-
أحبّ تِلك الأريحية الَّتي نستشعرها و تُصيبنا وتعترينا مع قُرب شهرِ رمضَان، فلا شَيء يُزيل عنّا الندوب النفسية الّتي نلقَاها مِن أثرِ الحياة والزمَن وأفعال النَّاس ومُخالطة الدنيا بكل ما فيها مِن تعقيدات..مِثل ما تفعَل ليَالي رمضَان وأيَّامِه. ينزع منّي غضب أيَّامي الحزينة، و كِتماني الطويل،و يَمنحني السلام الدَّائم مع نفسِي.
حينمَا تُجهّز رُكنك الخَاص لتنزوِي إليه في ليَالي رمضان، حينمَا تتفرّغ لبرنامج شرعي تعكف عليه وتتدَارس مُقرراته، ثُم حلقات التحفِيظ في المدرسة القُرءانية، ثُم قليلاً من الطَبخ مع الأهل، ثُم تشترِك في البرنامج التَّزكوي الرَّمضاني [سُقيا العام] الذي تُشرف عليه أكاديمية الجِيل الصاعد، ثُم رياضة بشكلٍ مدرُوس مُتوافق مع النمط الغِذائي.

صدقاً، تفاصِيل رمضان وطَريقة استقبَال النَّاس له وفرحتهم فيه، و الرُوحانية تلك الّتي نجِدها والراحة النفسية التي نَعيشها في أيامه، كل ذلك لا يُقدّر بثمن. ذُنوبك تُغفر، وأثقالك تُخفّف، وعثراتك تُمحىٰ، والأجواء تلك الفريدة تدفعك نحوَ الطاعة دفعًا من دُون أن تشعُر.
دائمًا أفكّر لو شهر رمضَان مثلاً لو يتجسّد على هيئة بشَرية؟
مُتأكد، يكُون كلّه حنيّة على القلوب ورحمة، وتَهذيب، وهمَّة، والجَلسة معه لا يُمكن أن نَملّ منها أبدًا.
اللهمّ بلّغنا الشهرَ الفضيل حسنَ البلاغ..

-
‏لا يُرهق النفس ويُصيبها بالكآبة الدائمة مثل أن تكون فارغة من أي معنى كبير تسعى له، والمسلم بفطرته وعقيدته القرآنية يسعى لمعنى عظيم لا ينفك عنه وهو العمل لهذا الدين وإعلاء كلمة الله في الأرض، ولا يجِب أن يكون عالماً أو مشهوراً أو ذا ثغر عظيم، إنما يكفيه أن يبلغ آية أو ما يقابلها من معاني الدين، أو إصلاح إيمانه ونفسه.

- يقول ‏ابن حزم: 《وإنَّما يُستحسنُ -العتاب- إذا لَطُفَ، وكان أصله الإشفاق》 وأقولُ أنا: لولا العتاب مادام الأحباب.

-
صباحكم جنّة وعناية الإله!

ليس من عادتي أن أبوح بأمر خاصٍ أو أطلب شيئاً إلا لضرورة مُلحة..
يا رفاق، دَعواتُكم لِي بالتّسهيلِ و بلُوغ مرادي،
هناك أمر يؤرّق مضجعي كثيرًا )"

وهذا الصباح بحاجة لهذا الأمر أن يُطوى وينتهي على خير!
فكثّفوا لي الدعاء أن يُيسّره الله لي اليوم، وأنتهي من مُعاناتي..

أكرمُكم اللّٰه وبارك فيكُم وبلّغكم ما رامت إليه نفوسكم.

-
‏في هذا الوقت العصيب ومع تلك الزلازل والابتلاءات الشديدة، الأمة في احتياج إلى تنشئة جيل يعرف قيمة قضيته وإلى أي دين ينتمي ولأي غاية يعمل.
تبرز قيمة الأسرة المسلمة كونها حاضنة أولئك النشء ومنبت هذا الغرس، ربوا أنفسكم وعيالكم على هذه المعاني العظيمة، معاني العزة والرفعة والجهاد..
‏ربوهم على قيم التضحية للدين ورفعته، اغرسوا فيهم ثوابت الدين وأصوله أن الدين والأرض لله والحكم له أولًا وآخرًا، علموهم أن الحدود تراب وأن المستفيدين منها أعداء الله وأراذل الخلق، ربّوهم على سِيَر أولئك الأشاوس المجاهدين من الصحابة والتابعين والجيل الحالي كياسين وعياش والسنوار..
‏أشعلوا في قلوبهم نار الانتقام لدين الله وللمستضعفين من الرجال والنساء والولدان من عُذّبوا وأوذوا وأُخرجوا من ديارهم وأبنائهم وأموالهم إلا لأنهم قالوا ربنا الله.

-
‏إسرائيل التي لا تُقهر؟ يدها التي طالت كل مكان حتى شواهق الرؤوس؟ أُذنها السميعة التي سمعت حتى صوت الأرض؟! جبروتها الذي شمل البلاد قتلًا وتدميرًا؟!
"ألم ترَ كيف فعل ربّك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يُخلق مثلها في البلاد" .. لم يُخلق.. لم يُخلق! ثم ماذا؟!‏"فصبّ عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد"
يكفيك استشعار العذاب الماحق المُذيب من لفظة "صبّ"، ومن الذي صبّ ؟ ربّك ! الجبار المنتقم.. وهو لبني صهيون لبالمرصاد طال الزمان أم قصُر!

-
في أصقاع الأمَّة الأسيفة جِراحٌ تعانق بعضها البعض، وتزيد ألمًا، وأنت و أسرتك قيود النعيم والغفلة! فهنا جرح غرْة وهنا جرح السودان وهنا جرح لبنان فعلى أي جانبينا نميل؟ أم على أي صدرٍ أو ظهرٍ ننوء بأضلاعنا المتعبة؟ اللهم إن الأرض ملئت ظلمًا وجورًا فاملأها عدلًا وأمنًا وارحمنا واغفر لنا يا أرحم الراحمين

-
«جبهة جراح جديدة تفتح بشكل واسع على التوازي مع غزة والسودان.
المزيد من (روح الروح) و(يوسف الأبيض الحلو) وما لا يحصى من القصص.
اللهم كن للمستضعفين في لبنان وغزة والسودان وكل مكان
وأذن بصلاح الحال»

-
شيء جمِيل والله أن تقرَأ أن بعض الأساتذة خصوصًا الأساتذة الجُدد في أول يوم دراسي استقبلوا تلامذتهم وعينهم على إخوانهم والأحداث الحالية، فرسّخوا في تلامذتهم روح القضية، وأن قضايا الأمة هي من أسمى ما يُمكن حمل همه، وليس لاعبوا الكُورة، أو المغنيين أو مشاهر السوشل ميديا.
شيء جمِيل أن تقرَأ أن من الأساتذة من تحدّث لتلامذته عن الأحداث الحالية، ورسّخ فيهم معاني البَذل للأمة والدّين بطريقة تُناسب استعابهم.
شيء جميل والله أن تقرأ أن بعض الأساتذة سيعمَلون على ترسيخ الكثير من المفاهيم العظِيمة التي تحتاجها الأمة ليقظتها واستعادة مكانتها، والتي لا تزال تترسَخ عبر هذه الأحداث بصُورةٍ غير مسبوقة.
شيء جميل والله أن تقرَأ أن بعض الأساتذة حثّوا تلامذتهم على قراءة السِيرة النّبوية، وقصص الصحابة، وبعضهم تحدّث عن ما يصنع إخواننا من معاني تُدرّس ويحقّ لها أن تُرسّخ إلى غير ذلك من المعاني الحميدة المفرحة.
شيء جمِيل والله أن تسمع أن بعض الأساتذة من استغل أوّل لقاء له مع تلامذته فرتب أولوياتهم، وحثّهم على إعادة تعريف الأبطال الحقيقيون من جديد.

-
‏أرقى مقامات التفهم عندما تتفهم حالة ضيق أو كآبة عابرة يمر بها من تحب، وتكون على يقين أنها ليست طبيعته وأن الحياة بما فيها تجعلنا جميعا نمر بفترات من الضيق والأسى أحيانا، ولا تسأم منه سريعا طالما هي عابرة وهو ممن يقاوم تلك الأفكار، والأجمل أن تتذكره دوما في حالته قبل ضيقه العابر.