بعض الناس هَني، هَني مثل شربة ماء بارد في يوم حار، ما تتعب معه ولا يتعبك، الحديث معه عذب، والاعتذار منه سهل والطلب منه دربه ممهّد، ما يعاتب ويتشره، يعطيك من نفسه وهو فَرِح، الخلافات معه قليلة ورضاه سهل، وكل شيء معه يجري لا يعرف التعقيد . .

سل الله دومًا أن يجعلك مُباركًا أينما كنت، فإن كنتَ مُباركًا فقد حُزت الخيرَ كُله، فيجعل الله القليل منك كثير، وتكون مُباركًا في سمعك وبصرك وعلمك، حتى أحاديثك العابِرة يكون لها أثر، ولا تأوي إلى مكان إلا ويشعّ منه النور و الخير و البركة . .

النِّعَم إذا شُكِرت قَرّت، وإذا كُفِرَت فَرّت، ومن ضيع شُكر النِّعَم، حَلت به النِّقَم.
‏لك الحمد ربي حمداً يزيدنا منك فضلاً وخيراً وبركةً، ورضاً منك . .

مع كل حالة وفاة أراها أو أعايشها أو أسمع عنها أزداد يقينًا بأن الموت حق، وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى، وأن الحياة أدنى من أن نتكالب عليها، أو نتلهّى بها عن الطاعات، أو أن نتفاضل فيها بمالٍ أو جاه أو مغريات ومكتسبات دنيوية زائلة . .

يا وهَّاب هَبْ لنا الهداية، حتى تبتعد خطواتنا عن كل مايُغضبك وتقترب خطواتنا من كل مايُرضيك، اجعلنا في معيَّتك لاخوف ولا فزع، مُحاطين برعايتك الإلهية، آمنين مُطمئنين هانئين . .

﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾
‏سبحانك رب الصباح، والنور، والأمل الذي يتنفس به كل يوم، بأن الليالي المظلمة لا تنجب إلا نور الصباح وإشراقته، فاجعل لنا من شروق كل يومٍ نصيب، واجعلنا في هداية نورك، ننعم في فضلك الواسع . .

اللهمَّ سخِّر لنا الخير، وسخِّرنا للخير، واجعل حالنا من خيرٍ إلى خير، واحفظ علينا النعم وباركها و زِدها يا واسع الفضل . .

الأيام الهادئة نعمة، يمضي يومك وأنت ترفل في نعيم اللحظة الهادئة والمزاج الصافي، خالٍ من التشويش والكدر، لا شيء غير الرضا يستقر في قلبك، ولا شيء غير التسليم يجعلك تعيش هذه اللحظة . .

ونسألك عمرًا من اليُمن والبركة والرحابة، وحظًّا في توالي النعم، وعافيةً في المال والأهل والأبدان والأرواح، وعوضًا وفيرًا يفيض على ندوبنا بالبشائر والرضا . .