(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )

قال الطبري:

وقيل: استخف قومه وقهرهم حتى اتبعوه، يقال: استخفه خلاف استثقله، واستخف به أهانه.

إنهم كانوا قوما فاسقين، أي: خارجين عن طاعة الله.

الأخ يظن نفسه النبي ﷺ -حاشاه-، ونحن كعمر في قولنا "فلم نعطي الدنية في ديننا!!"..

يتعامل هو وأشباهه مع أمثالنا باعتبار أننا شباب حماسيون لا نقدر للمواقف قدرها..

أبشر يا بهي الطلة، فعل ذلك من قبلك فلان وعلان، ثم نزلوا الميادين يتلمسون الظهور، ثم خانوهم مع المجرمين!!

ففرغ طاقتك كيفما شئت في أخبار غــرْة وسوريا، وفرغ من حولك من أهدافهم في واقعهم، واقنع نفسك كيفما شئت بأن لك مخططاً وهدفاً أسمى، والحقيقة يعلمها أمثالنا، وستراها بعينك قريباً.

بل وأزيدك من الشعر بيتاً، انقل عن تعذيب السجون لبشار، واترك سجون صغير الحمار..

فيسأل الأفاضل ماذا تريد؟
أريد رجالاً بسمت العلماء الحقيقين لا يشغلون أنفسهم بعيد ميلاد ابنتهم، ولا باخراج مرئيات لا يسمعها ولا يلتفت إليها أحد لأسباب متعددة؛
ثم يتحركون لشباب يثقون فيهم ويقومون قومة رجل واحد فيغيرون مسار الأمة، ويرفعون عنها الذلة.

طيب تنكر عليهم ولا نراك، وماذا قدمت؟
تراه قريباً جداً، وستعرف ماذا أصنع وماذا أُعد، فأبشر..

"ردوها عليّ إن استطعتم"

مشايخ مصر يريدون فتح الشام!!
واسترجاع الأندلس!!
والوقوف على أعتاب فيينا..

كل هذا ولا يستطيعون قول الحق في بلادهم …

أقسم بالله!!!
هذا خرفٌ قد أصابهم، وعته قد استعلاهم، وهروب من واقعهم بدعوى إصلاح بلاد غيرهم، وأقطار غير أقطارهم..

قديماً كانوا يمتدحون بلاد شبه جزيرة العرب بأنها بلد التوحيد، ولا يستطيع أحدهم أن يجلس تحت قدم عالمٍ من علمائهم قدراً حقيقياً من الوقت.

ومن برع من المصريين مكث هناك ولم يرجع كـ عبد الرزاق عفيفي، وعطية محمد سالم..

وظهر الشيخ فلان وعلان وقد اشتهروا واكتنزوا الخير والخيرات من الدنيا، وما رأيت واحداً منهم أرسل ولده يتعلم في موريتانيا مثلاً، أو للهند ليأخذ الأسانيد العالية..
ومن فعل ما سبق، لا يسمحون له بالظهور على قنواتهم وشاشاتهم، إلا بشق الأنفس!!

ألا يحتاج مشايخ مصر -إلا من رحم- دراسة حقيقية!!!

يقول الموكوسون: "مصر ليست سوريا"

ويقول العقلاء الموحدون: "سوريا ليست مصر"
والفارق بينهما عظيم لمن وعى، فالخشية على أهل سوريا من مصير أهل مصر في غير محله، والتاريخ شاهد.

فهم القادة وأهل مصر هم الأتباع شاء من شاء وأبى من أبى، فإن لم تعرف مقامك وطباعك، وتعالت طموحاتك حتى خالفت ذلك، فقد عشتَ في الوهم وأنت الخاسر..

شاهدت مقطعًا قديمًا لأحمد الشرع يتحدث فيه عن "الحسبة" وعن توزيع مهامها ما بين الشرطة والجمارك ومفتشي الصحة ومنظمي المرور إلخ..

وتكلم عن مسألة الإلزام بالآداب العامة وما يحق للسلطة أن تفرضه على الناس، وما لا يحق كأن تلزم الناس بمذهب مخالف لأعرافهم ومذاهبهم مثل إلزام النساء بتغطية الوجه أو بلون معين كالسواد للنساءوهو ليس من أعرافهم ولا من مذهبهم.

وأن مسألة حصر الحسبة في صورة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "السعودية"، وذلك الرجل الذي يمسك سوطا ويمشي يضرب الناس في الشارع فيه خلل في فهم التطبيق ومراعاة أعراف الناس.

المقطع يبين أن هؤلاء الناس ورائهم طلبة علم على دراية وفهم موفق لمسائل السياسة الشرعية، بخلاف مصر وإسلامييها خاصة العوام من مشايخ السلفيين ودعاتهم، الذين لا يعرفون عن تطبيق الشريعة إلا قطع اليد وجلد الظهر، وحصرهم لتطبيق الشريعة في هذا الباب بدون فهم ولا عقل!

حتى أني أذكر مقطعًا في ٢٠١٢ عندما سألت المذيعة أحد كوادر الإسلاميين: الناس تريد أن تعرف ما هو تطبيق الشريعة؟

فلم يجد شيئا يقوله لها إلا: الشريعة دي دينك ودين أمك ودين أبوك.

انشروا الخبر بالمباركة والاستبشار بينكم وبين أهليكم وذويكم!

اجلسوا مع أبنائكم وزوجاتكم وآبائكم وأمهاتكم وعرفوهم بما حدث، لا يلزم أن تخبروهم بالتفاصيل، فقط بينوا لهم بإجمال أن أهل السنة قد فتحوا وحرروا دمشق والشام من أيدي أحفاد المجوس شاتمي الصحابة وأمهات المؤمنين.

عرفوهم على جرائمهم في حق أهلنا، وعن المعاناة التي لقيها أهل الشام من قِبل هذا النظام المجرم.

عرفوهم على الشام وفضلها وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها.

عرفوهم على دمشق ومسجدها الأموي الذي خرج منه من الأعلام والأئمة والعلماء ما لا يحصى.

بشروهم بأن صلاح الشام وفتحها يبشر باقتراب نصر أمتنا.

عززوا هويتنا في قلوب من ترعونهم وقلوب من حولكم.

#بشروا

منشور طويل لكن ستستفيد منه أنك ستعرف طرفا من فساد طريقة المتصدرين في الاستدلال

يقول الأخ المتصدر: قالت ومالي لا أراجعك؟! وزوجات النبي ﷺ يراجعنه؟ مراجعكش أنا ليه يعني؟! ده النبي ﷺ زوجاته بتراجعه وبتناقشه وكدا يعني!
أول ما عمر سمع كدا جه على دماغه مين؟ بنته! فجري عليها أنت بتعملي كدا؟ قالتلته أه بعمل كدا!
والنبي قرشي ومش بياخد بطبع القرشيين، وهنا استدل ابن حجر في فتح الباري ""أن حال القرشيين حال مذمومة"" واستدل بأن النبي ﷺ تحول عنها إلى حال الأنصار...

إلى هنا ينتهي كلام الأخ المتصدر الذي تقول عنه بعض الأخوات: "اسمعوا هذا الشيخ عنده علم"..
مقياس العلم هنا أنها راجعت الحديث!
راجعت شرح ابن حجر المنقول عنه!
غاية المؤهلات أن المقطع جميل يدعو للردح تحت مسمى السنة... وها هو بيان مجمل لما صاغه الأخ من صحيح البخاري وشرح الحافظ ابن حجر:

قاعدة مهمة جدا لازم تاخد بالك منها وأنت تقرأ في كتب السنة؛ ألا وهي أن تروي الحديث بفهم من رواه ليس بفهمك أنت!

الإمام البخاري ترجم الباب الذي فيه هذا الحديث بباب (موعظة الرجل ابنته لحال زوجها) يعني مش باب إباحة الردح للزوجة ولا باب جواز هجر الزوجة لزوجها.. كما توهم طريقة الأخ..

طيب الأخ عمل تجاهل لمقصد الحديث الأساسي -لأنه مش بيأكل عيش- لم ينقل نصيحة سيدنا عمر لابنته:
فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ ﷺ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ؛ فَقُلْتُ: قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ، أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِ الله ﷺ فَتَهْلِكِي؟ لَا تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ ﷺ وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ (أجمل منك) وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، يُرِيدُ عَائِشَةَ.

طيب هل فعلا ابن حجر ذم طريقة القرشيين؟

يقول ابن حجر: وَفِيهِ أَنَّ شِدَّةَ الْوَطْأَةِ عَلَى النِّسَاءِ مَذْمُومٌ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَخَذَ بِسِيرَةِ الْأَنْصَارِ فِي نِسَائِهِمْ وَتَرَكَ سِيرَةَ قَوْمِهِ.
وَفِيهِ تَأْدِيبُ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ وَقَرَابَتَهُ بِالْقَوْلِ لِأَجْلِ إِصْلَاحِهَا لِزَوْجِهَا

هل هنا ابن حجر ذم طريقة القرشيين أم ذم شدة الوطأة على النساء ومدح طريقة الأنصار؟

ابن حجر لم يذم حال القرشيين لأن هذا فيه انتقاص للصحابة القرشيين، بل ذم شدة الوطأة على النساء ومدح الأنصار، وهذا لا يلزم منه ذم حال القرشيين.

لكن لا بأس عند الأخ عشان يلم مشاهدات أن يذم طريقة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من القرشيين لكي تشهد له الأخوات بالعلم والإنصاف.

يلومننا الأغبياء على أننا لسنا في هدوء شيوخهم، وما عرف المنبطح أن بداخلنا نيراناً تأكل الأخضر واليابس ولولا حكمة العلم التي منّ الله علينا بها لكان الحال لن تحمد عقباه!!

فلو كان عند جل متصدريكم رجولة فضلاً عن العلم الحقيقي ما بلغنا حال القهر والذلة والصغار التي نعيشها الآن..

فالحمد لله على إعذارنا لهم وإعتذارنا عنهم بأن هذا غاية ما بلغهم وما بلغوه..

ومما اُبتدع في زماننا أنهم يجمعون أهل العمائم، فينتخبون مفتيًا، ويسمونه رئيس العلماء، ثم تقرره الحكومة مفتيًا، ويحصرون الفتوى فيه، فكثيرًا ما ينال هذا المنصب الجاهلُ الغمرُ الذي لو عُرضت عليه عبارةُ بعض كتب الفروع ما عرف لها قبيلًا مِن دَبير، فنسأل الله حسن العاقبة.

- المدخل لمذهب الإمام أحمد، لابن بدران الحنبلي ص٣٩١.

التعامل مع النسوية -الإسلامية أو غيرها- عن طريق النظريات والتقريرات الشرعية وغيرها طريقة غير منضبطة، ونتائجها سلبية غالباً؛ والواجب توجيه التنظير للشباب لمجابهة الواقع بالعمل لا بالنقاش.

ومن باب الأمانة فإن هذا يحصل الآن وبكثرة، ولذلك أصاب مشايخ النسوية كربٌ عظيم بهذا التطور، ووجدوا أنفسهم بين نارين:-
- نار مجاراة الشباب واحتوائهم، واحتواء طاقاتهم المعرفية التي دحضوا بها كثيراً من أفكار النسوية ومتعلقاتها والمتأثرين بها.
- نار التباكي على قدر التنازلات التي عاشوا فيها، وأنهم بطريقة أو بأخرى قد أصبحوا كمن يسمونهم بالعوام، إذ جميع سلطات بيوتهم في أيدي نسائهم.

والمفاجأة الأكبر في الفترة القادمة، هي رضوخ كثير من النساء لدحض النسوية والانكسار بالواقع، والتسليم للمعقول والشرعي المنقول، فحينها لن يجد هؤلاء المتصدرة سبيلاً غير الرضوخ لقول النساء كذلك.

وهذا مع ميزته إلا أنه يبين أن هذه المجتمعات تربت تربية خاطئة فيما يتعلق بالنساء؛ ووجود الرجال الحقيقيين قلة سواء في صف العلماء وطلبتهم أو من هم دون ذلك.