وَقفتُ وَحدي في أيّامٍ لا يَتجاوزُها المَرُء إلا جَماعة!?

مرحباً
النصف الأول من ديسمبر
مُنذ أيامٍ قليلة
والمطر يتساقط على شوارع
مدينتي
بعد غياب طويل
تذكرين خريفنا القديم؟
حين كنا نتمشى معاً
تحت الرُذاذ الخفيف
على جانب البحر، ممسكاً يدُكِ
تحرسنا ضحكات وأمنيات
أين أنت الآن؟
منتصف عراقنا ؟
أم تراكِ إنتقلتِ لمدينةٌ أخرى
أقل ازدحاماً
لأخبرك سراً
إنني أعيش أشد أيامي وحدةً
لأنني في المطر
لا أقوى على دفع حنيني إليك
ولأنني لا أملك سوى الكتابة ،كتبتُ

ألتقيك في أحزان أخرى.

تبدين كالأشياء الجَمِيلة والمدهشة الَّتِي لا يُصادفها المرءُ إلا مرَّة وَاحَدَةٌ فِي حَياتِه .

أنتِ الَّتِي لَم تَمس يداكِ أي شَيءٍ يومًا إلا وصار زَهرة .

انتِ تنتمين إلى السَّمَاء كثيراً ، كأن ضَوء القمر فِي جبينك وسَّماءِ اللَّيلَ ونجُومها وشاحٌ عَلىٰ كتفيكِ .

‏بجانبكِ تبدّو كل الأشياء في غاية الروعة
حتى أنا، احبُّني حين اكون معكِ?

لقد كلَّفَني الوصول إليكِ كثيرًا مِن الصَّدقاتِ، وعددًا هائِلاً مِن الدَّعواتِ في جوفِ الليل، ولم يبقَ مسجِدٌ في المدينةِ إلّا وكانَ لي أثرٌ به، كانَ الطريقُ إليكِ صعبًا، ولكن كانَ وعدُ ربي حقًا، ونِلتُ منزِلَتي في قلبِكِ?

‏"﴿لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَومٌ﴾ ،
عن دُعائِنا ، عن رِعايَتِنا ، وعن مافي قُلُوبِنا ?

احدهم في غاية البُعد وأقرب لي مِن كُل شيء ♥️

‏يا إِمرَأة تدُور عُيونَنا وعدسة المُصور والأرض حَول نَفسكِ حِينَ تَبتسِمِين .