تشترك السلفيّة مع الاستشراق، تقريبًا، في منظورهما للتاريخ الإسلاميّ، وتبعًا للعلوم الإسلاميّة، وبالتالي في تقييمهما لـ«الحالة العَقديّة» في العالَم الإسلاميّ.

لقد روّج الاستشراق المعنيّ بالإسلام على مدار عقود طويلة بأنّ العلوم الإسلاميّة، أو «الاجتهاد الإسلامي»، قد انقطع بعد السيوطيّ، لتدخل العلوم الدينيّة في سُبات وتأخّر وجمود، وعليه كانت المصنّفات فيما بعد ابن تيمية ثم السيوطيّ غلبت عليها المدرسيّة والتكرار؛ بحيث إنّ ما يُسمّى «عصورًا وسطى» التي مثّلت ذروة الإنتاج المعرفيّ الإسلاميّ مع ابن خلدون وابن تيمية أعقبها سقوطٌ مريعٌ في الشروحات والتلقين. وظلّت الحالة هكذا حتى مجيء «الحركة النجديّة» التي خلّصت العالَم الإسلاميّ من براثن التصوّف الخزعبليّ، لتنهض ثانيةً فكرة «التوحيد» والاهتمام بالعلوم الحديثيّة في القرن العشرين، ويُعاد صوغ المفاهيم الكلاميّة مع تيارات أخرى، أقرب للاعتزاليّة.

لقد قال لنا الاستشراق، وبالتبعيّة السلفيّة، إنّ الشركَ قد عمّ واستشرى. وبالتالي، أخذ المثقفون العرب والمستشرقون الغربيّون، يتحدّثون عن الوهابيّة «النّجديّة» باعتبارها «حركة أنواريّة»، تسميّها السلفيّة رجوعًا إلى التوحيد، أو عودة إلى منهج السّلف، أو محاربة لـ«البدعة».

السرديّة التي لطالما قُدِّمت ولا زالت تُقدّم هي أنّ المسلمين نسوا دينهم، وفرّطوا في العقيدة، وأضحوا «قبوريين»، ومن ثمّ تؤول السلفيّة الحديث الشائع بأنّه يأتي على رأس كل مئة عام من يُجدد لأمر هذه الأمّة دينها تأويلًا خارجًا عن التأويل الذي ارتضته الجماعة العلميّة على مدار أربعة عشر قرنًا، أو ما يُسمّى بـ«التقليد الخطابيّ الإسلاميّ». وسأحاول أن أوضّح قليلًا في هذه النقطة.

إنّ التراث الإسلاميّ هو تقليد خطابيّ (discursive tradition) ممتدّ، لم يُصنَع بيدٍ واحد، أو تيّار واحدٍ، بل شاركت فيه جهودٌ كبيرة من فلاسفةٍ ومتكلّمين وفقهاء ونحويين وبلاغيين وشعراء وأدباء، وليس وقفًا على العرب، بل على كلّ من دخل في هذا الأفق العلميّ، عربًا أو عجمًا. هذا التقليد الخطابيّ يضمّ الجميع، شيعةً وإسماعيليين، فقهاء ومتكلّمين، أدباء متهمين بالمجون، زنادقة ومتصوفين، إلخ، بعجره وبُجره، هو تقليدٌ واسع، لا يملكه تيار وحدَه، بل النقاشات الداخليّة في هذا التقليد قويّة وتسمح بالتعدديّة وفقًا لما استقرّت عليه جهود واضعي هذا التقليد ومرسيه.

إنّ مصطلح «بدعة» التي تستعمله السلفيّة الحديثة (وليس هناك سلفيّة قديمة) هو اختزاليّ ومشوّه ومخالف لما تداولته الأمّة من هذا المفهوم الذي لم يعن أبدًا المعنى السلفيّ المروَّج له. وبالتالي، تصوير أنّ الأمّة قد بعدت عن شرع نبيّها –صلى الله عليه وسلم– وعن توحيد الأوائل هو خطابٌ عاطفيّ غير علميّ، يفتقرُ للوضوح وللتاريخ وللمعنى. إنّه اختلاقٌ سلفيّ تمامًا. وعليه؛ فإنّ الخطاب السلفيّ –والاستشراقيّ– عن السلفيّة النجديّة ولاحقًا عن الشيخ الألبانيّ وغيرهما باعتبارهما مخلّصين للأمّة هو افتراءٌ على هذا التقليد الطويل الذي لا يمكن اختزاله.

وحتى تأريخيًا، ظهرت في الآونة الأخيرة منذ عقدين تقريبًا دراسات مهمّة حول سرديّة «الجمود الإسلاميّ» التي روّجها الاستشراق والسلفيّة. وبعيدًا عن هذا، فإنّ الحراك العُلمائيّ في الفضاء العامّ، بالانخراط فيه، ومحاربة الاستعمار يثتب تخبّط هذه السرديّة.

لم يؤلّف أحدٌ في التقليد الإسلاميّ وهو يتنّى أنّ هناك تيارًا كلاميًّا له أحقيّة المطابقة بين تأويله والشرع، بل كلّها اجتهادات للوصول إلى الحقيقة تواصيًا بالحقّ القرآنيّ. لم يكن ابن تيمية لولا الجهود الكلاميّة قبله، من الرازي والغزالي، والجهود الفلسفيّة عند ابن رشد وغيره. حتى ابن تيمية نفسه هو «مشارك» في صنع الحقيقة، وليس داعيًا لتوحيدٍ في أمّة استشرى فيها الشرك، كما تصوّر السلفيّة.

إنّ السلفيّة، مثلما أثبت هنري لوزيير، هي ليست «إسلاميّة» أو تراثيّة. هي نزعةٌ حديثة تمامًا، أعادت تأويل التقليد الإسلاميّ وفق ثنائيّة توحيد/بدعة، استقامة/ضلال. وبالتالي، فإن فكرة العود لما كان عليه السلف هو إشكال متخيّل من قبل السلفيّة. فليس هناك «سلف» ببساطة، هناك أسلاف مشاركون في صنع الحقيقة العلميّة والروحيّة، ومن ثمّ فإنّ تصوير الوهابيّة والألبانيّة وغيرهما كعودة للمنهج الحق هو تجنّ وضلال تاريخيّ، وتشويه لهذا التقليد الثرّ الذي يندّ عن الحصر.

إنّ السلفيّة والاستشراق في هذه النقطة وجهان لعملة واحدة: عملة الاختزال والتضليل المعرفيّ.

كريم محمد

«في حلقك بكاء. تنتحب ولا تتذكر ما تحزن عليه».

يوسف رخا، إنك ذاهب إلى البار

‏أبواب مغلقة

في شهر أغسطس ٢٠٠٤، حدث حريق في مركز تجاريّ بمدينة أسونثيون عاصمة الباراغوي.
وقع ثلاثمئة وستة وتسعون قتيلًا.
كانت الأبواب مغلقة؛ كيلا يهرب أحد دون دفع الحساب.

إدواردو غاليانو، صيّاد القصص، ت. صالح علماني

‏اعلام العدو

نتنياهو في القاهرة خلال ساعات للتوقيع على اتفاق صفقة التبادل مع حماس..

حدث امني صعب لقوة اسرائيلية في رفح.

60 شهيدا في غارات الاحتلال على مراكز إيواء ومنازل في مدينة غزة ومحافظة الشمال منذ صباح اليوم

عاموس يادلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، 8 ديسمبر 2024:

"فيما يتعلق بسورية، لإسرائيل مصلحة في نشوء فيدرالية، أو كونفدرالية تكون أطرافها متوازنة فيما بينها: الأكراد في الشمال، تحت رعاية الولايات المتحدة؛ السنّة في الشمال الغربي والوسط، تحت رعاية تركيا؛ العلويون في منطقة الساحل تحت رعاية روسيا؛ والدروز والسنّة المعتدلون في الجنوب بارتباط قوي مع الأردن، وبرعاية إسرائيلية-أميركية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل وضع خطة شاملة للتعاون ودعم حليفها الأردن واستقرار الحكم في عمّان، في ظل الهزات التي تشهدها سورية، والتي قد تمتد إلى داخل حدود المملكة. يُعد أمن حدود الأردن ذا أهمية كبيرة في منع تدفّق الأسلحة والذخيرة إلى الضفة الغربية.

يخشى قادة الدول العربية من أن الأحداث الدراماتيكية في سورية قد تُلهم الإخوان المسلمين، فيرفعون رؤوسهم داخل دولهم وتهديد أنظمتهم. في ظل هذه الظروف، تزداد أسهم إسرائيل وقيمتها، وكذلك الاهتمام بتحالفات إقليمية تحقق الاستقرار. هذه القضية الإضافية يجب على إسرائيل أن تسعى لتحقيق أقصى قدر من التنسيق بشأنها مع إدارة ترامب، بهدف الدفع بنظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط

وأخيراً، يتوجب على إسرائيل أن تتوقع مزيداً من المفاجآت. فنحن لا نزال في خضم زلزال إقليمي، ومثلما هي الحال مع أيّ تغيُّر تكتوني، يجب علينا الاستعداد لـ"هزات ارتدادية" وصدمات إضافية".

بيان صحفي صادر عن حماس حول سقوط الأسد

تبارك حركة المقاومة الإسلامية حماس للشعب السوري الشقيق نجاحَه في تحقيق تطلّعاته نحو الحريّة والعدالة، وندعو كلّ مكوّنات الشعب السوري إلى توحيد الصفوف، ومزيد من التلاحم الوطني، والتعالي على آلام الماضي.

إنَّنا في حركة حماس وشعبنا الفلسطيني نقف بقوَّة مع الشعب السوري العظيم، ونؤكّد على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وعلى احترام الشعب السوري وإرادته واستقلاله وخياراته السياسية.

إنَّ الشعب السوري الشقيق بكلّ أطيافه وبوحدته الوطنية وبروح الأخوّة والتسامح قادرٌ، بإذن الله، على تجاوز كلّ التحديات، وعبور هذه المرحلة الدقيقة، بما يحقّق لسوريا وشعبها العزيز الخير والتنمية والأمن والاستقرار والازدهار، لتواصل سوريا دورَها التاريخي والمحوري في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته لتحقيق أهداف قضيته العادلة، وترسيخ دور سوريا القيادي على مستوى الأمَّة العربية والإسلامية، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي.

ندين في حركة حماس بأشدّ العبارات العدوان الغاشم المتكرّر للاحتلال الصهيوني ضدّ الأراضي السورية، ونرفض بشكل قاطع أيّ أطماع أو مخططات صهيونية تستهدف سوريا الشقيقة، أرضاً وشعباً.

حفظ الله سوريا وفلسطين والأمَّة جميعاً من كلّ سوء.

حركة المقاومة الإسلامية – حماس

وزير الجيش الصهيوني يصدر تعليمات جديدة للجيش بشأن الجبهة السورية
شبكة الهدهد
راديو الجيش

أصدر وزير الجيش الصهيوني، يسرائيل كاتس، تعليماته للجيش الإسرائيلي، مساء أمس، للتحرك الفوري في أعقاب احتلال جبل الشيخ السوري ونقاط أخرى.

أهم التعليمات:

1. السيطرة الكاملة على المنطقة العازلة:

استكمال السيطرة على المنطقة العازلة في سوريا ونقاط المراقبة.

استمرار عمليات الاستيلاء على نقاط إضافية خلال الليل.

2. إقامة منطقة أمنية جنوبية:

إنشاء منطقة خالية من الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة والبنى التحتية الإرهابية خارج المنطقة العازلة.

تعزيز الاتصالات مع السكان الدروز وغيرهم في المنطقة لضمان الاستقرار الأمني.

3. إحباط تهريب الأسلحة:

التحرك الفوري لمنع تجديد مسارات تهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر سوريا.

مراقبة المنافذ الحدودية والمناطق السورية لمنع تدفق الأسلحة.

4. تدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة:

مواصلة تدمير الأنظمة القتالية في سوريا، بما في ذلك:

صواريخ جو-أرض.

أنظمة الدفاع الجوي.

صواريخ أرض-أرض، كروز، بعيدة المدى، وبر-بحر.

تأتي هذه التعليمات ضمن الجهود المستمرة للكيان الصهيوني لتعزيز أمن الحدود الشمالية ومواجهة النفوذ الإيراني في سوريا.

رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية وتعليق الأنشطة السياسية في عموم البلاد
+
أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الأحكام العرفية في خطاب تلفزيوني غير معلن في وقت متأخر من الليل يوم الثلاثاء، متهماً حزب المعارضة الرئيسي في البلاد بالتعاطف مع كوريا الشمالية والقيام بأنشطة معادية للدولة.

ولم يذكر يون التدابير المحددة التي سيتم اتخاذها. واستشهد باقتراح من الحزب الديمقراطي المعارض، الذي يتمتع بأغلبية في البرلمان، بعزل كبار المدعين العامين ورفض اقتراح ميزانية الحكومة.

ووصف يون تصرفات المعارضة بأنها "سلوك معادٍ للدولة بشكل واضح يهدف إلى التحريض على التمرد". كما زعم أن هذه الأفعال "شلت شؤون الدولة وحولت الجمعية الوطنية إلى وكر للمجرمين".

ووصف الأحكام العرفية بأنها إجراء ضروري للقضاء على هذه "القوى المناهضة للدولة المؤيدة للشمال" وبرر القرار بأنه ضروري لحماية حريات وسلامة الشعب، وضمان استدامة البلاد، ونقل دولة مستقرة إلى الأجيال القادمة.

وفقًا لقناة YTN التلفزيونية المحلية، يخطط رئيس البرلمان لعقد جلسة، لكن وكالة يونهاب للأنباء ذكرت أن مدخل البرلمان مسدود وأن المشرعين غير قادرين على الدخول.

واتهم يون المعارضة بتحويل الأمة إلى "ملاذ للمخدرات" وخلق حالة من الفوضى الضارة بالسلامة العامة وسبل العيش.

وقال أيضًا إن الحزب الديمقراطي يحاول الإطاحة بالنظام الديمقراطي الليبرالي، معلنًا: "أصبحت الجمعية الوطنية وحشًا يقوض الديمقراطية الليبرالية، والأمة في حالة محفوفة بالمخاطر، وتتأرجح على حافة الانهيار".

وأكد للشعب: "سنقضي على القوى المناهضة للدولة ونعيد البلاد إلى حالتها الطبيعية في أسرع وقت ممكن".

ورغم اعترافه بأن الأحكام العرفية قد تسبب بعض الإزعاج، فقد وعد ببذل الجهود لتقليل تأثيرها على الجمهور.