صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى
‏حادٍ وَحَنَّت في الفلا وَجناءُ

بك بشَّرَ الله السماءَ فزُيِّنَتْ
وتضوَّعَتْ مِسكاً بكَ الغبْراءُ

بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ
‏بِالحَقِّ مِن مِلَلِ الهُدى غَرّاءُ

‏مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاهتَدى
‏في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ

المُصلحون أصابعٌ جُمعَتْ يداً
هي أنتَ.. بل أنتَ اليدُ البيضاءُ

أحمد شوقي رحمه الله

طَرِبتُ وما شَوقاً إلى البِيضِ أَطرَبُ
ولاَ لَعِبًا مِنّي.. أذُو الشَّيبِ يَلعَبُ؟!

ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ
ولم يَتَطَرَّبنِي بَنانٌ مُخَضَّبُ

وَلكِن إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَى
وَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُ

الكميت بن زيد

«السيف مرة لنا، ومرة علينا، وليس كذلك البرهان؛ بل هو لنا أبدا ودامغ لقول مخالفينا ومزهق له أبدا». ابن حزم، رحمه الله.

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }

تأمل تكريم ربِّنا جل وعلا لنبينا الكريم
-صلوات ربي وسلامه عليه- بذكره في هذا السياق الشريف باسمه.

مُلحةُ الوداع من أحسن ما رأيت من طرائق المؤلفين ما كان في كتاب (الإمتاع والمؤانسة) لأبي حيان التوحيدي-رحمه الله-، وهو اختتامه مجالس المُسامرة -التي بُني عليها الكتاب- ب(مُلحَة الوداع).. فقد كان الوزيرُ يسأله بعض الأسئلة فتكون أجوبته مادةَ ذلك المجلس، وفي…

مُلحةُ الوداع

من أحسن ما رأيت من طرائق المؤلفين ما كان في كتاب (الإمتاع والمؤانسة) لأبي حيان التوحيدي-رحمه الله-، وهو اختتامه مجالس المُسامرة -التي بُني عليها الكتاب- ب(مُلحَة الوداع).. فقد كان الوزيرُ يسأله بعض الأسئلة فتكون أجوبته مادةَ ذلك المجلس، وفي بعض تلك الأجوبة كلامٌ قد يثقُل على بعض القراء، خاصةً ما كان منه في أبواب الفلسفة والجدل والمناظرات، وإن كان في صياغة التوحيدي له وفي روعةِ بيانِه ما يُطرّيها ويلطّفها، فإذا انتهى المجلس طلبَ الوزير من التوحيدي "ملحة الوداع" فيأتي بها وتكون مشتملةً على فائدة أو نُكتة أو أبيات مما يحسُن به الاختتام ومما يبعثُ في النفس النشاطَ والسرور..
فمثلاً في نهاية الليلة الأولى: «فقال (أي الوزير) أحسنتَ في هذه الروايات على هذه التوشيحات، وأعجبني ترحمك على شيخك أبي سعيد، فما كل أحد يسمح بهذا في مثل هذا المقام، وما كل أحد يأبه لهذا الفعل؛ هاتِ (ملحة الوداع) حتى نفترق عنها، ثم نأخذ ليلة أخرى في شجون الحديث
قلت: حدّثنا ابن سيف الكاتب الراوية، قال: رأيت جحظة قد دعا بنّاء ليبني له حائطا، فحضر، فلمّا أمسى اقتضى البنّاء الأجرة، فتماكسا، وذلك أنّ الرجل طلب عشرين درهما، فقال جحظة: إنّما عملت يا هذا نصف يوم وتطلب عشرين درهما؟
قال: أنت لا تدري، إنّي قد بنيت لك حائطا يبقى مائة سنة، فبينما هما كذلك وجب الحائط وسقط، فقال جحظة: هذا عملك الحسن؟ قال: فأردت أن يبقى ألف سنة؟
قال: لا، ولكن كان يبقى إلى أن تستوفي أجرتك.
فضحك- أضحك الله سنّه-.».

من جميل الأبيات ما استشهد به د. محمد العمْري في حلقته هذه..

ازرَعْ جميلاً ولو في غير موضعِهِ
فلن يضيعَ جميلٌ أينما زُرِعا

ويوصينا د. محمد بأن يكون هذا البيت بدلاً من قول زهير بن أبي سلمى:

ومن يجعل المعروف في غير أهلهِ
يكن حمده ذمّاً عليه ويندمِ

.

وإن حلَفَتْ لا ينقض النأيُ عهدَها
‏ فليس لمَخضُوبِ البَنانِ يَمينُ".

تأملت راحة البال فإذا هي مجموعة في قوله (ولا تمدنّ عينيك)، وتأملت راحة الحال فإذا هي مجموعة في قوله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ولا يشقي المرء أكثر من من إرخاء عينيه في الفضول، وإيقاف لسانه عن الفاضل.

د. عاصم الخضيري

يقول الطنطاوي رحمه الله:

‏    فإن من دأبي كلَّما ازدحمت عليَّ المتاعب، وركبتني الهموم، وضاق صدري وانقبض قلبي؛ أن أمشي حتى أجد مسجدًا خاليًا، فأدخله فأصلّي ركعتين، وأقعد، وأشعر بسكون المسجدِ من حولي، وبجلالِ الحقِّ من فوقي، حتى أجد الطمأنينة والرضا، كأني نجوتُ من البحرِ الهائج إلى الجزيرة الآمنة....

‏من كتابه: (الجامع الأموي في دمشق).