صوم يوم عرفة
فَائِدَةُ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ.
جَاءَ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ وَجْهَاً أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بِصَومِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، بَلَ جَاءَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ كَابْنِ عَبَّاسٍ، وَهْنْدِ بْنُ أَسْمَاءَ، وَأَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَغَيْرِهِم، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
مَنْ كَانَ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصَابَ مِنْ غَدَاءِ أَهْلِهِ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ.
وَهَذَا كُلُّهُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانَ، قَالَ ﷺ:
«هُوَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللهِ، مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ»
وَثَبَتَ أَنَّهُ ﷺ قَالَ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ».
أَيْ مَعَ العَاشِرِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خَالِفُوا الْيَهُودَ، وَصومُوا التَّاسِعَ وَالعَاشِرَ.
كثر على مواقع التواصل الإجتماعي مقاطع فيها أن الله ينزل يوم عرفة؛ فأقولُ: ها هنا فائدة حديثية:
كل حديثٍ فيه أن الله ينزل يوم عرفة، لايصح ؛
وإنّما جاء الحديث بلفظ: يدنو ؛ وليس : ينزل!.
وفرق بين النزول والدنو.
فقد روى مخرمة بن بكير عن أبيه عن يونس بن يوسف عن ابن المسيب عن عائشة ( رضي الله عنها) أنَّ النبي ( صلى الله عليه وسلم) قال: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ.
هذا الحديث أخرجه أحمد ومسلم وغيرهم ؛ وهو حديث ظاهره الصحة.
وفِي إسناده غرابه وأعل اصله ابن معين والبخاري بعدم سماع مخرمة من أبيه.
ما روي في يوم القر ( ١١\ ذي الحجة )
حديث: أعظم الايام عند الله يوم النحر ثم يوم القر.
منكر اعله البخاري واستنكره الطبراني.
وفيه انقطاع ثور بن يزيد لم يسمع راشد بن سعد كما قال الامام احمد.
وأثر أبي موسى في استجابة الدعاء يوم القر .
لا يصح.
وتبقى هذه ايام ترجى فيه رحمة الله فلا يترك الدعاء.