المتابع لخطابات مشاهير النسـ،.ـويات المتأسلمات التي تتحدث عن تربية الصبيان يجد فيها إفسادًا ممنهجا.

إذ كل واحدة تركز وتشدد على تربية الصبي على تحمل المسئولية، وحماية نسائه، والسعي في قضاء أمورهن خارج المنزل، والتعامل مع العالم الخارجي وإبعاد النساء كل البُعد عن هذا.

وما سبق لو تأملت فيه فإنه حسنٌ، بل لا يقول عاقل أنه يربى الرجل على غير ذلك، إلا أن اللوثة والفساد في هذا أنها تغفل تمامًا -مع التعمد- الجانب الخاص بأن يكون الرجل مربيا ومؤدبًا لأهله.

هي تربي عبدًا يخدم أخته، يوصلها، يأتي لها بحاجاتها من السوق، يحميها، يرعاها، لكن يؤدبها مثلا على خطأ فعلته؟ ينكر عليها إن فعلت منكرا؟ يأمرها بخدمته أو ما شابه؟ لا

ستظهر حينها خطابات: أختك لا تجب عليها خدمتك، ولا يجب عليها أن تطيع كلامك، ولا يجب عليها أن تلتزم أوامرك!

وعلى هذا فقسْ.

من الأداب الزوجية: إذا أخطأت الزوجة ورأت على وجه زوجها الغضب أن تسارع بأن تظهر له الندم والخوف من غضبه، فإن هذا يستنبت الرحمة في قلبه والشفقة عليها.

قالت عائشة رضي الله عنها:
"فرَأيْتُه غضِبَ غَضبًا، أُسقِطتُ في خَلَدي، وقُلتُ في نَفْسي: اللَّهُمَّ إنْ أذهَبتَ غَضبَ رسولِكَ عنِّي، لم أعُدْ أذكُرُها بسُوءٍ".

بعض الناس استعاض عن القاعدة الشرعية العقلية "فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"

بـ فاسئلوا أهل [النت] إن كنتم لا تعلمون!!!

فلو قال قائل: إنه يسأل من يظن فيه علماً..
قلنا: إنما يكتب لمن يظن فيه الشهرة ومقياسها التفاعلات، لا العلم الذي له علامات وإشارات..

فإن قال: وكيف يميز؟
قلنا: إنما يجتهد ويستفتي قلبه ، ثم يختار واحداً دون غيره يسأله ابتداءً.

فإن قيل: هذا عين ما يحدث..
قلنا: كذبت (أخطأت)، إنما الحاصل: أنه يكتب السائل منشوراً على العام عنده ويترك الإجابات لكل من هب ودب، بل وأحيانا يسأل في التعليقات عند المشهور، فيجيب عن الفتيا كل أحد بخلاف المفتي..

فإن قلتَ: ما العمل؟
قلنا: اختر واحداً مما تظن فيه الصلاح إجمالاً، ثم اسع جاهداً للوصول له، وسله عما شئت، بشرط أن تدين بقوله..
لا أن تسأل واحداً فإن لم يعجبك قوله عدلت لغيره بغير بينة، بل لمجرد الهوى.

تنبيه:-
يدخل في هذا، السؤال الديني والدنيوي، فلو سأل على العام فيما يتعلق بأموره النفسية، فقد وقع في الإثم الشرعي..

وطبعاً الأخوات هن الأكثر وقوعاً في هذه المصيبة.

بعض أحكام الحضانة 2

- إذا بلغ الصبي سبع سنين عاقلًا خُيّر بين أبويه، أما لو كان مجنونًا فأمه أحق به.

- فأما لو علم أنه يختار أحدهما لتمكنه من الفساد ويكره الأخر للأدب لم يُعمل باختياره.
كمن يختار أمه لأنها تتركه يلعب وتتهاون في تعليمه وتأديبه، ويكره أباه لحرصه على تأديبه وتعليمه.

- إن اختار الصبي الأب يكون عنده بالنهار والليل ولا تُمنع أمه من زيارته ولا يُمنع من زيارتها.

- وإن اختار الصبي أمه كان عندها ليلاً فقط، ويكون عند أبيه في نهارًا، لأن الأب هو من يؤدبه ويعلمه.

- وإذا بلغت الأنثى سبعًا كانت عند أبيها وجوبًا إلى أن تتزوج، لأنه أحفظ لها وأحق بولايتها، وإن كان الأب عاجزًا عن حفظها لاشتغاله أو لقلة دينه وكانت الأم أحفظ لها؛ قُدمت الأم.

- ولا تمنع من زيارة أمها ولا من زيارة أمها لها إلا لو خاف أن تفسد أمها عقلها فيمنعها.

- ولا يترك المحضون بيد من لا يصونه ويصلحه، لأن هذا هو المقصود من الحضانة.

#فوائد_حنبلية 4

بعض أحكام الحضانة 1

- الحضانة شرعا: هي حفظ الطفل غالبًا عما يضره، والقيام بمصالحه كغسل رأسه وثيابه وتحريكه لينام ونحوه.

- والأحق بالحضانة هي: الأم ثم أمهاتها، ثم الأب ثم أمهاته، ثم الجد ثم أمهاته إلى أخر الترتيب تجدونه في المتون.

- لا حضانة لفاسق/فاسقة ظاهرًا، كمجاهر بمعصية ونحوه.

- لا حضانة لمتزوجة بأجنبي عن الطفل، أما لو تزوجت بقريب الطفل كمن تزوجت عمّ الطفل مثلا فلا تسقط حضانتها.

- تزول الحضانة بتنازل صاحبها عنها وتعود إن عاد، كمن تنازلت عن حضانة أبنائها ثم عادت فيرجعون لها.

- إذا أراد أحد الأبوين السفر ويرجع فالمقيم أحق بالحضانة، أما لو سافر يريد السكنى فالأب أحق بالحضانة، قال الفقهاء: لأنه يقوم عادةً بتأديبه وتخريجه وحفظ نسبه.
ومتى اجتمع الأبوان فالحضانة للأم.

#فوائد_حنبلية 3

أخذ الرجل لرأي مخطوبته/زوجته في اختيار تجهيزات البيت وما شابه هو تفضل منه وإحسان إليها، والأصل أن الرجل هو من يختار جهاز بيته.

ويُراعِي في تجهيزه حديث النبي ﷺ: فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان.

قال أبو العباس القرطبي في شرح هذا الحديث:
وفقه هذا الحديث: ترك الإكثار من الآلات والأمور المباحة، والترفه بها، وأن يقتصر على حاجته.

من علامات الدجالين التفاف النساء حولهم، واتباع النساء لهم..

باختصار لما تلاقي: داعية، شيخ، طالب علم، دكتور نفسي، إلخ، أغلب متابعيه ومؤيديه من النساء، وأن كلامه يروق للنساء وموافق لأهوائهن؛ فاعلم أنه غالبا دجال من الدجاجلة...

روى أحمدٌ بسندٍ صحيحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ (أرضٌ مُملَّحَةٌ غير صالحة للزراعة) بِمَرِّ قَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ))
- مسند الإمام أحمد «٢٥٥/٩»

الأحكام الفقهية في كتب الفقه يُرجع لها عند النزاع، والبيوت إنما تقوم وتستمر بالفضل والإحسان.

لا يتصور أن يكون هناك بيت يستمر بزوج أو زوجة لا يتعدون الواجب عليهم، فيقول الزوج لا نفقة علاج ولا طبيب لك عندي وتقول هي لا خدمة عليّ لك.

هذا بيت لا يتصور عاقل أن يستمر أو أن ينبت فيه بين الزوجين زرعٌ من المحبة أو الوُد.

لذلك احترس واحذر كل الحذر ممن كلامها معك في فترة الخطوبة عن أنها "مش ملزمة"، وأخبث منها من تقول لك أنا غير ملزمة ولكني سأفعل.

[اتقي الله يا فاطمة وأدي فريضة ربك واعملي عمل أهلك]
[قصة طلب السيدة فاطمة رضي الله عنها لخادم]

في سنن أبي داود عن ابن أعبد قال:

(قَالَ لِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَكَانَتْ مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ؟ قُلْتُ: بَلَى.)

(قَالَ: إِنَّهَا جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ فِي يَدهَا، وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِي نَحْرِهَا، وَكَنَسَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا)

أثرَ في يدها رضي الله عنها طحنها القمح وحملها للقربة على رقبتها وكنسها للبيت.

(فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ خَدَمٌ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا.)

تأمل هنا أن من أشار عليها هو زوجها وليست هي من أرادت الأمر ابتداءًا.

(فَأَتَتْهُ، فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدَّاثًا، فَرَجَعَتْ، فَأَتَاهَا مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: "مَا كَانَ حَاجَتُكِ؟". فَسَكَتَتْ)

فأتته فوجدت عنده أناس يتحدثون معه، فرجعت في اليوم التالي، تأمل هنا أنها سكتت استحياءًا من أن تطلب من النبي ﷺ خادمًا.

(فَقُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِي يَدِهَا، وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا، فَلَمَّا أَنْ جَاءَكَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِيَ فِيهِ.)

تأمل هنا أن من أراد أن يكون لها خادمًا يقيها حر ما هي فيه هو زوجها!

(قَالَ: "اتَّقِي اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ، وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ، وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ، فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَسَبِّحِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكِ مِائَةٌ، فَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ".)

تأمل قول النبي ﷺ لها "اتقي الله"، وتأمل قوله ﷺ:"أدي فريضة ربك واعملي عمل أهلك" وكأن تلك الخدمة الشاقة كانت هي المعتاد في أهلها رضي الله عنها.

(قَالَتْ: رَضِيتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَنْ رَسُولِهِ ﷺ.)