"واقْدُرْ لِيَ الـخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ."

الصحابة -رِضوانُ اللهِ عليهم- كانوا يقيسونَ المسافات بالتسبيح وذِكر الله، إغتنامًا للوقتِ في ذكرِ اللّه وزيادةً للأجرِ والقُرب منَ الله
-عزّ وجل-.

فكونوا كالصحابة -رِضوانُ الله عليهم-، وعليكم بِسُنَتِهم بعد سُنَّة النَّبي ﷺ، إقتَدوا بِهم.

وانتم تسيرونَ في الطريق -اذكروا الله، اِسمعوا القُرءان، سَبِحوا الله،
كل مكان تذكُر فيهِ اللّه عزَّ وجلّ، يشهَدُ لكَ يومَ القيامة، وكذا ايضًا لو سمعت أغاني في كل مكان،
فسيشهد عليكَ كُل مكانٍ عصيتَ فيه الله، ويكُن ضِدّك

فاستَكثِرو من الشّهود ليومِ القيامة، شهودًا لكم لا عليكم.

- أذكُروا الله علىٰ كُل حالٍ لا تُلهِكم معصيةً.

﴿نِعمَ العَبدُ إنَّهُ أوَّابٌ﴾

قالَ عُبَيد بن عُمَير: الأوَّاب الذي يتذكَّر ذُنوبَه ثُم يستَغفِر مِنها.

وقالَ مُجاهِد: هو الذي إذا ذكرَ ذنبَهُ في الخلاءِ استغفرَ مِنه.

وقالَ سعيد بن المسيّب: هو الذي يُذنِب ثُم يتوب، ثُم يُذنِب ثُم يتوب.

الّذي يُذنب ثمّ يتوب، ثمّ يعود ثمّ يتوب

‏يُسمَّىٰ أوَّاب، وليس مُنافق.

وقتُ الفجرِ أكثرُ ما يشعر المرء أن الجنه باتت قريبه
وهذا في الدُنيا، فما بالك بالجنة!

فاللهم بلّغنا جنّتَك، وأَدخِلنا في رحمتِك.)

فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

خُلِقنا ساكناتٍ،
لا نبادر، لا نبوح، لا نبذل، ولا نخطو خطوةً واحدةً ..

وخُلِقوا هم للمحاولات،
مبادرين، معبِّرين، باذلين، أصحاب الخُطىٰ العارفين بمسالك الطرقات ..

فإذا بادرَ، تقبَّلت
وإذا باحَ، أخبرت
وإذا بذلَ، قدَّمت
وإذا خطىٰ لها، خطت نحوه وعن غيرِ وجهتِه أدبرت.

هكذا نحن خُلِقنا من عاطفةٍ لا ينقصها عقل،
وهكذا هم خُلِقوا من عقلٍ لا تنقصه عاطفة،

وكلانا في حاجةٍ إلىٰ الآخر لِتَتِمَّ عليه نفسه؛
فيهدأ عقله، وتستقر عاطفته ..

"وهبْ لي يا إلهي منك عونًا
‏يُساندني إذا صَعُبَ المسير"