نفاد الطبعة الاولى من السنابل
تلقيت هذا الخبر، خبر النفاد، قبل مدة لا قريبةٍ ولا قليلة، غير أنني، لازدحام الامور في هذه المدة، لم يسعني من الفرح حينها الا أن أتفكّر تفكيراً كثيراً وطويلاً في هذا المقطع العجيب من حياتي بلا أن أنبس بحرف.
لم تكن كتابته بالأمر السهل، أن أتربص دائماً بالوقت لعله يعثر عثرة أستغلّها في صالح ما أنوي القيام به، وهو الذي، في الآن نفسه، ينتصب أمامي مثل شجرةٍ تضرب جذورها في الأرض، والانشغالات تتدلى من أغصانه.
كما لم يكن نشره بالأمر السهل مطلقاً، بل كان رحلةً أصعب من كتابته، فما بين كتابته في ٢٠٢٢، ونشره في مطلع ٢٠٢٤ عامٌ بل يزيد امتلئ بالخيبات، حتى ابتسم لي الحظ أخيراً مع مؤسسة أبجد ومؤسسها الاستاذ حسين نهابة ، فكان ما طال رُقوده في رأسي خارجاً منه الى أيدي الناس، تاركاً مساحةً خالية امتلئت بالأفكار الجديدة، واللحظات العزيزة والتطلعات الأكبر.
شكراً لكل من رافقني خلال هذه الرحلة، ولكل من آمن بي وشجعني، لا أنسى الكلمات التي تُحدث تغييراً في روحي، قطعاً لن أنسى كلماتكم.
ولعلّ هذا الإنجاز ليس سوى بداية بسيطة لرحلة أطول وأعمق، رحلة لا تنتهي مع نهاية كتاب أو بداية آخر، بل تستمر مع كل فكرة تُولد ومع كل قارئ يجد في الكلمات حياةً جديدة.
إلى المزيد، بإذن الله.

١٠ كانون الثاني ٢٠٢٤
ايلاف

الاول من كانون الثاني؛

يستطيع الإنسان أن يكون
أي شيء، الا أن يكون نفسه حقاً.

31 December, 2024

زاهداً فيما سيأتي، ناسياً ما قد مضى.

قيل للنبي يعقوب: كيف عرفت يوسف من رائحة قميصه وهو في مصر وأنت في بلاد كنعان رغم بُعد المسافة بينكما، ولم تعرف أنهم القوه في الجُب على مقربة منك ؟

فقال: أحوالنا تختلف بين الفينة والأخرى
كالبرق يظهر حيناً وأحياناً يختفي، فتارة نجلس فوق الفلك الأعلى؛ وطوراً لا نرى ما تحت أقدامنا ... ولو بقي الانسان على حال واحدة، لإنسلخت نفسه من كلا العالَميَن.

-سعدي الشيرازي

لطالما كان يوم الإنسان في الدنيا غير محسومٍ ولا متوّقع، حدّ أنه وإن قضى يومه
في غرفة تفرغ الا منه، ما كانت تتركه لحاله، الا وقلبت ما هو قابلٌ للقلب، وكل شيءٍ فيها قابلٌ مُقبل، وإن تركته، ما كان ليسلم من عقله الذي تشرّب تشعبّها، وقضى ألّا يكون الا على مثالها، في أحوالٍ وأطوارٍ مُتبادلةٍ مُتبدّلة، حتى اذا أعملت التفكير، أضعت الإجابة؛ هل تكون الدنيا كما تكون لان العقل لا يستقر؟ ام انه لا يستقر، لان الدنيا لا تثبت؟
ولقد مقت طويلاً هذا التبدّل، في داخل الانسان وخارجه، قبل أن أدرك أن هذا التغير، على وجه الخصوص، ما يعين المرء
على الدنيا او ما يعين الدنيا عليه، في علاقةٍ
يظهر تناقضها ويبطن انسجامها.

اما عن إعانة المرء على الدنيا، فقد تتملك الإنسان حالٌ من الأحوال، يظن معها أنه قد علم الرقعة حيث يجب ان يقف، ثمّ يظهر لعينيه المسار الممتد في الأفق، حيث يجب أن يسير فيسير، بحالٍ أخرى، لولا تبدلها لما قضى في غير رقعته لحظة، او لتلاشى في تلك الرقعة.
أما عن إعانة الدنيا على المرء، فإنه قد يندفع في إحدى الحالات الى أقصى أطرافها، فيُنتزع من ذاته، ويُسلب توازنها من حيث يبتعد عن تحقيق فلاحها ثمّ تأتي الدنيا، معلّمةً، مُهذّبةً، مُربيّة، فتجره الى المركز، مركزه، مثل البخار الذي يواصل صعوده مبتعداً عن أصله حتى يلاقي تبدل الحرارة، تتبدل الدنيا بعطفٍ ساعةً، وساعةً بقسوة، ومن وراءها الحكمة الإلهية، مثل ما تعطف الام على ابنها ساعةَ احتياجه، او تنهره، ساعة احتياجه أيضاً، فيكون كل ذلك لكي ينمو الانسان، ليتزن، فإنّ العقل الذي يثبت، لا ينمو والعقل الذي ينمو، لا يثبت، مثل النهر إذ يقتله ركوده ويحيا في جريانه بين منخفضٍ ومرتفع.

ايلاف
2.11.2024
-مقتطع من نصٍ لا يكتمل-

صباح الجمعة، صباح الخير فعلاً، مع صوت المنشاوي، الممتزج بعذب المطر، والكسل اللذيذ في الفراش الرحب الذي يبعث الدفء في قلبي، او ربما، يستمده منه..?

?حمرين-ديالى
-تصويري

https://youtu.be/kD5yc1LQrpQ?si=h_GfILyfcI9miujz