قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 1 month ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 1 week, 1 day ago
- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 4 weeks ago
هل ينطبق على الكائن وصف( مخلوق)؟
إذا كان الجواب: نعم، فينطبق عليه تلقائيا نعت(مسؤول).
الخالق وحده لا يُسأل عما يفعل،
ومن سواه يُسأل.
هذه المقدمة من أعظم مدركات الآدمي،
وأنه ما دام شيئا مذكورا موجودا فذلك يستلزم(المسؤولية).
الإنسان الذي يعي المسؤولية ويتحملها متسق مع طبيعة كونه مخلوقا، وذلك يجعله مستحضرا دوما هذا المبدأ أثناء رحلته العابرة.
إن غياب الشعور بالمسؤولية يولد الإهمال واللهو عن مهمة الشخص في الأرض،
وإن غياب المساءلة المجتمعية أساس الطغيان والإفساد في الأرض.
هناك إحساس يجب أن ينبع من كل آدمي بأنه مسؤول، وهناك دور من المجتمع أن يمارس التساؤل المشترك الذي يعين كلًا على أداء دوره... فينبه الغافل ويذكر الناسي ويعلم الجاهل ويرشد السفيه...
إن المسؤولية في الآخرة فردية،
بيد أنها في الدنيا جماعية!
إذ الإنسان شاء أم أبى يعيش فوق أرض وتحت سماء ويتعامل مع بشر وكائنات أخر، والمساءلة أصل ضروري في ضبط ذلك كله.
ومسؤولية كل فرد بحسب ما أوتي
من مواهب وإمكانات، فكلما ارتفع مقامه عظمت مسؤوليته، وعلى قدر التشريف يكون التكليف، والغنم بالغرم.
حين يفقه المجتمع ذلك لن يلي العمل إلا الأكفاء،إذ المجتمع الراشد يراقب ويطالب ويسأل، مما يجعل كل شخص يفكر طويلا قبل تسنم منصب ما،
هل يستطيع أداء مسؤوليته وأمانته أم لا؟
سواء كان ذلك بدافع أخلاقي ذاتي أو بطبيعة الدور الاجتماعي الفعال اليقظ!
إن المجتمع الذي يتآمر بالمعروف ويتناهى عن المنكر ويتواصى بالحق حقيق بأن يصلح حاله وتستقيم معايشه؛ لأنه يمارس واجبه التساؤلي بأسلوب لا يسمح للسفهاء أن يديروا شؤونه.
المجتمع في الأرض كالسفينة عمل جماعي ونتيجة جماعية، يتعاونون ليصلوا إلى بر الأمان جميعا أو يغرقوا جميعا.
وحتى ينجو ركاب الفلك يجب أن يكونوا يقظين لتصرفات بعضهم في سائر جوانب السفينة.
إن مسؤولية القبطان أعظم بلا شك،لكن ذلك لا يعفي الركاب من مسؤوليتهم في حفظ المركب.
حين تغيب المساءلة والمحاسبة تتحول المناصب والمسؤوليات إلى مكاسب شخصية بلا منافع عامة، وعندئذ يتنافس عليها أراذل الناس وأقلهم قوة وأمانة وأضعفهم كفاءة!
أما حين تحضر المسؤوليات واضحة جلية مع مجتمع يقظ حي فسيتراجع أكثر الناس ولن يتقدم إلا الذين هم أكفاؤها.
إن الذين يشعرون بالمسؤولية ويبادرون إلى عمل ما يمكنهم فعله هم رواد المجتمع ونخبة الناس، أما السعاة إلى المناصب ففي الغالب هم قوم طفيليون يأخذون ولا يعطون،ويكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع.
إن الإحساس بالمسؤولية مقام نبيل يدفع الإنسان إلى القيام بدوره مهما صغر، ويجعله شديد العناية بواجباته قبل المطالبة بحقوقه.
والمسؤولية جماعية وكلما تراكم أداء أفراد المجتمع لمسؤولياتهم نهض المجتمع وسعد،بينما إذا كثر إهمال المسؤوليات تكاثرت الطفيليات وأهلكت الناس.
إن على كل أحد أن يكون مسؤولا
قبل أن يكون سائلا،وأن يحاسب نفسه قبل غيره، وكلما استطعنا تكثير هذا السلوك نكون قد رفعنا كفاءة المجموع تلقائيا.
إن من أخطر الرزايا أن يترك الإنسان سدى لا يؤمر ولا ينهى، ولا يحاسَب ولا يساءَل...
تلك بذرة الظلم والفساد.
إن مفهوم الحسبة ليس مقصورا على جانب دون آخر، بل هي عملية شاملة يتعاون عليها جميع أفراد المجتمع كلٌ في مجاله.
وكلما عم شعور عدم المبالاة والأنانية في مجتمع فمآله الهزيمة والفشل والتفكك، وكلما زادت نسبة المسؤولية في أفراد المجتمع فذلك خير وأحسن تأويلا.
إن التمكين في الأرض مرهون بالشعور بالمسؤولية، وإن المحافظة على المسخرات قائمة على التحسين المستمر والتساؤل التعاوني الدائب!
هناك مسؤول يقوم بدوره قدر الطاقة،
وهناك كَلّ على المجتمع،
وكلما كثر النوع الأول نما المجتمع وازدهر.
فلنكن دوما مسؤولين متسائلين.
س ئ ل ؟
في عصر المشتتات والمحيرات والملهيات والتقلبات ثَم مبدأ جليل في غاية الحكمة وهو
(استقبال القبلة)!
من أكثر ما يعاني منه الإنسان المعاصر فقدان التركيز وزحام المعلومات والأفكار...إنه يعيش غالبا حالة (التيه).
هنا تأتي أهمية هذا السلوك الذكي الزكي(القبلة).
يستيقظ من نومه فجرا فيؤمر بالصلاة، فيبحث عن القبلة لتكون صلاته صحيحة،،
ما هذا؟ ذلك توجيه للبوصلة أول اليوم..
ثم تمضي عدة ساعات في شغل أو لهو أو لعب..فتزول الشمس فيقال: صل الظهر، فيستقبل القبلة مرة أخرى؛ ليعيد تحديد الوجهة...
تمضي ساعات ويُمد الظل فيقال: صل العصر،
فيستقبل القبلة ثالث مرة؛ ليضبط الاتجاه..
ساعات وتغرب الشمس فتأتي صلاة المغرب ليستقبل القبلة رابع مرة؛ لاستعادة التركيز.
يمر وقت يسير فتأتي صلاة العشاء ليستقبل القبلة للمرة الخامسة! ليعيد توجيه الوجهة.
تلك ممارسة يومية نافعة جدا لمن يعي،، وعادة تذكيرية مدهشة ومنبه يومي متكرر يعيد تنظيم برنامج الآدمي اليومي، وينتشله بين ساعة وأخرى من حالة الشتات الذهني والتذبذب العملي.
استقبال القبلة تجديد للتوحيد في قلب العبد، وتطهير دوري له من عوارض الشرك، وتذكير دائب له بوجهته الصحيحة وهدفه السامي.
حيث ما كان يجب أن يولي وجهه شطر المسجد الحرام؛ ليتذكر السماء والبيت المعمور والعرش العظيم وربه الكريم.
ولكأن استقبال القبلة تدريب بدني مستمر يثمر تركيزا ذهنيا عاليا ينبه الغافل ويذكر الناسي ويعلم الجاهل ويدل الحيران.
ربما يتناوشه شركاء متشاكسون
وتوجهات متناقضة وشهوات متباينة فتأتي القبلة بين ساعة وأخرى لتؤدي عملها الإنقاذي الدوري لإخراج هذا الإنسان من اضطراب النفس إلى طمأنينتها وسكينتها.
ربما تنتاب الشخص الهموم من هنا وهناك لتمزق فؤاده فتأتي القبلة لتجمع شمله وتهدئ من روعه.
قد تفسد نية الإنسان أو ينحرف قصده فتجيء القبلة لتصحح المسار وتجدد الإخلاص.
ومع أن الشارع الحكيم لم يجعل لتجسيم الماديات شأنا، إلا أنه جعل (الكعبة) حالة استثنائية! لتكون مركزا يعيد إحياء أهل الأرض وتذكيرهم بغاياتهم الكبرى وأهدافهم الذكية الزكية.
من حيث خرجت، وأينما ذهبت، شرقت أو غربت... قف! تذكر أصلك، من أين جئت،
لماذا أتيت؟ ماذا بعد الدنيا؟
القبلة مساعد رائع لك لتحسن الجواب عن الأسئلة الوجودية.
لاحظ أن الحجر الأسعد الذي نزل من الجنة جزء من الكعبة
التي هي القبلة! ماذا تفهم من ذلك؟؟
إن تولية الوجه شطر المسجد الحرام بمثابة العودة إلى حضن الأم الدافئ الذي ينسيك الهموم الأرضية، ومنها تعرج روحيا إلى ملكوت الرحمة والحنان حول العرش العظيم.
وتدبر أيها اللبيب التصرفات التي تخص الكعبة فحسب! (تقبيل الحجر،استلام الركن،التعلق بالملتزم،الطواف) تجد أنها تلبية للأشواق الروحية إلى السماء،إلى الجنة،إلى الوطن القديم.
إنها أفعال تشبع حاجة الإنسان الفطرية لبقية من أثر البيت المعمور والسقف المرفوع!
وهذا من أسرار عدم الشعور بالغربة عند الكعبة، بل يخالط الزائر فيها شعور بأنه بين أهله وفي داره.
وبما أن البشر لا يمكن أن يكونوا جميعا عند الكعبة دوما، فإن استقبال القبلة يؤدي شيئا من ذلك الدور، حيث يصل الإنسان إلى الكعبة روحيا وذهنيا، ويجعل حياته وحركته طوافا حول ما ترمز الكعبة إليه وهو(الأحدية الربانية).
إن استقبال القبلة يوميا فرصة عظيمة لتقييم سلوكك اليومي وتقويمه، ووقاية من الاتجاه إلى الطريق المنحدرة، وأمان من الزيغ وتقلب الأفئدة والأبصار.
وتفكر هنا في أن سيد المجالس ما استقبلت فيه القبلة، وأنه حتى في قضاء الحاجة ينتبه الإنسان إلى اتجاه القبلة فلا يستقبلها ولا يستدبرها!
كل ذلك وأمثاله يبين لك بجلاء عظيم شأن القبلة، وأن استحضارها دوما أمر مقصود.
إن القبلة حقا (قُبْلَة الحياة).
مما يجعل الشخص متجاوبا مع المخلوقات مستمتعا بالتواصل معها منتفعا بها ونافعا.
البحث الدائب مهذب للإنسان،مذهب للكبر والغرور، مورث للتواضع،محسّن للأخلاق، محفز للتسبيح، قائد إلى السجود!
البحث العلمي طلب حثيث للإصلاح وسعي ملح للترقي وحرص دائم على التحسين.
البحث العلمي يمنحنا أجمل العمر وأرقاه، ويقينا من الرد إلى أرذل العمر! ولعلك تلحظ أن الباحثين يظلون إلى آخر لحظة في حياتهم طلاب علم وشداة معرفة ( مع البحث إلى البعث).
البحث العلمي أحد أبرز مؤشرات نهضة المجتمع!
إذا أردت تقييم بلد فانظر فورا في مستوى البحث العلمي والباحثين فيه!
حسنا، نعود إلى البداية، حين أراد الله إظهار فضلنا للملائكة صنع شأنا علميا فعلم أبانا الأسماء كلها(وهي جذر العلم ومادته)
فأذعنت الملائكة لتفوق آدم العلمي!
ثم أهبط إلى الأرض موعودا بإتيان العلم إليه من لدن حكيم عليم، وانطلقت رحلة البشرية في الأرض وأمامها فرصة للعودة إلى السماء إذا اتبعت (العلم) الذي كان بضاعة الأنبياء وتركة الرسل!
واستمرت الحياة على ذلك وبات فلاح الإنسان مرهون بموقفه وحظه من (العلم) ، ودامت الرفعة الحقة مرتبطة بالعلم والعلماء!
وظل أولو الألباب يتذكرون دوما أن تشريفهم الأول أمام الملائكة تم عبر (العلم) فأفنوا حياتهم في ذلك ؛ حفاظا على العز القديم،وشوقا إلى مقعد الصدق الآتي.
مصدر العلم الرئيسي (الوحي)وسبق الحديث عنه👆
وكذلك هناك أسلوب مهم لتحصيل المعرفة،ولحسن الحظ فهو مركوز في الفطرة البشرية، وهو(البحث العلمي).
الإنسان منذ نعومة أظفاره باحث يسأل ويجرب كل ما يمكنه تجربته ليتعلم!
لدى كل إنسان غريزة تسمى(الفضول)
وتلك هي الدافع الأعمق للبحث العلمي.
الفضول يحرك الآدمي عادة لينقب ويفتش ويبحث عن هذا الأمر أو ذاك..
الفضول يقيمه من فراشه ويخرجه من داره ويذهب به مذاهب شتى ليشبع تلك الرغبة الملحة(الفضول).
إنه يجوع فيبحث عن الطعام
ويعرى فيبحث عن اللباس
وكذلك يسأل ويسأل ليحصل على إجابة.
استمرار الشخص في البحث أمارة حياة وبارقة أمل ومبعث فأل..
إذ ذاك مؤشر على انتعاش روحه وحيوية عقله ونشاط بدنه! وتلك آية حياة الإنسان فردا وجماعة!
الإنسان باحث بطبيعته، وما على المجتمع الراشد سوى المحافظة على تلك الهبة!
وذلك لا يكون إلا في مساحة كافية من الحرية، وقدر وافر من الشجاعة الأدبية،واحترام بالغ للمعرفة والعارفين، وتشجيع متواصل لكل محاولة وفضول وتجربة واكتشاف،ثم تفعيل جاد لمخرجات البحث العلمي في واقع الناس، وصناعة مواءمة حقة بين البحث العلمي والتطبيق العملي.
أن تعي كل المؤسسات التعليمية من الروضة إلى الجامعة أن من أعظم أدوارها: تشجيع فطرة البحث وتطويرها واستثمارها...
وأن تدرك جميع المؤسسات التنفيذية أن جودة أدائها وتقدمها وتحسنها المستمر قائم على البحث العلمي الصادق.
أن يواجه المجتمع مشكلاته بوضوح وشجاعة عبر باحثيه للوصول إلى حلول لمعضلاته، فلا تكون مراكز البحث معزولة عن المجتمع، ولا يكون المجتمع بمعزل عن ثمرات الباحثين.
البحث حي يحب الحياة، وعملية ديناميكية تفاعلية مع حركة الأنفس والآفاق.
إذا أردت النهوض بمجتمع فاصنع حركة بحثية دائبة تتجاوب مع الواقع تأثرا وتأثيرا ،تجيب
عن سؤالاته،وتحل مشكلاته، بل وتبني مستقبله.
البحث العلمي في جو حر كفيل بتمحيص الأفكار وغربلة المعلومات وإحقاق الحق ومحو الباطل.
المجتمع الذي يتظاهر بمعرفة كل شيء، وليس بالإمكان أحسن مما كان،و كان آباؤنا....
مجتمع ميتٌ حكما،خارج حركة التاريخ..
لا جرم أن تغلبه المجتمعات الحية!
البحث العلمي لذة غامرة أثناء الممارسة،
ثم حلاوة أخرى حال الوصول إلى إضافة وتحقيق إبداع..
أرأيت الجائع يبحث عن طعام،والبردان يبحث عن دفء...كذلك الباحث تجده شديد الحرص على إشباع حاجته الفطرية المعرفية، غير أنه يستمتع وهو في الطريق، ولذا لا يتوقف عن البحث أبدا، كلما بلغ قمة التمس أخرى...
إنها عملية مؤنسة للإنسان في رحلته القصيرة، فإذا استحضرنا كذلك سعة المسخرات وعظمة الكون اشتد فضولنا وعظمت أشواقنا إلى مزيد ومزيد من المعرفة مما يورثنا النهم الدائب في البحث العلمي.
إن البحث العلمي لا يخص مراكز البحث أو الجامعات فحسب، بل كما نؤكد مرارا أن الكون كله معمل تجارب وفصل دراسة ومكتبة بحث.
وكم يطربني حذاق المربين _وبعضهم حظه من المعرفة قليل_ إذ تراهم يقدمون للمجتمع باحثين مميزين عبر السؤالات والحوار الدائم في كل مكان أو زمان...على مائدة الطعام،في السيارة، في السفر، في السوق...على كل حال
يثيرون في من حولهم شغف المعرفة والوله بالبحث والتوق إلى مزيد من العلم.
إن علينا التفقد الدوري لأنفسنا ومن معنا والتساؤل دوما: ما الذي تبحثه؟ ما سؤالك؟
ما رأيك؟ ما الجديد لديك؟ ما المشكلة التي تسعى في حلها؟ ما المعضلة التي تمضي في تفكيكها؟ ...وهكذا دواليك لنضمن أننا لا زلنا على قيد الحياة!
إن البحث العلمي ليس محصورا في ورقات علمية تدون،أو بحوث ترقية تكتب،،،،
ذاك شكل من آلاف أشكال البحث العلمي..
البحث العلمي منهاج حياة وأسلوب عيش يتبناه أولو النهى في سائر جوانب حياتهم.
إن البحث العلمي يشبه التسبيح من حيث التوافق مع الكون والانسجام مع الآفاق،
ب ح ث؟
و س ط؟
ثمة قيم مقيدة،وهناك قيم مطلقة...
ومن أعظم تلك القيم المطلقة: العدل.
تدبر: (والسماء رفعها) والعادة أن تذكر الأرض بعد السماء لكن القارئ يفاجأ بذكر شيء آخر ( ووضع الميزان أ لا تطغوا في الميزان
وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) ثم ذكر الأرض!
ماذا تفقه من ذلك عزيزي الذكي الزكي؟
هذا يبين أن قاعدة صلاح الأرض واستقامة معايش أهلها ((( العدل)))!
وفي سياق آخر يذكر الحكيم إرسال الرسل وإنزال الكتاب ثم ذكر مُنزَلا آخر وقرنه بالكتاب! ألا وهو (( الميزان)).
حين هبطنا إلى الأرض صرنا شعوبا وقبائل..وتجلت فينا اجتماعيتنا..
وبما أن الإنسان اجتماعي بطبعه كان لابد من ضابط لذلكم الاجتماع وأساس تبنى عليه علوم الاجتماع وأعماله..
وذلكم الأسُّ هو (القيام بالقسط)
به تقوم الأرض وتصلح المعايش وتستقر أحوال الناس وتزدهر مرافقهم وتستثمر مسخراتهم...
أبجدية البناء الاجتماعي وألف بائه هي العدل،
ومتى قام الميزان بين الناس أمنوا على دمائهم وأعراضهم وأموالهم فانطلقوا في عمارة أرضهم وتشييد بنيانهم وتبادل منافعهم واستخراج خيراتهم في مناخ صحي وبيئة سليمة تؤتي كل ذي حق حقه.
القيام بالقسط يحقق الأرضية الراسخة الصلبة لآدمية المجتمع المكرمة مما يولد في الناس طاقة الإبداع والتطوير والتحسين المستمر.
القيام بالقسط يحقق مقصدا اجتماعيا رئيسا وهو التعاون فتلتقي الجهود على المصالح الجماعية..
العدل يضمن الأمن ويزيل الخوف،
وحين يزول الخوف فلا حاجة للكذب وتوابعه من الأخلاق الذميمة، فليس إلا الصدق والأمانة،
ومتى تحقق الصدق والأمانة في مجتمع استقرت أحواله ونمت خيراته.
وأخرى يحتاج فهمها المتدينون
وهي أن العدل يريح أنفس الناس ويطمئن قلوبهم فتصبح صلاتهم وزكاتهم وصومهم وعباداتهم أخلص وأحسن وأنفع،
بينما يفسد الظلم الأخلاق باضطرار الناس إلى الكذب، فيمتد ذاك الفساد إلى العبادات!
فيكثر فيها النفاق والمبالغة في المظاهر على حساب البواطن!
يتناقل الناس كثيرا الكلمة الشهيرة: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة...
وتلك كلمة بليغة لا أدري من قالها، بيد أنها تعبر عن سنة ربانية ماضية، تؤكد مركزية العدل في هذه الدنيا.
كلما أديت الحقوق نُصر المجتمع وأَمن ومُكِّن
وعاش معيشة جيدة...
هذا هو القانون المعيشي...
وحين تريد تقييم أي اجتماع بشري فما عليك سوى قياس مدى قيام القسط فيه،
ومن خلال ذلك تستطيع فهم أوضاع ذلك المجتمع سريعا دون حاجة إلى كثير من التفاصيل.
علم السياسة كله قائم على أمرين ومردهما إلى القيام بالقسط ( أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
علم الاجتماع أصله إقامة الميزان!
إن إقامة العدل تلبي احتياجات الناس الأساسية مما يزيل الحاجة تلقائيا إلى العداوة والبغضاء ...
إن الله يأمر(بالعدل) أولا حتى يستقيم الأصل،
فإذا ثبت الأساس جاء( الإحسان) من تلقاء نفسه...
حين ينال الناس حقوقهم تهدأ النفوس فترتقي الأخلاق إلى المحاسن والمروءات!
وبلغة الأصوليين العدل يحقق الضرورات ويلبي الحاجيات فيدفع المجتمع بشكل طبيعي إلى التحسينيات!
ثبت العرش ثم انقش!
ونحن في فصل جديد من فصول التاريخ ينبغي أن نعي جيدا هذه القاعدة، ونتبنى ذلك الأصل...
لن يصلح مجتمع إلا بالعدل!
وفي لفتة بديعة يعلي القائم بالقسط سبحانه من شأن أناس فيذكرهم تلو الأنبياء ويعظم حرمتهم ( الذين يأمرون بالقسط من الناس)
أولئك من أعظم ورثة الأنبياء ومن أجل المصلحين، وهل تصلح الأرض إلا بالقسط؟!
إن كل شر في العالم أصله الظلم، وحين أراد العليم الحكيم تبشيع الشرك وصفه ب
( لظلم عظيم).
أي عمل اجتماعي ولو بين ثلاثة أشخاص...قبل الدخول في التفاصيل ...اضمن قيامه بالقسط ثم فرع على ذلك ما شئت!
إن كثرة المساجد وانتشار مظاهر التدين ليست هي الضامن الرئيسي للإصلاح الاجتماعي، والواقع شاهد بذلك...
وإنما الضامن الأساسي للأمن المجتمعي والهناء المعيشي هو القيام بالقسط!
أعط كل ذي حق حقه وحينها سيصلي المصلي بإخلاص ويؤدي الزكاة طوعا ...
إن إقامة الميزان تغرس الحقائق في الناس فتأتي المظاهر تبعا، بينما حين يُخسَر الميزان تتلاشى الحقائق فلا تغني المظاهر شيئا.
ثمة قيم لها قيود وشروط...
بينما في شأن (العدل) أنت تتحدث عن قيمة مطلقة مأمور بها على كل حال مع كل مخلوق!
إننا اليوم جميعا نتطلع إلى مستقبل أفضل للعالم بعد حقبة الحرب العالمية الثانية،
ولن يتحقق ذلك إلا بإقامة القسط!
لا إصلاح ولا أمن ولا سلام إلا بالعدل!
أيها العالم تعالوا إلى كلمة سواء:
أن نكون قوامين لله شهداء بالقسط!
يا صناع الأجيال ركزوا على قيمة(العدل) لصناعة الحياة!فبهذا قامت السموات والأرض!
و ز ن ؟
غ ي ب؟
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 1 month ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 1 week, 1 day ago
- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 4 weeks ago