اعتقد ان الدنيا تغالبك و قد تغلبك احياناً اكثر، حتى تغلبها مرة .. فيتغير كل شيء !

لا تحقق الذات تكاملها و وحدتها الا من خِلال حرية الاختيار، لان امكانية الاختيار تقتضي الحرية، و هو الغِنى الخالص الذي يجعل المرء غير مدينٍ لغيره، و يجعله أغنى من العالم بأسره، أن يكون نفسه .. يختار نفسه .. يسترد نفسه.

-مدخل الى العلاج النفسي الوجودي/ بتصرف

صحيح جداً ان كل شيء في هذا الوجود مرحلي و متغير وهذه فكرة حتمية تطال كل شيء، بمافيه نحن، و لكلٍّ منا نصيب من الآخر، ينقضي بإنتهاء الفترة المقدرةِ لنا في حياة بعضنا .. و هذه سنة الحياة كما يُقال، ولكن قلبي يجد صعوبةً في فكرة أني اراك و أرى نفسي على الجانب الآخر ، كلٌّ منا و قد وصل الى حيث حلُمنا سوياً، دون ان نكون قادرين على مشاركة بعضنا فرحة الوصول والإهتداء بعد الشتات و لذّة بلوغ المُنى، اليس هذا ابسط شيءٍ تقدمه لنا الحياة بعد ان ترقبنا سوياً؟

"ﺃﻣﺎ ﻛﻔﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﺃﻟﻘﺎﻩُ ﻣﻦ ﺯﻣﻨﻲ
ﺣﺘﻰ ﺃﻏﺎﻟﺐَ ﻓﻴﻚَ ﺍﻟﺸﻮﻕَ ﻭﺍﻟﺰﻣﻨﺎ

ﺇﻧﻲ ﻭﺇﻳﺎﻙَ ﻛﺎﻟﻤﻨﻔﻲِّ ﻋﻦ ﻭﻃﻦٍ
ﺃﻱُّ ﺍﻟﺒﻼﺩِ ﺭﺃﻯ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻪِ الوطنَا"

اللهم حبك و شواهد حبّك و معيتك ♥️

يغدقني والدي بمحبةٍ و لين تجعلني افكر احياناً، "هل من الممكن ان اكون محبوبةً اكثر؟" اعتقد ان الجواب لا! ولو احبتني جموع البشر كاملة، و ليس بالكمّ إنما بالكيف، انا على يقين بانني و ان تلقيت حبّ الكون كاملاً لن يوازي شيئاً مقابل كفة محبته الخالصة التي استحالت الى شيء ارى من خلاله كل شيء ، أفكر أيضاً، هل سأكون قادرة على تقديم محبة مشابهة لأبنائي؟ و تعجزني هذه الفكرة جداً لاني اعي انه والدٌ لا يأتي الزمان بمثله و ان اجتهدت، هذا الشعور يجعل التعبير احياناً شيئاً عصياً جداً، الا انني احاول، اليست الحياة عبارةً عن محاولات اصلاً؟

تحية طيبة ..
استمع الى معزوفة نصير شمة "رحيل القمر" و هي من الاشياء التي تعيدني في كل مرةٍ الى نسخة احبها مني، أعلم يقيناً انها لن تعود. ولكن استمتع بكونها مرّت ولا زال يوجد فيّ منها الكثير، اتذكر اول مرة استمعت فيها لهذه الرائعة و اول مرةٍ شاركتها مع احدهم ، كانت ليلة صيفية من الليالي التي تدرك بعد مُضي عمرك انها لا تتكرر، قبل ٤ اعوام بالضبط و ياللمصادفة في مثل هذا الشهر ،كنت اجلس برفقة ابنة خالتي و نتنافس أي منا يشارك اجمل المعزوفات و هزمتها بجدارة عندما وصل الامر لرحيل القمر فانتهى بها المطاف منسحبة، او هذا ما تصوره لي ذاتي المعتدة جدًا باختياراتها الموسيقية، لاحقاً قمت بمشاركتها مع صديق عزيز جداً و أرفقت " هذه المفضلة بالنسبة لي" واذكرها جيداً حيث انها المرة الوحيدة اللتي شاركتها فيها، ولا زالت مفضلة،و تعيدني اليّ، اشتاق نفسي يا نصير .. و يضنيني هذا الشوق اكثر من اي شيء مُضني في هذا الوجود ، استمع الى المعزوفة و اعود لنفسي و للوراء شيئاً فشيئاً و بكل ما تحمله العودة المجازية من ثقل الا انني لا انفك عن تجربة العودة مراراً و تكراراً … من خلال الموسيقى والسطور و الاصدقاء ومشاركة الذكريات وكل ما يمكن ان يهبني شيئاً من ذاتي التي لا استطيع ان اقول بأنها فُقدت، فلا زالت هنا في مكانٍ ما و بطريقةٍ ما … اشعر بها ولكن بشكلٍ آخر و مختلف، ليس سيئًا ابداً، انما ينقصني ان اعرفه او اعتاد عليه، و ان كُنت لم افقدها حقاً ، فلِم كلّ هذا الشوق؟ … و رغم ان المعرفة تختلف عن الاعتياد الا انني ارجو ان اهتدي إليّ في ظِلال شيء من هذين الاثنين فقط

https://on.soundcloud.com/x3vz4G9kqB9LdBjC7

"فبِتَّ بلاداً وراءَ الحدودِ

وبتُّ فؤاداً تشهّى العناقَ"

https://on.soundcloud.com/cDdRKgEWLZWJZL1s8

"إني رأيتُك تُماثل حُسن الدنيا وأحوالها، فإنك لو جريت في الأرض فأنت النهر، ولو رُفِعت فالقمرُ آواسط الشهر، ولئن صُيِّرت طبعًا شاكلك النَّقاء، وإن شُبِّهت بيومٍ فيومُ اللقاء، يا أمنية من فدى وتشوَّق، وغاية من أحبَّ وتذوَّق"