تم منتجة ورفع لقاء ورشة «المنهج النبوي في صناعة الرجال» مع الأستاذ «رضا الحديثي» المدرب والباحث، ومؤسس أكاديمية 4Talents.

يمكنكم الآن مشاهدتها..

في وقتٍ تشتد فيه المحنة على أهلنا في غزة، وفي مرحلة حرجة لمسار معركة الطوفان، نختلف نحن القاعدون فيما بيننا، ونطلق ألسنتنا في إخوتنا الذين حملوا أرواحهم تضحية من أجل قضيتنا، لاستقبالهم يد العون من الذين مدوا لهم أيديهم دون غيرهم، بعدما تخلى الجميع عنهم.

تعالوا لنرى موقف الشرع من حزب الله وإيران في نصرتهم لأهل غزة.

الموقف من حزب الله وإيران، بين قتالهم في سوريا ومعاداتهم للصهاينة.
إجابة تأصيلية لفضيلة الشيخ أحمد الجوهري.

من محاضرة «أمة واحدة: تأثير الفرقة على القضايا الإسلامية وأثر الإيمان في توحيد الصفوف».

نستحضر اليوم معًا ذكرى لحظة فارقة في نفس كل أَبِيٍّ رافضٍ للمهانة، لم يكن الطوفان نزوةً عابرة، ولا نشوةً سائرة، إنما هو سيلٌ عارمٌ أزاح كل زَبَدٍ واستكانة، وأيقظ في الأمة روح العزة وشرف استعادة المكانة.
أعادت معركة الطوفان صياغة معاني البطولة والفداء، وأخرجت من تلك النفوس الحائرة نَفَسًا حارًّا وتنهيدةً حارقة، حتى لكأنَّ الجحيم جاثٍ فوق صدور هؤلاء، ما أخرجه إلا ضربة ساحقة أعادت إخماد نار الألم برهةً من الزمان، إنها ليست معركة عابرة في صفحات التاريخ، بل هي نبض حيٌّ في صدر كل مسلم، تخلِّد ذكرى مجدهم وتكتب بأحرفٍ من نورٍ قصة نصرٍ وعزيمة.

لقد كان الطوفان أكثر من مجرد مواجهة بين عدو وصاحب حق؛ كانت معركة بين الظلام والنور، بين الاستبداد والأمل، يومها وقفنا نتابع جميعًا كيف انتفض الأبطال مدافعين عن أقدس مقدساتهم، وكيف أصرُّوا على رفع راية الحق في وجه العواصف العاتية، متشبثين بالإيمان وبأمل النصر الذي لا ينطفئ.

لقد أعادت تلك المعركة للأمة شعورها بقدرتها على إحداث التغيير، وعلى استرجاع ما سُلب منها، لتتعالى الأصوات التي تؤكد ما جرفه الزمن، متذكرين جميعًا أن ما أُخِذَ بالقوة لا يُستَرَدُّ إلا بالقوة، في طوفان الأقصى انتصرت أرواح المقاومين قبل أن تنتصر أسلحتهم، وعلا صوت الإرادة قبل أن تدوِّي أصوات الصواريخ والرشاشات، ونحن إذ نطالع ذلك نصرخ مع كل صرخة، وننبض مع كل ضربة، ونحيا مع كل استشهاد.

تمرُّ علينا هذه الذكرى فنتذكر أن النضال ليس معركةً بالسلاح فقط، بل هو معركة قلوب وعقول، لقد غَيَّر الطوفان الحياة بمجرياتها، حتى كأنَّ الواحد منَّا قد اكتشف (المعنى) وهو الذي كان يسير في هذه الأرض هائمًا على وجهه لا يبغي إلا ما يسدُّ جوعه، أما اليوم فقد عرف معنىً جديدًا لحياته وألبسها رداءً تفوح منه رائحة الصمود والثأر، لقد أعادت لنا معركة الطوفان معنى الأمة، وأنَّ الصمود أمام التحديات هو عنواننا الذي به بوَّأنا الله أرضه، طوفان الأقصى ليست مجرد ذكرى، بل هي درسٌ خالدٌ يُعلمنا أن الحق لا يضيع ما دام وراءه مُطَالب، وأن الأمل لا يموت ما دامت الأيدي مرفوعة بالدعاء، وأن مَعين العقل لا ينضب ما دامت معركة الوعي قائمة في هذه الأمة.

جاءت هذه الحرب لتطهِّرنا، لتُشكِّل وعينا، تغربل أفكارنا، تحدد أولوياتنا، وتعيد تعريف معنى الهدف، كأنهم يحاربون من أجلنا، من أجل تحريرنا من أنفسنا ومن الدنيا!

وأشرفُ وأجَلُّ ما غرسته الأحداث هو أن نكون رجالًا أحرارًا، وحرِّيتنا في أن نكون عبادًا لله وحده، وكل شيءٍ يهون من أجل الله، أنفسنا ومشاعرنا وكل ما يستهوينا وكُل كلِّنا.

في هذه الذكرى، نجدد العهد مع الأقصى ومع كل أرضٍ تشهد على ظلمٍ وقع يومًا، ونرفع رؤوسنا عاليًا مؤمنين أن هذه المعركة كانت وستظل شعلةً تنير درب الكفاح وتجدد فينا روح النضال حتى يتحقق النصر ويعود الحق إلى أصحابه.

يا قدسُ لنْ نبكِي ... يا قدسُ لنْ نبكِي
إنْ لم يجئْ حقُّنا ... طوْعًا، فبالسَّفكِ
••
والنَّجْمِ إذْ ينحَلّْ ... محمدٌ ما ضَلّْ
همُ العدوُّ، غلا … عداؤُهمْ أوْ قَلّْ
••
ووالذي أَسْرَى … بعَبْدِه في اللَّيْلْ
لَنَرجِعَنْ قَسْـرَا … بِرَغْمِ أنفِ الويلْ
••
والتينِ والزيتونْ … وطورِ سِينينا
والبلدِ  الـمَأْمونْ … إنَّـا لَمُوفونــا

ليس أنسب عند حديثنا عن المقاومة أن يتقدم أحدٌ غسان كنفاني!

المجموعة القصصية عن الرجال والبنادق لـ غسان كنفاني.

إعداد: مريم عبد الرحيم عضو فريق جناح.

#مراجعات_جناح