوبة في التفريق بينه وبين كلام العلمانيين، أو بعض الناطقين باسم الأعداء.

٤- أصبحت كثير من تشكّلاتهم ألعوبة بيد الأنظمة المستبدة، ينتعلونهم وقت الحاجة، ويفرقون بهم الصفوف، ويشوهون بهم صورة الإسلام.
ومن ذلك: المساهمة الفاعلة من بعضهم في منع العلماء أو الدعاة المخالفين لهم من الخطابة والتدريس، بل المساهمة في سجنهم، ورفع الوشايات في حقهم.. وهذا مما يفتي به بعضهم صراحة.. وعليه العمل!

11 months, 3 weeks ago

#إضاءات_مسلكية
لا انفصال بين معرفة مذهب السلف وبين طلب أصول العلوم بالطريقة الصحيحة.. فمن زعم أنه يكتفي في العلم بالرجوع إلى بعض الكتب المسندة في العقيدة، مع ترك التدرج في علوم العقيدة والفقه واللغة والأصول والتمرس في قراءة كلام المفسرين والفقهاء وغيرهم، فلن يصل إلى درجة التأصيل العلمي الصحيح، بل سيظل في إطار السطحية في فهم العلوم، مع عسر في التفكير والفهم عموما.. فإن اجتمع مع ذلك غرور وقلة أدب مع العلماء وإقدام على الطعن في أهل الفضل، فنحن أمام كارثة، ولسنا أمام طالب علم يتعلّم منه، فضلا عن أن يقتحم مجال المناظرات والردود على المخالفين.
وهذه عاقبة من استخف بجهود الفقهاء والأصوليين والمفسرين بحجة أن فيها ما يخالف المعاني التي تعصّب لها بغير حق.. وهي طريقة كلّ مستسهل كسول؛ فبدل أن يعاني في التدرج وممارسة كلام العلماء فيعرف قدره، يقفز مباشرة إلى محاكمتهم والتعالي عليهم.

12 months ago

#إضاءات_مسلكية
من أعظم ما ذكره العلماء من صفات أهل السنة -حقا- أنهم لا يقيمون الولاء والبراء على محبّة عالم أو جماعة معينة… وإنما يكون الولاء والبراء على ثوابت الإسلام، كالمعاني التي دلّت عليها النصوص القطعية، أو الإجماع القطعي.
فمن خالف في ذلك يكون له من البراء على حسب ما عنده من مخالفة.
وأما جعلُ عالم معين، أو جماعة معينة، أو بلد معين معيارا للولاء والبراء فهو أعظم معلم من معالم التعصّب المذموم، والحزبية المذمومة حقا.
ومن أعظم اللوازم الباطلة التي تلزم من مثل هذه الإطلاقات الباطلة: أن يكون ذلك العالم معصوما، أو تلك الدولة معصومة؛ لأن جعل الموقف من ذلك محلّا للإثم والبراءة يقوم على افتراض عدم إمكانية صدور الخطأ أو الضلال.

وأما ما يذكره أصحاب هذا الإطلاق الباطل من أن موقفهم ليس لأجل الدولة أو الشخص أو الجماعة، وإنما لما يقوم بهم من أوصاف كالتوحيد واتباع السنة؛ فالجواب عنه: أن الموقف من التوحيد والسنة ليس هو محل الخلاف هنا، وإنما هو في الحكم على تلك الدولة أو الجماعة أو ذلك الشخص من جهة مدى تحقيقهم للسنة أو التوحيد.. وهذا ليس أمرا قطعيا، بل إن الاشتباه فيه أكثر من كثير من النصوص الظنية! فكيف يكون الموقف من التوحيد هو ذاته الموقف من دولة تدعي أنها تطبق التوحيد..
غاية ما قد يقبل هنا أن تعبّر عن وجهة نظرك إذا كنت أهلا ذلك؛ (لم تكن مغفّلا مثلا).. أما أن تجعل وجهة نظرك في دولة ما أو عالم ما محلا للتأثيم والتبديع والتصنيف والولاء والبراء… فإن لم تكن هذه حزبية مذمومة، فلا توجد حزبية على وجه الأرض.
وكيف تنكر على من يتعصب لشيخ أو مذهب أو جماعة، وأنت تتعصب لأمور سياسية مساحة الاشتباه فيها أوسع -في كثير من الأحيان- من النصوص الظنية أو عالم الأفكار والتنظيرات!

وأما ما قد يراه المطالع لكتب السلف من إطلاق مثل هذه العبارات على بعض الأئمة فإنها ليست على إطلاقها، بل هي مقيدة بما تقدم، والعبارات فيها قائمة على شيء من التجوز واستحضار ما تقدم من معان، وقد يسوّغ ذلك ما اشتهر من إمامة أولئك العلماء بين الأمة كلها.. وهذه حال تخالف تماما الأمثلة التي نراها الآن.

1 year ago

#إضاءات_مسلكية
بات مع المعلوم المقرّر -مع كثرة التجارب والأمثلة- أن الجهود البِنائية الناجحة في تكوين طلب العلم، تشكّل مصدر أرق لغلاة التبديع، ولذلك فإنهم يعمدون إلى محاربتها والعمل على إسقاط القائمين عليها؛ تارة بإعمال قواعد الغلو المعروفة، وتارة بطرق خفية هم يعرفونها جيدا… في حالة مزرية، صار أمل الواحد فيهم وإنجازه في حياته: أن يوقف دورة، أو يسجن داعية أو يبعده عن التدريس.
ومن أهم أسباب تحسس الغلاة من هذه البرامج عموما:
١- أنها نجحت في تكوين تيارات من طلبة العلم لا يحملون فكر الغلو في التبديع.
٢- أنها تعمل على بناء الوعي لدى طلاب العلم؛ بحيث لا يكونون ضحايا للتعصب لبعض العلماء أو بعض الدول أو بعض التيارات.
٣- أنها تقدّم بناء علميا يتجاوز المستوى العلمي المحدود الذي اعتاده غلاة التبديع، والذي من أهمّ معالمه: التعصب، وضعف التأصيل، وضعف تغطية بعض الأمور الأساسية.

وهذا وغيره لا يعني كمال هذه البرامج، ولا سلامتها من النقد؛ ولكن المقصود أن غلاة التبديع لا يقوم نقدهم عموما على أسس سليمة، وإنما هو محاولة للتشويه والإسقاط، لأهداف معينة، في صورة نقد ونصيحة.
ولذلك فإنهم يحرصون على النعق بالكليشات المعتمدة: إخوان، سرورية، حزبيون، تكفيريون، مخالفون للعلماء الكبار… إلى آخر دجلهم وخرافاتهم.
ولذلك فلا ينبغي لمسلم محب للعلم أن يستمع إلى هؤلاء الغلاة؛ فإنهم يقطعون طريقه ويبعدونه عما ينفعه.

1 year, 1 month ago

#إضاءات_مسلكية
افتراض وجود انفصام بين (فقه الكتاب والسنة) وبين المذاهب الأربعة هو حالة بِدْعية / حداثية، آلت إلى فوضى فقهية، وظهور جهلة في ثياب المُفْتِين، وحالة من القطيعة مع التراث.
لا ينكر أحد وجود علماء وأئمة لم يلتزموا المذاهب الفقهية بدرجات متفاوتة، ورجحوا ما ظهر لهم من الأدلة؛ ولكنهم درسوا المذاهب، وتأهلوا للنظر في الأدلة، وعرفوا الخلاف، وفرقوا بين الأدلة القطعية والظنية..
أما بعض المعاصرين الذين ينتسبون إلى هذه الحالة فإنهم لم يسلكوا تلك الطريق الصعبة؛ فلا هم تعلّموا ما يؤهّلهم للنظر في الأدلة، ولا أحسنوا التفريق بين الدليل القطعي والظني، وقفزوا مباشرة إلى ما ظنوه (فقه الكتاب والسنة).. فأراحوا عقولهم من "التعب" والتفكير والبحث، وأوهموا أنفسهم أنهم يستطيعون الترجيح، من خلال الاطلاع على دليل من أدلة المسألة.. يقال لهم فيه: "إن هذا هو الدليل!" فيشعرون مباشرة بأنهم على طريقة هي أهدى من طريق الأئمة.. من غير أن يفهموا وجه الدلالة، ولو فهموها لما عرفوا أدلة الأقوال الأخرى ولا الجواب عنها..
والواقع أنهم جهلة في زي "طلبة علم".. مقلّدون في زي "مجتهدين".. يستدركون على الأئمة، ويضلّلون عموم الأمّة، ويقيسون حالة الأمة وحوادث الواقع بما يسمعونه من المشايخ الذين يتعصبون لهم، ويريدون حمْلَ المسلمين على ذلك بحجة "اتّباع الدليل"، أو عدم مخالفة "العلماء الكبار".

إن هذه الطريقة المعاصرة تقوم على أخطاء منهجية متعددة، أبرزها ثلاثة:
أولا: حصر الأدلة الشرعية بالكتاب والسنة، واستبعاد الأدلة الشرعية الأخرى كالقياس.
ثانيا: فهم أدلة الكتاب والسنة بطريقة تميل إلى الفهم الحرفي، مع عدم مراعاة جميع الأدلة الواردة في المسألة محلّ البحث.
ثالثا: الإيحاء بأن النصوص التي يستدلون بها قطعية الدلالة؛ لا تحتمل فهما آخر. ويعبّر بعضهم عن ذلك بقولهم: "هذا القول هو السنة".

إن فقه الكتاب والسنة حقا مبثوث في المذاهب الأربعة المتّبعة، وفي جهود عموم أئمة المسلمين.. ومن يريد التمسك بالكتاب والسنة فليسلك سبيل العلماء في التعلّم والتدرّج في التفقُّه، وبذلك يظهر له جليا ما حدود الخلاف السائغ من غيره، ويدرك حقيقة مراحل التعلّم -تقليدا ونظرا في الأدلة- وحقيقة التعصب المذموم.

1 year, 1 month ago

#إضاءات_مسلكية
من الأخطاء المنهجيّة التي يقع فيها بعض طلبة العلم: الاعتماد في تقرير مذهب أهل السنة على أقوال بعض السلف، أو كلام بعض العلماء المتقدمين، دون النظر في مجموع كلامهم، ودون مراعاة أسس الدين الثابتة بالنصوص القطعية والإجماع.
فالحجّة في كلام السلف والعلماء هي فيما أجمعوا عليه، لا فيما كان اجتهادا أو اختيارا لبعضهم؛ فليس مجرّد ذكر اختيار فقهي أو موقف معيّن عن أحد السلف أو العلماء المتقدمين يجعله حجّة ملزمة للناس.
ومن أهمّ الآثار السيّئة التي تترتّب على هذا الخلل: سوء التصوّر لحدود المسائل الاجتهادية، وإساءة الأدب مع المدارس الفقهية، والمسارعة إلى التبديع أو التكفير.. ولا يتوجه اللوم هنا إلى مجرد دراسة تلك الأثار أو الكتب؛ فإنها مصادر أصيلة للاعتقاد؛ ولكن الخلل الذي نقصده هو في سوء فهمها والتعامل معها.
وهنا تبرز أهميّة كلام العلماء المحقّقين، أصحاب الاستقراء لكلام السلف، كابن تيمية، فإن الرجوع إلى كلامه أو كلام غيره من المحقّقين يوقف طالب العلم على مثل هذه الحدود.
ومن أبرز الأمثلة لذلك الخلل: سوء التعامل مع كلام السلف في هجر المبتدع، وأخذه بإطلاق، مع سوء التنزيل على الواقع.
ومن ذلك أيضا: الوقوع في التعصب لبعض العلماء، بسبب بعض العبارات التي قد لا تكون دقيقة، ومن الأمثلة على ذلك أن الإمام البربهاري ألف كتابه «شرح السنة»، وضمنه عددا من أصول العقيدة الراسخة، ولكنه ضمنه أيضا اختياراته في بعض المسائل الاجتهادية، كبعض المسائل الفقهية… وقال فيه: "فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا واحدا، فهو صاحب سنة وجماعة، كامل قد كملت فيه السنة، ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أو شك في حرف منه أو شك فيه أو وقف، فهو صاحب هوى"، وله عبارات مشابهة أخرى فيه.
ومثل هذا الكلام حقُّه التوجيه والاعتذار، لا أخذُه على إطلاقه، ولا التعصب له.

We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 9 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 7 months, 3 weeks ago

Last updated 3 months, 3 weeks ago