?أســــــــــــماء الله الحســــــــــــنى?

الدرس الأول
الدرس الثاني
الدرس الثالث
الدرس الرابع
الدرس الخامس
?
الدرس السادس
الدرس السابع
الدرس الثامن
الدرس التاسع
الدرس العاشر
?
الدرس الحادي عشر
الدرس الثاني عشر
الدرس الثالث عشر
الدرس الرابع عشر
الدرس الخامس عشر
?
الدرس السادس عشر
الدرس السابع عشر
الدرس الثامن عشر
الدرس التاسع عشر
الدرس العشرون
?
الدرس الحادي والعشرون
الدرس الثاني والعشرون
الدرس الثالث والعشرون
الدرس الرابع والعشرون
الدرس الخامس والعشرون
?
الدرس السادس والعشرون
الدرس السابع والعشرون
الدرس الثامن والعشرون
الدرس التاسع والعشرون
الدرس الثلاثون
?
الدرس الحادي والثلاثون
الدرس الثاني والثلاثون
الدرس الثالث والثلاثون
الدرس الرابع والثلاثون
الدرس الخامس والثلاثون
?
الدرس السادس والثلاثون
الدرس السابع والثلاثون
الدرس الثامن والثلاثون
الدرس التاسع والثلاثون
الدرس الأربعون
?
الدرس الحادي والأربعون
الدرس الثاني والأربعون
الدرس الثالث والأربعون
الدرس الرابع والأربعون
الدرس الخامس والأربعون
?
الدرس السادس والأربعون
الدرس السابع والأربعون
الدرس الثامن والأربعون
الدرس التاسع والأربعون
الدرس الخمسون
?
الدرس الحادي والخمسون
الدرس الثاني والخمسون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوات الفاضلات
شرح العقيدة الطحاوية هل تم جمعه في كراسة واحدة
ارجو إرشادي إلى ذلك
اخوكم محمد سامي محمد علي

? أَسْمَاءْ اللَّهِ الْحُسْنَى ?
? الثاني و الخمسون ?

اسم الله تعالى:

? الكَبِير المتكبّر ?

? بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين.
وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم
على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

? نقف اليوم مع اسم الله تبارك و تعالى:

? الكَبِير المُتَكبّر ?

? ورد اسم تعالى الله تعالى
« المُتَكبّر » في آخر سورة الحشر:

? {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّر}
[ سورة الحشر : الآية 23 ]

? وجاء في السنة:
《 أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية وهو على المنبر:

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
[سورة الزمر : الآية 67]

قال: «يقول الله: أنا الجبّار، أنا المٌتكبّر ، أنا الملك، أنا المُتَعال. يُمجّد نفسه».

قال: فجعل - رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- يردّدها حتّى رجف به المنبر، حتّى ظننّا أنّه سيخرّ به.》[ أخرجه أحمد]

? و أمّا اسم الله تعالى «الكَبٍير» فورد في ستة مواضع،:

كقوله تعالى :

☆ {الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[سورة الحج : الآية 62]

☆{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } [سورة النساء : الآية 34]

?و« الكبير »: هو العظيم في كلّ شيء، في ذاته وصفاته، وأسمائه وأفعاله، ولذا يقول المصلِّي: (الله أكبر).

? وجاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال:
《 عَلِّمني كلامًا أقوله. قال: "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا"》.[ أخرجه مسلم]

?فلله تعالى الكبرياء والعظمة:

{ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض }
[سورة الجاثية:الآية 37]

?فهو الكبير الذي يَصْغُر دون جلاله وكبريائه كلّ شيء !
وهو المتكبر عن السوء والنقص والعيب، المتعالي عن صفات المخلوقين وخصائصهم، المتعاظم الذي تَذِلُّ له رقاب الجبابرة !

?وفي الحديث القدسي الصحيح يقول الحق سبحانه: 《الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار. وفي لفظ: (عذَّبته)》
[أخرجه أحمد و مسلم وأبو داوود]

? فهو سبحانه يربِّي عباده على التواضع والانكسار وخفض الجناح، وينهاهم عن الطغيان والتسلط والبغي والعدوان.

◇ مقام الألوهية، وهو مقام الكبرياء والعظمة والجبروت،أما مقام البشريّة، فهو مقام الذلّ والتواضع والانكسار.

?وأقوى ما يكون العبد حين يركن إلى الله تعالى، ويلتمس منه النصر ، وأكبر ما يكون حين يتواضع لربّه، ويسكن ويَذِلُّّ لجنابه.

?وما حدث العدوان على إنسانيّة الإنسان، بالقهر والتَّسَلُّط من قِبَلِ الجبابرة إلا عندما خلت قلوب المتسلّطين من الإيمان بالله، فتجرّؤوا على الاعتداء، وخلت قلوب المستضعفين من الإيمان بالله، فخارت واستسلمت للباغين والطاغين..

? هذه آثار الفراعنة والرومان وغيرهم تدلّ على ذلك، ولذلك قال موسى عليه السلام:

{ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ } [سورة غافر: الآية 27]

? تأملتُ حديث النبيّ - صلى الله عليه و سلم-:
《 لا يدخلُ الجنةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ مِن كِبْرٍ. 》
[أخرجه مسلم ]

فرأيته دعوة صريحة قويَّة للتواضع ومعرفة النفس واحترام الآخرين، حتّى لو كانوا أقلَّ منك علمًا أو مالًا أو شهرة أو وظيفة أو منزلة؛ فإنّ التواضع وخفض الجناح هو عكس الكبر، ولذلك كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يُرَقِّع ثوبه، ويخصف نعله، ويباشر عمله، ويحمل متاعه، ويتعامل مع سائر الناس بالصفاء.

◇ وهذه مدرسة التواضع يَرِدُها أتباعه - عليه الصلاة و السلام- فمنهم المُسْتَقِلٌّ و منهم المُسْتَكْثِرٌ!

? أَسْمَاءْ اللَّهِ الْحُسْنَى ?
? الحادي و الخمسون ?

اسم الله تعالى:

? الوَكِيل ?

? ورد اسم الله تعالى الوَكِيل في أربعة عشر موضعًا من القرآن الكريم.

◇ قال الله تعالى:
{ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
[سورة آل عمران:الآية 173]

◇ وقال:
{ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا }
[ سورة النساء : الآية 81]

◇ وقال :
{ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }
[سورة الأنعام : الآية 102]

◇ وقال :
{ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ }
[سورة القصص : الآية 28 ]

? والوَكِيل : هو الذي يتولّى تدبير خلقه بعلمه،وكمال قدرته، وشمول حكمته،وهذه وكالة للخلق كلّهم:
¤ناطقهم وصامتهم.
¤ إنسهم وجنّهم.
¤أوّلهم وآخرهم.

? و للوَكِيل معنى خاص يتعلّق بأولياء الله تبارك و تعالى و أهل طاعته ومحبّته، فييسّرهم لليسرى، ويجنّبهم العسرى،ويكفل أمورهم.

? وقد جاء في صحيح البخاري :
《عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قال:
حسبنا الله ونعم الوكيل،قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمّد ﷺ حين قالوا:
{ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}》

? والوَكِيل : هو القيّم والكفيل، الذي تكفّل بأرزاق العباد ومصالحهم وتدبير شؤونهم؛ولذا فإنّ من توكّل على الله كفاه، کما قال تعالى:
{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [سورةالطلاق : الآية 3]

وعند الترمذي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا: 《لو أنّكم توكّلون على الله حقّ توكّله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خِماصا،وتروح بِطانا.》
[أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد ]

?فالله تعالى وَكِيل على عباده كلّهم؛ سواء:
¤ آمنوا أو كفروا
¤أدركوا أم غفلوا
¤ أقرّوا أم جحدوا.

?إنّ العبد حين يستشعر معنى اسم الله الوَكِيل،يفوّض أمره إلى الله،ويرضى بقضائه، ويلتمس فضله، و يأخذ بالأسباب مع التوكّل على الله فيكون قد أدّى عبادة من أعظم العبادات.

◇ قال تعالى:
{ رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا }
[سورة المزمل: الآية 9]

◇ نهى سبحانه عن التوكّل على غيره فقال:
{ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا } [ سورة الإسراء : الآية 2]

◇ فدلّ على أنّ التوكّل عبادة وتوحيد، لا يُصرف إلّا إلى الله تبارك و تعالى.
☆ عندما يُصاب الإنسان بهمّ أو غم يردّد :
《 حَسبي الله ونِعمَ الوَكِيل 》
ومعنى هذه الجملة الكريمة: أنّ الله يكفيني،وأنّي توكّلت على الله،وفوّضت أمري لله،وسلّمت أمري لله، وأنا عبد أرضى بقضاء الله وقدره.
فإن قدّر الله عليّ الخير رضيت وشكرت،وإن قدّر الله عليّ مصيبة أو غيرها قبلت وصبرت،وقد وعد الله الصابرين والشاكرين بالأجر العظيم،فقال :

{ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم }
[ سورة إبراهيم : الآية 7]

وقال :
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
[ سورة الزمر : الآية 10]

? والمؤمن بين هذين الأمرين:
?إمّا بين نعمة
?وإمّا بين نقمة.
ففي حالة النعمة يشكر،وفي حالة البلاء يصبر.
قال صلّى الله عليه وسلّم :
《عجبًا لأمر المؤمن ،إنّ أمره كلّه له خير.》
وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن،إن أصابته ضرّاء صبر، وكان خيرًا له،وإن أصابته سرّاء شكر،فكان خيرًا له.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله ربّ العالمين.

? أَسْمَاءْ اللَّهِ الْحُسْنَى ?
? الخمسون ?

اسم الله تعالى:

? الحَقُّ ?

قال تعالى:
*?{وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}*[سورة النور: الآية 25]

وقال:
? (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ}[سورة الأنعام: الآية 62]

وقال:
? {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}[سورة طه: الآية 114]

? {فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ}[سورة يونس: الآية 32]

? وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما:
《كان النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - إذا قام من الليل يتهجَّد، قال: اللهم لك الحمد،أنت قَيِّم السماوات والأرض ومَنْ فيهن، ولك الحمد،لك مُلْكُ السماوات والأرض ومن فيهن،ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت مَلِكُ السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت الحقُّ، ووعدك الحقُّ،ولقاؤك حقٌّ، وقولك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنار حقٌّ،والنبيون حقٌّ،ومحمّد -صلّى الله عليه وسلّم- حقٌّ، والساعة حقٌّ》
[ أخرجه البخاري و مسلم ]

? و الحَقُّ هو الثابت اليقين الذي لا مِرْيَة فيه، ولا شكّ، فهو حقّ بذاته، باقٍ لا يحول ولا يزول،وسنّته في عباده حق باقية بلا تبديل.

? {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[سورة فاطر: الآية 43]

? وشرائع الله حقّ،لا يأتيها الباطل، ووعده حقّ، لا ريب فيه، وخبره حقّ لا يتخلَّف.
فهو سبحانه يحبّ الحقّ وأهل الحقّ، ويأمر بالحقّ، ويوصي بالحقّ، ويقضي بالحقّ، ويقول الحقّ، ويهدي إلى الحقّ، وينصر أهل الحقّ، وهو الحقّ، لا إله إلا هو، ولا ربّ سواه، تبارك وتعالى.

? فالله هو الحقُّ،قوله و وعده ، وحُكْمُه، وجنّتة ، وناره ، والنبيون ، ومحمد -صلّى الله عليه وسلّم - حقٌّ.

? هذا الحقُّ هو الثابت المستقرُّ الذي تتغيّر الدنيا ولا يتغيَّر.

◇ والله تعالى يتحكّم في النوازل والمشكلات.

◇ والله هو المُعْتَصَم الذي يعتصم الخلائق إليه و به في المُلِمَّات و الخطوب.

◇ يتساءل كثيرون في عصر العولمة عن حدود الثابت والمتغير، لكنّ أنوار هذا الاسم العظيم ودلالاته تكشف ظلامة هذا الأمر.

? {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }
[سورة النور : الآية 40]

? من سار على شرع الله الواضح فهو على الحقّ، ومن زاغ عن طريق الله المستقيم فهو على الباطل والضلال.

? أَسْمَاءْ اللَّهِ الْحُسْنَى ?
? التاسع و الأربعون ?

? المُبِين ?

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين.
وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم
على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

? ونقف اليوم عند بعض اسماء الله الحسنى،الله تعالى :

? ( المُبِين) ?

? بيان الشيء: ظهوره ووضوحه.
وأبنت الأمر: أوضحته. والتبيين : هو الإيضاح. والبيان: هو الفصاحة واللَّسَن، هذا في المعنى اللغوي.

أمّا معنى اسم الله تعالى ( المُبِين): فهو اسم من أسماء الله تعالى الدالّة على ذات الله تبارك و تعالى.

◇ وعلى صفة البيان والإبانة المطلقة لكلّ معاني الحقّ.
فـالمُبِين اسم الفاعل من أبان، فهو مُبِين إذا أظهر، أو بيَّن قولًا أو فعلًا.

? ورد هذا الاسم ( المُبِين): في القرآن الكريم في قوله تعالى:

? {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [ سورة النور: الآية 25]

أي: يعلمون أنّ الله هو الحقّ الذي يبيّن لهم حقائق ما كان يَعِدُهم في الدنيا من العذاب، ويزول حينئذ الشكّ فيه عن أهل النفاق الذين كانوا يمترون فيما يعدهم به من الدنيا .

? و الْمُبِينُ: الذي بيّن لعباده سبيل الرشاد، ووضّح لهم الأعمال التي توجب عقابه، و بيِّن لهم ما يجب عليهم أن يأتوه و ما يجب عليهم أن يتركوه.

? وهو البيِّنُ أمره في الوحدانيّة، وأنّه لا شريك له، ليس بخافٍ ولا مُنْكَتمٍ؛ لأنّ له من الأفعال الدالّة عليه ما يستحيل معها أن يخفى.

وهو سبحانه بيِّن الربوبية والملكوت، أبان للخلق ما احتاجوا إليه.

? و الْمُبِينُ سبحانه لا يخفى على خلقه وعباده،بما نصب لهم من دلائل وجوده وبيّنات سلطانه.

فيا عجبا كيف يُعصى الإله !
أم كيف يجحده الجاحد !

ولله في كلّ تحريكة
وتسكينة في الورى شاهد

وفي كلّ شيء له آيةٌ
تدلّ على أنّه واحدُ

? لو تأمّل الإنسان في خلق السموات وفي خلق الشمس والقمر ،و في خلق الورود والأزهار والأشجار والأنهار، لعلم أنّ ذلك كلّه دلائل بيّنة واضحة على وجود الخالق سبحانه و تعالى.

? و الْمُبِينُ سبحانه هو الذي أبان لخلقه سُبل النجاة من عذابه، والفوز بجنّته ومرضاته؛ بما فطرهم عليه من التوحيد، وبما أرسل لهم من الرسل:

? { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ }
[ سورة الحديد: الآية 25].

? و هو الْمُبِينُ الذي سمَّى نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم - بـ(الْمُبِينُ) ، كما في قوله تعالى :
? { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }
[ سورة الأعراف: الآية 184]
وقوله:
? { وَقُلْ إِنّيَ أَنَا النّذِيرُ الْمُبِينُ } [سورة الحجر: الآية 89]

? وسمَّى الله كتابه بـ(الْمُبِينُ) في أكثر من آية.

قال تعالى:
?{ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }[سورة المائدة:الآية 15]

? فالْمُبِينُ سبحانه هو الذي أبان لعباده ما يصلُح لمعاشهم ومعادهم.

#الدرس: الحادي والخمسون

٥٠- الحميد البر الرب الرؤوف