العاذرية : والأصح أن نقول الجهمية يُريدون أن يُفرقون بين الطاغوت وجنوده فهم لكل كفر عندهم عذر لذلك نجد فصائل الكفر وعلماء الجهل يُفرقون بين الجندي وحاكمه الطاغي وهل طغى الحاكم الكافر وظلم وفسق لولا ذلك الجُندي الذي يُطلقون عليه الجندي المغلوب المجبور !؟

قال تعالىٰ [ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ]

فاللّٰه سبحانه وتعالىٰ لم يُفرق بين فرعون وجنوده لذلك جندي الطاغوت حُكمه حكم حَاكمه الكافـ ـر : الكفر والخروج عن الإسلام فنحنُ لنا ظاهره وسريرته عند اللّٰه

وقال أبو بكر المروزي لما سجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له : يا أبا عبد اللّٰه الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم صحيح قال الإمام أحمد نعم قال السجان : فأنا من أعوان الظلمة قال الإمام أحمد فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك ويغسل ثوبك ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن الظلمة أنفسهم

فأنظر كيف أحمد رحمه اللّٰه جعل خياطة الثوب وإصلاح الطعام من أعوان الظلمة وقال عن الجندي أنه من الظلمة أنفسهم

نعوذ باللّٰه أن نكون من أعوانهم وأنصارهم ..

إنهُ زماننا إنهُ زماننا وإنا للّٰه وإنا إليه راجعون

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ :
ﻛﻴﻒ ﺑﻚ ﺇﺫﺍ ﺑﻘﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺎﻥ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺳﺎ :

« ﻻ ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
ﻭﻻ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ والكافر
ﻭﻻ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﺎﺋﻦ
ﻭﻻ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،
ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ
ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ منكرا ‏» .

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :

« ﻓﺈﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ، ﻓﺈﻧﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺳﻤﻌﻨﺎﻩ ، ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮﻩ ، ﻭﺷﺎﻫﺪﻧﺎﻩ ، ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻤﻦ ﻭﻫﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻋﻘﻼ ﺻﺤﻴﺤﺎ ، ﻭﺑﺼﺮﺍ ﻧﺎﻓﺬﺍ ، ﻓﺄﻣﻌﻦ ﻧﻈﺮﻩ ﻭﺭﺩﺩ ﻓﻜﺮﻩ ، ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﺳﻠﻚ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﻗﺼﺪ ، ﻭﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻷﺭﺷﺪ ﻟﺘﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻭﺍﻷﻋﻢ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻧﻜﺼﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ، ﻭﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺑﺎﺭﻫﻢ ، ﻓﺤﺎﺩﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺠﺔ ، ﻭﺍﻧﻘﻠﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺤﺠﺔ ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺿﺤﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻮﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﺤﻮﻥ ، ﻭﻳﺴﺘﺤﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ، ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﻻ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ » .

- الإبانة الكبرى.

قال ابن عقيل الحنبلي: « لم يكن [ النبي صلى الله عليه وسلم ] قبل البعثة على دين سوى الإسلام ، ولا كان على دين قومه قط. بل وُلد مؤمنا نبيا صالحا على ما كتبه الله تعالى وعَلِمَه من حاله وخاتمته لا بدايته

شرح الكوكب المنير ٤ /٤٠٩ ..

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

« كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يَهرم فيها الكبير ، ويربو فيها الصغير ، ويَتَّخذها الناس سنةً فإذا غُيِّرت قالوا: غُيِّرت السُّنَّة ؟ قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: إذا كثُرت قراؤكم ، وقلَّت فقهاؤكم وكثرت أموالكم ، وقلَّت أمناؤكم والتُمست الدنيا بعمل الآخرة »

رواه ابن أبي شيبة في المصنف

قال أبو زرعة الرازي -رحمه الله-

إذا رأيت الرجل ينتقص احدًا من اصحاب رسول الله ﷺ فاعلم أنهُ زنديق

{الكفاية} للخطيب البغدادي {ص:97}

- أرىٰ أن كل شيء يناله الإنسان يملّ منه سريعاً ، إلَّا صِدق المشاعر وامتزاج الأروَاح ..

عن وحشي بن حرب "رضيَ اللَّه عنه" أنَّهُ قال :

أنَّ أصحاب النَّبيِّ ﷺ قالوا : يَا رسولَ اللّٰه ؛ إنَّـا نَأكـلُ و لا نَشـبَعُ ، قال : { فَلعلَّكم تَفترِقون ؟ } قالو : نعم ، قَال : { فٱجتمِعوا على طعامِكُم و ٱذكروا إسم اللّٰهِ عليه يُبارِك لكُم فِيهِ }

? _ رواه أبو داوود و إبن ماجه

معايشة هموم المسلمين في كل مكان، والنظر في أحوالهم، وتصحيح مسارهم، ومساعدة محتاجهم، ونصرة مظلومهم، هو هدي النبيين والمُصلحين في كل زمان؛ فلا تتخلف عنه، ولا يشغلك عنه شيء، فهذا هو الطريق، وهذا واجب المسلم تجاه إخوانه المسلمين.

- المسلم أخو المسلم.

-

يا ضَيعةَ الأعمَارِ إنّ مرَّت سُدىً
في غَفلةٍ ، وملذّةٍ ، وَملاهِي ..

إنَّ الحَياةَ تَفنىٰ ويَفنىٰ سَعدُها
ويظلُّ مِنها ما لِوجهِ اللّٰـه…!

عن سعيد بن جبير - رحمه الله تعالى

قال: قال لي راهب: يا سعيد في الفتنة يتبين لك من يعبد الله تعالى، ومن يعبد الطاغوت

الشريعة للآجري ١/٣٩٥