-

"تمضي الحياة بنا سريعًا، تأخذ منا أحبابًا وتمنحنا آخرين، تكتب فصولًا من السعادة وأخرى من الألم، نتغير مع الأيام، نكبر في العمر وفي التجارب، نكتشف أن ما كنا نظنه نهاية هو مجرد بداية لشيء آخر، نمضي حاملين آمالنا وآلامنا، رغم كل العثرات، لأن الحياة لا تنتظر أحدًا، وهي في كل لحظة تذكرنا بأننا مجرد عابرين في طريق طويل."

...

والله إنا لنرضى بالدعاء لمن لا يملك غيره، بل نفرح به، فلا تخذلونا ولا تنسونا !!

أنهكت غزة، وتعب أهلها، ومن الساعة الأولى واليوم الأول وهم منهكون بتوقع التعب القادم إليهم، لكنهم لم يكونوا يفصحون خشية "اللي يخاف من العفريت يطلع له"، لكنهم على كل حال خافوا وهو على كل حال ظهر، لأنها حرب شياطين، وعدوان أنجس المخلوقات، لا مجرد عفاريت في روايات رعب.
..
تعبت غزة، وهي تحدق بالفراغ فلا ترى سوى صورتها، وتصرخ بالفراغ فلا تسمع سوى صداها، وتصمت في الفراغ فلا تجد إلا همسا، وتذبح في الفراغ فلا تبصر إلا دمها، وهي تحاول أن تقنع نفسها أن القلة التي تنصرها كثيرة، وأن الكثير الذي تراه ليس غثاءً، وأن الحرقة التي تشهد على صدقها فعلا لا ثرثرة، لكن الواقع كما ترى.
..
تعبت غزة موتا وفقدا، وخوفا وركضا، وجوعا وعطشا، وقهرا وبطشا، وكفاحا وصبرا، وحرقا ونحرا، تعبت غزة من النظر، ومن العمى، من الوقوف، ومن الرقود، من الجلَد، ومن الجزع، من الصمود، ومن الانهيار، تعبت غزة من كل شيء، بينما تعب مشاهدوها من المشاهدة، ولا خير إلا فيمن يحاول إيجاد السبيل، ولا يموت حتى يجده.

...

_

"أفتقدُ يراعي القديم فقد كانَ يجيد انتقاء المفردات ويعرفُ كيفَ يُعبّرُ عن ما يؤلم فؤاده المتعب، والآن لا يستطيع أن يَخُطَّ ما يحزنه ويؤذي مشاعره،
هل افتقد يراعي أم قلبي ؟؟"

`

"وإني ياربّ عبدٌ تائه، أتخبط بين كروب الدّنيا بعجز المُكبّل، لطالما تُضيّق عليّ خناقها، إنني أسير وأنا أحمل ما تبقى من صبري، لا أعلم وجهةً أُوَليها، ولكني أعلم أنك ربّ المُستضعفين وربّي، لستُ أعلم مآلات الطريق، ولكني أعلم أني أحبوا إليكَ بروحٍ خاشعة؛ تحذر الآخرةَ وترجو رحمتك."

ساعدوا ولو بمشاركة المنشور. لعل وعسا يوصل لأكبر عدد ممكن.

المُخيف أنّا تأقلمنَا عَلى هَذا العَجز وَالخِذلان، بل وَتمَاشينَا مع قلّة الحِيلة واليَد القَصِيرة!

ما قبل الذبول

أخطو إليكْ..
هل ينفعُ المكسورُ أنْ
يحبو إليكْ..؟
لا شيء في الدنيا يُعيدُ
لي الحياةْ..
وبريقُ عيني ماتَ مصلوبًا
يطالبُ بالنجاةْ..
أنا يا إلـٰهي هشَّمتْ قلبي القوارعُ
فاكتسى فجري
جلابيبَ الظلامْ..
ضاعتْ سنينُ العمر مني
في دهاليزِ الزحامْ
وأظلُّ أبحثُ في حقولِ اليأسِ
عن أملٍ جديدْ..
أو عن طيورِ الأمسِ،
والحلمِ الشريدْ..
لكنّ أحزاني طغتْ،
فتُرِكتُ للأوهامِ تعزفني على
وترِ الشجونْ..
ما عادَ لي وطنٌ حنونْ ..!
قلبي تؤججهُ الكلومْ..
كم كنتُ أحلم أن أطيرَ
‏إلى السماءْ ..
‏أن أمسحَ ‏الأحزانَ عن
‏وجهِ ‏المساءْ..
‏ألّا أفكرَ في
‏العناءْ..
يارب قد زاد البلاءْ..
‏وتقطعتْ أوصالُ قلبي
‏وانتهتْ
‏كُلُّ الفصولْ..
‏وغديري الرقراقُ مات
‏وأجدبتْ
‏كل الحقولْ..
‏وزهورُ عمري كان مكتوبٌ
‏عليها أن تؤولَ
‏إلى الذبولْ..
‏
ـ سارة سامي