إيّاكَ أنْ تَزنِيَ بامْرَأتِكَ!

قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-:
"أيُّما رجلٍ تَزَوَّجَ امرأةً على ما قَلَّ مِنَ المَهْرِ أوْ كَثُرَ ، ليس في نفسِهِ أنْ يُؤَدِّيَ إليها حقَّها ؛ خَدَعَها ، فماتَ ولمْ يُؤَدِّ إليها حقَّها ؛ لَقِيَ اللهَ يومَ القيامةِ وهوَ زَانٍ ، وأيُّما رجلٍ اسْتَدَانَ دَيْنًا لا يُرِيدُ أنْ يُؤَدِّيَ إلى صاحِبِه حقَّهُ ؛ خَدْعَةً حتى أَخَذَ مالهُ ، فماتَ ولمْ يَرُدَّ إليهِ دِينَهُ ؛ لَقِيَ اللهَ وهوَ سارِقٌ" .

⚘الرّاوي : أبو ميمون الكردي | المحدّث : الألباني |
المصدر : صحيح الترغيب.
الصفحة أو الرقم: (١٨٠٧).
خلاصة حكم المحدث : صحيح.

⚘شرح الحديث:
حثَّ الشَّرعُ الحَكيمُ المُسلِمينَ على الوَفاءِ والصِّدْقِ في المُعامَلاتِ، وبيَّنَ سُوءَ الخيانةِ وعَدَمَ أداءِ الحُقوقِ لأهْلِها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-:
"أيُّما رَجُلٍ تَزوَّجَ امرأةً" بعَقدٍ صَحيحٍ وأركانٍ كامِلةٍ، "على ما قَلَّ من المَهْرِ أو كَثُرَ" فَرَضَهُ لها، وجعَلَ جُزءًا منه أو كُلَّهُ مُؤخَّرًا بعدَ أنْ دخَلَ بالمرأةِ.
والمَهرُ: هو المالُ الَّذي يَجعَلُهُ الرَّجُلُ للمَرأةِ بما استحلَّهُ من فَرجِها، "ليس في نَفسِهِ أنْ
يُؤدِّيَ إليها حَقَّها؛ خَدَعَها" بالتَّحايُلِ عليها أوَّلًا لِيَتِمَّ الزَّواجُ.

ثُمَّ إنَّه تَعمَّدَ وأخْفى في نَفسِهِ ألَّا يُعطِيَها هذا المالَ الَّذي هو في الأصْلِ كالدَّينِ بتَملُّكِهِ للمرأةِ والدُّخولِ عليها، "فماتَ، ولم يُؤَدِّ إليها حَقَّها" من المَهرِ الَّذي اتَّفَقَ عليه مع وَلِيِّها، "لَقِيَ اللهَ يَومَ القيامةِ وهو زانٍ"؛ لأنَّه استحَلَّ فَرْجَ امرأتِهِ؛ ولم يُؤَدِّ إليها حقَّها في المَهرِ، وهو من أحقِّ الشُّروطِ وأوْلاها بالوَفاءِ.

⚘وقد قال النَّبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ- في الحَديثِ المُتَّفقِ عليه: " إنَّ أحقَّ الشُّروطِ أنْ يُوفَّى به ما استَحْلَلْتُم به الفُروجَ"، وقال تَعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:٢١].

⚘وهذه الخَديعةُ لا تَتَّفِقُ مع الوَفاءِ والمَودَّةِ والرَّحْمةِ، أمَّا الزَّوْجةُ فلا إثمَ عليها.
ثُمَّ قال النَّبيُّ- صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ-: "وأيُّما رَجُلٍ استَدانَ دَينًا" بأنْ أخَذَ مالًا من غَيرِهِ على سَبيلِ الدَّينِ، "لا يُريدُ أنْ يُؤدِّيَ إلى صاحِبِهِ حقَّهُ؛ خِدْعةً حتى أخَذَ مالَهُ" بأنْ أخَذَ المالَ وانتَفَعَ به، وكانت نِيَّتُه أنْ يَخدَعَ صاحِبَ المالِ، ولا يرُدَّ إليه مالَهُ، "فماتَ، ولم يرُدَّ إليه دَينَهُ؛ لَقِيَ اللهَ وهو سارِقٌ"؛ لأنَّه أخَذَ المالَ بغَيرِ حقِّهِ، ولم يرُدَّه إلى صاحِبِهِ مرَّةً أُخرى، وهذا يُشبِهُ فِعلَ السَّارِقِ، فكان جزاؤُهُ أنَّه يُحشَرُ أمامَ اللهِ وهو سارِقٌ يَومَ القيامةِ.

⚘وقد روى النَّسائيُّ أنَّ النَّبيَّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: " لو أنَّ رجُلًا قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ، ثُمَّ أُحْيِىَ، ثُمَّ قُتِلَ، ثُمَّ أُحْيِىَ، ثُمَّ قُتِلَ، وعليه دَينٌ، ما دخَلَ الجَنَّةَ حتَّى يُقضَى عنه دَينُهُ".
وهذا كُلُّه من خيانةِ الأمانةِ، وأكْلِ حُقوقِ النَّاسِ بالباطِلِ
في الدُّنيا، فكانَ الجزاءُ غَليظًا عِندَ اللهِ تَحْذيرًا من مِثلِ هذه الأفْعالِ .

مامعنى:(أضحك الله سنك)⁉️

إذا ضَحِكَ أحدُهم وقيل له: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ، فإن المراد به: أَدَامَ اللهُ سُرُورَكَ المُسَبِّبَ لِضَحِكِكَ.
فهذا دعاءٌ بالضحك، وأُرِيدَ به السرور الذي يترتب عنه الضحك. وقد تم ذكرُ السِّنِّ لأنها عند الضحك تكون بارزة.

قال ابن حجر العسقلاني: (قَوْلُهُ "أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ" لَمْ يُرِدْ بِهِ الدُّعَاءَ بِكَثْرَةِ الضَّحِكِ بَلْ لَازِمَهُ: وَهُوَ السُّرُورُ، أَوْ نَفْيَ ضِدِّ لَازِمِهِ: وَهُوَ الْحُزْنُ.)
(فتح الباري 47/7)

وجاء ذكر ذلك الدعاء في هذا الحديث:

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ.
(رواه البخاري 3294 ومسلم 2396)

-
من سوء الأدب مع الله أن يظن العبد أن الله قد ظلمه، فتراه إذا أصابته مصيبة، أو ابتُلي بمرض، أو نقص ماله أو ولده، يجزع ولا يرضى، وكأن الله قد جفاه وظلمه. ولكن الله سبحانه يقول: (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)، فلا يظلم ربك أحدًا أبدًا، وإنما هي ذنوبك تعود عليك.

قال الحسن البصري رحمه الله:
إن الرجل كان يشاك الشوكة، فيقول: إني لأعلم أنكِ بذنب، وما ظلمني ربي عز وجل.

فتأمل هذه القلوب التي كانت ترى أدنى مصيبة على أنها تذكير بذنوبهم، وليس شكوى أو اعتراضًا على عدل الله وحكمته. فكيف حالنا اليوم مع مصائبنا؟
......

اتمنى ان تسمعوها .

@M00cd86742e107BOT

@prince146817BOT

تَرْجُو الشَّهَادَةَ ڪاذِبـاً إِنَّ أَنْتَ لَـمْ ،
تَقتَّحِـم غُبَارَ النَّقْـعِ يَوْمَ طِعـانِ..!

إِنَّ الشَّهَادَةَ لَا تَجِيءُ لِنائِمٍ
بَلْ تَلْحَقُ الشُّجْعَانَ فِي المَيـدَانِ .

" تَرَاهُم إلى العَليــاءِ طاروا هُيـاما
إِلى جَنَّةِ الفِردَوسِ شدُّوا الزِّماما ".
......

لماذا شبّه الله - سبحانه - الدّنيا بالماء .. ؟

عند قوله تعالـﮯ : “واضرب لهم مثَلَ الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء ” .

قال الحكماء : شبّه الله - سبحانه وتعالى - الدُّنيا بالماء :

١- ﻷنّ الماء ﻻ يستقرّ في موضع، كذلك الدُّنيا ﻻ تبقى على حالٍ واحدة .

٢- وﻷنّ الماء يذهب وﻻ يبقى، فكذلك الدنيا تفنى ولاتبقى.

٣- وﻷنّ الماء ﻻ يَقدر أحدٌ أن يدخلَه وﻻ يبتلّ ، وكذلك الدُّنيا ﻻ يسلم أحدٌ من فتنتها وآفتها .

٤- وﻷنّ الماء إذا كان بقدرٍ كان نافعًا مُنبتًا، وإذا جاوز المقدار كان ضاراًّ مُهلكًا، وكذلك الدُّنيا الكفافُ منها ينفع، وفضولُها يضرّ “.

- الجامع ﻷحكام القرآن للقرطبي .
@M00cd86742e107BOT

الاختلاط حرام قطعا مهما كانت الظروف

@prince146817BOT