صحبة الكـرام ترفـع المقــام.لستَ بحاجة في سيرك إلى الله أن تحمل مع عظيم همّ الدعوة المحمود، كدر أوساخ اللئام، ممن لا همّ له إلا التشغيب والمبالغة في صرفك عن عظيم الرسالة التي تحمل.
إنّ من الناس ناساً بلغوا من السفاهة مبلغاً لا يحتمله حُرٌّ كريم صاحب دعوة؛ وأسلم ما يمكن أن تصنعه معهم ليسلم لك قلبٌ نقيٌّ على فطرة الدعوة التي تربيت عليها، أن تمضي دون صحبتهم الآثمة، وأن تخلع كل ذكرى سيئة تذكرك بهم، وأن تحظر وجود طيفهم في حياتك، فأنت عن هذه النفوس الأرضية في: شغل أكبر، وهمٍّ أعظم، وقصدٍ أشرف.
لا تحزن على فتراتِ صحبةِ من ظننت بهم خيراً ولو كانوا رموزاً؛ فأنت لم تخطيء حين تعاملت بمقتضى طبعك الطيب، وخلقك الرسالي.
ولا تتفاجأ أن ترى من رأيتَه جبلاً يوماً منه الغمام يتفجّر، وقد انكشف عن ترابٍ يقبل كل ماءٍ ولو بولاً يتحدّر!!
فلازالت حوادث الدنيا تربيك؛ ولازالت مفاجآتها تداويك.
امضِ واقطع كلّ ما يشغلك عن عظيم ما أنت فيه، وشريف المقام الذي أُقمتَ -تفضلاً- فيه.
وردد في نفسك ما يواسي مرارة الكشف ﴿سَلامٌ عَلَيكُم لا نَبتَغِي الجاهِلينَ﴾ [القصص: 55]
**واختر لك في سيرك صحبةً تعينك وتحمل معك وتواسيك، صحبةً حقيقةً لا ضرباً من سراب.

قال الشافعي الإمام: "فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ"
🔴*🔴* إدارة القناة

قال ابن قيـّم الجوزية -رحمه الله-: "ولا تَستصعِب مُخالفَةَ النّاسِ والتّحيّزَ إلى اللهِ ورَسُولِه ولَو كنتَ وحدَك فَإنّ الله مَعَك وأنتَ بِعَيْنِه وكلاءتِه وحفظِه لَك، وإنَّما امتحنَ يقينَك وصبرَك".

🔴🔴 إدارة القناة

محاضرة مسرّبة للجنرال الإيراني بهروز إثباتي، أحد قيادات الحرس الثوري وآخر جنرال إيراني غادر سوريا أثناء هروب بشار الأسد إلى موسكو. هذه المحاضرة المسربة مدتها قرابة الساعة!!، تحدث فيها إثباتي عن مشاهداته وتحليله لسقوط نظام الأسد، وكشف عن تفاصيل هامة حول اللحظات الأخيرة لإنهيار النظام.
ننقل هنا أهم ما يسلط الضوء على الدور الروسي الخدمي لإسرائيل في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الشام، وكيف تُدار المصالح السياسية وتتقاطع أولوياتها، وقبلتها دوماً "إسرائيل"
النقل ليس تبرئةً لساحة إيران والحزب اللبناني أو تلميعاً لمواقفهم!! فإننا براء منهم إلى يوم الدين عقدياً، وبراء من كل سياسة ليست قبلتها فلسطين والمسجد الأقصى؛ ومشروعهم الطائفي لايزال ملطخاً بالدم السوري البريء، ولن يغسله مواقف دعمهم للمقاومة في غزة.
الجنرال إثباتي: روسيا لعبت دورًا رئيسيًا في تهميش دور إيران في سوريا، خاصة بعد 7 أكتوبر. جميع تحركاتها وتفاعلاتها في المنطقة كانت تصب في مصلحة إسرائيل.الجنرال إثباتي: إسرائيل استهدفت قاعدة الاستخبارات الإيرانية في دمشق، المعروفة باسم "قاعدة صادق"، بعد أن عطلت روسيا جميع راداراتها.الجنرال إثباتي: روسيا لعبت دورًا محورياً في اغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وخاصة في مقتل الجنرال سيد رضي بمنطقة المزة في دمشق.الجنرال إثباتي: قبل بدء عمليات ردع الأعداء، قدمنا خطة استراتيجية لبشار الأسد، لكن روسيا طرحت خطة مختلفة تبناها بشار. كانت استراتيجيتنا تعتمد على التحرك العسكري الميداني البري، بينما كانت خطة روسيا تستهدف المعارضة في إدلب من خلال غارات جوية.الجنرال إثباتي: بعد 7 أكتوبر، طلبنا من بشار الأسد عبر سفيرنا في دمشق وقيادة الحرس الثوري في سوريا فتح جبهة الجولان مع إسرائيل. عرضت قيادتنا العسكرية دعم إيران وحزب الله بقوة في حال فتح جبهة الجولان، لكن بشار الأسد رفض مطلب إيران بشكل قاطع، حيث كان لديه توجه بعدم الدخول في أي مواجهة مع إسرائيل.الجنرال إثباتي: روسيا خدعت بشار الأسد، حيث كانت تدعم إسرائيل في قصف مواقع وقواعد الحرس الثوري الإيراني في سوريا. كان دور روسيا واضحًا في خدمة مصالح إسرائيل، مما ساهم في تهميش الدور الإيراني في سورياالجنرال إثباتي: محور السعودية ومصر والإمارات ضغطوا على بشار الأسد لتهميش دور إيران في سوريا. خلال زيارة الرئيس الإيراني الأسبق إبراهيم رئيسي إلى سوريا، لم يُستقبل بالشكل المطلوب من قِبل النظام السوري، بينما كان استقبال دمشق لوزير خارجية الإمارات أكبر بكثير من استقبال رئيسي. أعربنا عن اعتراضنا للنظام السوري على هذا التمييز.

الجنرال إثباتي: كان لدى جنرالاتنا اجتماع حاسم مع بشار الأسد في اللحظات الأخيرة من نظام عمر نظام الأسد. قمنا بتحضير الحشد الشعبي العراقي لدخول سوريا، وطلبنا من بشار التواصل مع روسيا لمنع الضربات الإسرائيلية الحشد الشعبي. كان رد بشار: "أنتم تواصلوا مع روسيا." بعد الاجتماع، وصف جنرالات الحرس بشار الأسد بأنه "شخص مسخ."
…هكذا باختصار تُدار السياسة، فلا تصالح دائم، ولا عداوة دائمة، ولكنْ في المقابل الثابت الوحيد هو أنّ إسرائيل هي قبلة كل سياسة في منطقتنا للأسف!!
واليوم وليس غداً سيدرك كل متخاذل ومتردد في نصرة "طوفان الأقصى" وجنده، أنهم قد أضاعوا أعظم فرصة تاريخية للخلاص من هذا السرطان الصهيوني المنتشر في جسد الأمة المريض؛ بل حتى عقلها الجمعي !!
وأنّ سادة الدنيا من المجاهدين الأبطال قد أخذوا بحُجز الأمة إلى حيث مرافيء السلامة في الدين والدنيا فأبت إلا الولوج في نار التبعية المقيتة للأسف.
فاللهم احفظ الشام وأهلها، واحفظ غزة وجندها، واجعل للمؤمنين فرجاً قريباً

🔴🔴 إدارة القناة

أن تتعب بعد كل هذا الطريق الطويل في المعركة الضرورية فهذا شيء طبيعي لا يجادل فيه عاقل؛ وكلنا في ذات التعب والهمّ سواء، وليست المحنة في فئة دون فئة !!
وأن تتمنى زوال هذا الابتلاء الكبير فهذا نداء الفطرة فيك.
وأن تطالب بضرورة توقف شلال الدم فهذا كذلك مطلب مشروع، ولا خلاف فيه.

لكنّ الذي لن يكون مُتفهّماً أو مقبولاً أو صحيحاً: أن ترمي باللوم في استمرار هذا الابتلاء على إخوانك المجاهدين الذي قدموا في معركة "الكرامة" خيرة قادتهم وأبنائهم وعائلاتهم، ونالهم الجوع والعطش والخوف أضعاف أضعاف أضعاف ما أصابك.

فأنت لست محروماً من التسجيل في كلّ قافلة إغاثة؛ وهم في المقابل ممنوع عليهم ذلك.
أنت تعيش نوعاً من الأمان في أهلك وعيالك، وهم لـ17 شهراً لم يحظوا ببعض بعض ما أنت فيه، وكثيرهم يتمنى ألو لمح طيف أبنائه، وكثيرهم يمضي لله ولم يعانق أبناءه أو يقبلهم.
أنت تفكر في أمنك الشخصي؛ وهم يفكرون في أمنك قبل أمنهم الشخصي.
أنت تعيش ضغط الواقع المعيشي مع قسوته؛ وهم يعيشون وأهليهم ذات الضغط مع زيادة الضغط الأمني والعسكري.

انهاء الحرب مطلبٌ يماطل فيها الاحتلال وليست المقاومة، والضغط الذي يجب أن يمارس لا على إخوانك، وإنما على العدو المتسبب في هذه المعاناة من قبل الطوفان وأثنائه. وأبرز الضغوط: هو إظهار الصبر والتجلّد والالتفاف حول أبنائكم، وصدّ مكرهم الخطير الرامي لزعزعة الجبهة الداخلية، وتعزيز شروخ الشقاق التي يحاول تعميقها ذوو الأجندات المشبوهة.

المفاوض في معركته العنيدة لا يفاوض على ترف المطالب؛ ولا عن حظّ من حظوظ الدنيا التي لم يلتفتوا لها؛ ولو التفتوا لدنياهم لكانوا في أوسع حال لا أضيقه وهم يربطون على بطونهم حجارة من الجوع مع أهليهم !!

نحن مأمورون بالصبر واليقين بحتمية الغلبة في هذه المعركة وإنْ اشتدت علينا الظروف، وخنقنا خذلان أمتنا وأبناء جلدتنا، ونحن للفرج أقرب، ولن يُخلف الله وعده، ولكنَّ الفرج مقرون بالصبر الجميل.
قال -صلى الله عليه وسلم- "ما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسَعُ مِنَ الصَّبرِ".
وإننا لن نبلغَ درجةَ الإمامةِ في الدين إلا على جناحيْ: الصبـر واليقيـن.
قال الله ﴿وَجَعَلنا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَروا وَكانوا بِآياتِنا يوقِنونَ﴾ [السجدة: 24]

🔴🔴 إدارة القناة

‏لا تنتظر من جيل يتردد في أذنه صدى صوت رسول الله ﷺ " إنْ قُتل زيدٌ فجعفر بن أبي طالب، وإنْ قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة" لا تنتظر منه أن يرفع الراية البيضاء؛ أو يعلن انكساراً أو انهزاماً أمام العالم وإنْ بكُفره قد اجتمع.

‏سيستلم الراية بعد كل شهيد، شهيدٌ آخر مع وقف التنفيذ يمشي على الأرض، وسيرقب نصر الفئة المؤمنة فئةٌ مرابطة على ذات الطريق تنتظر لم تبدل تبديلاً.
‏هي سنة الله في دعوة الحق ألا يُسقط لها لواء، وأن تنتصر على كل لأواء، وألا تنتهي راياتها إلا منصورةً حيثُ أشرعت لها أشرعة الفداء.

‏ولكنّها ساعة العسرة الواجبة التي يقوّي الله بها قلوب أوليائه صبراً على مرّ الابتلاء، ويصرف بها عنهم صوارف الدعة والراحة، ويميزهم بها عن كلّ قاعد محروم، ومتآمرٍ مخذول.

‏ستنتهي المحنة عمّا قريب، وستصدح حناجرنا بالتكبير فرحاً بتمام نعمة الله على أوليائه ومَنْ عاش معنا كل دقيقة وإن تباعدت بنا وبهم الديار، وقرّبنا بهم دينٌ أقمناه فينا مقام الوالِد.

‏🔴🔴 إدارة القناة