**هناك أمر يجول في نفسي أجد الحاجة لطرحه، وأسأل الله أن أوفّق في بيانه، لقد رأينا كيف انتهت موجة التغزل والافتتان بشخصيات كأبي عبيدة، ممن صُنعت لهم هالات وهمية وزُيّنت صورهم بما يخالف الحقيقة.
واليوم، نشهد انتقال تلك الموجة إلى غلاف جديد وشخصية أخرى، وهو الجولاني!

وما يبعث على الألم والأسف أن النساء، كلما ظهر قائد يُذاع صيته بين الناس، بدأن بأفعال لا تليق بالمرأة المسلمة، وكأنهن جوارٍ يُظهرن الرخص والتعلق، في مشاهد تخلو من الحياء والعفة.
التغزل، الإعجاب، التعليق بأوصاف مبالغ فيها، كلها مظاهر لنزع الحياء الذي هو تاج المرأة وزينتها، وخطوة نحو السقوط في مهاوي التبعية العمياء.

كيف لمسلمة عاقلة أن تترك معايير الدين والكرامة لتعيش أجواء من الانبهار والتعلق الزائف؟ الانجراف خلف هذه الموجات لا يدل إلا على ضعف الإيمان والحياء .

وإنّ من المظاهر المؤسفة كذلك، أن بعض الناس يظنّون أن مناسبات الفرح أو الاحتفالات ترفع عنهم قيود الحياء وأحكام الدين، فيتساهلون فيما كان محظورًا في الأيام العادية، وهذا ظن باطل! اتقوا الله، فالنظر إلى وجوه الأجانب، سواء كانوا قادة أو شخصيات عامة، لا يجعل الحرام حلالًا.
أيُباح ما نهى الله عنه لأجل الأسماء والألقاب؟

وأشد من ذلك قبحًا، أن يُزين الشيطان المزاح على الأجانب، فيخدش الحياء وينافيه ، فضلًا عن التغزل بهم أو وصفهم بما يثير الإعجاب ويزيد الفتنة، التحديق المتعمد في وجوه الأجانب فعل قبيح مستشنع، فكيف إذا زاده صاحبه بالتغزل والوصف؟

أفيَرضى المسلم لنفسه أن يكون إمعة يتبع كل ناعق، أو أن ينساق مع موجة منكر تستنكرها الفطرة السليمة والعقل السوي؟

اتقين الله، أيتها النساء، واحفظن دينكن وحياءكن.

هذا والحمدلله.**

غض البصر يورِث الحياء

قال رسول اللّٰه ﷺ في الحديث المتفق عليه :
«الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان»

وقال ابن عمر: «إن الحياء والإيمان قُرِنا جميعًا، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر »

ولما كان غض البصر من خصال أهل الإيمان، كان بينَه وبين الحياء تلازُم، فإذا غضَّ العبد بصره نمَت شجرة الحياء في قلبه، وإذا أطلقه ضعف حياؤه، حتى ربما انسلخ منه بالكلية.

فالعبد يستحي من اللّٰه تعالى أن يراهُ وهو يستعمل نِعمة العين التي أكرمه بها في معصيته، ويستحي منه إذا خلا بنفسه ولم يعد عليه رقيب إلا هو، أن يبارِزه بالنظر إلى المحرمات.

وثمة نوع آخر من الحياء يُنميه غض البصر، وهو الحياء الفطري من النظر إلى العورات، وقد أخبر النبي ﷺ أن المرأة عورة، فإذا غضَّ الإنسان بصره نمَا فيه هذا الخلق، ثم هو من مخالطة النساء الأجنبيات أشدُّ حياءً.

الاعتقاد بأن اجتماع الحب قبل الزواج مع النصيب سيجعل الحياة سعيدة هانئة، خالية من الكدر والمنغصات، يسودها التفاهم المطلق = وهم وسذاجة

• فأولاً، أنت أحببت إنسانًا في إطار لا يُظهر فيه عيوبه، ولا يمكن فيه استشفاف طباعه حقيقة، وميله لإظهار أفضل ما فيه وإخفاء أسوء ما فيه غالب عليه.

• ثانيا، العلاقة تحت سقف بيت واحد مع المسؤولية لا تشبه أبدا العلاقة بلا مسؤوليات، وخلف الشاشات، وفي أروقة المنتزهات، وعلى طاولات المطاعم، وبين .. الحفلات والمناسبات الرومنسية.

• ثالثا، لله في خلقه شؤون وسنن، والزواج كالدنيا ، فيه ما هو حلو وفيه ما هو مر، فيه وئام وفيه خصام، فيه فتور وفيه اشتياق، فيه حوار وفيه شجار، وهذا يجري على المتحابين قبل الزواج وبعده، ولا فرق بينهم في ذلك.

• رابعا، القلوب بيد الله تعالى يُقلبها كيف يشاء، فالقلب الذي يهواك اليوم قد يتقلب في لحظة، فمظنة أن وجود الحب قبل الزواج هو ضمان للأمان والطمأنينة مع من ستتزوجه = من أعظم البلايا التي فجرت اندفاع الشباب والفتيات لخوض غمار علاقات الحب والعشق المحرمة.

• خامسا ؛ الزواج رزق، رزق يسوقه الله تعالى لمن يشاء، والزوج الصالح رزق، رزق يهبه الله لمن يشاء، ولا ضمان في هذا الأمر، لا حب ولا معرفة مسبقة ولا حتى تدين وصلاح فيك.

فها هما نبيا الله نوح ولوط - عليهما السلام - قد تزوجا من امرأتين ظهر كـفرهما، وفسادهما فيما بعد.

وها هي آسيا - رضي الله عنها - قد تزوجت كافرا قال للناس أنا ربكم الأعلى؛ فأهلكه الله سبحانه.

فالزواج حظ ونصيب وتوفيق لا يد للعبد فيه، وما على العبد / الأمة إلا الدعاء والاستخارة والأخذ بالأسباب في اختيار الزوج المناسب

أخيراً، إياك وسلك سبيل الحرام للوصول إلى الحلال؛ فحتما ستعاقب على ذلك، إما في الدنيا أو في الأخرة إن لم تتب وتدركك رحمة الله ولطفه وعفوه

وإنا لله الواحد القهار

- نقل

لِبَاسُ الْمَرْأَةِ يَحْكِي؛ تَربِيَةَ أَبِيهَا!
غيرَةَ أَخِيهَا!
رُجُولَةَ زَوْجِهَا!

أريد تأمين مستقبلي.

هذه عبارة شائعة بين النساء في عصرنا هذا لتبرير ذهابهن إلى الجامعات المختلطة والحصول على الشهادات ومزاحمة الرجال في سوق العمل.

ويكثر تسترهن بهذه الحجّة الواهية إذا ما اقترن المستقبل بالزواج واحتمالية الطلاق.

والسؤال هنا:

" من الذي أمرك بالقرار في منزلك ونهاك عن مخالطة الرجال وأسقط عنك السعي للكسب؟!".

الجواب : الله تبارك وتعالى.

جميل بما أنك تعتقدين فكرة ضمان المستقبل" فأنت الآن أمام الخيارات الآتية:

1- أن شرع الله سبحانه وتعالى لا يُناسب كل زمان ومكان.

2- أن الله سبحانه وتعالى لم يكن يعلم بأنّنا سنعيش في زمان مثل زماننا الذي أصبح فيه عمل المرأة ضرورة في نظر الإنسان المادي، لذلك أمر النساء بالقرار في منازلهن منذ 14 قرن.

3- أن الله سبحانه وتعالى قد كلّفك بالقرار في المنزل دون أن يضمن لك رزقك في المستقبل، وهذا ظلم.

وجميع هذه الخيارات جهل وتدخل تحت مسمى الكفر، وغالبًا أنتِ لا تعتقدين ذلك إن كنت مسلمة، فلم يبق إلا الخيار الرابع

4- تتبعين الهوى.
{قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون}

ملاحظات بدهية:

1- عدم الذهاب إلى الجامعات الفاسدة المختلطة لا يلزم منه حرمان المرأة من التعليم، فالعلم ليس حكرًا على المدارس والجامعات، وسبل تحصيله عديدة ولله الحمد - في زمن الإنترنت.

2- يُستثنى من هذا المنشور المهن التي لا يُمكن أن يتقنها إلا النساء مع مراعاة كون ذلك فرض كفاية وأن يأمن الفتنة والالتزام بالضوابط الشرعية.

ويستثنى من ذلك أيضا النساء المضطرات إلى العمل [ضرورة حقيقية ] كأن لا يكون لها ولي يُنفق عليها أو أنّ وليّها عاجز أو أن وليها لا يستطيع تأمين الضرورات التي لا يقدر الإنسان على العيش بدونها لا الكماليات.

4- يُمكن للمرأة أن تتعلم علومًا ومهن منزلية تكون لها عونًا في حال تعرضت لظروف قاهرة كالبرمجة ، الخياطة، تعلم اللغة لترجمة الكتب والمقالات ونحو ذلك، وهذا متعارف عليه وبكثرة بين النساء اللاتي يُعاون أزواجهن في المصاريف من خلال عملهن من المنزل.

الحلال بين والحرام بيّن، ولكن اتباع الهوى قد طغى، والله المستعان.

والحمد لله رب العالمين

- لصاحبه