جاء الشتاء، فصلي المحبّب تنساب في أجوائه شجونٌ تسكن القلب! أرى في قطراتِه وجوهًا أحببتُها، لم يبقَ منها إلّا أرواحٌ تتراقص على نوافذ الانتظار.. يهمس الشتاء لي بأحاديث مضت، بأماكن لم تعد كما كانت، بأصواتٍ تلاشت في ضجيج الحياة. على الرغم من البرد الذي يحاصرني؛…

اللهمّ صيبًا نافعًا
اللهمّ اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين 🌧⚡️

"لا بُدّ ممّا ليس منه بدّ"

فلسفةٌ عميقةٌ عن القَبول والتسليم بما لا نملك القدرة على تغييره، جسرٌ يربطنا بواقعٍ قد لا يروق لنا لكنّنا ندرك أنّه لا مهرب منه.

كثيرًا ما نجد أنفسنا في مواقف لا نحبّها، وأحداثٍ لم نخترها، لكنّها تصبح جزءًا من نسيج حياتنا!
فنظلّ نقاوم،
نرفض،
ونسأل "لماذا؟" حتّى نصل إلى يقينٍ هادئٍ بأنّ بعض الأمور كتبت علينا لتكون جزءًا من قصّتنا حتّى وإن بدا لنا غير ذلك.

أن تقبل بما لا يمكنك تغييره وتتعامل معه بروحٍ إيجابيّةٍ هي حكمةٌ حياتيّةٌ عميقة، تخلق فيك القدرة على التكيّف والتصالح مع الواقع، فالحياة لا تمنحنا خياراتٍ لكل شيء.

تلك اللحظات التي نقف فيها في مواجهةٍ عاتيةٍ مع الزمن، نلتفت حولنا ولا نجد مفرًّا سوى المضي قدمًا، أن نُحكم عزيمتنا ونُطوّق آمالنا كي نجد في العسير رحمةً، وفي الضيق فسحةً، وفي الصعب أملًا.

بهذا الشعور، نتعلّم أنّ الحتميّات ليست نهاية الطريق، بل بدايات لتحديّاتٍ تصقل فينا الصبر وتجعلنا نكبر على وقعها، نغدو أقوى وأكثر حكمة.

26 ▪︎

{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}

قال ابن تيمية رحمه الله:
وتلاوة الكتاب هي اتّباعه؛ كما قال ابن مسعودٍ في قوله تعالى:
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} قال:
يُحلّلون حلاله، ويُحرّمون حرامه، ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه.

صبّحكم الله بالخير، ثمّ..

‏ثق بربّكَ إنّ الهمَّ مرتحلٌ
ولا تكن يائسًا في الدربِ مرتابا ?

إنّا نقدّم قبل الجند قادتنا
إلى المنون سباقًا نحو مولانا

عن صديقٍ تفيض له بعبثيّة أفكارك فيقاسمك أثقالك، ثمّ يزيحها عنك بلطفٍ ولينٍ حتّى تبرأ روحُك؛ كأنّها لم تشق يومًا!
اللهمّ..

هل يؤرّق ليلك ذكر الأسرى والأسيرات؟
من عُذبوا وأهينوا وذُلّوا؟
من اغتصب شرفهن ودنّس عرضهن؟
هل يعكّر صفوك ذلك الصراخ الذي يتهيّأ لك من أختٍ يعذّبها علجٌ حقير؟
هل يأخذ من وقتك دعاءٌ تذكرهم فيه؟ ووعدٌ تعده؟ وعهد توثقه؟
إن كان كذلك فأنعم وأكرم بك
وإلّا.. فلست من المسلمين وليسوا منك

هل كنتم تنتظرونَ - مثلًا - أن يُرمىٰ بالحذاءِ وسطَ قبة البغي العالمي؟!
هؤلاء هم، وهكذا نحنُ عندهم.

«الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا أبدًا»
الشَّاعر الإنجليزي كيبلينغ