الذي لا يرتد بعد هذه البلاءات عن دينه، فإنّ الله يُحِب ذاته؛ فبالنتيجة يُحب صفاته، يُحب أفعاله.

ما هي فائدة أن الله سبحانه وتعالى يُحب الإنسان؟

له فوائد لا تحصى. لا تعد لا تحصى. تجعل الإنسان كما أنّه في الظروف العادية، بلا ابتلاء، يتقرّب لله سبحانه وتعالى بالنوافل، تجعله يتقرّب لله بالفرائض. هذا موضوع مهم. تجعله قريبًا لله سبحانه وتعالى لا بالنوافل، لا بأداء النوافل، لأن القُرب لله سبحانه وتعالى، بأداء النوافل هذا فعل العبد، هو يتقرّب، "لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل..." هو العبد يتقرّب، أمّا القُرب بالفرائض، لا، الله سبحانه وتعالى يتقرّب من الإنسان.

الابتلاءات تُوصل الإنسان إلى هذا المستوى. فالإنسان بين خيارين، إما أن يلتفت لآلام الابتلاءات بإرادته وباختياره، ولا يُريد، أصلاً لا يُريد أن يتوجّه لله سبحانه وتعالى، لا يُريد هذه الحالة المعنوية، لا يُريد أن يُحبُّه الله. هذا عين الخسارة، هو مُبتلى من جهة، ومن جهة أخرى، لا يُريد هذه العطيّة الإلهية.

وأحيانًا لا، الإنسان يعرف أنّه في بلاء، لكن مُمتلئ بالامتنان لله سبحانه وتعالى، لأنّ الله هو الذي يتقرّب منه.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُشركنا في صالح أعمالكم. نحن محتاجون أن تشفعوا لنا، هذه الأُمّة محتاجة إلى من يَقيها عذاب نار جهنم، كما أنّكم الآن قاعدين تقون الأُمّة من تحمُّل هذه الابتلاءات، كذلك الأُمّة محتاجة يوم القيامة تشفعون لها، وإلا باءت في الخسارة والخذلان في الدارين، في الدنيا وفي الاخرة، وما يضرُّكم أن تكونوا شفعاء.