عن أحمد بن خالد، قال: كنا عند الشافعي يومًا، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، عِبْتَ على الكوفيين أن تكلموا برأيهم - وذكر جماعة منهم - ، وهذا مالك والثوري قد تكلما بالرأي. فقال: مُتَعْتُ بكَ، إن هؤلاء الذين ذكرت مأمونين على عقد الدين.
[ذيل المناقب 74]
وانظر هنا

قال ‌‌أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني: رأيت في كتاب جدي بخطه عن أحمد بن محمد بن ساكن قال: سمعت الربيع، والمزني يقولان: سمعنا الشافعي يقول: وضعت كتاب الله على يميني، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على يساري، والأئمة بعده وأنقض منها مسائل العراق، وأصحاب أبي حنيفة حتى أدركت الحق جهدي.
الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي» (2/ 778)

https://t.me/Abohanifanoman

قال الخطيب في الفقيه والمتفقه مبيناً سببا من أسباب العداء بين أهل الرأي وأهل الحديث :

أما أهل الرأي فجل ما يحتجون به من الأخبار واهية الأصل ، ضعيفة عند العلماء بالنقل ، فإذا سئلوا عنها بينوا حالها ، وأظهروا فسادها ، فشق عليهم إنكارهم إياهم ، وما قالوه في معناها ، وهم قد جعلوها عمدتهم ، واتخذوها عدتهم ، وكان فيها أكثر النصرة لمذاهبهم ، وأعظم العون على مقاصدهم ومآربهم ، فغير مستنكر طعنهم عليهم ، وإضافتهم أسباب النقص إليهم ، وترك قبول نصيحتهم في تعليلهم ، ورفض ما بينوه من جرحهم ، وتعديلهم ، لأنهم قد هدموا ما شيدوه وأبطلوا ما أموه منه وقصدوه ، وعللوا ما ظنوا صحته واعتقدوه

قال #شريك بن عبد الله النخعي القاضي :

أثرٌ فيه بعض الضعف ، أحب إليّ من رأيهم ( يعني أصحاب الرأي )

[ الجعديات - ٢٤٤٦ ]

٤٩ ـ حامد بن محمد الرَّفَّاء (٣٥٦هـ) الله :

ـ قال يحيى بن عمار :

كان حامد بن محمد الرفاء يُحرِّج على أهل الرأي أن يرووا عنه، ولا يأذن لهم في داره ليسمعوا منه،

فأتاه إنسان من رؤساء بلخ، فألحوا عليه فأذن له فلما أذن له دخل عليه لم يرفع به رأسا ،

وقال : أين أنت؟
قال : من بلخ ،
قال : دار المرجئة !

ثم قال لي الرفاء خذ من من ردّ الحميدي [يعني على أبي حنيفة ] ، فقرأت له عليه منه شيئًا كثيرًا

ذم الكلام (٤٠١/٤ - ١٢٩٠/٤٠٢)]

قال البيهقي في «ذيل المناقب» (294/أ) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرني الزبير بن عبد الواحد الحافظ قال: أخبرني كهمس بن المنهال أبو القاسم الجوهري، قال: سمعت أبا جعفر هارون بن سعيد الأيلي يقول: سمعت الشافعي يقول: سألني عبد الملك بن صالح عن شيء من أمر الحُبُس، فأجبته فيه بشيء، فقال: إني سألت محمدًا عنه، فقال لي خلاف هذا، فقلت له: هل عرف رأيك فيه؟ قال: لا. قلت له: فعرِّفه رأيك حتى ننظر ما يقول. فقال لي عبد الملك: قد أعلمته رأيي فتابعني عليه وأفتاني بخلاف قوله الأول. فقلت له: فأعلمه أنه قد بدا لك في ذلك الرأي حتى ننظر ما يقول. فأعلمني أنه قال ذلك فرجع عما قال وأفتاه بشيء آخر، فقلت له: لولا أني أكره أن أُوذي الأمير وأطول عليه لسألته أن يقول له شيئًا ثم يعلمه أن قد بدا لي في ذلك كذا وكذا مرة حتى تعلمه أنه يفتيك في كل ما يهواه الأمير.

محمد هو الشيباني صاحب الرأي وعبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الأمير العباسي.
و‌الحُبُسُ: كل شيء وقفه صاحبه وقفًا محرمًا لا يباع ولا يورث.

ليس في الإسناد من ينظر في حاله إلا كهمس بن المنهال ضعفه الساجي وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: كان من أصحاب ابن أبي عروبة، محله الصدق، يكتب حديثه، أدخله البخاري في كتاب «الضعفاء»، فسمعت أبي يقول: يحول منه.اهـ فمثله يحتمل منه هذا الخبر.

قال المعافي الجريري في «الجليس الصالح» (ص397):
حدثنا محمد بن الحسين بن زياد المقري، قال: حدثنا ابن خزيمة بنيسابور، عن المزني، عن الشافعي، قال: مضى أبو يوسف القاضي ليسمع المغازي من أبي إسحاق أو من غيره فأخل مجلس أبي حنيفة أياما فلما أتاه، قال له أبو حنيفة: يا أبا يوسف من كان صاحب راية طالوت؟ قال له أبو يوسف: إنك إمام وإن لم تمسك عن هذا سألتك والله على رؤوس الملأ أيما كانت أولى ‌بدرا ‌أو ‌أحدا، فإنك لا تدري أيهما كان قبل، فأمسك عنه.

محمد بن الحسين بن زياد هو النقاش المفسر

وقد رواه الآبري في المناقب عن أبي بكر عبد الرحمن بن أحمد الشافعي، قال: سمعت يحيى بن زكريا، قال: قرئ على ابن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي. ذيل المناقب (١٦١). وشيخ الآبري أكبر ظني أنه ابن سلمويه الرازي الفقيه ويحيى بن زكريا هو حيويه الفقيه

قال شيخ الإسلام:

وَلَقَدْ تَتَبَّعْنَا هَذَا الْبَابَ فَلَمْ نَظْفَرْ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ

بَلْ وَلَا لِأَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ سَائِرِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالشَّامِ وَالْبَصْرَةِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ

فِي مَسَائِلِ الْحِيَلِ إلَّا النَّهْيَ عَنْهَا وَالتَّغْلِيظَ فِيهَا،

فَلَمَّا حَدَثَ مِنْ بَعْضِ مُفْتِيهِمْ (أي أبي حنيفة وأصحابه ) الْقَوْلُ بِالْحِيَلِ وَالدَّلَالَةُ عَلَيْهَا

انْطَلَقَتْ الْأَلْسِنَةُ بِالذَّمِّ لِمَنْ أَحْدَثَ ذَلِكَ وَظَهَرَ تَأْوِيلُ الْآثَارِ فِي هَذَا الضَّرْبِ.

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا: مَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ ذَكَرَ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: { كَيْفَ أَنْتُمْ إذَا لَبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَجْرِي النَّاسُ عَلَيْهَا فَيَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً }

قَالَ إِسْحَاقُ قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَنُظَرَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: إنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ لَفِتْنَةٌ يَعْنِي أَهْلَ هَذَا الرَّأْيِ لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ..

لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيمَا مَضَى فِتْنَةٌ جَرَى النَّاسُ عَلَيْهَا فَاتَّخَذُوهَا سُنَّةً حَتَّى رَبَا الصَّغِيرُ وَهَرِمَ الْكَبِيرُ إلَّا فِتْنَةَ هَؤُلَاءِ

وَهِيَ عَلَامَتُهُمْ إذَا كَثُرَ الْقُرَّاءُ وَقَلَّ الْعُلَمَاءُ وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ"

ابطال الحيل