بسم الله الرحمن الرحيم

مع سمو الفخر وعلو الاعتزاز تزف المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله شهيدها (أبو حيدر الخفاجي)، ليلتحق بقافلة النور، إثر اعتداءٍ صهيوني فجر اليوم، أثناء أداء مهامه الأمنية بعنوانه أحد المستشارين الأمنيين في دمشق.

إن شهيدنا الغالي من المجاهدين المتصدين لعصابات التكفير الوهابي التي اجتاحت أرض سوريا، ومن المدافعين عن مرقد السيدة زينب (عليها السلام)، حينما أرادت هذه العصابات تدنيس حرمها الشريف، وممن نالوا شرف المشاركة في حماية المقدسات بالعراق، وهزيمة داعش من البلاد.

إننا في الوقت الذي نعاهد الله فيه على الاستمرار بدعم الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة والضفة، نعزي عائلة الشهيد الكريمة، ورفاقه ومحبيه، سائلين المولى أن يمن عليهم بالصبر والسلوان، وأن يلحق شهيدنا بالنبيين والصّديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

بسم الله الرحمن الرحيم
نبارك لمجاهدي محور الحق العملية البطولية للمقاومة الإسلامية في الأردن صباح اليوم ضد القوات الصهيونية، ما أدت الى مقتل ثلاثة منهم في معبر اللنبي الحدودي بين فلسطين المحتلة والأردن.
إن عملية اليوم تؤكد أن دعم الشعوب الحرة في المنطقة للشعب الفلسطيني المظلوم لا ينقطع، مهما بلغت التحديات والمحددات وطغيان الأنظمة المستبدة.
الرحمة والخلود للشهيد الذي ارتقى في هذه العملية، ولجميع شهداء الإسلام الذين ارتقوا في معركة الحق ضد الباطل، (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

المقاومة الاسلامية
كتائب حزب الله

(تقبل ندفنك بالدشداشة)؟

ما تزال ذكراه عالقة في ذهني، كأنّ ما حصل معي قبل سنوات عشر مرّت قد حصل قبل أسبوع واحد وربّما أقلّ.

لقد كنّا ثلاثة مجاهدين منخرطين ضمن تشكيلات الح.ش.د الش.ع.ب.ي المقدس أحدهم الأستاذ جهاد الجوراني والآخر الشيخ صالح الشريفي وأنا.

المكان: منطقة دويليبة، ربّما تقع بين منطقتي الفلوجة وأبي غريب.

الزمان: تقريبا ٢٥ آب ٢٠١٤ الساعة الرابعة عصراً تقريبا.

الحدث: انتهى الواجب الذي كنّا ملزمين به معا، وانقضى وقت مرابطتنا في الساتر الذي يفصلنا عن الد.و.ا.ع.ش، والذي استغرق الليل بطوله، فنحن الثلاثة كنّا قد اتخذنا قرارا بعدم النوم ليلا وتعويض ذلك بالنوم لساعتين أو أكثر قليلا في النهار وكفى.

وبعد أن انتهينا من الاغتسال في ماء مودع داخل براميل قديمة وغسلنا ملابسنا العسكرية التي كان كل واحد منا يمتلك قطعة واحدة منها فقط، ولما كان الجو حارا ولا نوبة واجب علينا ساعتها وملابسنا العسكرية معلقة على جذوع النخل وهي تقطر ماءً، ارتدى كل واحد منا (دشداشة) وجلسنا تحت ظلال بعض الأشجار وقد وضعنا (قوري الشاي) على مجمر خشب.

وفجأة لمحت سيارة نوع (بيك أب) بيضاء اللون، وقد توقفت على بعد عدة أمتار منا، ونزل منها رجل فيه جميع صفات الرجال الغيارى وهو يرتدي ملابس عسكرية جميلة، وما إن نظر إلى ملابسنا التي صلبناها على جذوع الأشجار المتناثرة ونحن نوشك أن نصب الشاي حتى نزل وسلّم وجلس عندنا وسأل: (عدكم چاي)؟
ـ ابشر.
- مساكم الله بالخير.
- مساكم الله بالخير والعافية.
- ما تعرفنه على جنابكم.
- عمي رحمه على والديكم، شنو جنابكم؟ آني فد مجاهد زغير بالح.ش.د. وانتم منو؟
- يعني ما مبين منو احنه؟ هم مجاهدين مثلك.
- مجاهدين لابسين دشاديش چنكم د.و.ع.ش. هاي وين صايره.
اخذنا الضحك جميعا، ثم بادرته بالقول:
- نحن لا نمتلك الا قطعة واحدة من الملابس العسكرية وقد اتسخت بالكامل، وهذه فترة استراحتنا، والكلام بيننا وبينك لا يوجد رقيب يمنعنا أو حتى يشاهدنا.
- ضحك كثيرا وضحكنا معه، ثم شربنا الشاي وجلس معنا قرابة نصف ساعة بعد أن علم أننا جميعا مدرّسين استثمرنا العطلة الصيفية ولبينا نداء المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف.

وبعد حوار جميل جدا معه تخللته معلومات عامة عن المنطقة ودور المجاهدين وغيرها قام وهمّ بتوديعنا قم قال لنا: بالله عليكم لا تلبسون (دشاديش) هنا.
- ليش حجي رحمة لوالديك؟
- آني أكلكم ليش: لا سامح الله إذا أنتم جالسين وسقط عليكم صاروخ أو هاون واستشهدوا لا سامح الله، وانتم تعرفون الشهيد يندفن بملابسه العسكرية، شلون يكون حالكم؟ الله وكيلكم إذا نوديكم لاهلكم شهداء و يفتحون التابوت بالبيت ويشوفونكم بالدشاديش إلا نسوانكم تگول: هذول لا شهداء ولا بطيخ چانوا يتونسون مدري يم نسوانهم الثانية، وحتى وانتم شهداء ما تخلصون.
والله وبالله وتالله ضحكنا معه من كل قلوبنا وسكن في قلوبنا، ثم قال: أي حاجة عندكم ما دمتم هنا أيها المعلمون المحترمون فأنا خادم لكم فقط قولوا: نريد (الحاج أبو إيمان) وسلم علينا ومضى كأنه ملاك.

جلسنا بعدها فقط نتذكر كلماته ونضحك تارة ونتعجب من كثرة المعلومات التي يحملها تارة أخرى.

في يوم ٣٠ آب كان يوم إجازتنا ونزولنا للبيت، ولما كانت السيارات تقلّنا إلى المقرّ الرسمي حيث السيارات تقلّنا إلى كراج النهضة، صُعقنا والله ونحن نرى صورة صاحبنا معلّقة على باب المقرّ وقد كتبوا تحتها الشهيد القائد الكبير أبو إيمان علي معيبد الگرعاوي استشهد بتأريخ ٢٩ آب بعد مواجهة مباشرة مع الد.و.ع.ش.

بكينا حينها وتبين بعدها أنه قائد المحور بالكامل، رجل يحسب له الاحت.لا.ل الأمر.ي.كي ألف حساب بعد أن أراهم الويل ثم الاحت.لال الدا.ع.شي الوهاب.بي.

سلام الله على روحك يا أبا إيمان وعلى أرواح المجاهدين في كل زمان ومكان ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا)

في الوقت الذي نعرب فيه عن تأييدنا للعمليات الجهادية في عمق العدو الصهيوني لا سيما عملية يافا للإخوة في يمن الشجاعة والصمود، نبارك لقادة محور المقاومة ومجاهديها هذه العملية النوعية التي حطمت بقايا غطرسة الكيان، وزادت من إذلاله بعد تلقيه العمليات النوعية، والضربات الدقيقة للمقاومة الإسلامية في لبنان العزيز التي أوقعت به الخسائر والانكسار، نصرة لفلسطين.

إن عمليات محور المقاومة غدت أكثر تأثيرا في جبهات المواجهة مع الكيان، وإن رجالها على أتم الجهوزية والاستعداد إذا ما وسّع العدو ساحة الحرب.

إن الكيان الصهيوني وداعميه من الأمريكان والأعراب لا سبيل أمامهم سوى الرضوخ لإرادة الشعب الفلسطيني الصامد، ودون هذا لن يحصدوا غير الذلة والانكسار بعونه تعالى.

المقاومة الاسلامية
كتائب حزب الله