حتّى عندما تمنّيتُ
أن أبتعد عن العالم بأكمله
كنتُ أريدك أن تأتي معي..

وعزّتك يا كريم لأطلبنّ ممّا لديك، ولألِحَنَّ
عليك، ولأمدّنَّ يدي نحوك، مع جرمها إليك..

أعرفُ المُتعَبين من أصواتِهم،
حتّى من وضع الجُلوس،
يحدّثونك؛ بإيقاعِ من يركض..

-علي عكور.

بعد انتهاء الحَرب
كلٌّ عادَ إلى منزله
إلّا أنا، عُدتُ إليك..

أعودُ
خفيفًا من أعباءِ
مَن حملتُ ذكرياتهم
وأصواتهم
ووجوههم
طويلًا؛
كأنّي تخفّفتُ منهم،
وأودعتُ كلًّا
منهم
في مكانٍ ما
في هذه المسافة الطّويلة..

-أحمد سالم.

‏﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾‏

في لحظةٍ واحدة، بثوانٍ قليلة..
آلافُ الجرحى..
تصدحُ الصّرخات من حناجرهم..
والأرضُ تستقبلُ جراحهم..
عيونهُم الّتي كانت تفيضُ دمعًا على الحُسين (ع)، تنزفُ دمًا..
أياديهم.. الّتي ما برحت قبل اليوم تعملُ في سبيلِ الله، مُقطّعة..

بيننا، يتجوّلون في الأحياء كانوا..
بيننا بهدوءٍ إلى أن مدّت يدُ الشَيطان يدها..

والآن؟
ننتظرُ الغبارَ أن يُزاح،
ننتظر أن يعود النّور لأعينهم..
وننتظرُ الثّار..

-مايا.

لقد قصَدتكِ في نواحي البلاد
وسعيت خلفكِ بقلبيَ الذي أخذته الظنون،
معتقداً أن وردة الشهادة بعيدةٌ ما وراء التّلال
لكنني اليوم علمت أن البحث عنك لا يتطلّب السّفر

رفاقي مدّوا أيديهم إلى جيوبهم
وأخرجوا باقات الورد الأحمر منها
كانت وردة الشهادة في جيوبهم
قريبةً حدّ القلب والخاصرة..

-عمار الكوفي.