‏علّمنا يا الله، كيف أحبوك
‏كلّ الذين وصلوا..

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها  ..

أزورُ جدّتي بعدَ غيابي عن بعلبك لخمسةِ أشهرٍ جديدةٍ أخرى،
إنّها دورةُ الرّحيلِ المعتادةِ، الدورةُ الّتي لن تنتهي في القريبِ العاجلِ.
أزورُ بعلبكَ مرّتينِ في السّنة
مرةً ورائحةُ الصّقيعِ البعلبكيّ تستقبلني على عتبَةِ المدينَةِ من سفري الطّويلِ عبرَ القارات،
ومرةً أنا أستقبلُ أشعةَ شمسِ تموزَ تحتَ عواميدها السّتَةِ
أجلسُ أستمِعُ إلى ما فاتني من أحداثِ الخمسةِ أشهُرِ الخوالي
الّتي عشتُها عن بعد، كمن يقرأ رواية ويغرق في أحداثها دون إدراك.
بعد مغادرتي مطار بيروت بأيّامٍ عدة غادر أهلي المنزل الذي فتح أبوابه لصرير الصّواريخ...
تخبرني جدّتي أن أيلول وتموز توأمان متشابهان مع فوارق بسيطة على المرء أن يكون ذا بصيرة لا بصر كي يدركها،
مررت بالشّوارع رأيت البيوت المهدّمة، سمعت القصص وتخيّلت الأحلام المنكسرة.
حتّى لبائع الخضار غصّة في نظراتِه ما عادت صيحاته حماسية.
تنهّد أبو هاني (الخضرجي) تنهيدةً جمع حزن الكون فيها: "في آخر مرّةٍ مررت بها في الحيّ بشاحتني المثقلة بالخضار خلال الحرب إشترت منّي الكثير من أنواع الخضار، كانت نشطة كعادتها لم يدني هدير صوت الطّيران وتجوال "أم كامل" المتواصل في الجو وغيرها من أصوات الصّواريخ من همّتها في إعداد الطّعام الكثير لعائلتها؛ يومها لم يكن معها من الفكّة ما يكفي ثمن الخضار، عاودت اللّحاق بي سيرًا على قدميها لتعطيني ما تبقى من نقود".
يومها رحلت جارة جدّتي وعائلتها عن هذه الدنيا، سدّت كل ديونها في عالمنا لتنتقل لعالم الملكوت وترتاح من شوقٍ أثقلَها لأعوام.
رحلت جارة الرّضا كما أسميتها، رحلت الّتي أذكرها وأنا طفلة أسمع أحاديثها مع جدّتي، جدّتي الّتي أتقنت فنّ الرّثاء بعد رحيل خالي وأبدعت فنّ الصمود مع وداع جدّي.
أمّا الآن فرجفة صوت جدّتي حزينة...هدأت أصوات الصّواريخ ، لكن في آخر الحيّ علا صوتُ قِدرٍ مازالت تغلي، ووليمةٍ عائليةٍ ما زالت تنتظر.

|بتول ن' 💜

لما بيعرفني أنا بحب إقرا، بأخر فترات حاولت حافظ على هي الهواية بأنه إقرا ولو شوي من كتابات عدة أشخاص عالتليفون ... حسين شخص لا بعرفه ولا بيعرفني ما بيجمعني فيه (كان) إلا علاقة كاتب وقارئ وحب اللغة العربية، كنت كل فترة إفتح بس لإقرا شوي من كتاباته لبترد الروح كتاباته لكانت عن الحب والحياة ... اي ثقافتنا ثقافة حياة وإي نحنا كُتاب معلمين ومثقفين ودكاترة، نحنا قبل كلمة شه‍ يد عندك كلمة حياة مليانة عطاء نحنا ما منفل ومعنا شي كلو منقدمو حتى علمنا وثقافتنا منعطيها ومننشرها.
صرلي زمان ما شايفة شو كتب، من شوي فتحت وعم أقرا الأشياء لكاتبها بأول الأحداث ( من شهر وشوي) لحد ما وصلت لهل الرسالة... هون أنا نسيت أنو هيدا الشخص (كانت) تجمعني فيه بس لغة (وصار) هيدا الشخص بيجمعني فيه نهج ووطن وقضية وحياة وأرض وعز ولغة وكل شي.
حسين أكبر مثال عأنه ثقافتنا ثقافة حياة ويلي بيجهل حسين فيه يتعرف عليه من كتاباته.
هنيئًا لكم الحياة التي فهمتموها وعشتموها كما يجب أن تعاش
أنتم والله السعداء?

حين نلتقي،
أرانا نبكي كثيرًا.
نبكي النّصر،
ونبكيهم،
وكلاهُما عزّة.

متخيّلين لحظات النصر؟
متخيّلين اللحظة اللي رح نتبلّغ فيها رجعتنا عبيوتنا؟

منبلّش كيف رح نضب غراضنا ونفل…
إيّا غراض؟ تخايلوا كيف رح نترك كل شي بأرضه. ما بدّنا شي، رح نمشي بالتياب اللي علينا.
راجعين عالبيت…

رح نصير نعيّط لبعض، ويلا بدنا نمشي! رااجعين عالبيت
رح نعبط بعض نحنا وعم نبكي ومش قادرين نشوف قدامنا.
رح نعلق بعجقة الطرقات، وكل العالم رح تصير تسلّم على بعض، حتى لو ما منعرف بعض.

ابتسامات رح تنزرع عوجوه الناس، وكل سيارة رح تمرق جنبنا رح نقلها “باي” متل كأننا عم نودّع يوم طويل.
اي راجعين عبيوتنا !
والفرحة اللي بداخلنا رح تخلّي الطريق أطول وأحلى، مش حنتذكّر لا أكل ولا شرب.

رح نوصل عالبيت، ونبلّش نبوس الحيطان من برّا، رغم الغبرة والوسخ اللي حيكون.
رح نفوت عالبيت نطنط ومش مصدّقين، كل واحد فينا رح يروح ع غرفته، ويتسطّح عالتخت. ويقول خييي

رح نتنفّس أمان للمرة الأولى بعد كل هالوقت…
رح نفتح الشباك، ونسحب الهوا الطالع من الحيّ اللي كبرنا فيه، نسمع أصوات الجيران، وعجقة وصوت بواب سيارات مع ضحكات عالية
لأول مرة ماحدا حينزعج من صوت حدا
يصرخ اللي بدو يصرّخ
ويعيّط اللي بدو يعيط
وصلنا عالبيت !!
من هون، من بيوتنا اللي رجعنا لعطرها وأمانها، رح نبلّش نكتب صفحات جديدة، ونحلم من جديد.
لأن هيدي اللحظة مش مجرّد عودة، هيدي ولادة جديدة لوطن كلنا ضحّينا كرماله.

لنعيش هالحلم، ونحطّه قدام عيوننا كل يوم… لحدّ ما يتحوّل حقيقة.

بعرف في ناس حترجع عددها ناقص، وبعرف في ناس حترجع مش حتلاقي بيتها
فعلاً هنيئاً الكم، ما اساساً نحنا اللي رجعنا هوّي التضحيات اللي انتو قدّمتوها!..❤‍?

وتتجاوز، لكن يبقى في حلقك
سؤالًا واحدًا، أي جزء من
القصة كان حقيقيًا؟
?

فَمَا
أَحْلَى أَسْمَاءَكُمْ
وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ

"أكثر ما أحبّه فيك (عليك سلام الله) أنّك لم تكن متزمّتًا؛ لم تتعالَ على جون لأنّه عبد، ولم تنهر وهب لأنّه مسيحيّ، ولم تعاتب الحُرّ لأنّه ارتدّ من قبل، ولم تستخفّ بكهولة زهير، أو تطرد ابن الحرث وقد كان أمويًّا.. ما رمقتهم بنظرة مقت رغم ماضيهم، وما عيّرتهم بضعفهم، بل اخترت أن لا ترى إلّا الخير فيهم، ثمّ فتحت لامتك ودثّرتهم تحتها أجمعين!

أحبّك لأخلاق محمّد (صلّىٰ الله عليهِ وآلهِ) فيك، وأنا أبكي فيك محمّدًا".

-زينب علي موسى

عُشرونَ عاماً فَوقَ دَربِ الهَوى ، ولاَ يَزال الدَّرب مَجهولاً ، فمرَّة كُنتُ أنا قاتلاً ، وأكثَر المَرَّات مقتُولاً ، عُشرونَ عَاماً .. يَا كُتّابَ الهَوى ، ولمْ أزَل فِي الصَّفحةِ الأُولَى.♥️?