قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months, 1 week ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 6 months ago
💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ ظَلَمَ يَتِيْماً عَقَّ أَوْلادَهُ"
معادلة أخرى تسلط الضوء على العلاقة بين الظلم وآثاره السلبية الخطيرة على الظالم وعلى ذُرِّيته.
اليتيم: هو الذي فقد أباه قبل بلوغه سِنَّ الرُّشد، وقد أولت الشريعة الإسلامية اهتماماً كبيراً بحقوق اليتامى وكرامتهم، ودعت إلى إكرامه، واحترامه، وإعالته، وإعانته، وتكفُّله، فقد رُوِيَ عن رسول اللَّهِ (ص) أنه قال: "مَن عالَ يَتيماً حتّى يَستَغنِيَ عنهُ أوجَبَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ بذلكَ الجَنَّةَ كما أوجَبَ اللَّهُ لآكِلِ مالِ اليَتيمِ النّارَ". وقال (ص): "أنا وكافِلُ اليَتيمِ كَهاتَينِ في الجَنَّةِ إذا اتَّقَى اللَّهَ عَزَّوجلَّ، وأشارَ بِالسَّبّابَةِ والوُسطى".
ونهانا الله تعالى عن قهر اليتيم والقَسوة عليه، والإساءة إلى مشاعره، وتحقيره، وإذلاله، والإضرار به، فقال: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ" ﴿الضُّحى: 9﴾.
ونهانا عن ظلمه، وأكل ماله قبل أن يكبر، أو تبديل ماله الطيِّب بمال خبيث، قال تعالى: "وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا"﴿النساء: 2﴾. أي: أعطوا اليتامى أموالهم التي تحت أيديكم، ولا تعطوهم الرديء في مقابل الجيد، كأن تأخذوا أرضهم الجيدة، وتبدلوهم منها من أرضكم الرديئة، أو ماشيتهم، أو نقودهم، أو أي نوع من أنواع المال، فيه الجيد وفيه الرديء، وكذلك لا تأكلوا أموالهم بضمها إلى أموالكم، كلها أو بعضها، إن ذلك كله كان ذنباً كبيراً والله يحذركم من هذا الذنب الكبير.
وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" ﴿النساء: 10﴾ هذه صورة مفزعة، صورة النار في البطون، وصورة السعير في نهاية المطاف، إن هذا المال المأكول ظلماً، مال اليتامى، نار، وإن الآكلين له ليأكلون هذه النار، وإن مصيرهم لإلى النار، فهي النار تشوي البطون، وتشوي الجلود.
وما هذه النار التي يأكلونها؟ هل هي هذه المواد الحرام التي تتحول بقدرة الله الى نار لاهبة في يوم القيامة؟ أم انها الآلام النفسية ومن ثم الجسدية التي تلاحقهم بسبب ظلمهم اليتامى؟ أم انها الانحرافات الاجتماعية التي سوف تخرِب عمرانهم عاجلا أم آجلا؟ المهم انها نار في الدنيا و سعير في الآخرة، وكفى بذلك رادعاً عن الاقتراب من حق الضعفاء.
وتحدَّث الإمام علي بن موسى الرضا (ع) عن علة تحريم أكل مال اليتيم ظلماً فقال: "حُرِّمَ أكلُ مالِ اليَتيمِ ظُلماً لِعِلَلٍ كَثيرَةٍ مِن وُجوهِ الفَسادِ: أوَّلُ ذلكَ: إذا أكَلَ مالَ اليَتيمِ ظُلماً فَقَد أعانَ على قَتلِهِ، إذِ اليَتيمُ غَيرُ مُستَغْنٍ، ولامُحتَمِلٌ لِنَفسِهِ، ولا قائمٌ بِشَأنِهِ، ولا لَهُ مَن يَقومُ علَيهِ ويَكفيهِ كَقِيامِ والِدَيهِ، فإذا أكَلَ مالَهُ فكأنَّهُ قَد قَتَلَهُ وصَيَّرَهُ إلَى الفَقرِ والفاقَةِ ... مَعَ ما في ذلكَ مِنْ طَلَبِ اليَتيمِ بِثَأرِهِ إذا أدرَكَ، ووُقوعِ الشَّحناءِ والعَداوَةِ والبَغضاءِ حتّى يَتَفانوا".
وأمرنا رسول الله (ص) أن نعامل اليتيم كما نعامل أولادنا الذين هم من أصلابنا، فقال: "كُنْ لِليَتيمِ كالأبِ الرَّحيمِ، واعلَمْ أنَّكَ تَزرَعُ كذلكَ تَحصِدُ"، والملفت في حديثه (ص) الجملة الأخيرة، حيث أشار فيها إلى قانون الجزاء بالمثل، أو أن الجزاء يكون من سِنخ العمل، فمن رحم اليتيم رحم الناس أيتامه، ومن ظلم اليتيم ظلم الناس أيتامه، وهذا ما نَبَّه إليه الإمام أمير المؤمنين في جوهرته الكريمة إذ قال: "مَنْ ظَلَمَ يَتِيْماً عَقَّ أَوْلادَهُ".
العُقوق هو عدم برّ الوالدين ومخالفة أوامرهما، أو الإضرار بهما بالقول أو الفعل، وهو من كبائر الذنوب، والإمام (ع) يشير بهذا إلى واحد من أخطر الآثار التي تترتب على ظلم اليتيم، فعندما يظلم الشخص يتيماً، فهو يتسبَّب في كسر روح الضعيف، ويزرع الظلم في مجتمعه، مِمّا يؤدّي إلى انعكاس هذا الفعل عليه عبر أولاده، وهذا يرتبط بمبدأ "كما تَدين تُدان"، حيث إن الأعمال التي يقوم بها الإنسان تعود إليه.
✍ السيد بلال وهبي
فجر يوم الإثنين الواقع في: 27/1/2025 الساعة (05:33)
﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾
اللَّهُم إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا بَدِيءُ، يَا بَدِيعُ، يَا بَصِيرُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي وَبِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
إلى بيئتنا الشريفة:
السلام عليكم يا أشرف الناس، وأطهر الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس، وأخلص الناس، وأصبر الناس، حفظكم الله جميعاً، وفرَّج عنكم، وكشف كروبكم، ونصركم، وأَعَزَّكم في دُنياكم وآخرتكم.
لقد أثبتم اليوم أنكم عند حُسنِ ظنِّ سماحة سيدنا المقدٍّس وشه.يد.نا الأسمى "رضوان الله عليه" وأنكم كما قال فيكم: تثبتون للعالم أنكم شعبٌ أبِيٌّ، وشعب وَفِيٌ، وشعب صادق، وشعب مُضحّي، وشعب جريء وشجاع، وأنكم لا تنامون على ضيم، ولا تهينون لأحد، ولا تَلِّون لجبار سوى الله، ولا تقبلون بمحتَل.
وأثبتم بحق أنك تقرنون الفعل بالقول، والشعار بالممارسة، وأن "هيهات مِنّا الذِّلَّة" ليس شعاراً ترددونه في عاشوراء بل هو نهج حياة، وموقف عملي، وخيار سياسي تختارونه ولو كلَّفكم القتل وبذل الدماء، وأن الموت دون أرض وكرامتكم وعزَّتكم هو الحياة بعينها.
ها أنتم اليوم تُثبِتون أنكم الأوفياء لنهج ودماء سيدكم وإخوانه، وأنكم لا تُضيِّعون البوصَلة، ولا تخونون الأمانة، وأنكم إذ تصبرون قليلاً فهو صبر كصبر الأسد الشجاع الذي يتحيَّن الفرصة وينتظر اللحظة المؤاتية، فإذا جدَّ الجِدُّ فليوث غابٍ، وصِلال وادٍ، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً.
في رسائلي أيام الحرب الضروس التي خاضها بواسلكم كنت أؤكِّد لكم أن دماءهم محال على الله تعالى أن تذهب هدراً، وأن قيامكم لله تعالى محالٌ أن يعقبه ذُلٌّ وهَوان، وأن الله يأبى إلا أن يظهر كرامتكم للعالم كله، ويُظهِرَ نموذجكم النقي الراقي، ليبقى مثلاً لكل أحرار العالم.
شهران بالتمام والكمال، العدو، وداعموه، وحلفاؤه في لبنان، وهم يرَوِّجون لهزيمة الم.ق.ا.وم.ة وخروجها من الحرب منكسرة مكلومة، لكن الله تعالى العزيز الجبار أبى إلا أن يُتِمَّ نوره، ويُظهر نصره لعباده، جلياً مشرقاً كالشمس في كَبِدِ السماء.
لقد عاند العدو، وتوهَّم أنه يمكنه أن يُملي على لبنان شروطه، وأن يبقي على احتلاله، فإذا بطوفانكم، وأنتم أهل الأرض، -تظلِّلُكم روح سيِّدكم الأسمى وسعدائكم الأطهار- تطردونه صاغراً ذليلاً، وتستعيدون ملحمة نصر العام (2000).
فطبتم، وطابت الأصلاب التي انحدرتم منها، والبطون التي أنجبتكم، طبتم، وطابت أصولكم، وطاب محتدكم ومعدنكم، ومن يراهن عليكم بعد الله لن يخيب رهانه، ولن يكذِبَ ظَنُّه.
والسلام عليكم، وعلى سعدائكم، وعلى جرحاكم، وعلى قراكم ومدنكم، وعلى بيوتكم المدمَّرة إلا من الكرامة والعِزَّة والنَّخوَة والشَّرَف.
✍ السيد بلال وهبي
مساء يوم الأحد الواقع في: 26/1/2025 الساعة (18:30)
? جواهر عَلَويَّةٌ
? رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَـنْ أَتْقَـنَ أَحْسَـنَ"
معادلة تسلِّط الضوء على أهمية الإتقان في حياة الإنسان ودوره في تحقيق الجودة والتميز في مختلف مجالات الحياة، وهي تنبع من فهم عميق لحقيقة العمل وارتباطه بالمسؤولية الفردية والمجتمعية.
وكي تتضح هذه المعادلة يجب التوقف عند الأمور التالية:
أولاً: الإتقان يعني أداء العمل بدقة عالية، وبذل أقصى الجهد لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة، وهو لا يعني الكمال المطلق، ولكنه السعي نحو الكمال بما يتناسب مع الإمكانيات والموارد المتاحة.
ثانياً: الإحسان مفهوم واسع يشمل الإخلاص في العمل، وحسن الأداء، والتعامل مع الآخرين برفق ولطف، ولكنه في هذا السياق يعني جودة العمل والإتيان به على أحسن صورة، وأكمل وجه، وقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "إنَّ اللَّهَ تَعالى يُحِبُّ إذا عَمِلَ أحَدُكُم عَمَلاً أن يُتقِنَهُ"
ورُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال: "إنَّ رَسولَ اللَّهِ (ص) نَزَلَ حَتّى لَحَدَ سَعدَ بنَ مُعاذٍ وسَوَّى اللَّبِنَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يَقولُ: ناوِلْني حَجَراً، ناوِلْني تُراباً رَطْباً، يَسُدُّ بِهِ ما بَينَ اللَّبِنِ، فلَمّا أن فَرَغَ وحَثا التُرابَ عَلَيهِ وسَوّى قَبرَهُ قالَ رسولُ اللَّهِ (ص): إنّي لَأعلَمُ أ نَّهُ سَيَبلى ويَصِلُ إلَيهِ البَلاءُ ، ولكِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ عَبداً إذا عَمِلَ عَمَلاً أحكَمَهُ"
ثالثاً: تكشف هذه المعادلة عن علاقة طردية بين الإتقان والإحسان، فكلما أجاد الإنسان عمله وأتقنه، انعكس ذلك على جودة النتائج وحُسنِها، فالإتقان شرط أساسي للإحسان، لأنه يؤدي إلى تقديم العمل بأفضل صورة، مِمّا يحقق رضى الله والناس.
مِمّا سبق نستنبط الفوائد التالية:
أولاً: الفوز برضا الله ومحبته، الإتقان والإحسان هما جوهر العبادة، فلا عبادة كاملة من دونهما، بل لا يسقط التكليف بأدائها ناقصة مبتورة، وقد قال الله تعالى: "... وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" ﴿البقرة: 195﴾. وعليه، فإن الإتقان في العمل طريق لنيل محبة الله ورضوانه.
ثانياً: تحسين الإنتاجية والجودة، فعندما يلتزم الإنسان بالإتقان في عمله، تتحسّن جودة الإنتاج، سواء كان ذلك في الصناعة أو التعليم أو غيرهما من المجالات.
ثالثاً: تعزيز الثقة بالنفس، فالإتقان يمنح الإنسان شُعوراً بالإنجاز، وهذا الشعور مرغوب له، مِمّا يعزز ثقته بقدراته.
رابعاً: تحقيق النجاح والتميّز، فالفرد الذي يتقِن أعماله يكون أكثر قدرة على المنافسة والتميُّز، سواء على المستوى الشخصي أو المِهني، وما ينطبق على الفرد ينطبق على الجماعة والمجتمع.
خامساً: بناء العلاقات الإنسانية السليمة، لأن الإتقان ينعكس على طريقة تعامل الإنسان مع الآخرين، مما يعزز بينه وبينهم العلاقات المبنية على الاحترام والتقدير والثقة.
ولا جدال في أن من صور التوفيق الرباني للإنسان أن يكون ممن يُتقِن عمله سواء كان للدنيا أم للآخرة، وكي يمكننا أن نؤدي أعمالنا بإتقان من المهم جداً أن نحرص على أن يكون متوافقاً مع المعايير الشرعية والتقنية والمهنية، وأن نسعى في تطوير مهاراتنا العملية باستمرار، ونراقب أنفسنا وأداءنا على الدوام، ونستعين بالله تعالى على ذلك، ونُخلِص النِّية، ونجعل الإتقان عادة يومية، وسنرى كيف يتغير مسار حياتنا نحو الأفضل.
✍ السيد بلال وهبي
فجر يوم الأربعاء الواقع في: 22/1/2025 الساعة (05:36)
﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾
اللهُمَّ في نَفْسِي فَذَلِّلْنِي، وفي أَعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي، ومِنْ شَرِّ الجِنِّ والإِنْسِ فَسَلِّمْنِي، وبِذُنُوبِي فَلا تَفْضَحْنِي، وبِسَرِيرَتِي فَلا تُخْزِنِي، ومَا أَعْطَيْتَنِي مِنْ بَرَكَاتِكَ ومَعْرُوفِكَ فَلا تَسْلُبْنِي، وإِلَى غَيْرِكَ فَلا تَكِلْنِي
? جواهر عَلَويَّةٌ
? رُوِيَ عن الإمام علِيٍّ (ع) أنه قال: "مَنْ آمَنَ أَمِنَ"
معادلة أخرى صاغها الإمام (ع) بأوجز عبارة، تحمل في طياتها معاني عظيمة تمتد إلى أبعاد متعددة، سواء في العقيدة، أو الأخلاق، أو السلوك الإنساني، وتكشف لنا عن التلازم بين الإيمان الحقيقي والأمن النفسي والاجتماعي، والإيمان في الإسلام لا يقتصر على التصديق النظري بالله ورسوله وما جاء به من عند الله، بل يشمل العمل بمقتضيات هذا التصديق، فقد رُوِيَ عن الإمام عليٍّ (ع) أنه قال: "قالَ لي رسولُ اللَّهِ (ص): يا عليُّ، اُكتُبْ، فقلتُ: ما أكتبُ؟ فقال: اُكتُبْ: بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الإيمانُ ما وَقَرَ في القُلوبِ وصَدّقَتْهُ الأعْمالُ ..." ورُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "ليسَ الإيمانُ بالتَّحَلّي ولا بالتَّمَنّي، ولكنَّ الإيمانَ ما خَلَصَ في القلبِ وصَدّقَهُ الأعْمالُ"
ووفقاً للمعادلة، فإن الإيمان الحقيقي يُوَلِّد الأمن في نفس المؤمن، فمن يؤمن بالله وأسمائه وصفاته، يطمئن إلى عدله ورحمته وحُسنِ اختياره له، ومن يؤمن بقضاء الله وقدَره، وأنه تعالى لا يُقَدِّر عليه إلا ما هو خير له في دنياه وآخرته، يتحرَّر من الخوف على المستقبل، والحزن على ما مضى، ويواجه مصاعب الحياة وأزماتها بطمأنينة وسكينة، لعلمه أن الله يرعاه، ويحميه، ويدفع عنه، ويسدِّده، ويمدُّه بمدد غيبي، ويجعل له من كل ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، الإيمان يمنح الإنسان القدرة على مواجهة المصاعب بثبات واقتدار، ويمنحه الأمل بالفوز والفلاح، ويدفع عنه القلق والتوتر واليأس.
ولا يقتصر أثر الإيمان على إيجاد السكينة والطمأنينة في نفس المؤمن، بل يتخطاه لتحقيق الأمن والأمان في المجتمع، لأن المؤمن يتجنَّب الظلم والعدوان، مما يجعله مصدراً للأمان لمن حوله، والالتزام بتعاليم الدين يعزِّز الثقة المتبادلة بين الأفراد، ولهذا قال الإمام أمير المؤمنين في وصفه للمتقين: "الخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، والشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ"، كما أن الإيمان يبني مجتمعاً متضامناً، متكافلاً، متعاوناً، يتعاون أفاده على البِرِّ والتقوى ولا يتعاونون على الإثم والعدوان، ويخلق مجتمعاً يسوده العدل والتراحم، ويعزِّز التلاحم بين أفراده، يفرح كل واحد من أفراده لفرح الآخرين، ويحزن لحزنهم، ويتالَّم لآلامهم، قال رسول الله (ص): "مثلُ المُؤْمِنينَ في تَوادِّهِم، وتَرَاحُمِهِم، وتَعاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى"
والأثر الأهم للإيمان هو الأمن الذي يفوز به المؤمن في الآخرة، والآخرة هي الحياة الحقيقية الدائمة الخالدة، والمؤمن يتطلع إليها في كل خطوة يخطوها، هناك يتجسَّد إيمانه وأعماله دار سلام، وجنّات فيها ما تشتهيه نفسه وما تلذُّ به عيناه.
أختم المقالة بالتوصيات التالية:
أولاً: لَمّا كان الإيمان ينقص ويزيد، فيجب على المَرء أن يحذر من نقصان إيمانه، وأن يجدده دائماً بالمسارعة إلى معالجة النقص فيه، ويحرص على زيادته وتعميقه في قلبه، من خلال القراءة الواعية للقرآن الكريم، والالتزام بالعبادات الواجبة والمستحبة، وتقوية يقينه بالله من خلال التأمُّل في آياته الكونية والأنفسية.
ثانياً: زيادة الثقة بالنفس من خلال التوكل الحقيقي على الله تعالى والذي يقوم على الجمع بين العمل والسعي والاعتماد على الله.
ثالثاً: السَّعي لخلق بيئة مؤمنة ملتزمة بقيم الدين وشريعته ونشر ثقافة التسامح والصفح والغفران والصدق والأمانة فإن ذلك يعزِّز الإيمان والأمان بلا شك.
✍ السيد بلال وهبي
فجر يوم الثلاثاء الواقع في: 21/1/2025 الساعة (05:38)
إلى بيئتنا الشريفة:
السلام عليكم يا أشرف الناس، وأطهر الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس، وأخلص الناس، وأصبر الناس، حفظكم الله جميعاً، وفرَّج عنكم، وكشف كروبكم، ونصركم، وأَعَزَّكم في دُنياكم وآخرتكم.
أربعون يوماً مضت على ارتحال شهي...يدنا الأعز والأجل والأحب إلى جوار الله تعالى، غاب جسده الشريف، لكن روحه لم تمت، انفكَّت من أسر البدن، فصار أكثر حضوراً وتأثيراً، فمثله يولد من حين أن يست..ش..هد، فالش...هادة تتخطى بصاحبها كل موانع الزمان والمكان، وتُمَزِّق كل الحُجُب، وتدخل به إلى كل القلوب، وتجعل منه رمزاً وَضَّاءاً ينير الدروب، ويهدي إلى الصراط الحق، وميزاناً للمواقف والخيارات والاتجاهات، وضميراً حيّاً يحاسب، ويعاقب ويثيب، وعاطفة جيّاشة ترفد المحبين بالقوة والعزيمة، وتُلهِب فيهم الحماسَة والحَميَّة، وحرارة في القلوب لا تبرد أبداً، وبهذا يصبح أكثر تأثيراً في الواقع من حضوره الجسماني.
ألا ترون أن إمامنا الحسين (ع) كيف وُلد نهجه حين استش..هد؟ كانت كربلاء موضع شها..دته لكنه امتدَّ بها عبر الزمان والمكان، حتى صار مُلهِماً لكل الأحرار والثُّوَّار والناهضين في مواجهة الفساد، والطالبين للإصلاح. كذلك سيِّدنا الشهي...يد رضوان الله عليه.
كان العدو وعملاؤه في الداخل يراهنون على هزيمتكم بقتله، يراهنون على ضعفكم، وتراجعكم، وانفضاضكم عن نهجه، وقد أثبتم لهم جميعاً أنكم الأوفى له، والأخلص لنهجه، والأصدق معه، وكنتم عند حُسنِ ظَنِّه بكم حين كان يصفكم بأنكم أشرف الناس.
لقد ترك رضوان الله عليه أمانات ثلاثة بين أيديكم:
الأمانة الأولى: أنتم، نعم أنتم أمانته، لأنه كان يتعامل معكم كأمانة ائتمنه الله عليها، فبذل وسعَه ليحافظ عليكم، ويتقدم بكم، ويطوِّر واقعكم، ويدافع عن وجودكم، كنتم رعيته وكان يعلم أنه مسؤول أمام الله عن رعيته، فجاد بالنفس الشريفة فداءً لكم.
الأمانة الثانية: مقاو..متكم، وهي عِزُّكم، كرامتكم، وحاضنتكم، والمدافعة عنكم، وهي التي اضطرت القريب والبعيد أن يتعامل معكم باحترام وتقدير، وهذه المقاو...مة ليس سلاحاً ومجا...هدين وحسب، إنها أيضا مؤسسات كانت ولم تزل تعمل على جميع الأصعدة العلمية، والتربوية، والاجتماعية، والاستشفائية، والإعلامية، والاقتصادية، والسياسية، والفنية، وسواها كثير.
الأمانة الثالثة: وطنكم لبنان، الذي كان يحبه بحق، ويدافع عنه بحق، ويحب شعبه على اختلاف انتماءاته الطائفية والمذهبية، واتجاهاته السياسية. كان يؤمن به وطناً فريداً بين أقرانه في العالم العربي، ويؤمن بوجوب تطوره وتقدمه والدافع عنه، وكان العيش المشترك فيه، وسلمه الأهلي ووحدة بنيه، خطاً أحمر عنده لا يتجاوزه ولو دفع في سبيل ذلك أثماناً غالية.
هذه الأمانات الثلاث تركها رضوان الله عليه بين أيديكم الكريمة، وأنتم أهل لحمل هذه الأمانات، فاحوها بأشفار عيونكم، وذودوا عنها كل عدو غاشم وغبي حاقد، وأرغموا أنف عدوكم، وأنزلوا به اليأس والكبت.
وكونوا على يقين أننا بشها...دته سنصبح أقوى، وعودنا سيصبح أصلب، وقريباً ستلمسون بركاتها العظيمة، وسننتصر إن شاء الله، شاء من شاء وأبى من أبى.
✍ السيد بلال وهبي
? جواهر عَلَويَّةٌ
? رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "أَيُّهَا اَلنَّاسُ! لَوْ لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ نُصْرَةِ اَلْحَقِّ وَلَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِينِ اَلْبَاطِلِ لَمْ يَطْمَعْ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مَثَلُكُمْ وَلَمْ يَقْوَ مِنْ قُوًى عَلَيْكُمْ"
يشير الإمام (ع) في هذه الجوهرة الكريمة إلى واحد من أهم أسباب الضَّعف والهَوان والهزيمة أمام العدو، والتي تجعل الأمة نَهباً لكل طامع، ويدعو إلى ضرورة الوحدة والاعتصام بحبل الله والتمسك بالحق ونُصرته، ومواجهة الباطل وإزهاقه، ويُوَجِّه إلى بناء مجتمع قوي لا يطمع فيه من هو أدنى منه، ولا يقوى عليه من هو أقوى منه، مِمّا يعزِّز القدرة الجَماعية على مواجهة التحديات، ومقارعة المعتدين والانتصار عليهم، ويحذِّر من أن التخاذل عن نصرة الحق، أو التساهل في مقاو...مة الباطل، يجعل الأمة ضعيفة وعرضة للأطماع، ويؤدي إلى تسلط القوى المعادية والظالمة عليها.
ومِمّا لا شك فيه أن من أهم أسباب طمع العدو بالأمة التواكل، والتخاذل:
فأما التواكل فهو ألا ينهض أفراد الأمة أو جماعاتها بواجبهم في نصرة الحق ومقارع الباطل، مع معرفتهم بالحق والباطل، ومعرفتهم المُعتَدي والمُعتَدى عليه، وإيمانهم بوجوب الدفاع عن المُعتَدى عليهم ومساندتهم ولكنهم لا ينهضون إلى هذا الواجب بل يتكل كل فرد على الآخرين، وكل جماعة أو دولة على الجماعات الأخرى، فهذا من أهم أسباب الهزيمة، وفيه تقوية للعدو من حيث لا يريد هؤلاء المتواكلون.
وأما التخاذل فهو ترك الآخرين وما يحدث لهم، ليدبِّروا أمورهم بأنفسهم، وليواجهوا الظالم المعتدي بأنفسهم، دون إعانتهم ولو بكلمة وذلك أضعف الإيمان، فإذا تعرَّضت جماعة لعدوان، أو تعرَّض بلد لحرب خذله إخوانه ومن يراهن على انتصارهم له.
إن التخاذل كما التواكل كلاهما يقدِّم فرصةً للطامعين، ويضعف الدولة والأمة، ويجعل الأعداء أقوى في وجه الحق، أما التمسك بالحق، والإجهار به، والمنافحة عنه، ومواجهة الباطل ومقاو...مته، ونُصرة المظلومين والدفاع عنهم هو العامل الأساسي لبناء مجتمع قوي ومتين لا تجرؤ عليه القوى الخارجية، ولا تنال منه أعتى الجيوش وأقواها، العلاقة بين نصرة الحق وإضعاف الباطل علاقة طردية، كلما زاد التمسك بالحق، تضاءلت قوة الباطل، والعكس صحيح، فإن الباطل يترسَّخ ويقوى فقط في المجتمعات التي تتخلى عن نصرة الحق، وتهاون الناس يؤدي إلى هيمنة الظلم، وهذه سُنَّة اجتماعيةُ مطَّردة لا تتبدَّل ولا تتحَوَّل.
ولا ريب في أن الفطرة الإنسانية السليمة والعقل يدعوان إلى نُصرة المظلوم ومقاومة الظالم بما يقدر عليه المرء، باليد أو الكلمة أو الموقف القلبي، وذلك أضعف الإيمان، ويذُمّان التخاذل عن ذلك ويعتبرانه قبيحاً مُنكَراً، والناس يلومون المتخاذل ويَسِمونَه بِسِمَة الجُبن، وعلى هذا يؤكِّد القرآن الكريم في العديد من آياته الكريمة، وعلى سبيل المثال للحصر هاك قارئي الكريم قول الله تعالى: وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴿75/ النساء﴾ أي: وأيُّ عُذر لكم يمنعكم أن تقاتلوا فى سبيل الله لتحلوا الخير محل الشر، وتضعوا العدل والرحمة موضع الظلم والقسوة، وتدافعوا عن المستضعفين الذين يستذلهم الأقوياء الجبابرة ويؤذونهم أشَدَّ الإيذاء، المستضعفين الذين يستغيثون بالله لفرِّج كربهم، ويخرجهم من مواطن الضَّعف والهَلَكة، وأن يُسَخِّر لهم بعنايته من يتولَّى أمرهم وينصرهم على من يظلمهم، وقد جعل الله هؤلاء سبيلاً لإثارة النَّخوة، وإيقاظ شعور الرحمة والأنفة، فوصفهم بما يجعل نفس الحر تشتعل حَماسة وغِيرة على إنقاذهم و السَّعى في رفع الظلم عنهم، فالقتال من أجل نصرة المستضعفين واجب، والدفاع عن الحق مسؤولية جماعية وليست فردية فقط، والتخاذل عن هذه المسؤولية يؤدي إلى استمرار الظلم.
وما يحدث اليوم في فلسط...ين ولبنان من حرب إبادة يقوم بها الوحش وداعموه وتخاذل الأمة وتواكلها، واكتفاء بعضها بالتنديد بصوت خَفيٍّ نموذج حَيٌّ لما سبق من القول، وليت الأمر يقتصر على ذلك، بل إننا نشهد تواطأً من الأمة مع العدوان، وتعاوناً منقطع النظير معه.
✍ السيد بلال وهبي
فجر يوم الثلاثاء الواقع في: 5/11/2024 الساعة (04:50)
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
اللَّهُمَّ أَطلِقْ أَلسِنَتَنَا بِذِكْرِكَ، ولا تُنْسِنا شُكرَكَ، ولا تَحْرِمْنا أَجرَكَ، وقِنا جَمِيعَ المَخاوِفِ وَالشَّدائِدِ ولا تُشْمِتْ بِنا عَدُوّاً ولا حَاسِداً يا أرْحَمَ الرَّاحِمين.
أيها اللبنانيون:
حذارِ ثم حذارِ من السير بالفتنة التي يدعوكم الخارج إليها، يريدون أن يحققوا أهدافهم بدمائكم أنتم، وبخراب وطنكم أنتم، يُزَيِّنون لكم الأمر، ويقنعوكم أن الفرصة قد سنَحَت لبعضكم، وعندما تحققون لهم هدفهم، ويبلغون غايتهم ثم ينكص على عقبيه، يبيعونكم في سوق التسويات الكبرى، ويتركوكم لمصيركم البائس، قال تعالى: "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ...﴿48/ الأنفال﴾.
لقد جرّبتم الحرب الأهلية وخسرتم جميعاً، والعاقل لا يعيدُ الأمر مرة أخرى، وما زلتم تحصدون حاصل تلك الحرب المشؤومة شؤماً، وتراجعاً، وفَقراً، وانهياراً اقتصادياً، ومشاكل اجتماعية، وفقداناً لدور وطنكم.
خافوا الله، وإن كنتم لا تخافون الله فخافوا على أنفسكم وأبنائكم ووطنكم، لقد عِشتُم معاً وستبقون معاً، سيرحل المحتل عاجلاً أو آجِلاً، وستبقون وجهاً لوجه، أهلاً، وأنسباء، وجيراناً، وأبناء قرية واحدة، ووطن واحد.
✍ السيد بلال وهبي
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months, 1 week ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 6 months ago