تعاودني رغبتي
بأن أتصيد في الماء العكر
أنا التي تعلمت بالطرق الصعبة كيف أتوقف عن هذا
وكيف أُشفى
وكيف أجعل الشروخ تلتئم مع بعضها
وكيف أجعل رأسي يتوقف عن ضرب نفسه في الجدران كلما أخذتي موجة
كيف أجعله يسجل خروجًا من العالم كي أنام.

لكنني هنا يا الله.

مرحبا أيها الرب الرحيم
مرحبا مرة أخرى
إنها أنا
عدت مجددًا
رأسي يؤلمني
أُريد أن أُلقيه بين يديك الرحيمتين
وأذهب

أنا هنا يا الله
والأشياء التي تعلمتها كي أُشفى من خلالها
تقف عاجزة أمامي.
تنفذ من جلدي ولا تجد ما تفعله..

أنا هنا يا الله
وأخاف العالم
وأخاف الشحة
وأخاف القساة
وأخاف الوحدة
وأخاف أن أعيش لأن الأمر مفروضٌ عليّ
لا لأنني أُريد
وأخاف أن أتوقف عن الحب..
وأخاف أن يتوقف الحب عن محبتي.

أخاف رأسي يا الله
لا شيء يتوقف فيه
أخاف تكدس الأشياء
أخاف الغرف المُعتمة
وأخاف الاعتماد على الركائز
كل ركيزة في حياتي مشروخة
وأنا عندما أتصيد
أجِدُني ركيزة مكسورة يا الله
لذا أود أن أغادر
تتكدس في رأسي كل المغادرات التي لم أمشِ فيها.
ولم يبق حيزٌ للبقاء..

ساعدني كي أُغادر يا الله
أغادر هذا الطريق
أغادر الآخرين
أغادر هذهِ اللحظة
أغادر الشروخ
أغادر الأشياء التي أشعر بأنها تشهر تقلباتها في وجهي..

يقال إن الإنسان يجمع شتاته ويقف
ولكن هل أنا إنسان؟
أنا جمعٌ من المغادرات التي لا يؤخذ بها
التي لا يصدقها الآخرون
حتى تجي اللحظة التي لا أكون فيها في حكاياهم.
ويستغربون هذا الغياب
لم غادرت؟
لم نلحظ شيئًا يدل على ذلك
مع أن كل أعلامي
كانت مرفوعة بالمغادرة
لكنه الإنسان يا الله
لا يرى أبعد من نفسه.

أخاف يا الله
أخاف من قدرتي على القسوة
أخاف من أن هذا التصيد يحدث في ماءٍ صافٍ..
والماء الصافٍ
هو حكايتي الصحيحة

وهذا ليس بتصيد
لكنني أخافه..

من تلك المرأة التي ينعكس وجهها في الماء يا الله؟
لماذا لا أتعرف عليها؟

ومرةٌ أخرى
مرحبًا يا الله
لا أعلم ماذا أفعل.
أنقذني مني.

لـ آمنة حيدر

اختر نفسك، سيختارك العالم.

"تعرفت رفيقاً ذميماً اسمه القلق. لم أسأله مرافقتي ولم يستأذني في ذلك. قفز فوق كتفي مثل قرد مجنون ولم يفارقني بعدها قط. كلما طردته من كتف قفز إلى الآخر . وكلما طردته منهما معاً تعلق بجذع شجرة بعض الوقت ثم لا يلبث أن ينقض على رقبتي مرةً أخرى. لم يتركني أهجع…

تمهيد.

1. في فترةٍ ما وعلى غير عادته، تخلص والدي من الكثير من الأغراض بلا أي مقدمات، نزلت الأكواب التذكارية التي اشتراها من سفراته العديدة للمطبخ، وصارت التحفة التذكارية ضيفة في المجلس، ووجدت طريقها ساعته الأولى التي اشتراها من مرتبه الأول إلى معصم أخي.

2. تفاجأ الجميع بهذا التخلي المفاجئ، إلا أنا. أبي يتعلم التخلي بعد موت جدتي، في الأشهر الأولى التي تلت وجع تفريغ غرفتها، أرخى والدي قبضته على أغراضه.

3. بطريقة ما، أحمل ذلك الشعور داخلي، وربما فهمته لأني عشته. توفيت جدتي منذ ٤ سنوات، ولازلت أقيس قيمة أغراضي بـ"هل سيكون مهما وجود هذا الشيء بعد وفاتي".

4. لا يفكر الجميع بذلك -لا أظن على أقل تقدير- لكني أتمنى، ومن أعماق قلبي، أن أوضّب أنا أغراضي قبل أن أموت. أريد الموت حينما يجيء، أن يصل وأنا في انتظاره، أريد أن لا يتكلف أحدًا عناء التخلي، أريد أن يكون كل شيء هادئًا ومرتبًا، أريد وداعًا جاهزًا.

5. لا أعلم لماذا، لكني أفكر بسرير جدتي مؤخرًا. تلك الصورة محفورة في ذهني. سريرها وغرفتها الجديدة، التي مرضت قبل أن تنام فيها. جدتي استلقت على ذاك السرير، ثم قامت منه، وسافرت سفرتها الأخيرة التي لم تعد منها. ودعت الخادمات وأخبرتهن أنها لن تعود، وبقيت بطانيتها، في غرفتها الجديدة، كما تركتها.

٢٧ أبريل، ٢٠٢٤م. ٩:٤٥م.

- ترجمة.

"كل هذا الغضب كان حبًا
كل هذا الغضب صار حزن."

- مجهول.

يقولون إنكِ حساسة للغاية
أن قلبكِ يجلس بهدوء على حافة جرف
مستعداً للإنحدار عند أدنى إستفزاز
كلمة قاسية يمكن أن تطيح بك
نظرة لا مبالية ترجفك حتى النخاع

لا تعرفين سبب إمتصاصك المشاعر بسهولة هكذا،
حتى وإن لم تخصك!

لكن، يوماً ما
ستتعلمين تقدير المنحة التي وهبتِ
ستعيشين في سلام مع فيض مشاعرك
ومن هذا الموضع الصافي الرهيف
سوف تخلقين أكثر الأشياء جمالاً.

لانج لييف – ترجمة ضي رحمي

"أولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم, ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم, لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم.
وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادكم.
ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم.
فهي تقطن في مسكن الغد, الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم.
وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم.
ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم.
لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء, ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس.
أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم.
فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية, فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى.
لذلك, فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة.
لأنه, كما يحب السهم الذي يطير من قوسه, هكذا يحب القوس الذي يثبت بين يديه"

- جبران خليل جبران

"يرعبني أن تتكئ عليّ
‏وأن تبحث عن الأمان عندي
‏وأن تثق مطلقًا بما أفعل و أقول
‏يرعبني أنك تراني فوق الأخطاء
‏أبعد من التفاهة
‏ومزار للطمأنينة
‏ووجه رائع للحب
‏يرعبني أنك تقصدني
‏وأنا المذعورة منك
‏ومن كل هؤلاء الذين حولي
‏ومن قدوم الايام
‏وتراكم الذكريات
‏ومن نفسي."

كلّ الأشياء، تتلاشى من حولك،
وتصبح أطيافاً أو ظلالاً تخفت في عينيك ثمّ تنطفئ
كأنّك لم تكن أنت أو أنّك لم تبقَ الآن أنت. أحدكما ذهب ولم يعد. فتح باباً في مكان ما، دخل وجلس ولم يعد، وجد ما يشغله في مكان آخر، أناساً آخرين، وأحاديثَ أخرى، اغتبط وقرّر أنّ ذلك مكانه الجديد. ارتضاه وما عدت تعرف عنه شيئاً. لا في المَحاضر ولا في البيانات. ذهب وقُضي الأمر.

https://manshoor.com/arts-and-culture/reading-multiple-books/