"أنَّ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ رضيَ اللَّهُ عنْهُ خطبَ
النَّاسَ على مِنبرِ رسولِ اللَّهِ ﷺ فقال:
"أيُّها النَّاسُ إنَّكم تقرءونَ هذِهِ الآيةَ
وتضعونَها في غيـــرِ موضعِها: ﴿يَا أيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ
مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ وإنِّي سمعتُ
رسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ إنَّ النَّــــــاسَ إذا
رأَوُا المنْكرَ فلم يغيِّـــــروهُ أوشَكَ أن
يعمَّهم اللَّهُ بعقابِ من عندِهِ"

"لا تُهنيني بعامٍ ليس عامي
‏لستُ قسيسًا ولا جدّي ابْنُ حامِ
‏أنا يا هذَا حنيفٌ مُسلِمٌ
‏رأسُ عامي غرة الشّهر الحرامِ".

"إذا أعطى الله ،أَدهَش "

‏«شمْسُ الخميسِ إذا تغيبُ، ‏
زِد في الصَّلاةِ على الحَبيب»

لو استشعر العبدُ ما يناله من تكرار ثناء الله عليه في ملكوت السماوات إذا صلى على النبي ﷺ؛ لطار قلبُه فرحًا وشوقًا ولكان ديدنه وهجيراه الصلاة عليه ﷺ

وكيف لا؟ وقد قال ﷺ: ‹ مَن صلى عَلَيَّ واحدةً، صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا › وصلاةُ الله ثناء ورحمة.
ليس ثناء الله فقط (وكفى به)، بل كفاية الهم ومغفرة الذنب بوعد الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.
فقد قال نبينا ﷺ لمن استغرق في الصلاة عليه: [تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك]

ولا يزهد في هذا الفضل إلا محروم وخاصة يوم الجمعة وليلتها.

‏كثيرُ التلفُّتِ لا يَصِل!

‏تقول إحداهن:
‏خلال مسيرتِي في حفظ القرآن كثيرًا ما كنت أعانِي من الالتفاتِ ومدِّ النظرِ هنا وهناك،
‏فَمَا إن يأتِيني هَاجسٌ لعملٍ ما؛ أبادِر فورًا لإشبَاعه،
‏وَمَا إن يصلنِي داعيٌ نحو إشعارٍ ما؛ أستجِب له دون تردد؛ حَتى طَالَ بِيَ المسيرُ في حفظ كتَاب الله،
‏وتعثَّرت مِرارًا خلال فصولِ الرِّحلة،
‏وقَاومت الفتورَ عدّةَ مراتٍ بِشَتَّى السُّبُل،
‏وحِينَ تعِبت من نفسِي نقّبت في سِيَرِ الحَفظَة،
‏بحثتُ في صفحاتِ مسيرتهم بحفظِ كتاب الله،
‏جاهدتُ لمعرفة أسرار وصولهم للحظة الختمِ؛ سائلةً من الله العلي القدير التوفيقَ والسداد؛
‏فلم أجِد سببًا كافيًا يشفي غليلَ تساؤلاتِي سِوَى **قلة التفاتهم والإخلاص في مسيرِهم!

أدركتُ حِينَها أنّ كثيرَ التلفُّت لا يصِل؛ ولَئِن وصَلَ؛ فسيكون وصوله باهتًا مُتعثِّرًا،
‏**استشعرت أنَّه كِتَاب عزيز؛ لا يُنَال بكثرة التمنيّ، ولا بطولِ الأمنيات؛ ‏بل بمنحِه أعزَّ الأوقات وتركَ الالتفاتِ ومجاهدةً في الخَلَوَات وتخليةً عن بعضِ اللذات.