⭐️ في ضرورة البحث والمتابعة والتحري
إن من الأخطاء التي يقع فيها الإنسان أنه قد يطلع أحياناً على بعض الأسئلة والشبهات، ولكنه لا يتابعها ويبحث عنها في مظان الإجابة عنها، بل يكتفي بالتشكيك والترديد، وهذه حالة لا يُعذر المرء عليها، بمعنى أنه يتحمل مسؤولية ما يقع فيه من الخطأ، وقد يكون خطؤه في بعض آثاره ونتائجه خطيئة٫ فمن الصحيح أن يبحث الإنسان عن آفاق الحياة هذه ويستوثق منها؛ إذ لم يطلب الدين من المرء أن يذعن على سبيل محض التقليد والتلقين، بل أوجب على كل امرئ أن يكتشف الحقيقة بنفسه في تجربته في الحياة، وليست وظيفة الأهل إلا النصح والإرشاد، مثل وظيفتهم فيما يتعلق بالنظام الصحي الطبي والسلوك الاجتماعي الحكيم٫ ولكن من الضروري أن يتوسل المرء بالسبل الصحيحة والقواعد المقبولة للاستيثاق من هذا الأمر المهم٫ إنّ كلّ إنسان يعلم بفطرته أن هناك قواعد في البحث عن الأشياء وتحرّيها، وهو يراعي هذه القواعد في الأمور التي يهتم بها مثل الزواج واختيار المهنة والتوفيق في الدراسة، فالأعزة السائرون في درب تحصيل العلم والمشغولون بالدراسات الجامعية يعلمون أن للتحقق الجاد في الشيء اقتضاءاته ولوازمه.
السيد محمد باقر السيستاني، أفي الله شكٌ: ص 39.

#سنشرع بعون الله بسلسلة الاحاديث المتداولة التي لا اصل لها فمن يود التنبيه على حديث لا اصل له فليتفضل مشكورا.

سَتَشهَدُ لِي بِالكَرِّ وَالطَعنِ رايَةٌ

حَبانِيَ بِها الطُهرُ النَبِيُّ المُهَذِّبُ

وَتَعلَمُ أَنّي في الحُروبِ إِذا اِلتَظى
بنِيرانِها اللَيثُ الهَموسُ المُرَجَّبُ

وِمثلِيَ لاقى الهَولَ في مُفظِعاتِهِ

وَفُلَّ لَهُ الجَيشُ الخَميسُ العَطَبطَبُ
وَقَد عَلِمَ الأَحياءُ أَنّي زَعيمُها
وَأَنّي لَدى الحَربِ العُذَيْقُ المُرَجَّبُ

من الأبيات المنسوبة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

⭐️ في أن للاجتهاد مراتب يمكن بلوغها
قال الشيخ زين الدين بن علي الجبعي-الشهيد الثاني-: ( وإنّما هم قادرون على التفقّه؛ ما قَصَرَ بهم عن مرتبته وأقْعَدَهُم عن الوصول إليه إلا ضعفُ هِمّتِهِمْ، وانصرافُ دَواعِيهِمْ، وقلّةُ رغبتهم في العلم، وعدمُ اطّلاعِهِم على حقيقَةِ التفقّه، وتوهّمُهم أنّه من المراتب التي دون بلوغِها خَرْطُ القَتاد، وأنّ المجتهد لا يتحقّق إلا إذا كان في منزلةِ العلامةِ جمال الدينِ، أو الشيخِ نجمِ الدينِ بن سعيدٍ، أو الشيخِ أبي عبد الله الشهيدِ، ومن ضارَعَهُم من المحقّقين. ولم يَدْرُوا أنّه على مراتبَ لا تتناهى بَعْدُ، ولا تَقِفُ على حدّ، وأنّ أقلَّ مراتبِه يمكن تحصيلها لِخلقٍ كثيرٍ لا يُدْرِكُونَ مرتبَةَ تلامِذَةِ الشيخِ جمال الدين (رحمه الله). بل قد يَحْصُلُ للعامّي الذي لا يُحسِنُ الخطّ، والأعمى، كما نَبّهوا عليه في كتاب القضاء، حيث اختلفوا في انعقاد قضائهما مع اتّصافهما بشرائط القاضي التي من جملتها الاجتهاد. فحصل لهم من هذا التوهّم اليأسُ من نَيْل هذه المَرْتَبة، فَقَعَدَتْ عزيمتُهُم وضَعُفَتْ همّتُهُمْ). رسائل الشهيد الثاني: 1/ 36، 37.

⭐️ في انفراد الامامية بالقول بترتيب اليد اليمنى على اليسرى في الطهارة
قال السيد الشريف المرتضى قدس سره: (و مما انفردت به الإمامية الآن وقد كان قولا للشافعي قديما: القول بوجوب ترتيب اليد اليمنى في الطهارة على اليسرى، لأن جميع الفقهاء في وقتنا هذا والشافعي في قوله الجديد لا يوجبون ذلك.
و الحجة على صحة هذا المذهب: مضافا إلى الإجماع المتردد، أنا قد دللنا على أن الابتداء في غسل اليدين بالمرافق هو الواجب، أو المسنون الذي خلافه مكروه وكل من قال من الأمة إن الابتداء بالأصابع والانتهاء إلى المرافق مكروه أو هو خلاف الواجب ذهب إلى وجوب ترتيب اليمنى على اليسرى في الطهارة، والفرق بين المسألتين خروج عن الإجماع) ثم اردف قائلا: (و يمكن أيضا أن يحتج في ذلك عليهم بما يروونه من قوله (عليه السلام) وقد توضأ مرة مرة: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به.
فلا يخلو أن يكون قدم اليمنى أو أخرها، فإن كان قدمها وجب نفي إجزاء تأخيرها، وإن كان أخرها وجب نفي إجزاء تقديمها، وليس هذا بقول لأحد من الأمة.
و ليس لهم أن يقولوا: الإشارة في قوله (صلى الله عليه وآله) وقد توضأ مرة مرة: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به، إلى أفعال الوضوء دون صفاته وكيفياته، وذلك أن الإشارة إذا أطلقت دخل تحتها الأفعال وكيفياتها، لأن كيفياتها وصفاتها كالجزء منها، لأنه (عليه السلام) لو غسل وجهه على ضرب من التحديد ثم قال: لا يقبل الله الصلاة إلا به، لدل ذلك على وجوب الفعل وصفته.
و لولا أن الأمر على ما قلناه لم يفرق النبي (صلى الله عليه وآله) بين وضوئه الأول والثاني والثالث، وقال في الثالث الذي اقتصر فيه على مرة واحدة:
لا يقبل الله الصلاة إلا به، فلو لا أن الإشارة إلى الصفات والكيفيات لكان الكل واحدا في أن الصلاة لا تقبل إلا به، إن كانت الإشارة إلى الأفعال دون الكيفيات.
على أن الشافعي لا يتمكن من الطعن بذلك، لأنه يستدل بهذا الخبر على وجوب ترتيب الطهارة في الأعضاء الأربعة ويراعي الكيفيات، لأن الترتيب كيفية وصفة، فإن طعن علينا بهذا فهو طاعن على نفسه). {المصدر} الانتصار في انفرادات الإمامية: ص 101، 102.

⭐️ في أن المتحد وجوداً متحد ماهية
قال السيد التقي القمي: (انهليسللوجودالواحدالاماهيةواحدة،وعليهلوتصادقعنوانانعلىوجودواحدلايعقلأنيكونالعنوانانماهيةلذلكالوجود،ولافرقفيمانقولبينالقولبأصالةالوجودوأصالةالماهية فإنه علىكلاالقولينيكونمافيالخارجمصداقاً واحداً فانكانمافيالخارجالوجودتنزععنهالماهيةالواحدةوانكانهيالماهية،تكونماهيةواحدةينتزععنهاالوجودفلافرقبينالقولينفيماهومحلالكلامفيالمقامكماأنهلافرقفيماهوالمهمبينالقولبوحدةالجنسوالفصلفيالخارجوبينالقولبتعددهمافيهاذالعناوينالصادقةعلىمافيالخارجلاتكونجنساًولافصلاًوما أفاده فى هذا الأمر في كمال الصحة والمتانة، ولا اشكال فيه).
{المصدر} اراؤنا في أصول الفقه: ص 253.

مشغول بالجهاد في الحرب العالمية ويكتب تفسيرا من ثلاثة مجلدات بلا أي مصدر عنده بل اعتمادا على حافظته. هذا النموذج الفريد صنع في مدرسة الحرمان من ملذات الدنيا.

#شقشقة
الشعارات التي يحملها دعاة التنمية البشرية والمتبنين لأفكارها في غالبها تحمل رسائل خفية بالدعوة إلى مخالفة كثير من الموروث العقدي -وإن كان البعض منهم غيرُ ملتفتٍ لذلك-الذي يمتلكه الشيعة الإمامية، ولا أعلم ما الذي يدفع إلى اللجوء إلى أساتذة من خارج المذهب والعِرق فقط لدعوى أنهم متخصصين، والأدهى من ذلك كله جلوس نخبة من المتصدين ومن عليهم المعوّلُ والإعتماد تحت منبر درس هؤلاء في الوقت نفسه الذي تزخر به كلمات أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم بالقواعد والأُسس التي لو دُرِست بالشكل الجدي وحظيت بنفس الإهتمام الذي حظيت به كتب ودروس المفكرين الغربيين لقادة الأمة إلى النور ولعالجة كثيراً من المشاكل الإجتماعية والأُسرية والإدارية والسياسية فهم صلوات الله عليهم لم يتركوا مجالا إلا وأغنوه بحديثهم، وتوجيهاتهم الشريفة.
فكلامهم نورٌ على نورٌ وهو دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.
وكتب
أقلُ طلبة العلم
حيدر الخفاجي
19محرم الحرام 1446هج

#فائدة قال صدر المتألهين في الحكمة المتعالية: 2/ 364 نقلا عن الشيخ الرئيس: (وما قاله الشيخ الرئيس معناه أن ما لا برهان على
وجوبه ولا على امتناعه لا ينبغي أن ينكر وجوده ويعتقد امتناعه بل يترك في بقعة الإمكان أي: الاحتمال العقلي لأنه يعتقد امكانه الذاتي كيف، ومن أقواله أن من تعود أن يصدق من غير دليل فقد انسلخ عن الفطرة الانسانية)