أنّى للفلسفة–أو أيّ شيء–أن يعقِل ربة الفن؟ إنها في الرؤى تعيش: الرؤى التي تلتمع، وتتناقض، وتزدحم، شخصيةً دائماً وجديدةً ابداً.

الفن الحديث يتخلى عن الجمال في معناه الأعم، لا لشيء إلا لان ذلك اللون من الجمال يسرّ الجميع. واذ اصبح متاعاً عاماً، فقد قيمته الشخصية. والكثير من الفتيات الجميلات اللواتي يشعرن كل يوم بوخز النظرات الخبيثة الطامعة من الغرباء يعرفن معنى ذلك. فالفتاة الجميلة لا تريد أن تكون بقلاوة العالم كله: إنها تنشد أن تعني شيئاً لرجل معيّن. والفنان مثلها. ومع ذلك، فلن يستطيع أحد أن يمحو الجمال الحقيقي من الفن كما لا يستطيع أحد أن يمحو النساء من الدنيا.

يا مرآةً على الحائطِ عُلِّقَتْ،
مَن أجملُ الحسانِ كلّهن؟

بعد اكتب على الكتاب
بس حروح اطلع من ارجع اكمل

كل صورة عظيمة ترينا شيئاً نُبصره بالعين مع شيء ندركه بالبصيرة: فهي تجمع بين البصر والبصيرة.

إن الفنان، بغير البصيرة الغنية بالخيال، انما يرسم سطوحاً. قد تكون صوره بارعة، سليمة من كل خطأ، مشحونة باعنف العاطفة؛ وقد تحظى بارفع المدح، ولكنها تبقى رسماً سطحياً. وكذلك شأن الرجل الذي ينظر إلى الرسم بدون الخيال: لن يرى الا سطوحاً–حتى ولو هو نظر إلى الروائع. وكلما ازداد تأملاً بالسطح قلّ فهمه لما هو كامن وراءه.

إن الخيال يقفز ويسيل ويتشكل وفق هواه على متن الفراغ الفاصل بين الرائي والمرئي. فهذا العالم الواقع بين عالمين، بين الذات و الموضوع، هو منطقة الخيال الطبيعية. وهو ايضاً العالم الذي يهيم فيه الفنانون العباقرة على وجوههم، على صهوات تنّينات الهواء القُزَحية.

والى هذا كله، فان طريقة هؤلاء الاساطين لا يشوبها السحر. إن عين الخيال فيهم قد أنمت قوتها الطبيعية إلى حد لا يُصدَّق؛ وهذا كل ما هناك. وكل انسان له عين خيال يبدأ بها، ويكاد كل واحد يستطيع إنماءها اكثر فاكثر–وبخاصة عن طريق الفن.

قال رودان : ”عندما تمشط امرأة شعرها، فإنها
تقلّد حركات النجوم“.

تلك هي الرؤية الخلاّقة.

https://www.instagram.com/reel/C50-rofqXlF/?igsh=MTdydGpocTh0bHozcg==

https://www.instagram.com/reel/C50-rofqXlF/?igsh=MTdydGpocTh0bHozcg==

هذا الترند مال "برازيل" بيه نسوان صاكات

أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ ربداءَ تجفلُ مِن صفير الصافرِ هلاّ برزتَ إلى "غزالةَ" في الوغى بل كانَ قلبُكَ في جناحَي طائر — قِيلَت في هجاء الحجاج بن يوسف الثقفي

‏أحاولُ النّومَ والأطياف توقظني
ومَنْ أسامرُهم بالشّوقِ قد رقدوا
مَنْ ذا ينامُ وفي عينيهِ صورتهم
والله ما فارقوا قلبي ولا بعدوا
أكابدُ السّهدَ في ليلي فيغلبني
وما تذمّرْتُ إنْ صدّوا وإن رفدوا
أنوءُ بالهمِّ وحدي حين أتركُهم
وأستطيبُ هواهم أينما وجدوا

**أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ
ربداءَ تجفلُ مِن صفير الصافرِ

هلاّ برزتَ إلى "غزالةَ" في الوغى
بل كانَ قلبُكَ في جناحَي طائر**

— قِيلَت في هجاء الحجاج بن يوسف الثقفي