«‏وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت
‏فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ قَريبُ!»

_تُصبحون على خير ?

"فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ."

«رفقًا بحالي إن قلبي موجعٌ
وشفاؤه في أن يراك ويسمعك
مهما ابتعدت عن الفؤادِ فإنني
مستوطن رغم المسافةِ أضلُعك
إن كنت قررت الرحيل تذكري
أنّي تركتُ الناسَ كي أبقى معك».

_اختيار اليوم ♥️

”ما زلنا نُخبّئ في قُلوبنا كَمًّا هائلًا مِنَ الدعواتِ، زادًا يأخذ بأيْدينا إلى السّماء هناك، وإن كُنّا هنا .. نُكابد الأيّام صَبرًا، ونرفع الأحلام قَدرًا، ونُحَاول.“

- قصي عاصم العسيلي.

العلاقات فن يُتعلّم، ولا يمكن لإنسان أن يكتسب مهارة التعامل مع الناس، إلا إذا كان يملك درجة عالية من اليقظة والحساسية، إضافة إلى الخبرة التي يكتسبها غالبًا بعد دفع ثمن كبير.

ومن أهم هذه الفنون -حسن إدارة المسافة- أن يعرف الإنسان متى يبتعد ومتى يقترب، متى يقيل ومتى يدبر، متى يقف ومتى يتقدم. فأنا انسان أضعف من أبقى في وحدة، وأوحش من أن أبقى في كثرة. حالي كحال شمع الحفل كما قال محمد إقبال- مثل شمع الحفل في الحفل وحيد ورفيق-

والمسافة شرط لإمكانية الرؤية ووضوح المشهد، ولذلك تجد في العربية رابط لطيف، بين كلمة " البَيْن" و "بان" فالبيان هو التجلي والوضوح، و البين هو المسافة؛ والتي هي شرط الرؤية بشكل أوضح.

وهي يا صديقي لا تعني أبدًا نكران الطرف الآخر أو الزهد فيه، بل هي في الحقيقة انتماء وقرب ومحبة، ولبول ريكور نظرية عرفها بالـ -تماسف- وهو يعني أن ما نريد تفسيره من النصوص؛ لا ينبغي أن نرفض الانتماء له؛ بدعوى الموضوعية، ولا من جهةٍ أخرى أن ننغمس فيه بحيث لا نستطيع رؤيته. فالمسافة انتماء وقرب، وبذات الوقت ابتعاد يمكننا من الرؤية. رؤية البشر ورؤية حقيقة ما نحمل في رؤوسنا من أفكار!

وكم من أفكارٍ نحملها في رؤوسنا ونعيش بها زمنًا دون أن نختبر حقيقة ما هي عليه ثم نكتشف بعد زمن أنها محض وهم، لأننا لم نأخذ مسافة تمكننا من اختبارها ورؤيتها من زوايا أوسع، وكم من أشخاص نعيش معهم ونحن نتوهم أننا نفهمهم بشكل جيد، نكذب أنفسنا تارة، أو نصدقها تارة أخرى؛ حيرة فيهم. كل هذا لأننا واقعين تحت مؤثر وجودهم؛ ولم نأخذ مسافة كافية تمكننا من رؤيتهم بصورة أدق وأوضح.

_رامي محمد

ما ورد في قصف الجبهات بين الشعراء..

لَئِن أَخطَأتُ في مَدحِكَ مَا أَخطَأتَ في منعي
لقد أَنزلتُ حاجاتِي _بوادٍ غيرِ ذي زَرع _

✍❤

كلنا -أظن- .. تردد على مسامعنا مطلع نونية ابن زيدون حين قال :
أضْحَى التّنائي بَديلاً منْ تَدانِينَا
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
.
و قد قال هذا البيت ردًّا على حبيبته الأميرة ولّادة بنت المستكفي
التي جعلت بيتها بعد وفاة أبيها الخليفة المستكفي .. ملتقى للأدباء و الشعراء
فكانت تذكره و يذكرها في شعره
حتى خلّدت ذكراهما بتمثال في قرطبة في الأندلس حفر عليه يدين متلامستين على أنهما هما !
نقش شيء من شعر ولّادة حين قالت :
أغار عليك من عيني ومني
ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيوني
الى يوم القيامة ما كفاني
و شيء من شعر ابن زيدون حين قال :
يامن غدوت به في الناس مشتهرا
قلبي عليك يقاسي الهم والفكرا
إن غبت لم القى انسانا يؤانسني
وإن حضرت فكل الناس قد حضرا
.
_الصورة في الأسفل

إلا أن هذا الغرام لم يدم طويلاً قيل لأسباب كثيرة إلا أن أرجحها و أقربها للواقع هو أن ابن زيدون تعلق بجارية سوداء بارعة في الغناء ليثير غيرة ولاّدة فتعُود إليه بعد أن انصرفت عنه "وقيل أنها انصرفت عنه لأنه انتقد بيتًا لها ... و قيل أن ابن زيدون سجن ، فأحبها غيره و تزوجها وزير اسمه أبو عامر بن عبدوس... و قيل أنها لم تتزوج "
وقد عاتبت ولاّدة ابن زيدون قائلة:

لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا
لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصناً مثمراً بجماله
وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنّني بدر السما
لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري
.
فقال فيها : " أَضحَى التَنَائي بديلًا من تَدانينا"