١٦|ديسمبر

قبيل بداية يومٍ جديد،
لقد كان هذا اليوم حافلاً بالمسرات والتعب، لكن في نهايته أشرقت روحٌ جديدة علينا، أضافت سكراً لأيامنا المرّة، أهلاً بكَ فرداً جديداً وحفيداً أول لعائلتنا الممتدة💙.

والحمدلله على سلامة إبنتنا الغالية، جعله الله فخراً وذخراً للإسلام والمسلمين.

"رجل من أهل الجنة، كأن نزل منها، والآن يعود إليها، سلامًا يا روحَ روحِ الروح."

"وتدركك الأيام بحقيقةٍ كُنتَ تفرُّ منها، بأن الآجال أقرب مما يَخطر على بالك، وأسرع مما يجري في وهمك. تصبح على خبرٍ يثقل القلب: شهيد ارتقى، وتمسي على خبر آخر: روحٌ غادرت الحياة… وكأن الأرض تُهيّئك لوداعك، تخبرك بصمتها المُرهف أن دورك آتٍ لا محالة. لا تدري، أهي أيام تُطوى في انتظارك؟ أم لحظات تتساقط كالرماد في كفّ الزمن؟

﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾
[الأعراف: 185].

تخطفك الآية من تيهك، تدفعك للتفكر في السماء المتعالية، في الأرض المثقلة بالبشر والمخلوقات، فيك أنت، كائن صغير يركض وراء أشياء أكبر منه ثم يدرك فجأةً أن العُمر أقصر من أن يُدركها.

حين تتدبّر، تصغر في عينيك الدنيا بكل عظائمها، بكل ما كنت تراه هائلاً عظيماً، فلا يبقى فيك سوى يقين بأنّ كل ما يمضي هو ظلٌّ زائل، وأن الخلود لا يكون إلا هناك، حيث لا موت ولا فناء.

فاللهم، ارحم أرواحنا التي تخشى لقياك إلا برحمتك. أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، ونجنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، واختم بالصالحات أعمالنا. اجعل وفادتنا إليك وفادة مكرَّمة، يوم نمضي إليك ضعفاء لا نملك شيئاً إلا حبّنا لك، وخوفنا منك، ورجاءً لا يخيب. يا فاطر السماوات والأرض، أنت ولينا في الدنيا والآخرة، توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين الذين ينادَون يوم لقياك: ﴿ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ﴾ [الأعراف: ٤٩]"

يا شباب سوريا: حافظوا على روح النصر، ولا تنكسروا لرؤية الآلام، فالمُحبَط لا ينهض.
سَقَط النظام المجرم، وخرج آلاف المعتقلين، وتحررت البلاد، وسيعود المهجرون وستُغلَق كثير من المخيمات، وهذا كله فوق الخيال؛ فالحمد لله، ونسأل الله أن نرى قريباً القصاص من الظالمين المجرمين لتشفى الصدور وتطمئن القلوب.

انطلقوا بكل همة وتفاؤل وأمل لبناء البلد وحمايته وإحقاق الحق والعدل وكلمة الإسلام.

اللهم حطّم الأقفال العنيدة،
واكسر رهبة الخوف في صدور القلوب الشريدة..

-أسامة الشجراوي.

الحمد لله إنت صليت الفروض كلها.
بتجاهد مع السنن شوية بشوية وربنا يثبتك.
بتحاول تخرج من يومك نضيف؛ لا غيبة ولا نميمة ولا مجاهرة بمعصية ولا ذنب خلوة.
تصدقت آخر الشهر وربنا يكرمك بتتصدق كل ما يتوفر معاك قرشين.
بتحاول تكون في حالك ميشغلكش حد تاني ويلهيك عن عزائم أمورك.
أذكار صباحك ومسائك اعتدت عليها الحمد لله كل يوم.
وردك من القرآن بتلاقي له وقت لأنك إنسان مدبر وعاقل وعارف يعني إيه قيمة الوقت.
لسانك حلو مع الناس.
بتحاول تصلح في دايرتك على قد ما تقدر، وفي نفس الوقت مش بتدخل في خصوصيات غيرك ولا بتفتي في شيء بدون علم.
وجهك بشوش رغم كل حاجة.
كل اللي فات ده إنت بتخلصه لوجه الله وتجدد النية باستمرار، وأي عمل خير إنت بتخلقه لوجه الله.
الحمد لله أنت مؤمن صالح وربنا يجازيك الخير والجنة ويصبرك على الحاجات دي.

-إسلام منصور.

«إن التسليم لله هو الطريقة الإنسانية الوحيدة للخروج من ظروف الحياة المأساوية التي لا حل لها ولا معنى، إنه طريق للخروج بدون تمرد ولا قنوط ولا عدمية ولا انتحار.. إنه شعور بطولي (لا شعور بطل) بل شعور إنسان عادي قام بأداء واجبه وتقبل قدره».

-علي عزت بيجوفيتش.

"الغيمُ حتمًا
ينجلي
والشَّمسُ في
جوفِ الظلامِ
ستنتصر."

ما السبيل إلى التركيز على ما هو مفيد وترك الزفت النت ده !؟؟

ج/ يمكن أن نوجز الإجابة في هذه النقاط المهمَّة؛ فيما أحسب:

• بأن تعلم أن العمر قصير جدًّا ولا يحتمل أن تضيِّعه في (الانترنت) ومواقع التواصل!

• فكِّر يا أخي ماذا لو كنت استغليت هذه الساعات - بل أقول الأيام - التي ضاعت في اللاشيء؟! ماذا لو كنت استثمرتها في إنجاز أمرٍ نافع في أي مجال؟
والله لكنتَ أنجزت أمورًا قد تراكمت عليك الآن وأنت نادم على هذه الساعات الضائعة، فها هي ساعات من عمرك ما زالت أمامك فاستغلها قبل التحسُّر عليها كما نتحسر على أخواتها السالفات!

• ضع خططًا وأهدافًا واقعية لحياتك، ثم اجعل هذه الأهداف في صورة مهامٍّ مصغَّرة في اليوم الواحد، وانظر ماذا تنجز منها في يومك ثم لتعلم أن من أراد أن يعرف كيف سيمر عليه عمره، فلينظر كيف يمرُّ عليه يومه؛ فتنبَّه!

• مِمَّا تتكرر منه الشكوى أنه أثناء إنجاز هذه المهام الذي وضعتها لليوم (ولتكن أثناء المذاكرة مثلًا) قد تتذكر أنك كنت تريد فعل كذا وكذا ولم تفعله أو كنت تنوي أن تتصل بفلان ونسيت؛ فلتكن جنبك ورقة تكتب فيها هذا الذي تريد فعله، فإذا انتهيت من المذاكرة فاقرأ الورقة وافعل ما كنت تنوي فعله.
لكن لا تقطع ما تنجزه لفعل ما تذكرت أبدًا، اللهمّ إلا في الضرورة، وهي عارضة.

• خصِّص وقتًا محدَّدًا (للإنترنت ومواقع التواصل) ولتكن نصف ساعة مثلًا، ولو شئت قسَّمت هذه المدة على اليوم = فحسن.
يعني ١٠ دقائق في أول اليوم ومثلها في نصف اليوم ومثلها قبل أن تنام، بحسب ما ينفعك.

• في غير هذا الوقت المحدد = ابعد عنك (الموبايل - اللاب) تمامًا، فليكن في درج أو في غرفة أخرى ونحو ذلك.
ولا تقل: سأكتفي بضبطه على وضع الصامت! ابعده عنك تمامًا إن أردت إنجاز ما تريد!

وبعد، فاعلم - يرحمك الله - أنك مثاب مأجور إن شاء الله على حرصك على المفيد فعله ولو كان أمرًا مباحًا إن نويتَ به نيةً حسنة، والنِّيَّة أبلغ من العمل!

وفقكم الله.

مؤمن المشتاوي